الفصل الحادي عشر........وعد

150 5 0
                                    


نظراتها  الحزينة الجريحة الغاضبة  كانت تقولها له صريحة ....... هذا يوم الحساب!...من اين جاءت .....منذ متى هي هنا .....كيف دخلت الى شقته .......المفتاح الذي مع حسام ! .... عاد ليتأملها...  كيف لعينيها  ان تختزل كل هذه المشاعر في نظراتها دفعة واحدة ؟!.     انه يشعر بالخوف  عليها...... لا تزال يافعة على قسوة الحياة!........ مرة اخرى تلوح ذكرى ملك وهي ترتجف  بعد ان خلصها من براثن ادهم....... لقد كانت يافعة في مثل عمرها تقريبا    ..لتضرب المشاعر قلبه بقوة وكأنها  تعيد له الحياة عليك ان تحميها لكن كيف ومن من

ادرك منذ اللحظة الاولى انها لم تكن في حال متزنة  ..... لقد ذهبت الى مصفف الشعر  في يوم جنازة شقيقها!!!!! .. لتقصه وتصبغه لتبدو مثل !!!!!!.......جيسي ؟!؟ 

تناول هاتفه وأخذ يضغط ازراره سريعا ويده تهتز  ثم القاه بعيدا....... يلتمس من نفسه ان تحسن التصرف..... رفع وجهه نحوها  يتأملها بتوتر شديد..... يحاول جاهدا ان يخترق افكارها التي بدت عصية على ادراكه للمرة الاولى منذ عرفها 

ملك ... الحمدلله انك بخير    ....  لاحظ اتساع عينيها متسائلة وهي تتمتم حروفا دون ان تصدر صوتا ... ضاقت عيناه وهو يلتقط الاسم الذي تلفظه ..... م...ل...ك    أغمض عينيه لثانيتين يلعن نفسه هل ناداها ملك ........حقا ما من بداية أسوأ!!!!!

اجاب على سؤالها الذي لم تنطق به : ملك هي  اقرب ما لدي كأخت صغرى لم أحظ بها ....... صمت  ثم تابع مشيحا بعينيه عنها .........مثلك تماما 

كاذب !..... صرخت  وصوت تهشم   ما التقطته يداها يرتطم بالحائط يبدو كصدى باهت لما تهشم داخلها.... بسببه ...كل هذا بسببه

بسط كفيه قائلا  بيأس :اهدئي  اهدئي انا  لست كاذبا وان كنت عاجزة عن رؤية ذلك .... انت ....عائلتك هي حقا عائلة لي .... غضبك لن ينفي ذلك أبدا.                   هتفت من بين أسنانها بعنف 

لا تتشدق بأي كلمة اخرى عن العائلة التي احتضنتك وغدرت بها وبعتها ... لأجل .....لاجل

استفزته الكلمة  النابية التي خرجت من بين شفتيها  لينهرها بعنف : إياك ثم إياك ....لن اسمح لك بان تهيني المرأة التي ستصبح  زوجتي 

لكنها تابعت بجنون  تصرخ :  أتظن بأنك تملك رفاهية ان تسمح او لا تسمح ؟؟؟!؟!     هل عرفتك  على صديقها طبيب الطوارئ مارك!!!.....  قبل أشهر قليلة فقط كانت تلتصق به كالعلقة الى كل مكان يذهب اليه  ... لأكثر من ثلاثة سنوات وهي تسكن    معه  تعا.........قاطعها صارخا بأعلى صوته ......

اعرف..... اعرف .. اعرف كل شيء .. وسأتزوجها هي فتوقفي .....توقفي عن اهانة نفسك  وتحلي ببعض الكرامة !!.......  وقف يلهث من فرط انفعاله يحدق بها محاولا  ان يهدأ.    دون. فائدة........ لا يستطيع ان يقدم لها اجابة مريحة تكون بلسما لقلبها وكرامتها  .....لا يستطيع ان يعري روحه ويكشف وصمة عاره امام اي مخلوق   مجددا.......  انه اكثر جبنا وضعفا من ان يشرح لها انه لا يليق بها ........انه لا يملك نسبا حقيقيا يقدمه لأطفالها .......  انه  يحميها من تضحية هو متأكد من ان روحها المتمردة ستقدم عليها ...... بأنها ستضرب بعرض الحائط  كل منطق وترتبط به  !.لو عرفت  ......................   وكأنه غذى نيران غضبها اكثر وأكثر بكلماته  لتخرج كل ما احتبس في جوفها دفعة واحدة  تقول بصوت  مبحوح من كثرة الصراخ محمل بعذاب ايام صعبة:

اولاد الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن