ذلك الأمَل.

139 12 103
                                    


18 feb, 2016
8:45a.m.

حين أعتنِقُ يَد شقيقي المشوهة بندباتِ الإبَر إليّ، وآراه يبتسم لي رغم شحوبِه وإعيائِه ويُربِت على رأسي بِيده الأُخرى ... شيء ما، أملٌ يُخبرُني بأنني قد آراه خارِج المشفى يومًا ما.

- ديميا آسا !
صُراخٌ جعلني اضطرُ لتأجييل مُقابلة شقيقي في حُلمي، بينما أدعكُ عيني بنعاسٍ يرفضُ الزوال إقشعر سائِرُ جسدي لسماع صوتُ صاحب الصراخ يُضيفُ قائلًا بنبرةٍ هادِئةٍ غير مُعتادة:
- يبدو أنك تخططين للفشلِ مجددًا ...

تحديقُه بي بعينيه ضيقتي الأُفق ونبرتُه الهادِئة تِلك كفيلة بطرد مرض النُعاس خاصتي، إنه الأستاذ الشيطان في هذه الأكادِيمية أو هذا ما أدعوه به.

إعتنقتُ يدي أسفل المِنضدة، محدقةً لأسفل ما أمكنني إعتذرتُ بتلعثُم :
- إعتذاري، الأستـ .. ، سيد هاتسو .

مُتجاهِلًا إعتذاري عاد يجول في الأرجاء ويسرُد التفاصِيل المُمِلة، من وإلى عن اختبار القبول التافِه الذي فشِلت به أربع مرات، لأكَادِيميَّة الطِب المغرورة هاتِه، لكن هذه سوف تكون المرة الأخيرة التي افشل بها، إختبار القبول هذا سوف أجتازُه هذه المرة وسوف أُصبِح تلميذة رسمية هنا !

أو هذا ما أتمناه ..

عيني تُحدقان بهِ وبالسبورة الخضراء (سابِقًا) التي باتت الان مأوى لخرابِيشه ورسوماتِه التوضيحية، بينما عقلي قد حلقَّ بعيدًا للتفكير  بغداء شقيقي وما قد يكون هذهِ الليلة، تُراه سيسمح لي بتذوقِ القليل مِنه؟.

صحوتُ بطبطةٍ من فتاةٍ مجهولة، قد خلَّت القاعة وأنا لازلتُ أُحدِق بمأوى الطباشير، بينما الأستاذ الشيطان يُلملِم كُل ما يخُصُه، شكرتُ الفتاة وأعتذرتُ لها ثم ذهبتُ لمُساعدتِه، لينظُر لي بعينيه التي تُشكلُ كابوسًا لي حين يغضب، ثم يردِف قائِلًا :
- كما هي السنوات الفائِتة، لم تستمعِ إليّ .

- أُعاني من مُعضِلة لا تلُمني رجاءً، قِلة الإنتباه والنعاس الشديد.
- لا حُجج، كل شيء مِما ذكرتيه يُمكن عِلاجُه.

عبستُ بَينََما تَذمرتُ بتمتماتٍ لا مَعنَى لَها، بقبضتِه ضَربني بأعلى رأسِي، وعاد ببساطة لجمعِ ما تبقى من أشيائِه المُبعثرة، لأتحَسسَّ مَكان الضَربَة وأصِيح بهِ:
- لأجل ماذا كانت هذه !

- لا تذمُر، لا حُجج، ألا تتذكرين الفتاة التي قالت بأنها سوف تعثُر على معجِزة وتُنقِذ أخاها المُصاب بِسرطان القلب؟
وأخيرًا إنتهى الأُستاذ وحَمَل حقيبتهُ؛ ليخرُج دون إلقاء نظرة على ملامِحي المُشتتة، لن أسمح لدموعي بالهطول لكِن أمسحها قبل نزولِها حتى لأهمِسْ :
- لم أمنحكَ حق تذكيري بنفسي ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 28, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُعجزات كاذِبة || oneshotحيث تعيش القصص. اكتشف الآن