هناك عادات وقيم مجتمعية متعارف عليها وقد يصح القول انها متوارثة جيل عن جيل ، يعيش مجموع الناس على اتباعها بوعي او بغير وعي فهذا ماجبلوا عليه منذ الصغر ، وتعاملوا في ما بينهم على اساسها و اسسوا حياتهم على اثرها ، لكن هنا مبوبون شيزوفرينيون ، الفرد منهم منفصل عن واقعه وعن مجتمعه بسبب مؤثر خارجي او شخصية فذة اتخذها قدوة لدماغه المهتري نعم اقول مهتري بكامل المعنى ، لكي يتغاير عن الجموع عسا ولعل ان يجلب الانتباه لنفسه وان يجد اذن بالية تستمع لترهاته اللبقة ، واقول لبقة لانها بالفعل لبقة ومبهرجة تسر السامع وتطحن كبد المتعمن لما فيها من انحراف ، من هم ؟ هذا الذي يريد ان يطعن بمجموع القيم العرفية بحجة ما او بوسيلة ظاهرها سليم ولكن باطنها تبويب لعدة امور تعود بالنفع عليه ، كمن يفتح الباب المغلق ليدخل زائر محمود ولكن يتركه مفتوح خلفه ليدخل كل من هب ودب من ناطحة ومتردية تسير بنفس التوجه وتدخل من نفس الباب الاول ، هذا مايدعى بالتبويب .. ابواب كثيرة تفتح وتظل مفتوحة الواحدة الى الاخرى . كمتاهة كبيرة مختلقة يتداخل بعضها البعض تؤدي للضياع الفكري والنفسي بينها ، مختلقي هذا العالم حائرون ربما يبحثون عن انفسهم المتلاشية المبعثرة بين الدهاليز المظلمة التي دخلوها عنوه ، واقول عنوه لان كل شخص هو مخير وليس مسير ، فانت من تختار من تكون عليه وعليه تبني افكارك وتبني لنفسك ذات تواجه بها الاخرين ، لكن ما ذنب اؤلك الحائرين ذوي النفوس الضعيفة او الهشة ، التي ربما قد عانوا من ويلات اجتماعية كالاهمال او التهميش وعدم الرقابة او مشاكل مادية مالية او نفسية ، ان يقعوا ضحية للمبوبين ذوي الافكار الشاذة ، افكارهم كمنصة او قناة اذاعة تبث سمومها للجميع ، دون تفريق بين كبير او صغير بين السذج وضعيفي الشخصية وغيرهم السويين ، هذه الشخصيات البريئة يلعبون دور الرسيفر او بالاحرى المستقبل ! هؤلاء يكونون ذو عقول طرية كتربة مهيئة للزرع تنبت بها مايزرع ، سواء كان بذرة حميدة او خبيثة ، يكونون فريسة لتلك الاوهام التي يستمر تغذيتها من قبل المصدر الي يستمر بثه على مدار الساعة ، سرعان ما تتبلور في داخلهم شخصية معوقة غير واضحة الملامح ، مشوهة مابين ما عاشوه وتعايشوا عليه وبين ما وجدوه داخل هذه الابواب ، تصقل شخصياتهم شي بعد شيء حتى تتمحور حول نواة سيئة ، كبلورة اللؤلؤ في جوف محارة ، قريب مايشبه الجمجمة والعقل وتراكم الافكار والمعلومات الخاطئة فيه حتى يتحول الى مفهوم حياتي دائم هنا تكمن الخطورة ، ليصبح كأدات مسيرة دون وعي لمتحكمات مسبقة تم اكتسابها وحفظها باللاوعي المسؤول عن التصرفات العامة ، فالمعلوم هناك نوعين من المخرجات النفسية مبينة على اساس الوعي واللاوعي وكلاهما يلعب دوره الخاص في قولبة شخصية الفرد ، غالبا الوعي هو التصرفات الانية كالفعل ورد الفعل المستحدثة او الجديدة ، لكن اللاوعي هو كالعادة المكتسبة من الوعي ، اي كبرمجة نظام للعقل يحفظ التصرفات وردود الافعال السابقة كمدخلات و اسس تخزن كمرجع اذ ماواجه العقل حالة مشابهة ، ليتصرف بشكل وعي مبني على اللاوعي ، اي ان ما تعرض اليه من افكار سلبية منحرفة تقبلها في وعيه الضعيف على مدار زمن وتفاعل معه يتم خزنه في اللاوعي على انه شيء مقبول ومسلم به ، يصح هنا ذكر المثل القائل " من شب على شيء شاب عليه " ، اي انه تشبع بتلك المفاهيم التي عاشها واصبح من الصعب تغير المسار الذي سلكه سابقا ، يصعب التعامل معهم او مخالفتهم في رأي يشب الغيض في داخله ويتحول لمدافع شرس عن مكتسباته ! لانه في فترة ما من حياته الضائعة وجد ضالته فيها وملأت النقص الذي اعتراه ان ذاك ، لذا يشعر بالخطر والتهديد اذما جوبه بالصد عنها او حتى المحاولة لتوضيح الاخطاء التي يقع فيها ، هنا يكمن الخطر التبويب وهو انشاء فئة من الناس يمكن استغلالهم بسهولة في المستقبل ، حقا ضائعون يحتاجون للانتشال من ماهم فيه قبل ان يتحول كبيرهم الى مبوب اخر كداعي لضالين اخرين ...