في ثنايا الظلام الغامض .. استيقظت لأبحلق ب الا شيء .. التفت يمنة ويسرة علي المح شيئا .. علي اعرف ماذا يحصل الآن واين انا ! .. اصابني الذهول .. وشعرت بالقشعريرة تسري في جسدي .. دافعة بي لأضع يدي على قلبي رجفة .. وخوفا .. وذهولا .. دقات قلبي تتزايد سرعة الآن .. وكأنها تتضارب بالدقيقة الف مرة .. لا بل الفان ! لا بل الى الا النهاية ! .. الى حيث الازلية ! .. قليل من الضوء الذي دخل من النافذة يتسلط على جزء بجانبي .. ليكشف لي بأني الآن على سرير غريب بالي بعض الشيء ! حيث ان ذرات الغبار تتناثر كلما تحركت قليلا مبينة ان هذا المكان قديم مغبر لم يدخله احد سابقا ! .. ويا ويلاه ! اين انا ! .. ومن الهلع لم يستطع لساني اطلاق الكلمات .. وكأنه ربط حتى لا ينطق ! .. وكأن حنجرتي اصابها انفجار .. وحبالي الصوتية تقطعت بداخلي .. وبعد 5 دقائق من الذهول والهلع والمشاعر المتضاربة والتفكير المتوقف والنظرات المحملقة في الاشيء ! تلتقط اذناي صوت مفتاح باب ! وعيناي ترى قبضة الباب توحي للناظر اليها بأن هناك داخل ! لا بل ليست توحي .. بل هي تؤكد .. اما الآن ! فإنني ارى الآن رجل يخيل لي بأنه شاب في منتصف العمر .. لديه شاربان .. وعينان زرقاوتا اللون .. وفوق رأسه قبعة طويلة سوداء ! وبدلة سوداء اللون ايضا ! مع ابتسامة خبيثة ! اثارت الهلع المتزايد في قلبي !!! .. ينطق الشاب قائلا .. لا بل المخيف بنظري ! :
- اذن ! استقظت ايتها الآنسة الجميلة !
تتناثر الكلمات متقطعة من حبالي الصوتية التي ترتجف خارجة من فمي : م .. م .. من انت ! وماذا افعل انا هنا ! واين انا !
- لا تقلقي يا آنسة ! انت في امان !
- امان ماذا ؟ وانا اشعر بالخوف والهلع الشديدان الآن !
يبتسم الشاب قائلا : بعد قليل سوف اخذك بجولة وستعرفين اين انت !
- لا اريد ! لا اريد ! اريد العودة الى عائلتي .. ومنزلي .. لا اريد
يحملق بي الشاب مذهولا .. وتلتقي الاعين ببعضها .. ويخيل لي في هذا الظلام الذي لا يقطعه الا ضوء مار من الخارج أنني رأيت على ملامحه القلق ! وما ان ازاح نظراته عن عيناي .. حتى رفع كتفيه بكل شموخ الى الاعلى .. وازاح قبعته عن رأسه محاولا استعادة الثقة بالنفس والعلو والشموخ والغرور :- لا تقلقي يا آنسة
ثم يخطو خطوتان واسعتان بسبب طول جسمه الذي يكاد يلامس السقف ! ويمسك بيدي بكل لطف ساحبا اياي حتى انهض !
- هيا تعالي
- الى اين ! لا ان آتي معك !
- ما بك ! سوف اعرفك اين انت !
- اترك يدي !
- اهدئي يا آنسة .. لا تقلقي
- لا تناديني آنسة !!!!
- اذن ؟ ماذا اناديك !
- لا تتكلم معي اصلا !
يتنهد الشاب ضابطا اعصابه .. ثم يمسك بيدي بقوة ..ويخرجني بالقوة الى الخارج ! .. حينما خرجت .. نظرت ورائي محملقة بذهول ! .. نعم ! فأنا كنت في مقطورة ! يا للهول ! ماذا يحصل معي بحق الجحيم ؟ ازدردت ريقي ثم استسلمت للأمر الواقع مكملة خطاي معه ويدي اليسرى تحت قبضة يده اليمنى ! ثم يوقفني امام خيمة كبيرة ! يخيل لي انها خيمة سيرك ! فالتفت الى هذا الشاب الذي يبدو واثقا من ذاته ! ومخيفا في آن واحد .. محاولة الاستفسار عن شيء ! وما ان يقول هو :-
- هذا السيرك تابع لي .. ومن الآن فصاعدا اسمك رين .. ملكة هذا السيرك
حررت يدي من يده وقلت بضجر مستنكرة :- ماذا اقول انت ! من انت ! اين انا ! كيف جئت الى هنا ! رين ماذا ! ماذا تقول يا هذا !
- هدئي من روعك أنسة رين .. ليس هناك شيء يدعو للقلق
- ما هذا البرود الذي يعتليك ! ويجعلك تقول لي ليس هناك شيء يدعو للقلق ! بل ما هذا الهراء الذي تتفوه به ! ارجعني الى منزلي وما شأني بالسيرك الخاص بك يا هذا !
- مصيرك هنا .. قولي ما شئت .. شئت ام ابيت ! ستقبين هنا آنسة رين !
- لا تناديني رين .. اسمي هيلدا .. هيلدا يا صاح
يبتسم الشاب قائلا : صاح ! اوه !
ثم يقهقه متابعا :- انا السيد كارلوس ! او شارل ! ناديني كما شئت .. فليس هناك فارق
اتمتم قائلة بصوت منخفض مشيحة وجهي الي الاسفل :- بل المخيف كارلوس !
- عفوا .. ماذا قلت ؟
- لا شيء .. ايمكنك ارجاعي الى عائلتي من فضلك ! ها انا اطلب منك هذا بكل احترام .. يا سيد .. كارلوس !
بعد جملتي هذه بدأت ارى نيران الغضب بدأت تشتعل متقدة في عيناه ! احسست لوهلة ان عيناه الزرقاوتان تحولتا الى نيران مشتعلة حمراء ! ثم امسك بكتفاي بقبضتي يديه قائلا بنبرات حادة غامضة :- آنسة رين .. قلت لك شئت ام ابيت ستبقين هنا ! ولا مخرج لك ! أفهمت ! .. ثم يمسك بيدي مرجعا الي الى المقطورة ومغلقا الباب بالمفتاح ! .. في الواقع ! انني من ولشدة الصدمة ! ما زلت محملقة بذهول في الباب ! لعل كل ما حصل كان كابوسا ! .. لكن مع مرور ساعات البكاء في منتصف الليل الذي تركني بها المخيف كارلوس على ذاك السرير البالي ! في تلك المقطورة الغامضة الصغيرة ! اكتشفت ان هذا ليس كابوسا .. بل انني اعيش واقعا مؤلما فقدت الامل من التخلص منه لدى رؤيتي للجمر المشتعل في عينا المخيف كارلوس عند غضبه ! ...
أنت تقرأ
ملكة السيرك 👑🔥
Mystery / Thrillerمصير فتاة يتغير فجأة .. لتنتقل من حياة عادية الى حياة السيرك ! الى عالم آخر !