الجزء الثاني: مَهمَّة

41 3 24
                                    

   هاقد بدأت الأشجار باتخاذ مظهرها الموحش بلا أوراق، الهواء البارد يهب من الجنوب محركاً الخيام، خرجت أندا من خيمتها، تنفست الصعداء ثم لتتأمل السماء.

   " اقترب الشتاء " وصفت الأجواء بهاتين الكلمتين.

   " أندا، القائد يريدنا هيا " صاح ناوكي من بعيد.

   " أيريد الصراخ كما فعل ليلة البارحة؟! " تساءلت بهمسٍ ومضت لمكان التجمع.

- ليلة البارحة -

   " ما الذي تعنونه بأن أسداً هاجمكم وافترقتم؟ " صرخ القائد موجهاً كلامه لأندا ورفيقيها.

   " ليس ذكراً بل أُنثى " أجابت أندا بهدوء بينما تجلس هي واثنين بجانبها.

   " لا يهمني، كان عليكم أن تهربوا معاً " عاود الصراخ.

   " خطتناً هيَ أن يصرفوا انتباههم عنَّا حتى نجلب الطعام، ثم نطلق ثلاث طلقاتٍ تخبرهم أنَّا انتهينا " ردَّت من جديد.

   " اخرسي، الآن مات من فرقتكم سبعةٌ من الجند، ثلاثةٌ عند احتراق المعسكر، وأربعةٌ في عمق الغابة لأسباب مجهولة " زاد من غضبه برود هؤلاء الثلاثة.

   " مزعج " همست أندا.

   " ماذا قلتِ؟ يال وقاحتكم، ستعاقبون بتدريباتٍ إضافية منذ الغد " لا زال بنفس نبرته.

   وهذا ما حصل فور عودة القائد للمعسكر ليتفاجأ بوجود هؤلاء الثلاثة، ووقتها؛ أي عندما استدعى ناوكي أندا توجَّهت معه لمكان التجمع، حيث كان القائد بانتظارها.

   " اسمعوني جيداً، لديكم يومياً دوريتين! دورية الفرقة، ودورية الجيش، بالنسبة للفرقة فهيَ مجموعةٌ من عشرة أشخاصٍ من المعسكر، يقومون كل يومين بعملٍ مختلف، كجلب الطعام والاستطلاع والحراسة " قال القائد بهدوء.

   " أما الجيش فمن مختلف المعسكرات، منهم في القوى الجوية، وآخر في الدفاعية أو الهجومية وغيرها، لديكم ورقة تخبركم عن مكانكم في قوى الجيش ومتى تبدأ دوريتكم، اقرأوها وباشروا عملكم " أشار لورقةٍ معلقةٍ بجانب الورقة القديمة.

    فور ذهاب القائد اجتمع الجند حول الورقتين، منهم من يبدأ عمله في دورية الجيش ومنهم في دورية الفرقة، وعند قراءة أندا لدوريتها قُلبت ملامحها إلى الجدية، وتوجهت لخيمة القائد.

   " انتظر لحظة، أنا اعترض! " توقف القائد قبل أن يدخل الخيمة حال سماعه لأندا.

   " تعترضين؟ " تساءل القائد.

   " آخر ما تبقى من فرقتي في دورية الجيش، وعليَّ أن أجلب الطعام من الغابة لوحدي؟ " شرحت موقفها واستياءها من تنظيم الدوريات.

   " ما باليد حيلة، لا بأس بجلب كيسٍ واحد " وضح يده على وجهه، ثم دخل خيمته.

   بقيت أندا بضع ثوانٍ تحدق بالخيمة، إلى أن ابتسمت ابتسامة مكرٍ ومضت خارج المعسكر للغابة، حيث تواجد ثلاث جندٍ من الأعداء.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 14, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غادرووا المعسكر الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن