P4

638 89 14
                                    

البارت الرابع من حب للبيع ...

تأليف لينا عبدالله .

بدأت دموع الخوف تنساب على وجنتيها رعبًا و خشية ، و أما ساقيها فتحولتا إلى قطعتي جليد فتيبست في مكانها ، ذلك الرجل المخيف يقترب أكثر فأكثر ، و خوفها يزداد أكثر في كل خطوةٍ يخطوها فماذا تفعل ؟

بسرعة حاولت أن تشغِّل عقلها و تستعيد وعيها فكان الحل الأمثل لذلك ، أن تقرص نفسها .

و بالفعل استطاعت استعادة القليل من رباطة جأشها إلا أن الأوان قد فات ، فها هو ذلك الذئب يكشر عن أنيابه لينقض عليها .

و في محاولةٍ لمقاوته ، تذكرت أنها تحمل في حقيبتها زجاجة العطر ، المنتج الجديد .

و بسرعة أخرجتها من الحقيبه بعد أن رفصت ذلك القذر بحذائها لينغرز كعب الخذاء في معدته ، و عندما استعاد السيطرة و تجاوز تلك الرفصة عاد إليها ، لتستقبله برذاذ العطر الذي اخترق مقلتيه ، فيصرخ كحيوانٍ بري مجروح و تفر هي بجلدها .

إلا أنها ما زالت ترتجف ،و رغم أنها تركض بأقصى سرعة ، ما زلت تظن أن ذلك الرجل المخمور ما زال يتبعها ، و تلقائيًا تحرك جسدها إلى منزل ليون و قد كان أقرب إليها من منزلها .

جلست في الصالة تحادث والدة ليون عما حدث معها ، و تلك العجوز تتفاعل مع قصتها بكل حواسها ، أخيرًا عاد ليون من المطبخ و بيده كأس ماءٍ ، لتروي عطشها ...

-حمقاء ، تستحقين ما حدث لك .

و عقابًا على كلماته القاسية ، رفعت العجوز الخمسينية عصاها ، و بكل ما أوتيت من قوةٍ و عزمٍ ضربت ابنها .

-لا تكن وقحًا يا ولد .

فيتأوه ذلك المسكين من جراء ضربتها ، بينما هي التفتت إلى تارا لتضمها بين ذراعيها ، و تخفف من خوفها فجسدها ما زال يرتجف .

-أوه عزيزتي المسكينة لابد من أنه كان أمرًا ًصعبًا عليكِ ، يمكنكِ البقاء هنا الليلة .

لتصرخ بعد ذلك في وجه ولدها .

-ليون أعد غرفةً لتارا .

في صباح اليوم التالي كانت تارا قد تحسنت ، و تقريبًا تناست أمر حادثة البارحة ، إلا أنه بفضلها تاخرا اليوم عن فتح المتجر ، و لو علم السيد باول بذلك لطردهما كليهما .

لذلك قررا الذهاب إلى المتجر جريًا خاصةً و قد فوتا الحافلة و لم يتوقفا عن الجري إلى أن وصلا أخيرًا ، و هناك كانت المفاجأة!

تلك الطفلة من أرادت أن تشتري الحب تقف أمام المتجر تمامًا و من الواضح أنها تنتظر قدومهما .

تقدمت تارا إليها ، فالتفتت .

لتظهر الطفلة نحيلة مخيفة شاحبة ، فقد فقدت نصف وزنها عن آخر مرة رأياها فيها ، كما أن بشرتها البيضاء تحولت إلى سوداء ، و عينيها الخضراء الصافية باتت الآن قاتمة ميته ، و جدائلها الحمراء اختفت ليحل محلها شعرٌ قصير اشعث بالكاد يصل إلى أذنيها ، و أما دميتها فلم يتبقى منها سوى ذراعها اليمنى !!

تراجعت تارا للخلف من مظهرها المخيف ، ليتقدم ليون فتتمتم الطفلة أخيرًا بعد صمت طويل , بكلماتٍ غريبةٍ لم يستطيعا تميزها، بينما تبرز قطعة زجاج تحاوطها أصابعها بقوه حتى جرحت و نزفت ، كتب على ما تبقى منها VE .

ليتبين لهما أنها قطعة من زجاجة العطر ، فيسرع ليون و ينتزعها من بين أصابعها ، بينما يطلب من تارا منديلا ً.

و في أوج اضطرابهما نطقت الطفلة بينما تميل رأسها ببلاهةٍ ...

-أظن أن هذا الحب فاسد .

#يتبع

رأيكم؟

قرأت البارت ، فضلا ًصوت 🌟
و بتعليق عبر عن رأيك💬

حب للبيع ! |©2017حيث تعيش القصص. اكتشف الآن