-1-bölüm

136 6 0
                                    

 في ذالك المقهى الصغير المنتصب بأحد شوارع مدينة اسطنبول جلست نيهان حذو النافذة و قد انبعث ضوء خفيف ليقع على وجهها ذو البشرة البيضاء المخملية و ليزيد من رونق عينيها الزمرديتان . كان القلق باديا عليها و كانت تنظر إلى ساعتها اليدوية من حين لآخر، لقد اتفقا على أن يتقابلا بمقهى العم جلال لكنه لم يأتي إلى الآن (هل غير رأيه ؟ أم أن مكروها ما قد أصابه ) قالت محدثة نفسها ، ثم رفعت كأس المشروب الموجود أمامها و ارتشفت منه ببطئ ، حين دقت الأجراس الصغيرة المعلقة أعلى الباب معلنة دخول شخص ما، رفعت رأسها فتلاقت اعينهما ، تنهدت براحة شبه مصطنعة و ابتسمت ابتسامة صغيرة ثم أشارت إليه بالجلوس على الكرسي قبالتها و قالت دون تردد (لم تأخرت؟)
(كنت أحل بعض الأعمال المستعجلة بالشركة) أجاب بوضوح و بطئ مستفزان .
عضت على شفتيها القرمزيتان بحقد و غل وقالت محاولة قدىدر المستطاع إخفاء التوتر الذي إكتسحها منذ قررت خوض هذه التجربة ( أنا... أنا فقط شعرت بالقلق عليك لهذا سألت)
(ههههه،  ضحك بإستهزاء ثم واصل كلامه ، ما كل هذا الإهتمام المفاجئ آنسة نيهان)
(هو في الواقع ليس إهتمام مفاجئ ، فقط أحسست أني تغيرت ، منذ ثلاث أشهر مضت ، منذ أن تغيرت حياتي تغيرت معها كليا ) أجابت و هي تحس أن الحرارة إكتسحت وجهها 
(في الواقع ماتقولين صحيح ، لقد تغيرت حياة كل منا بعد تلك الحادثة) أردف بكل ثقة 
أحست أنها غاصت في كرسيها بعد سماع هذه الكلمات و أشاحت بوجهها عنه و أدارت بصرها للنافذة تلمح ذالك الطريق المعبد الخالي من المارة ، و عادت كل الأحداث أمامها كشريط سينمائي.
#قبل ثلاثة أشهر
يومها عادت نيهان الى الفيلا بعد أن كانت في جولة مع حبيبها. دخلت غرفة المعيشة وجدت والدها جالسا ، رفع نظره لها بقلق فأستشعرت وجود أمر ما فقالت (مذا هناك ؟) أجاب مصطفى (هناك من قدم لخطبتك )
(ههههه، ضحكت بإستهزاء ثم قالت من هذا الذي يجرؤ على خطبة ابنة مصطفى يلماز الوحيدة ؟؟)
(كم مرة وجب علي إخبارك أن تكفي إستهزاءا بالناس ) قال بغضب واضح 
قلبت عينيها و أجابت بعدم صبر (حسنا حسنا أخبرني من هو هذا الرجل)
(شاتاي، مدير أعمالي و ساعدي الأيمن ، أظنه مناسبا جدا لك ، ومناسب أيضا ليكون وريثي ) ردّ و قد علت شفتاه ابتسامة رضا 
(لقد قلتها بعظمة لسانك ، ليكون وريثي، لقد جره الطمع إلينا ياابي ) قالتها و أدارت وجهها
(لكنني أعرفه جيدا ، أردف بإستعطاف ، فلنعطه فرصة ، لقد دعوته للعشاء الليلة ، تحدثي معه و بعدها أترك لك حرية القرار)
(حسنا ،) أجابت بإكراه و توجهت لغرفتها 
جهزت نفسها ووضعت زينتها ثم إرتدت فستانا أسود مكشوف الصدر و رفعت شعرها الأشقر مما زادها أنوثة و جمالا و همت بالخروج لولا أن رن هاتفها أجابت بدلال (إيفاندييم....... )
أجابها المتصل بضحكة خلابة و صوت رجولي فاتن (سكّرتي لقد اشتقت إليك.... ) 
(اووه يا رببييم ، باريييش ، كفاك تلاعبا لقد كنت معي للتو )ردت و هي تتمايل  
(أعلم هذا يا روحي ، لكن بربك كيف لي ان اعرف الشبع من زمرديتك ، تعالي لنتوال طعام العشاء على مضيق البوسفور) 

ايهما أختار ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن