اعدني الى الصحراء ... {روايات احلام}

النوم على حافة بركان

طوى ميتش تقرير غرايس عما اختارته لمواقع تصوير "الغد الجديد" . . ووضعه بتأن على طاولته ، ثم رد كرسيه إلى الوراء ، ونظر الى ساعته .
تفاجأ أن الوقت قد فاته فقد أصبحة السابعة مساء . . لا عجب أن معدته كانت تهمدر جوعا . في الأيام الثلاثة الأخيرة منذ أن وصل إلى البلدة ،كان أمامه عمل كثير يراجعه ، بحيث كان يبقى كل ليلة حتى وقت متأخر في المكتب ، ثم يشتري طعاما جاهزا من مطعم الاكل السريع المجاور بدلا من أن يأكل وجبة ملائمه في مطعم الفندق .

أسبل ذراعيه ثانية ، وشبك يديه خلف عنقه . كانت هذه الوضعية تشعره بالراحة أثناء التفكير في أمر ما .

ومحور تفكيره الآن هو غرايس روبنز .
هذا التقرير الذي قدمته مؤثر حقا ، الكتابة الواضحة المتقنة ، الخرائط ، التنسيق الذي لا خطأ فيه والاهتمام الكامل بالتفاصيل ، امور تظهر دون مجال للشك أن غرايس إدارية بارعة

في فترة شهرين من انتقالها من مكتب سيدني لتكون عضوا في الفريق العامل من تاونسڤيل ، جمعت غرايس كمية مذهلة من المعلومات عن المنطقة الشمالية . . اثناء قراءته للتقرير أثار اهتمام ميتش كل المواقع المرشحة التي أشارت إليها
وما أدهشه حقا ، قدرتها على معرفة ما كان يحاول تحقيقه بهذا الفيلم . .
مع انه لم يرسل سوى اقتراح مكتوب ولم تقرأ نص القصة بعد . .

مساعدة تستطيع ببرمجة دقيقة شق طريقها عبر تفاصيل يعوزها الترابط لتجد بالضبط ما له صلة بموضوع العمل ، مصدر قوة عظيم . . حين أخذ بعين الاعتبار كفاءتها ومؤهلاتها ، عرف ميتش أن جورج هيرڤي كان على صواب . . لغرايس قيمة لاتقدر للشركة

من المؤسف ألا تترافق هذه المؤهلات مع شخصية لطيفة مشرقة
الأيام الثلاثة التي أمضاها في الشركة ، كانت تعابير وجهها مهذبة وإن بغير ود . . وألان بدأ يعتقد أنه حلم بأنه رأى ذلك الجمال الساحر الذي شاهده في إطار باب شقة هنري اسبينال
كانت غرايس تنتقل في المكتب ورأسها محني ترتدي اللون البني أو الرمادي الكئيب الذي كان يظهرها كفأرة ضعيفة . . ولم تكن تشبه تلك المرآة التي ارتدت ثوبا اسود  رائعا يبرز جمالها وسحر وجهها

ربما عليه أن يبادر بشيء ما ليضع مناخ المودة بينهما . . لكنه كان يرى ضرورة الفصل بين العمل واموره الشخصية .

فتح غطاء التقرير البلاستيكي ، ووصل مجددا الى توصيات غرايس قرأها مجددا والقلم بيده يضع الدوائر على نقاط محددة ويسجل ملاحظاته على الحاشية ، وكان متأكدا من خياراتها المثيرة للأهتمام والتدقيق

غرايس مميزة في مجال الطهو . .  لذا كانت تغتنم الفرصة عندما تشعر برغبة في القيام بذلك لتحضير كميات كبيرة تدوم لعدة وجبات . . الليلة ، كانت تحضر طبق الكاري المفضل لديها .

قبل أن تصل إلى منزلها توقفت عند سوبر ماركت محلي واشترت كل الحاجيات الضرورية بعد انتهائها من حمام دافئ بالزيوت المعطرة دخلت المطبخ وأغلقت الستائر الحمراء القطنية المخططة ، ثم شغلت الموسيقى في نهاية يوم العمل عادة كانت تخصص وقتا للجلوس مع نفسها لتجلي افكارها  وألأهم الآن أن تتخلص من قلقها عما إذا كان مديرها الجديد قد تعرف إليها وعرف انها المرآة التي كانت في شقة هنري