الفصل السادس

808 14 0
                                    





الفصل السادس

وهمس لوك وهو ينير الضوء الصغير بجانب السرير :" جوديث , أنت مستيقظة؟"
تظاهرت جوديث بالنوم , وهي مغمضة العينين وتتنفس بعمق. شعرت بأن لوك يرمي بوسادة وغطاء في الحمام ليحضر نفسه للنوم .
من الحماقة ان تتحدث مع لوك حديثاً من القلب الى القلب قبل أن تتخلص من كل هذا الا حساس القوي بالعاطفة نحوه , هذا ما فكرت به , واستدرت الى جانب الآخر , بعيداً عن الحمام , محاولة ان تجد بعض المنطق بعلاقتها مع لوك ولسوء الحظ لم تتكن الا من مضاعفة ارتباكها وزيادة قلقها .
كانت متأكد ان هناك شيء ما يحدث بينهما . لكن ما هو هذا الشيء , أنه لغز غامض جداً . في لحظة كانت تتأكد انهما يشكلان رابطاً بينما , وفي اللحظة التالية ينقلبان الى عدوين . لحظة كانت تتأكد انه باتسي له وتسقط كل رهاناتها ضربت وسادتها لتجد مكاناً مريحاً اكثر , تنهدت بعمق وهي تصغي لتحركات لوك هذا العالم . ماذا كان يفعل بدونها في الحفلة لمدة ثلاث ساعات؟ تساءلت بيأس . ربما كان يمرح مع باتسي , وبدون أن يفكر بجوديث القديمة فكرة واحدة مهما حاولت ان تقنع نفسها انها لا تهتم مطلقاً ماذا يفعل لوك بأوقاته , كانت تعلم في أعماقها انها تهتم . تباً , لما عليها أن تمضي حياتها تهتم لشاب لن يشعر بشيء نحوها ؟ فجأة وقد شعرت بالإرهاق من كثرة التفكير , شدت على عينيها بقوة واجبرت نفسها على النوم.
وقف عند حافة السرير وأخذ يراقب جوديث وهي نائمة تحت ضوء القمر المصباح الصغير . انها تبدو رائعة الجمال شعرها منسدل وراءها على الوسادة ورموشها الجميلة ترتاح بنعومة على خديها الرائعين ... انها حقاً خلابة . على كتفيها , ولم يستطيع مقاومة يلامس شعرها الناعم الجميل . لقد اصبحت جوديث اندرسون امرأة مدهشة . لقد اصبح معجباً بها كثيراً خلال الاسابيع القليلة الماضية . لديها فكر... متوهج... رائع.
تباً انه اكثر من معجب بها. لقد تعدت علاقته بها عن الاعجاب , وهو يعلم ذلك . ابتعد عن السرير , حدق بها واحساس بالخوف يتمازج مع اعجابها . ما الذي يحدث له يبدو ان كل دقيقة يمضيها بجانبها , يصبح اكثر غيرة . فلما كل هذا ؟ انه عادة لا يملك هذه الاحاسيس بداخله.
مرر يداً مرتجفة على وجهه . واطفأ النور على الطاولة الصغيرة بجانب السرير , وسار نحو النافذة كان ضوء القمر يشع على العمال الذين يقومون بتنظيف كل شيء . اتكأ لوك على حافة النافذة محدقاً , بدون ان يرى شيئاً محدداً لقد قام بواجبه الاجباري في قطع قالب الحلوى مع باتسي قدم اعتذاره , انه يريد التأكد ان جوديث بخير . لكنه علم ان عاد الى غرفتها , لا بد انه سيقوم بخطأ ما .
لم يشعر مطلقاً في السابق انه متوتر هكذا . وجد ممراً ضيقاً يمر من وراء الاصطبل ومن ثم سار في مجرى نهر ضيق لميال قليلة. جلس هناك ثلاث ساعات , محاولاً ان يجد تفسيراً لعاطفته نحو جوديث وما الذي يحدث لعلاقاتهما . لم يكن يعرف الان تماما عندما ترك الحفلة . ربما عليه بحث الأمر ع جوديث , حف ذقنه بكتفه وعاد ينظر اليها . ربما من الأفضل أن لا يفعل . فالتحدث معها آخر ما يفكر به الآن .
اغلق ستائر النافذة وعاد يسير الى جانب السرير ووقف ينظر اليها وهو يشد على يديه بقوة , يقاوم احساساً قوياً بإيقاظها . سقط على ركبتيه , ودفن وجهه بالوسادة , محاولاً أن يخنق احساسه بالإحباط . اخذ يضرب الوسادة عدة مرات ثم وضع الغطاء علي محاولاً ان يجد وضعاً مريحاً لينام لسوء الحظ , لميتكن من ايجاد ذلك حتى الفجر.

زوجة بالاسم فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن