زين متعجباً: ماذا تقصد بذلك؟ ايعقل انك تقصد الاستاذ بروك بكلامك؟ لا مستحيل فنحن لم نتأكد بعد ما اذا كان هناك حقا شيء بينهما...
تابع جون بخبث : ما الذي ترغب بالتأكد منه؟ انه الشخص الوحيد الذي تتحدث اليه ليا وتجلس معه دون وجود حواجز كالاخرين، لذا الا ترى معي انه سيكون انسب شخص لاقناعها بالخروج معنا لليله واحده الى الكريوكي؟
اسمع جون حتى ولو تحدثت معه لا أظن بأن الامر سيكون بهذه السهوله، فليا عنيده للغايه كما تعلم...أجابه بصوت عميق داكن: أجل ولاني على علم بعنادها، اقول لك بأن الاستاذ بروك هو الحل، صدقني زين جرب ولن تخسر شيئا، حيث أنك لم تترك شيئا الا وجربته معها ولم ينجح شيء، لذا محاوله اخرى ان لم تنفع لن تضر، كما اننا شبه متأكدين من أنهما على علاقه، وفي حال ضغت عليه قليلا سيعترف بذلك، احساسي غالبا لا يخيب لذا وحتى يخبىء علاقته مع ليا سيوافق على مساعدتك بإقناعها٠٠٠
نظر زين الى جون قائلا بوجه شبه موافق: افكارك لا تكون دائما سيئه فكيف لعلاماتك ان تكون بذلك السوء ..(ضحك بخفة)
وفي اليوم التالي وما أن وضع زين قدماه على ارض الحرم الجامعي حتى اتجه مسرعاً ليرى الاستاذ بروك، رئيس قسم انماء البكتيريا، طرق باب مكتبه بتلهف وادب، ثم أجابه الاستاذ بالدخول...
اوه زين أهذا أنت؟ غريب أنك هنا توقعت أنك بإنتظار ليا في المختبر كالعاده...
نظر زين وشعور القرف يتأكله من الداخل ويقول في قرارة نفسه: ( يال خبثك تحاول أن تجعلني انا من يبدو كملاحق لليا بينما ومن الواضح انك أنت من تريد رؤيها اليس كذلك استاذ منحرف)
اه استاذ جئت لاكلمك بخصوص ليا نوعا ما..قالها زين بضحكه مصطنعه تماما...
رد الاستاذ بإهتمام: اوه موضوع متعلق بليا، اجل تفضل، فكما تعلم هي اختي الصغرى، واي شيء حولها وعنها يهمني معرفته تفضل ما الموضوع؟
بعد سماع كلام بروك زادت نظرات الشك في عيني زين وفي قرارته: (لا أصدق أن احداً مازال يستخدم حيله الاخت الصغرى تلك، فعلاً الى أي درجه يصل انحراف هذا الرجل، على ليا ان تكون اكثر حذراً وهي حوله)...
كحة بسيطه قام بإخراجها زين ليعدل صوته: في الواقع ليا فتاة انطوائيه قليلاً، وقد جئتك طالبا مساعدتك بإقناعها للخروج معي وانا وزملائي حيث اننا نشعر بالشفقه كونها لا تملك اي اصدقاء، لذا فكرنا بأنه لما لا تخرج معنا بموعد حتى ترفه عن نفسها قليلا، فهي تقضي معظم وقتها بمختبر الانماء ولا ترى شيئاً غير البكتيريا، لذا لو خرجت مره على الاقل لربما يعجبها الامر وتتفتح اجتماعيا معنا، فما رأيك بالاقتراح استاذ؟ هل تستطيع مساعدتنا على اقناعها؟
لمعت عينا الاستاذ وقفز نحو زين وامسك يداه بحرقه وقال بصوت عذب: يا لك من شاب نبيل جداً، كنت اعرف بأنك رائع ولكن الان تأكدت بالفعل، اجل ليا بحاجه الى هكذا تغير .. ولكن لما لا تسألها بنفسك؟؟
سحب زين يداه بسرعة كبيره وهو يصطنع الضحكة مجدداً: اه لقد سألتها بالفعل قبلاً ولكنها ترفض الفكرة على الدوام، لذا كنت اقول انه من الممكن لو انت قمت بسؤالها فلربما تغير رأيها، فكما تعلم جميعنا نشعر بأنها مقربه لك اكثر من الاخرين ...
شعر بروك بالاحراج وضحك خجلاً: لقد أخجلني كلامك هذا زين، حسناً لا تقلق اعدك بأني سأقنعها بالذهاب معكم، اتفقنا..
وقف زين والفرحة تملاء قلبه مجيبا: شكرا لك سيدي لقد اثقلت عليك بطلبي "..
اوه ماذا تقول بالعكس الشكر لك انت: مجيبا بتواضع، ثم اكمل كلامه بعينان جادتان: ولكن زين، ارجوك اعتني بليا جيداً عندما تخرجون، اتفقنا، وتأكد بأن تحظى بوقت ممتع مع الجميع..
عادت نظرة زين السابقة بعد رؤية الوجهة الجدي الذي ابداه بروك له وفي قرارته: ( اه يا اللهي ولكن ما خطب هذا المنحرف بحق، قبلا يمسك يدي والان ينظر بجديه وكأن الموضوع يعنيه شخصياً، على اي حال لا مشكله من مجاملته ما دام ذلك يصب بصالحي)
انحنى زين بوقار واجاب بجدية ايضا: لا عليك سيدي، اعدك ان انتبه لها ولن تكون الا سعيده...
وبعد يومان، انتظر الجميع امام باب الكريوكي، بما فيهم زين وثلاث فتيات متأنقات الملبس، ثم ظهر جون ومعه شاب آخر لم يلتقيه من قبل، وما ان اقترب جون منه حتى سحبه زين وهمس بأذنه: هاي من هذا الذي احضرته معك؟
جون مجيبا بقلق: لم ادري ما افعل بعد ان ألغى كلٌ من توماس وراي الموعد الليله ومعنا اربع فتيات لذا عندما طلب هذا الشاب الانضمام الينا.. وافقت..
ولكن كيف لك ان تحضر معنا شاب لا نعرفه؟
هدئ من روعك زين، انه من القسم المجاور لقسمنا يدرس الكيمياء اسمه نيكو ولا يبدو بالشاب السيء..
يا اللهي جون لا فائده ترجى منك...
تنهد زين ومع تلك التنهيده وصلت ليا بقميص زاهي اللون وتنورة طويلة ذات الوان براقة، لم تكن ترتدي النظارات، بل عدسات لاصقة، والحقيبة منحنيه على كتفها رويدا رويدا، حيث سحبت ليا شعرها خلف اذنها وهي تمشي نحوهم وهنا... افلت زين يده عن جون واستمر بالنظر بذهول نحو ليا التي قد قطعت كل نفس من انفاسه بحضورها المتألق، حاول جاهداً ابعاد نظره عنها لكن دون جدوى، واذ فور وصولها وقفت بتعابيرها البليده المعتاده حيت جميع الحاضرين، ثم دخلو معا قاعده الكاريوكي، ثم تعلقت الفتاتان بذراعي زين بقوة، وجون تعلقت به الفتاة الثالثة، فما كان من ليا الا ان تجلس وحدها تحتسي رشفات قليله من عصير البرتقال وكل ما يشغل تفكيرها وهي جالسة، البكتيريا والايام التي تحتاجها حتى تنمو لترى اي فصيله جديده زرعت مؤخراً، بعدها جلس نيكو الى جانبها وهمس في اذنها: مرحبا، هل لنا ان نتعرف انا نيكو من قسم الكيمياء.. وانت؟
ردت ببرودتها المعتادة: اهلا تشرفت انا ليا من قسم الاحياء..
اه اعرفك جيداً، كنت اراك دوما منهمكه بدراسة مختلف قبائل البكتيريا ، وعيناك دوما على المجهر تحاولين رؤيتها، ولكن الا يبدو لك الامر وكأننا الوحيدان خارج دائره الاصدقاء هذه، بصراحة هذه اول مره لي هنا مثلك تماماً، لذا ..(وقالها وهو يقترب منها اكثر فأكثر) وعينا زين لم تفارقا ليا ولو للحظة واحدة طوال السهرة وكأنه ينظر الى لؤلؤه سوداء شديدة الندره تخصه وحده فقط..
نظرات الغضب كانت تزداد بعينا زين كلما اقترب نيكو من ليا لمحادثتها، الى أن رفع نيكو يده حول أكتاف ليا وحاول أن يضع يده الاخرى على قدمها وهنا هب زين سريعاً ليسحب ليا من مصيده نيكو، شدها بقوة والجميع ينظر بذهول، رفعت ليا عيناها نحو زين وقالت ببلاده: ماذا تفعل؟ لقد المتني..
رد عليها و نظراته تشتعل غيرة: لا اريد سماع اي كلمة فقط تعالي معي ايتها الحمقاء..
وظل يمشي وهو ممسكاً بيدها بقوة ساحبا اياها خلال الرواق الى ان قذفها نحو الحائط وصرخ عليها: ما الذي كنت تفعلينه هناك بحق الجحيم؟
هلا ابعدت وجهك عني قليلاً، الا ترى أنك تبالغ لم يحصل شيء لتفعل كل هذا!!!
زاد غضبه أكثر فأكثر مع كل نظرة باردة وكلمات فاهية تليقها عليه ليا مجيباً اياها: الم تري كيف انه كان يغازلك، وقد حاول ان يلمسك ايضاً الا بأس بذلك معك اه.؟
ثم قال مستهزئاً وبضحكة ساخره لاقصى حد: لا تقولي لي بأنه لا بأس معك بأي رجل ما دام أكبر منك سناً..
وهنا كان زين يعيش صراعاً بين قلبه وعقله فقلبه يقول لا توقف ستجرحها اذا استمريت بهذا الكلام، ولكن منطق عقله وغيرته طاوعته بألا يتوقف...
فاستمر بصراخه: طالما كان الرجل اكبر لا بأس، لذلك أنت متيمه بالاستاذ بروك ايضاً، منظركما الشنيع يجعلني ارغب بالتقيؤ والان انت ترمين بنفسكِ بين ذراعي نيكو ذاك، اولا يكفيك بروك المنحرف، الست تحبينه؟ يا لك من فتاة، ويا له من استاذ، بالفعل انكما تليقان ببعضكما البعض جداً.
وإذ بصفعة تزلزل كامل ارجاء المكان وتحل مكان الصخب هدوءً تاماً، جميع من بالغرفة نظرو الى الرواق وليا تصفع بزين وتبعده عنها، وانفجرت ليا بنظرات غضب وسخط لم يسبق لهما مثيل من قبل وعيناها مشتعلتان حرقة : لطالما ظننت بأنك متعجرف، وبعقليه طفل لكني على الاقل كنت أراك طيب القلب رغم حماقاتك، ولكن بكلامك هذا اثبت لي كم أنا مخطئه، وبأنك لا تزيد عن الحثالة والكلاب الضاله بشيء، لا يهمني أن تتنمر علي او تؤذيني، ولا يهمني كمّ الالقاب التي تطلقها علي كل يوم، وحتى سماعك وانت تسخر مني مع اصدقائك لم يثر بداخلي اي شيء، ولكن أن يصل بك الامر بأن تتطاول على من أحب وأحترم، هنا يختلف الموضوع معي وايضا لن ترى مني سوى العداء والكره، لن أسمح لك ابداً بأن تتحدث عن أخي الاكبر بروك بهذه الطريقة، لا مشكله لدي طالما يكون الامر متعلقاً بي وحدي، ولكن ما إن تمس أخي فسوف يكون الامر معي أنا وصدقني ما ستراه لن يكون مسلياً ابداً...
ثم دفعته بقوة واستمرت تمشي بخطى ثابتة لتخرج من المكان بأسرع ما يمكن، الا انها تمهلت للحظة والتفت لترى وجه زين المصدوم وهو واضع يده على خده المصفوع وقائلتا بسخرية: أهنئك اخيراً استطعت رؤية تعبيراً آخر لفتاة اللاتعابير وملكه البلادة كما تلقبني، ولكن هذا التعبير هو أشد تعابيري غضباً وسخطاً ومعناه بأني لن أسامحك على ما فعلت وقلت ما حييت...
وأكملت طريقها الى الخارج، ومن ثم إنفجرت باكية وأخذت سيارة أجرة الى المنزل...
وهنا صرخ جون: هي انتم جميعاً لا يوجد ما ترونه بعد الان انتهى العرض تفضلو بالذهاب....
وبعد أن عاد الجميع دخل زين الى الغرفة وهو لايزال ممسكاً بخده ويقول لجون: لقد كان أخوها فعلاً ، ولكن كُناهما مختلفة اليس كذلك فهو بروك ويترهولد وهي ليا مانشستر، كيف يعقل لم لم افكر بذلك؟ اوه يال حماقتي من الممكن ان يكونا من والدان مختلفان... ولكن لما لم أضع هذا الاحتمال بالحسبان قبل أن أتفوه بتلك الحماقات؟ جون أشعر بأن قلبي يعتصر ألماً، وكأنه يتمزق...
ربت جون على رأس زين ثم جلس بجانبه مواسيا اياه بتعابير جدية لاقصى حد: اسمع زين أنا بالعاده لا أتدخل بالحياة العاطفيه لاحد، ولكن هناك كلمه حق يجب أن تقال بهذا الموضع والان، الامر أنك تحب ليا...
انطلق زين : مستحيل...
اسكته جون وتابع مكملاً: مهما حاولت إنكار الامر، وجهك وجسدك يكذبان ما يقوله لسانك، انت لا ترى الملامح التي ترتسم على محياك كلما رأيتها، ثم كيف لك أن تفسر وجع قلبك الحالي الان اه؟
لمدة عامين كاملين كل ما تتحدث عنه هو ليا، وكيف ستؤذيها او تقسو عليها، لربما حاولت إخفاء اعجابك بها بتنمرك عليها لا أكثر، لذا حاولت أن اسايرك لارى متى ستكتشف أنك متيم بها، ولكنك طوال الوقت كنت تكابر بشأن مشاعرك نحوها، ابتسامتك وتلهفك لرؤيتها في المختبر كل يوم، الغضب الذي يعتريك لعدم استجابتها لك، كل هذه المشاعر ولم تفهم بعد كم تحبها؟
رفع زين يده عن خده، ثم وضعه على قلبه الذي شعر بأنه يحترق داخله واستقام بمجلسه قائلا وهو يوشك على البكاء : معك حق فأنا أحب ليا... أحب ليا... أحب ليا...
ولكن ماذا سأفعل الآن فالفتاة التي أحب، تكرهني الان أكثر من أي وقت مضى...يتبع
أنت تقرأ
هل أحببت مهوسة بكتيريا ؟؟
Novela Juvenilفتى غني ووسيم وعبقري ولكنه يجد بسبب ذلك الملل الكبير بالحياة فهل سيرى شيئا يسليه بالنهايه ؟