6

3.1K 73 0
                                    


#كانت سعيدة لأنه ابتعد عنها لكي تحظى بفرصةلاستجماع قوتها، لا يمكنها أن تبقى وحدها معه في هذا البيت الليلة أو أي ليلةأخرى.
عاد حاملاً كأسين من النبيذ الأحمر وأعطاها واحداً، وعلى الفور تذكرت ذلك المساء منذ سنتين ونصف.
"هل هذا من نبيذك؟" سألت وهي تأخذ كأسها."أجل" جلس بقربها من جديد "هذا إنتاج السنة التي ذهبت فيها لرؤيتك، منذ ذلك الحين والإنتاج ضعيف، الطقس سيء، لكن هذا الصيف ربما سيحالفني الحظ مجدداً" نظر إليها طويلاً ثم رفع رأسه، "نخبنا ونخب المستقبل" قال.
نظرت روزيل بسرعةإلى كأسها إلى أعماق النبيذ.
"ليون..." بدأت ثم غيرت رأيها بشأن ما كانت ستقوله "لا أستطيع أن أشرب نخب ذلك"
"لما لا؟"
نظرت إله فكان يراقبها وعيناه تتجولان على وجهها، فحاولت المحافظة على هدوئها شدت على كأسهافانكسر بين يديها ووقع النبيذ كالدم بينهما، مشكلاً بركة فيحضنها.
"آه أنا آسفة" قالت برعشة.
"يبدو أنك لا تعرفين مدى قوتك" قال ساخراً واضعاً كأسه على الطاولة ليلتقط الزجاج عنها ثم قدم لها منديلاً كبيراً لتلتقط فيه النبيذ عنها.
"أخشى أن ثوبك قد عطب إلى الأبد .. سأحضر لككأساً آخر".
"لا، لا ... ليون، أرجوك استمع إلي" قالت بسرعة "لا نبيذ ولا أنخاب، يجب أن نتكلم بمنطق" توقفت عندما لفت انتباهها حركة في الممر، كانت انجيل قادمة إلى الغرفة، حاملة فييدها زوج عكازات، ووجهها يشع بابتسامة ارتياح.
"المعذرة" قالت "انظري ماذا وجدت! عرفت أنني رأيتها في مكان ما، وبيار ذكرني أن جيلز دوماي لديه منها بعدما كسر رجله، لذا أقنعت بيار أن يذهب إلى بيت دوماي ويطلب منه استعارتها لك، يا مدام" تقدمت انجيل إلى الكنبة ووضعت العكازات عليها.
"هذا لطف منك، أن تتكبدي المشقة" قالت رزويل.
"بل من دواعي سروري سيدتي، لا إزعاج على الإطلاق أعرف أنك تريدين العودة الليلة إلى باريس ففكرت .."
"لن تعود السيدة إلى باريس الليلة" قطع صوت ليون كلام انجيل "ستبقى هنا لعدة أيام،ربما طول الصيف"
إذن هل تود أن أبقى لأعد لكما العشاء؟ قالت انجيل مستديرة نحو روزيل "سيكون من الصعب عليك يا سيدتي أن تطهي وكاحلك يؤلمك، لن تستطيعي تدبر الأمر حتى مع عكازات ..."
"أنا سأعد العشاء" تكلم ليون بقسوة مرة أخرى "شكراً لك على العكازات، ومع السلامة".
الطرقة التي قالها فيها وكأنه يطردها فكرت رزويل.
"أنت متأكدة ياسيدتي أنك لا تودين مني البقاء؟" سألت انجيل.
"لا، ليست متأكدة" قال ليون "لكن أنا متأكد لذااذهبي في طريقك يا انجيل، سنراك بعد غد".
"أجل، سيدي" بدو أن انجيل تكون سعيدة إذا ماأمرها رجل أو شخصية أقوى منها "إلى اللقاء يا سيدتي" قالت مبتسمة "آمل أن لا تؤلمك قدمك كثيراً الليلة".
خرجت من الغرفة، فعاد كل شيء كما كان، فأحضر لها ليون كأس نبيذ وبدأت ترتشف منه بسرعة قبل أن يقترح نخباً آخر، حمل كأسه وجلس بعيداً عنها هذه المرة.
"لماذا لا تعيش انجيل في القصر الآن؟"سألت بعد لحظات من الصمت.
"من يدري؟ انتقلت إلى بت أخيها في القرية بعدعودتي من لندن بقليل، أي منذ أكثر من سنتين" فابتسم بمرح "ربما عاطفتها نحوي ازدادت فوجدت الأمر محبطاً بأن تعيش معي في نفس البيت دون أن تشاركني سريري ... فكما ترين،لقد أملت أن تصبح سيدة القصر هنا، في الواقع لقد أغوت بول ارستنوت بذلك، لقد ظنتأنه رجل محترم ويتزوجها عندما أخبرته أنها تتوقع منه طفلاً، لكن بدلاً من ذلك أصابته ذبحة قلبية ومات" قال بسخرية ممتعة "ثم اشتريت أنا المكان فحولت نواياهانحوي".
"تقصد أنهاأملت إنجاب طفل منك؟" استعلمت روزيل.
"ليس فقط أملت بل ما زالت تأمل .. حتى بعدماأخبرتها أنني متزوج وسأزورك لم تستسلم، وعندما عدت من لندن بدونك استخدمت ضغطهاتماماً" أضاف برقة "كان من الصعب رفضها دون خسارة خدماتها كمدبرة منزل، لكن بطريقةما تدبرت إيصال الرسالة لها، فانتقلت من البيت، لكنها ما زالت تأتي إلى البيت كل يوم آملة أن تجعل نفسها مقبولة ...." توقف ليتمتم شيئاً فظاً عن النساء.
"لا بد أنهاوجدت الأمر غريباً، أننا لا نعيش سوياً" قالت روزيل.
"لا أهتم لما تفكر فيه" ردبسرعة.
"ولا بد أنهاتتساءل لماذا لم نحصل على الطلاق" أكملت بحذر.
"إنها تتساءل، لدرجة أنها اقترحت الأمر، مشيرةإلى أنك لا تتصرفين كزوجة، فأنت لا تبقيني دافئاً في سريري، تطبخين لي وتعتنين بالمنزل لأجلي".
"أتمنى لو أنك أخبرتني كل هذا عنها قبل ذلك الصباح، قبل أن تغادر لندن" قال.
"وهل كان ذلك أجدى أي أنفع في حينها؟ لقد حاولت جهدي ن أشرح لك أنني لا أهتم لها، لكنك كنت غريبةذلك الصباح غير معقولة أبداً".
"بعد قراءتي لتلك الرسالة كنت تتوقع مني أن أكون عاقلة؟".
"أولاً، لم يجدر بك قراءة رسالة موجهة إلي ... وثانياً، لا يحق لك خلق افتراضات عن علاقتي بها ... حسناً، ها قد عدنا حيث تركنا ذلك النهار، أليس كذلك؟أنت غيورة، وما زلت لا أفهم لماذا؟".
"لقد شعرت بأنك خدعتني في عدة أمور ولا زلت أعتقد ذلك"
"لماذا؟ ... لأنني تصرفت كزوج، لأنني بقيت وعشت معك، نمت معك، تشاركت معك؟ هل هذا خداع؟ وكل الوقت صدقت أنني أفعل ما يرضيك!" لعن وشرب جرعة كبيرة من كأسه وذهب لملأه بمرارة،ابتلع نبيذه ووضع الكأس ثم تقدم نحوها وأخذ كأسها.
الآن حان الوقت، فكرت روزيل، لتطلب منه الطلاق الآن بينما هو غاضب منها وكرهها، نظرت إليه مشجعة نظرات الوحشية في عينيه، بينمايتجول ذهاباً وإياباً قرب الكنبة ناظراً إليها.
"إذاكان هذا ما تشعر به نحوي، ستكون سعيداًإذن أن توافق على الطلاق" قالت"لهذا أتيت اليوم، لأخبرك أني عائدة إلى باريس،لأستأنف حياتي".
"لماذا؟: سألها.
"لماذا، ماذا؟" سألت بحيرة.
"لماذا تردين الطلاق؟" جلس ليون قربها، واضعاًذراعه على ظهر الكنبة، انحنى نحوها، حتى شمت رائحة الخمر في أنفاسه بغير إرادتها لكن بحذر انتقلت نظراتها إلى صدره، فأحست برغبة مفاجئة تحثها على لمسه، لم تحس هكذامع أدريان أو أي رجل آخر، فقط مع ليون شعرت برغبتها البدائية في أن تلمسه، لكن هذاليس له علاقة بحبه، لا علاقة على الإطلاق.
"لقد تلقيت عرضاً للزواج" قالت بحزم.
"فقط واحد؟" قال بحنق.
"ماذا تعني، فقط واحد؟" طالبته مستديرة نحوه بسرعة لتجد أنها لا تبعد عنه سوى انشات بسيطة، فأبعدت رأسها إلى الوراء.
"لقد ظننت أن امرأة جميلة مثلك، كانت ستتلقى أكثر من عرض خلال السنتين الماضيتين" قال ونظر إلى حنجرتها "لطالما أحببت هذا الخط" لامسه بإصبعه، تقدم رأسه منها أكثر وتجولت شفته على وجهها وعنقها.
"لا، توقف" صرخت واضعة أصابعها في شعره،محاولة إبعاد رأسه عنها، نصف متألم وضاحك رفع رأسه ممسكاً بمعصميها، ساحباً يديهاحتى شعره وأبقاهما أسيرتين بين يديه.
"دعني اتركني لم آت إلى هنا لأمارس الحب معك".
"آه، لماذاأتيت؟ ... ليس فقط لتخبريني أنك تفكرين بالطلاق، وتريدين البدء بالإجراءات، كان بإمكانك إنهاء ذلك عند المحامي".
"أعرف ذلك لكن الأمر بدا متحضراً أكثر أن أراك وأتناقش معك بالأمر بعقلانية".
"ها ... من المستحيل أن تكوني أنت عقلانية ... ومن المستحيل أيضاً أن أكون أنا عقلانياً، وأنت هنا الآن ... كالعادة فأنت تثيرينني" قال مستفزاً.
"هل أنت متأكد أنها ليست الخمرة التي شربتها هي التي تفعل ذلك؟". ردت بسرعة.
"أنا متأكد ياحبيبتي ... لقد مر وقت طويل منذ كنا سوياً في لندن، كان يجب أن تأتي منذ زمن، لكن الآن أنت هنا، وأنوي أن أستغل زيارتك جيداً".
"لا"هذه المرة استعملت أظافرها لكنه أمسك بيديها ووضع ذراعيها خلف ظهرها بينما كان يضحك.
"كان يجب أن أعرف أنك لن تكون عادلاً" صرخت "ليون اتركني أرجوك دعني".
"لقد فات الأوان ... لا أستطيع" فحملها بين ذراعيه وخرج من الغرفة.
"أنزلني ... إلى أين ستأخذني؟ ماذا ستفعل؟".
"ألا تستطيعين التخمين؟".
"لن أذهب إلى سريرك".
حاولت بكل قواها التخلص منه لكن كل محاولاتها باءت بالفشل.

زواج بالاكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن