وحدي أم مع الظِلال

23 0 0
                                    

كلما استقر طيف ذكرياتي علي حائط من حوائط ذآكرتي ، تتهافت أناملي إلي تجسيده علي هيئة ظِلالٍ بشرية مُبهمة ، كي تساندني في عُزلتي الأبدية ، غُرفتي كأنها مُتحف فني مرسوم بيدٍ عشوآئية .. رسمات مُتناثرة لا يُفهم لها معني ، في كل مكان علي الجدران ، علي السقف ، علي الباب ، أجسد ذكرياتي المُهشمة علي هيئة خطوط مُتصلة بعضها ببعض ، علّها تُخرج في نهاية الأمر نهاية سعيدة لحياتي...

من بين تلك الجدران وهذه الأسقف هناك جدار خاص أفرشته بألوان الأبيض علي خلفية تُماثل زُرقتها بزُرقة المُحيط ، تلك البقعة خاصة لأطيافي المُبهجة ، التي تزورني في أقصي أوقاتي عتمةً ، لتملأ عالمي نوراً وترسم علي وجهي المُصمت البهجة والابتسامة ، أطياف سعادتي هكذا سميتها ، تجدد طاقة فؤادي في النبض ، لبعث الطاقة لجوارحي لأقاوم ، لأبحث عن عالمي ، عن نهاية الطريق السعيدة ، عن أهل ، عن أصدقاء ، عن الأفضل في كل شئ ،،

في خربشات فرشاتي تجدني أرسم خطوط تجمعت لترسم فتاة صغيرة بيديها دُمية ولا يظهر من كلتيهما إلا خط متعرج ينتهي بمُنحني إلي الأعلي ، ابتسامة خالصة تُزين ملامحهما المُختفية ، وآخري يوجد هيكل أبيض يحمل باقة زهور خلف ظهره وينحني إنحنائه خفيفة برأسه باتجاه تلك الفتاه ودُميتها ، يمد يده إليها ، تجد الراحة التي تبرز في طريقة امتداد يده وراحة يده نحوها ،

طيف آخر رسمته أناملي صغير علي هيئة فتاه أو امرأه تنظر إلي إلي الرجل والفتاه فقط ولكنهم لا يَرونها الأبيض خاصتها يميل إلي الخافت ، لا أدري لماذا

هذا المشهد دائما ما يتكرر في ذهني عندما يشتدد أزري ، أطياف بيضاء لا يُري منها شئ ، لكنها تمُدني بطريقة غريبة بالراحة والأمل .

جدراني الأخري ألوانها تميل إلي اللاشئ ، فقط ارسمها كي أخرجها من كي أخرجه من ذهني ، أتذكرها بوضوح ، ذكريات الطفلة التي هيا أنا ، أشخاصٌ كُثر يسكنونها بلا اهتزار أو زعزعة ، دخلوها عُنوة ويأبون الخروج ،

وكأن ذكرياتي هو سلاحهم المنيع الذي يستخدمونه في التأثير عليّ إلي الآن ، أطياف ضاحكةً بشكل مخيف ، نظرات تخلو من الرحمة والُلطف ، تنهش كالوحوش الضارية بكياني ، ترجو النصر دوما ، أشخاص أدخلوا الرعب بداخلي . أبي ، زوجة أبي ، دكتور " سميث " ، وسالي ، أتخيل أياديهم تمتد نحو عنقي لتخنقني ، لدحر أنفاسي عن الخروج ، وكأن ما فعلوه ف الماضي ليس بكافي ،،

فلتساندني عزيمتي التي أجهل من أين ستأتيني ، وكيف ?!
أتذكر يوم خروجي من المصحة كان هذا كأني التقط أول انفاسي للمرة الأولي بحياتي ، معي حقيبة بها بعض الأموال ، فتاه بالعاشرة ، ومعها ورقة بها عنوان بخط ردئ ، وكأنه يُرجي منها أن لا أستطيع قرائتها أبداً ، لذا رميتها ، وذهبت إلي الشخص الوحيد الذي أرجو منه ألا يخذلني ويأخذني تحت جناحه ، لتضميد جراحي وكي أشحذ سواعدي لأرد دين نفسي وأرد لهم أفعالهم بكوني الفتاة الناجحة القوية صاحبة الداء الوهمي الذي تسلل إلي سرائر أنفسهم أني أملكه وأعاني منه .

توجهت إلي عمتي " فيكتوريا " الساكنة في أقصي العاصمة ، فنحن كلتانا نوعاً ما مُتشابهتان ، فلقد نبذها والدي لتلبية رغبات ملكته الماكرة التي تربعت علي عرش قلبه ، لكي تدُسَ سُمها دآخله تلك الحيّة ، توجهت وكلي عزمٌ وأمل أن أجد عندها غايتي وحلمي الوحيد نحو عالمٍ جديد .

Fairy Tale ..~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن