يوماً ما

11.8K 355 275
                                    

 ( عرِفتُ يوماً نظرة الناس تجاه الكذِب,المقت,الكراهية والنفي التام.كان شعور (المقت) هذا يثير في أجسادهم رعشةً من الإشمئزاز,ويدفعهم للإستنكار.لكنه لم يكتفي بوجوده فحسب في العالم,لكنهُ صب كرماً بالمصالح الخاصة في ايديهم,وان قمت بسؤال اي شخصٍ يعبر طريقه عن رأيه في الكذب

"إنه سيء"

إجابة بديهيه,الطبيعية والتلقائية ظاهرهٌ على الخارج,طاهرهٌ على أتمِ وجه.وهذا طبيعيٌ تماماً! مالا أفهمهُ هو مقدرتهم المثيرة للإعجاب والغرابه على القيام بجحدِ وكراهية شيء يفعلونه يومياً؟ نعم,بالطبع..الكذبُ في كل مكان,لنكن صادقين هنا !

لن تجد,ولن أرى انا خطيئةٍ كهذه,متكرره,منتشره.هوائها يُزاحم الأكسجين ويفيض بالشر والخير,يمكنك النظر حولك.هناك,وهنا..هل تراه؟انه يبتسم تلك الإبتسامة المريعة المخيفة,ينتشر فمه من الأُذن للأذن في ضحكة خافته ومعلنهٌ سيطرتها على الأنفس

يالها من مزايا إمتلكها هذا الكذب,كالصفات السيئة الأخرى لم يخل من الاشياء الجيدة,فهائنذا أستعملُ "نسبياً" لصفتيه المزدوجتان في الخير والشر.يصبُ في مصلحتك في زمن,وغيرك في زمنٍ آخر.

ليس بشاذٍ عن الواقع هذا.أيجب علي التقدم بمثال؟حسناً

الرجل والفتاة,يقفان امامي الآن.على الأرجح لقاؤهما تمّ منذ فترةٍ بسيطة,وعلاقة لا تتخطى حدود الأشهر,مملةٌ مغطاه بالرتابه لإسكات عائلتيهما على عاتق المسكينين,او امسكينين هُم؟ام ضحايا؟ ام جُناه! اتسائل.راقبتها تسحب الوشاح للأعلى وتشده حول رقبتها لإخفاء عضه الحب الظاهره من بعيد,ولا تبدو منه

أتخافُ ان يغضب؟كلا,آه عزيزتي! إنهُ يكذب ايضاً,لابأس.أتعيشان فِعلاً مزيفاً كهذا بإسم الحياة؟ لا يستحق حتى الكذب,كلمةٌ الكذب تبدو كثيره على مسرحية يملؤها الرخص والسذاجة,ياله من مشهد يغزو عيناي بالدموع,دموع الشفقة والرأفه ربما,اهذا هو الشعور المناسب؟اتسائل بعض الاوقات ايّ من المشاعر يجب علي تقديمه والإرتجال في فعله.

كم من الزيف تحملون يا أجمع الناس!وانا أيضاً,هاها.نقطة تزييف قد تُضاف وتشق طريقها بين الملايين من النقط امثالها,أُجاهد عقلي الآن في مسابقة بيني وبين ذاكرتي.كلا,لا يبدو بأنني اتذكر,لا أتذكر ان كنت صادقاً لمرة واحده

انا لا أتحدثُ  هنا عن كِذبه"تأخرت لإزدحام المرور" بينما غلبهُ نوماً عميقا ومتأخر,سببه اللعب بالعاب الفيديو او مشاهده التلفاز,كلا.طريقةٌ مختلفة اللتي اكذبُ بها,ووصلت لأعلى مراحلي فيها إتقاناً.

لا ظن لي بأن فعلي لها يتمُ من أجل المتعة الخالصة ورفاهيتها,لا أعلم بذلك سبباً,لكن كل يوم أشعر واعرف..وكأنني لا أشعر,لذلك أزيفُ كل شيء امام الآخرين,آه الاخرين كانوا كل شيء.الإهتمام,الحب,الكراهية.لا شيء من هؤلاء حقيقي.

أكاذيبٌ لا صوت لها.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن