الثامن عشر

4K 298 6
                                    

مش عارف هتفتكروني و لا لأ ... غالبًا الناس القُدام هيفتكروني بسهولة
أنا جاك ... أفضل ضابط إنقاذ في الولايات المتحدة الأمريكية ... زي ما قلتلكم قبل كده أنا تقاعدت من فترة و جه الوقت اللي أحكي فيه الحاجات الغريبة اللي حصلتلي قبل كده
إتقابلنا 6 مرات قبل كده و دي المرة السابعة ... إسمعوني كويس أوي
إسمعوا جاك ظابط الإنقاذ !
.
كُنا متعودين قبل ما ننام أنا و باقي ضُباط الإنقاذ نحكي لبعض قصص مُخيفة حصلت لنا أثناء شُغلنا عشان نقضي الليل و في نفس الوقت لو حَد بان عليه الخوف كُنا بتريق عليه و نضحك
عادةً القصص كُلها كانت بتبقي تافهة أو مش مُخيفة لكن واحدة من ضابطات الإنقاذ حكت لينا مرة قصة مخلياني لسّه خايف لحَد دلوقتي
الضابطة دي أقسمت علي إن قصتها حقيقية و حدثت لها بالفعل
و بطريقة أو بأخري أنا عارف إنها حقيقية ، حاسس إنها مش بتكدب أو بتختلق الأمر
.
الضابطة بتقول ...
لمّا كُنت طفلة صُغيّرة كُنت متعودة أروح الغابة اللي ورا بيتي أنا و صديقة ليّا ، كُنت عايشة في شمال ولاية ماين ، و في ولاية ماين غابات كتير كثيفة و مش مأهولة ، الغابات في ولاية ماين مش زي الغابات اللي إحنا بنعمل فيها عمليات الإنقاذ ، الغابات هناك كثيفة لدرجة إن في أماكن كاملة الشجر بيحجب عنها أي ضوء أو شمس ، أنا و صديقتي كبرنا و ترعرعنا هناك ، عشان كده مكُناش بنخاف نكون في الغابات دي لوحدنا ، دا كان لعب بالنسبة لينا
لكن برغم كده في أماكن كانت مُخيفة بالنسبة لينا ، مكُناش بندخل جوا الغابة لمسافات طويلة ، يمكن بنروح علي بُعد ميل أو ميلين من البيت بس
الكُبار كانوا دايمًا يؤمرونا منبعدش عن البيت أكتر من كده ، و من غير ليه !!
.
أنا و صديقتي كُنا بنضيّع وقتنا بإختلاق حكايات عن دببة ضخمة عايشة في وسط الغابات دي ، و كُنا بنحب نختبئ و نخوف بعض بإستمرار
في صيف مُعيّن كان في رياح قوية لدرجة إنها إقتلعت شجر كتير من مكانه ، و جُزء من الغابة القُريبة من بيتي بدأ فيه حريق ضخم ، رجال المطافئ نجحوا في السيطرة علي الحريق بسُرعة ، بس الغريب إن بعض رجال الإطفاء رجعوا و هُمّا متغيرين عن الأول
شكلهم زي ما يكونوا خاضوا حرب عاتية ، علي وشهم مرسومة نظرة رُعب و ملامحهم في حالة صدمة ، أنا و صاحبتي بصينا لبعض و قُلنا إنهم زي ما يكونوا ماتوا و مع ذلك بيتحركوا ، ملامحهم مش بتتغير مهما الناس حاولوا يتكلموا معاهم ، مفيش ابتسامة ... مفيش راحة ... مفيش غضب حتي ، و بمجرد ما كُل شيء انتهي و الحريق خلاص إتطفي ، سابوا البلدة و هاجروا برا
بطبيعة الحال و زي أي بنت صُغيّرة إستسلمت لفضولي و سألت أهلي ، و كأي أهل بيحاولوا يحموا بنتهم قالولي إنهم ميعرفوش أنا بتكلم عن إيه !
.
بمُجرد ما قالولنا إن الغابة بقت آمنة مرة أخري ، قررت أنا و صديقتي ندخل الغابة و نستكشف مكان الحريق ، و بطبيعة الحال مقُلناش لأهلنا إحنا رايحين فين ، و كُنا حاسين بحماس إن عندنا سر صُغيّر الكُبار ميعرفوش عنه حاجة
بعدنا عن البيت حوالي ميلين قبل ما نبدأ نشوف الأشجار المحروقة واقعة علي الأرض ، صديقتي كانت بتعيّط بسبب الهيكل العظمي اللي لقيناه تحت شجرة من الشجر ، كان هيكل عظمي لغزالة صُغيّرة ، كانت عايزة تدفنه لكن الوقت مكانش في صفنا عشان كده جريتها بعيد عنه ، و بصراحة شكله كان غريب أوي ، قرونه كان شكلها مُخيف و مُختلف
كُل ما كُنا بتوغل أكتر في الغابة ، كُل ما آثار الحريق بتزيد و بتبقي أسوأ
و أخيرًا وصلنا لمنطقة مفيش فيها شجرة واقفة ، كأننا في كوكب مُختلف ، مفيش أي حاجة لونها أخضر حوالينا ، بني محروق و أسود قاتم في كُل حاجة حوالينا ، وقفنا مكاننا بذهول و بدأنا نتفرج علي المكان المحروق بالكامل من حوالينا ، و فجأة ...
سمعنا حد بينده من علي بُعد ...
في البداية كُنت خايفة لأني فكرته بابا ، و لو لقاني هنا هيعاقبني ، صديقتي كمان كانت خايفة و جرت تختبئ ورا صخرة كبيرة عشان هيّ كمان كانت خايفة من أهلها اللي هيمنعوها من دخول الغابة مرة تانية
جريت وراها و إختبئت جنبها ورا الصخرة الكبيرة ، قعدنا بهدوء عشان نسمع كويس ، الصوت كان بيقرب مننا
و هنا سمعنا كويس و عرفنا الصوت كان بيقول إيه ...
الصوت كان بيصرُخ بخوف و بيطلُب المُساعدة !!!
.
في البداية كُنا فاكرين إنه مُستكشف تاه وسط الغابة و مش عارف يخرُج إزاي ، دا حاجة طبيعية في الغابات دي للناس اللي مش حافظينها و بتحصل كتير ، أنا متعودة لمّا حد بيتوه وسط الغابة بساعده
بدأت أنده عليه و أطلب منه يمشي ورا صوتي ، كان بيقرب مننا ، فضلت أنده عليه لحَد ما شفته من علي بُعد مسافة كبيرة خارج من وسط الشجر المحروق بيجري بخوف
لمّا قرب مني لقيت وشه أحمر جدًا ، كان في شنطتي عادةً إسعافات أولية بسيطة بشيلها عشان لو حصل ليّا أو لصديقتي حاجة في الغابة نتصرف ، صاحبتي لفَت وشها بعيد و هيّ بتقولي بخوف إن شكل وشه مش طبيعي
طلبت منها تخرس خالص ، أخدت الإسعافات الأولية و جريت عشان أقابله في مُنتصف المسافة ، لمّا قربت منه شُفته وشه عن قُرب
مناخيره ... شفايفه ... جزء من جبهته كانوا مش موجودين !!
زي ما يكون حد قاطعهم من وجهه بحاجة حادّة ، كان بينزف بشكل سيء ، ركب بنطلونه كمان كان لونها أحمر جدًا ، رجعت خطوة لورا ... كُنت خايفة جدًا
جسمي كان بيترعش و الخوف كان شاللني ، مشي ناحيتي بسُرعة و مسكني من كتفي ، جسمي كان بينتفض من الخوف لمّا لمسني
كان بيحاول يتكلم لكن بدون شفايف الموضوع كان صعب ، بشوية تركيز قدرت أفهم هوّ بيقول إيه ، كان بيسألني بقاله وقت أد إيه مفقود ؟ ، كان بيسأل عن مكان بقية أفراد وحدته ، كان بيبصلي و عينيه مليانة خوف و ألم ، لمّا لمح الووكمان بتاعي صرخ و بدأ يلمس وشه بجزع ، ساعتها إنتبهت لملحوظة مُهمة ، هوّ مش لابس اللبس المُناسب ، كان لابس جاكت رمادي باهت و بنطلون قُماش ، كُنت بهز راسي بخوف و أنا بقوله إني مش فاهمة هوّ بيقول إيه ؟!
فتحت شنطة الإسعافات و طلعت قُطن ، ساعتها صرخ بخوف و قال الجُملة الوحيدة اللي فهمتها : " إوعي تلمسيني ... لو لمستيني هتخليني أرجع هناك تاني !!! "
سابني و جري بخوف ، كان بيصرُخ برُعب و هوّ بيجري ، لمّا صوته إختفي لفيت و شُفت صديقتي ، كانت بتعيّط بحُرقة ، كانت بتسأل و هيّ خايفة عن مين ده و إيه اللي حصل لُه ، لحَد النهاردة مش عارفة مين الراجل ده و إيه اللي حصل له ، و لو كُنت لمسته بالقُطن كان هيرجع تاني فين ؟!!!
اللي حَصَل هيفضل لُغز مالوش تفسير ..
.

شرح القصة

جاك ضابط الإنقاذ اللي بيحكي لنا خبرات أكتر من 50 سنة بين الغابات و القضايا الغريبة
عاد إليكم من جديد ...

.
جاك النهاردة جايبلنا لغز غريب ... مين الراجل ده ، مين اللي عمل فيه كده ؟
الراجل ده من رجال الإطفاء و يا تري زمايله شافوا إيه خلاهم في حالة رعب و صدمة ؟
طبعًا أنا بحتاج أفكركم كُل فترة إننا بشر و إن ربنا خلق حاجات في الكون إحنا منعرفش عنها حاجة عشان الأسئلة الكتير اللي هتسألها
فأنا زيي زيكم و الله معرفش إيه اللُغز ده ...
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن