فقط " . "

96 10 12
                                    


.

متكئاً على صبري.. أشاهد قوافل العرق النازحة نحو الجنوب.. راسمة دلائل الخلق خطوطاً شاحبة تشير إلى نهايات الجسد..إلى نشوة الجاذبية..أذهب نحو النور متشبثاً بظلي.. وبالقسم الناجي من قناعاتي.. أتنفس "القيد".. هامساً "على قيد الحياة.. على قيد القلم"..

أتخيل النقوش المهملة بين نفسي ونفسي..علامات بوصلة تشير نحوي ..

ثم أثمل..دافعاً الفضيلة بالجرعة الوفية الكامنة في "قاع" يدي.. فلا أموت جوعاً..!

الوعي "خلل تركيبي" مهلك لا تظهر أعراضه إلا بعد عشرين سنة أو تزيد.. بعد أن يكتشفه المخبر ويحاول الجلاد انتزاعه من بين آلاف الملاعين القابعين في صدري وبقية متاهات الروح..!

تشير النبوءة أن الزنديق المنقذ سيولد بعد السيجارة العاشرة.. مع تباشير الانسكاب يأتي ..

مع الضوء الأسود يأتي.. وخارج مدارات الأعين يجيش الخبث المتسرب من بين الشروخ..!

أشعل السقف الذي كان قبل ملايين "الترسبات" قبر جدي و أدعوا العالم السفلي ليرقص معي حول الوهج..! ثم يتساقط جدي "قطرات بترول"..يتساقط جامعاً نفسه فوق رأسي المشتعل.. !

يصرخ الصّارخ (هل من وقود؟).. وأنا المتفحّم بين العقد المتوالدة أنتظر التحول إلى ألماس ..

إلى خاتم.. إلى إصبع منتفخ في يد سيدة بدينة.. إلى إعلان زواج..إلى تكريس خطيئة..!!

...ثم... أختفي

كزوار المقابر أختفي..

ولا أعود إلا بعد أن يلفظ الساكن في جمجمتي آخر حرف من كلمة "النجدة"

هاأنذا.. داخل رأسي أشاهد دنيوية البؤس من الأعلى.. من هاهنا.. أرى الأسفل أشد انخفاضاً..

اقرأ العلو بعد علامات الجمع والتقسيم اتجاهاً يشير إلى الأسفل من مكان أقل "سفالة"..!

وعليكم مثلي يا سادة..مثلي تماماً.. فأنا أهم من الورقة وأنتم أشياء تحوي الأعين المحدقة بها

نحن الصيغة النهائية لعملية حسابية قام بها برجوازي لعين يعيش في بيت مطوق بخمسين سور.. وبكلاب لا تنام في العراء وتحافظ على لياقتها البدنية.. وتضع واقي لأنيابها قبل أن تعض أي مخلوق وصف بأنه متطور عن طريق الخطأ في كتاب داروين.

.

"نقطة". !Where stories live. Discover now