ريشة.. أم إنه القدر؟

222 11 5
                                    


كل شئ في هذه الحياة قد أُخذ مني..

الدفء.. الحنان.. العطف.. الرحمة.. والحب!

منذ عامي السابع وأنا أعاني من مرض يصيب العقد العصبية المتصلة بساقي. كنت قعيداً وظل الكرسي المدولب متمسكاً بي حتى عامي السابع عشر..

بطريقة ما شُفيت. أنا لا أعرف الطريقة في الواقع. إستيقظت ذلك الصباح فوجدت نفسي أمشي إلى الحمام من دون أن أدري.. رافقني "إيجنيس" إلى طبيبي الخاص وقمت بعمل كل الفحوصات والأشعة على المخ لمعرفة الذي جرى وغير كل موازين جسدي بين ليلة وضحاها فلم يعثر الطبيب على أي شئ.. فقط العقد العصبية تحسنت حالتها وكأنها بنيت من جديد.

لكن.. إكتشفت أن حياتي باتت على المحك..

إكتشفت أني ما عدت قادراً على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، أنا بخير. أنا بخير تماماً وجسدي بات صحياً تماماً.. لكن ما بات يحدث لي كان أمراً باعثاً للجنون.. أصبحت أتهاوي بين الحين والأخر وبشكل مفاجئ.. أنا بخير والطبيب أكد لي أني بخير.. لا أدري هل أفرح أم أحزن؟!.. هذه الحالة الصحية هي ما تسببت في شفاء ساقي ربما.. يقولون أن الخلايا السرطانية لا تحب شريكاً لها فقضت على الفيروس المتشبث بالعقد العصبية الواصلة بساقي حتى تستقر هي في دارها الجديد.. الأمر أشبه بأحوال البشر على الأرض. هناك الأقوياء ممن يقومون بإبادة الضعفاء لأجل الإستيلاء على أرضهم وديارهم وسلب كل أحلامهم الجميلة وكل حقوقهم في الحياة.. ورغم أن كل الفحوصات والتحاليل الطبية لم تقضي بأني مصاب بالسرطان إلا أن هناك ثمة نوع من السرطانات لا يمكن له أن يُكتشف عن طريق الطب.. ذاك النوع الذي نصحني الحكيم "شيباتا" بشأنه، أن أكتشفه بنفسي ومهما دُرت في بلاد الأرض لن يعرفه مخلوق سواي..

الآن.. أنا أقف هنا في هذه الصالة العملاقة أنتظر اللحظة التي فيها سوف أصاب بالإغماء..

الليلة هي سنوية "النصر"، إحتفاليه تقوم بها شركة "بينجو" كل عام بمناسبة التأسيس، ورغم إصراري على عدم الحضور حتى لا تتكدر بهجة الليلة أتيت بسبب تعنت أبي وتصميمه على جعلي أسمع غمغمات الدهشة وأرى نظرات الإشفاق على وجوه الحاضرين عندما أتهاوى كمن سُلبت منه روحه على حين غرة.. كان تهديده إما الحضور وإما ترحيلي إلى والدتي التي باتت تعيش في إنجلترا مع زوجها الجديد "جايكوب". وأنا أكثر من أكرهه في حياتي هو ذلك الـ"الجايكوب". إنسان سمج وساخر. فضلاً عن أن أمي لم يعد لها وجود في حياتي من بعد الإنفصال عن أبي.. حقاً عائلة مضطربة نفسياً.

«هاي يا صاح، أستظل واقفاً هنا؟».. هذا صوت "برومبتو" المرح. كانت ربتة يده على كتفي مفاجئة.

إلتفت له: «وما الذي تريد مني أن أفعله في هذا المكان يا "برومبتو"؟ الفتاة لم تأتي بعد.»

«لهذا ريثما تأتي الفتاة حاول التوغل بين الحاضرين وتتعرف على الناس كما يفعل البشر "نوكتيس".» وهذا صوت "جلاديوس" الغليظ. بالطبع فرباع مثله يمتلك مثل تلك العضلات المنتفخة في ذراعيه وصدره وتقاسيم بطنه لا يخرج صوتاً إلا هذا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 12, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ريشة.. من سلسلة حكاوي في وقت ما في مكان ماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن