_
- هلْ بالصدفة تمّ تعيينكِ من قبلِ محطة الأرصاد الجوية لحساب منسوبِ المياه الأسبوعي؟
ساعةُ الجدار تشيرُ للخامسةِ و عشر دقائقَ مساءً.
لقد عادَ بيكهيون صباحًا من مناوبته الليلية، و نامَ لما يقاربُ نصفَ اليوم ليستعيدَ طاقته و استفاقَ للتوّ، و هيَ لا تزالُ قابعةً بنفس المكانِ منذُ ذلكَ الحين.
لا مهلاً، هيَ تفعلُ ذلكَ منذُ حضورها لمنزله.
جالسةً على حافةِ النافذة، جسدها الصغير ككرة الصوف متكومةٌ على نفسها في حين تحدق بالمطر الذي ينزل. و بحكم أن المطر بالفعل لم يتوقف عن الهطول منذُ ثلاثة أيامٍ متتالية، هيَ لم تبرحْ مكانها طيلةَ تلكَ المدة.
لقد تجاوز الطبيبُ مرحلة الصدمة بشأن هذه المخلوقة و قرر التعود. فكّر في إطلاعِ أحدهم و عدم التكتم بسر كهذا لنفسه و حسب، لكنه يتردد بكل مرة يريد أن ينطقَ بذلكَ بها.
لن يصدّقهُ أحدٌ على أية حالٍ.
لهذا السبب تماشى مع الوضع و حاولَ أن يكونَ لطيفا بقدر الإمكان، إذ أن مستوى طيشها قد خمدَ، بل هيَ بالكادِ تتحدث. كل ما تستمر بفعله هوَ تأمل قطرات المطر التي ترتطم بعنف على الزجاجِ. إن كانَ حزنها ما يولدُ نزول الأمطار كدْراما العفريت التي شاهدها مؤخرًا، منسوبُ مياه كوريا سيرتفع بشكل ملحوظٍ و سيمكّن البلد من الخروج من أزمةِ الجفاف هذه بسلامٍ.
لم تكن تجيبُ على أيّ من جمله، سواءً كانت مواسية، لطيفة، أو حتى مملة. إنه طبيبٌ بعدَ كلّ شيءٍ، و الأطباء مملينَ، إن لم يكن كلهم، فأغلبهم.
كانَ يضعُ لها قنينات اللبن المنكه بجانبها، ليستفيقَ و يجدها على نفس الحالِ، لم تجترعْ منها قطرةً. قلقَ من أنْ تموتَ، أو تجفَّ، أو شيئا من هذا القبيل. إنه لازال يريدُ أن يستجوبها بشأن حياتها، و كذا أشياءَ تتعلقُ بوجودها. تبدو كشخص فرَّ من كتاب جنّيات خياليات، هذا ما يفكر فيه دائما.
أمام تجاهله، كانَ يعود لمكتبه و يواصل بحوثه، لكن اليومَ فقط قرر أن يحضر كرسيا بجانب النافذة و يجلس بالقربِ منها. أمسكَ قنينة اللبن بنفس حجمها، فتحها و راحَ يجترعُ منها ببطءٍ، إن نفذت و لم تنطق هي بشيء، سيخرج لبعض الوقت من أجلِ التسكّعِ، لأنه باتَ يحس بالاختناقِ.
- لكم من الوقت سيستمرُّ حزنكِ على السيد هوانغ؟
انتظرَ ثوانٍ عدّة، اجترعَ قطراتٍ أخرى.
- أوه، هل أشتتُ عملية حسابك لعدد قطرات المطر التي تهطل؟ كم تدفّقَ لحدّ الآن؟
أنت تقرأ
حبٌّ مصغّرٌ | Mini Love
Fanfictionعندما يلِدُ الزهرُ.. كلّ ما كانَ يعرفهُ عن خروج الكائنات إلى الحياة، فبينَ أيادِ قابلة و ممرضاتها. لم يعتقد أن البعض ممن يولدُ، تحتضنه بتلّاتُ الوردِ و قطراتِ الندى المعبّقِ بعطرِ المطر و الثرى المبلل. «فبعض شفاه الزهر يتفتحُ على فراشٍ رشيقٍ، و...
