"أيُمكن أن نأخذ هذا؟"قالت و هي تُشير إلى رقائق القمح المقرمشة المُحلاة بالشوكولاتة.
"طبعًا! سنأخذه، إختاري أي شيء آخر تُريدينه" مسح على شعرها لتشعُر هي بحنانه الفائض من لمسته.
ابتسمت بتكلُف و لمعت عيناها بسعادة تمكَّن هو من ملاحظتها، ليبتسم هو الآخر تلقائيًا بينما كان يحدِّق بها و هي تبحث عن مُنتج معين اثناء سيرِها و نظرها إلى الأرفُف.
توقفت أمام القسم الخاص بالألبان، و مدت ذراعها لتصل إلى زجاجة لبن و أخذت تقرأ ما عليها، لتهمس: "هذا هو المطلوب!"
"أتُفضلين نوع معين؟" سألها ناظرًا إليها بفضول.
"نعم، ذلك هو الأفضل، اللبن خالِ الدسم" هزَّت رأسها متأثرة، و نظرت بعينيه مُباشرةً.
"هذا لطيف جدًا، أترغبين بشراء بعض الخضراوات أو الفاكهة؟"
أومأت برأسها و لم تذهب الابتسامة عن وجهها حتى الآن، ففَهِم عنها و سارا حتى وصلا إلى قسم الخضراوات و الفاكهة.
"إختاري ما تشائين" ترك لها حرية الإختيار، و كل ما قام به هو جرّ تلك العربة بينما هي تنتقي التفاح و الخيار و بعض الطماطم و الكثير جدًا من الفراولة.
كان سعيدًا جدًا بها و بأنها مرتاحة و ليست متوترة إطلاقًا، كانت تتصرف و كأنها مع والدها فعليًا، و هو لم يكُن سعيدًا أبدًا بأي لحظة في حياته سوى الآن.
"حسنًا، أظن أنه يُمكننا الرحيل الآن" أخبرته بثقة تامة بينما هي تطيل النظر إلى تلك العربة.
"لا، هناك الكثير من الطعام سنحتاجه، أخبريني أي أنواع المعكرونة تفضلين؟"
-
"أظن أن اليوم هو من أسعد أيام حياتي، و سوف أدونه بدفتري بلا شك!" تحدثت بحماس بعدما فتح ماثيو باب المنزل مباشرةً.
"أنا كذلك" أخبرها بعدما ترك الحقائب على أرضية المنزل بهدوء ثم أغلق باب المنزل.
التقطت الحقائب سريعًا و نظرت يسارًا ثم يمينًا لتجد المطبخ، هرعت إليه و بدأت بوضع المعلبات على الأرفُف، و وضعت المجمدات بالثلاجة.
"أخيرًا! هناك أنثى ستساعدني بأعمال المنزل اللعينة تلك" قال بإرتياح و سخرية بينما هو يضحك بخفة.
"و انا لا أصدق بأنني أخيرًا حصلت على أب و... لحظة واحدة، ألست متزوج؟"
خرجت من حيز المطبخ و وقفت أمامه لتعقد حاجبيها متعجبة، و لأول مرة منذ خروجهما من الملجأ، ذهبت ابتسامتها.