علا صوت حذائها الانيق على حافة الكورنيش المطل على الشاطئ .....
وقفت بثبات و اخذت نفساً عميقاً من عبير البحر و نفحات هوائه الباردة ....
فتحت عينيها العسليتان ببريقهما الفتان بقوة وهي تتأمل لحظات بزوغ الشمس بلونها الناري الاخاذ ....
شقت ابتسامة طفيفة شفتيها الرقيقتان لتقول بعدها بهدوء " انت تحب هذا اليس كذلك آرثر "
انهت كلامها المبهم بأن التفّت حول نفسها واخذ معطفها السميك يتمايل مع دورانها ... وشعرها البني القصير يتلاعب بهبات الهواء المندفعة الباردة ....
التقت انفاسها و جلست على مقعد قريب منها ... وان تملكها بعض الدوار ....
اعادت النظر للقرص المشع الذي اضاء الدنيا بشعاعه و قالت " آرثر اليوم وبخني والدي ... لقد قال انني لا انتبه لدراستي ... وان علي ان اكون اكثر حيطة فقد ارسب في اول سنة لي في الجامعة .... فكما تعلم آرثر ... الجامعة غدت اصعب بكثير من الثانوية " ...
فتحت حقيبتها الجلدية و اخرجت سندويشة متوسطة الحجم و اخذت قضمة كبيرة لتقول وهي تمضغها " امم ... لم اجلب لك واحدة فأنت لا تحبها .... انها بزبدة الفستق ... " ....
اطلقت ضحكة خفيفة و قالت وهي تخرج سندويشة مشابهة من حقيبتها " ماذا ... اظننت انني لن اجلب لك ما تأكله .... هاك سأضعها لك هنا وعليك اكلها " .....
وضعتها بجانبها على المقعد الخشبي ...
ابتسمت وقالت وقد اشرق وجهها اللطيف " اه ... مر وقت طويل اليس كذلك ... ومع هدا لا نزال لا نفارق مكاننا المميز ... اليس كذلك آرثر " ....
ما من رد .....
اكملت على ذات الابتسامة " ايام الثانوية كانت ممتعة ... لطالما كنت انت المجتهد و انا المهملة .... ولكنك لم تبخل في معاونتي في فهم ما اجهله ....
و احلى ما عندي كان الضحك على المعليمين ... لكنك دائماً ما كنت تصدني بقولك .. " ...
اكملت وقد جعلت صوتها غليظاً " عيب يا سالي عليك ان تكوني مؤدبة مع من هم اكبر منك .. عيب" ... بترت تقليدها بضحكة فشلت في كبتها و قالت بعد ان استجمعت انفاسها " اسفة اسفة ... لكنك تبدو هكذا فعلاً " ....
عدلت جلستها قائلة " لأكون صريحة .... انا لم امتلك اي مشاعر تجاهك في بادئ الامر .... لكن ضحكتك ... ولسبب اجهله كانت تطرب سمعي ... ونظرتك تلك كانت لي وحدي و لم تنظرها لأحد غيري ... افشت سرك و دلتني .... انك تحبني .... " ....
شَحُبت ابتسامتها قليلاً وهي لا تزال تطالع الافق الذي امامها " وعندها سمعت قلبي لأول مرة .... لقد قال لي انني فعلاً احبك انا الاخرة .... ان الحب لشيء جميل .... اعلم انك تحبني .... فما فعلته خير دليل على ما اقوله " ....
اعطت رأسها التفاتة بسيطة وقالت بصوت خافت للشاب الذي يجلس بجانبها محنيّ الرأس و قد غطت خصلاته الذهبية عينيه " اليس كذلك آرثر .... لقد فعلت ذلك لأنك تحبني " ....
رفع رأسه بخفة و ظهر بريق عينيه الرماديتان الحادتان " ربما ما تعتقدينه صحيح "
تجهمت ابتسامتها مرة اخرة و ترقرقت دمعة من عينيها وهي تقول و قد ارتجف صوتها " ما كان عليك ان تحبني ... لقد كان خطأ كبيراً اليس كذلك آرثر ؟ "
وقف على قدميه بقوة وظهر طوله الفارع ... لكنه انحنى امام تلك الفتاة ليقول و هو يتأمل بشغف اللؤلؤتين المنحدرتين من مآقيها " ربما ... "
فصاحت محتجة " اجبني جواباً معتدلاً آرثر ... الا تراني احترق ... آرثر انا اتألم بسبب ما فعلته .... اريد اريد بشدة سماعها .... قلها لي .... آرثر .... ارجوك ..... انت تحبني فقلها لي ...... قلها ...... انا بحاجة لها ...... "
تراجع الشاب بضع خطوات للوراء و مد ذراعيه الى جانبيه قائلاً بصوت عالي ساخر " سالي .... عزيزتي سالي ..... لقد فات الاوان ..... فكما تعلمين ...... انا لست موجوداً الان .... "
صرخت بأعلى صوتها وهي تدفع الدموع من مآقيها بقوة " لا تقل هذا ... لا تقل " ....
كانت ذراعاه ممدودتان .... انه يبتسم تلك الابتسامة نفسها .... و النظرة التي هي وحدها التي حصلت عليها .... انها لها .... انه يناديها .... ها هو امامها .... لذى فهو موجود بنظر سالي .....
هتفت بعنف و هي تركض بسرعة نحوه " آرثر انا احبك .... "
حركت ذراعيها لتعانق من كان امامها ......... لتشعر بدفئه الذي تحتاجه .... لتستنشق رائحته .... لتدع ثيابه تتشرب دموعها ..... لكن
لكن ذراعاها التقيتا .... و تبخر ذلك الخيال الذي كان يمثل قلبها و عشقها ... يمثل الراحل آرثر .....
تهاوت على الارض الاسمنتيّة الصلبة بعد ان حاولت عبثاً التقاط ما تبقى من رذاذ خياله اللامع .....
اخذت تضرب الارض بكفيها الرقيقان و قد شاركتها دموعها التي وصلت لتلك الارض ....
شهقت من بين سيل دموعها قائلة بصوت اجش " لماذا يا آرثر .... لماذا لم تتركني اموت ..... لكان هذا ارحم .... ارحم بكثير ... فأنا اتعذب .... "
صرخت بملئ صوتها و كأنها اعتقدت ان صوتها سيصل له " لقد رحلت بسببي .... لقد رحلت دون ان تقول لي انك تحبني .... اكان عليك ان تفديني بروحك ..... "
غطت وجهها بكفيها قائلة " انت تحبني اليس كذلك .... اليس كذلك .... انا لن اسمع جواباً " ....
هبت نسمة هواء قوية بعض الشيء اذنت لسالي بأن تسمع صوتاً دافئاً حنوناً اتى مع تلك الهبة " لما كنت فعلت هذا لو لم اكن احبك .... سالي .... "
ابعدت سالي يديها عن عينيها و تلفتت من حولها .....
لكن انها وحدها .... من اين ....
عاد ذلك النسيم اللطيف ليبعثر شعر سالي الذي نالت بعض خصلاته من دموعها .... ليسمع ذلك الصوت مرة آخرة و يهز كيان سالي المضطرب " ها هو جوابك سالي ..... انا احبك " ....
وقفت مجفلة من تلك الكلمات القصيرة ذات التأثير الابدي و هتفت في وهن " آرثر ؟ "
اجالت الطرف في المكان بحذر فهدئها ذات الصوت " سأكون دائماً بجوارك سالي .... انا في قلبك .... انا هنا ..... فلا تحزني و ان غبت عنكِ " ...
تسمرت في مكانها مذهولة .... لكنها ما لبثت ان ابتسمت واضعة يدها على صدرها و قد انبعث رنين السعادة في صوتها القائل
" نعم ...... في قلبي ستكون " ....................-انتهت-
أنت تقرأ
في قلبي ... ستكون
Short Storyنعم ... وان لم استطع رؤيتك فأنت في قلبي ... ستكون فائزة بمسابقة (( ون شوتات )) المركز الثالث ^_^ ☆ اول تجربة لي في الون شوت اتمنى ان تنال اعجابكم حبوباتي - قبلاتي -