النبى بين القرآن وكتب الحديث

11 0 0
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


«الموطأ» للإمام مالك خال من كل سخافة تنتقص من قدر النبى

◄الروايات البشرية عن حياة النبى دخلها كذابون اكتسبوا تقديسا مبالغا فيه

كان العرب قبل الإسلام لا يعرفون فن الرسم والتصوير كسبيل للتعبير عن حالهم أو ماضيهم أو حضارتهم كما هو الحال فى الزمن الموازى فى الحضارة الأوروبية آنذاك التى كانت تجسد حضارتها من خلال الرسم, ولكن لأن كل حضارة قديمة ازدهرت أو اندثرت كان يتوجب عليها اتخاذ دأب للتعبير عن ذاتها، فقد مثَّل الشِّعْر المعادل الموضوعى للتعبير عند العرب بديلا عن التصوير والرسم, وكان الشعر بكل صنوفه من الحب للغزل للهجر وصولا إلى الهجاء والمدح والرثاء يكوِّن فى النهاية صورة متكاملة عن هذه الحضارة التى لم تخرج عن مكة ويثرب - المدينة فيما بعد -.

ولا شك أنه بعد سطوع الإسلام على الجزيرة العربية كانت شخصية النبى ووصف سمته شكلا وأخلاقا وحضورا يأخذ الاهتمام الأول والأوحد للتعبير, ولكن المشهد الشعرى المعتاد فى التعبير العربى غاب عن الواجهة ليتوارى خلف الآيات النازلة بالوحى على النبى، وليس معنى ذلك أن القرآن كان بديلا عن الشِّعْر, ولكن المعنى أن القرآن فى هذا الشأن خاصة قد مثل المعادل السماوى لتصوير الزمن الإسلامى والتعبير عنه فى وقت النبوة بعهديه المكى والمدنى، ومن خلال هذا التصور خط القرآن لوحة متكاملة الأبعاد, نقية وصادقة عن زمن وزمان النبوة وبالتبعية عن شخص النبى المصطفى وحياته, فكان وصف النبى فى القرآن وصفا يغنى عن غيره, ورغم عودة الشعر للصورة التعبيرية عن النبى بدءاً من الصحابى الشاعر «حسان بن ثابت» وصولاً إلى كشوفات وفتوحات التصوف الإسلامى فى وصف النبى مثل بردة البوصيرى وغيرها كمحاكاة لاستلهام الوصف القرآنى للنبى وإلقاء ظل له أو منه على الأبيات الشعرية.

ثم فى مرحلة لاحقة ظهرت الروايات البشرية التى تتحدث عن تصور مصاحب لشخص وحياة النبى ودخلت فى تركيبة المعادلة بعد قرابة قرن من الزمان من وفاة النبى عليه صلوات الله, حيث بدأت الروايات تتجمع وتترافد من كل حدب وصوب بقصد استجماع السُّنة الفعلية والقولية والتقريرية للنبى، وهذا بلا شك منحى واتجاه كان الإسلام محتاجا إليه بالضرورة الدينية والعملية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 19, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

النبى بين القرآن وكتب الحديثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن