بالالفاظ العلمية ما اقتضاه نقل كتب العلم، والفلسفة الى اللغة العربية في العصر العباسي من الالفاظ الجديدة، لتأدية ما جدّ من المعاني، مما لم يكن له مثيل في لسان العرب، كالمصطلحات الطبية، والكيماوية، والفلسفية، والطبيعية، والرياضية، والفلكية، والمنطقية، وما ألحق بذلك من مصطلحات علم الكلام، والتصوّف، ونحوهما. وشأن أهل العصر العباسي في نقل تلك العلوم من اليونانية، والفارسية، والهندية، وغيرها، مثل شأننا في نقل علوم هذا العصر من الفرنسية، والانجليزية، والالمانية، وغيرها.. بل هم كانوا أحوج منا الى اقتباس الالفاظ الاعجمية، وتنويع المعاني العربية لاستغنائها عن كثير من ذلك، بما وصل الينا مما اقتبسوه ونوّعوه من تلك الالفاظ. ولم تقتصر تلك النهضة العلمية على تنويع الالفاظ وتبديلها، ولكنها احدثت تنويعا في التعبير يسهل علينا تصوّره لكثرته في نهضتنا هذه مما سنذكره في حينه.. فالتغيير الذي أصاب اللغة العربية بنقل كتب العلم، والفلسفة قسمان: احدهما في المفردات، والآخر في التراكيب. والتغيير اللفظي إما بتنوّع الالفاظ العربية، أو باقتباس ألفاظ أعجمية.
أنت تقرأ
اللغة العربية كائن حي - جورج زيدان
Ficción históricaكتاب "اللغة العربية كائن حيّ" هو كتاب لمؤلّفه جورجي زيدان يعدّ اضافة خاصّة للعربية في نظرته العامّة للفلسفة اللغوية؛ فيتحدث فيه عن مراحل تطوّر وتنوع معاني ومدلولات ألفاظ العربية و توظيفاتها عبر العصور. اضافة لاختلاف تراكيبها وأساليبها. كما يتحدّث أي...