الفصل الثاني

8.4K 328 17
                                    


الفصل الثاني :

إلتف قادة كتائب الجيش حــــول المائدة المستديرة ، وحدقـــوا بقائدهم الأعلى الأمير عُقـــاب الذي كان لايزال صامتاً بعد أن تولى بنفسه دفــــن جثمان أخيه .... ولكن من يمعن النظر في قسمات وجهه يتمكن من قراءة عمق الشـــر الذي ينتوي فعله بمن قتله ..

رفع عُقـــاب وجهه للأعلى ، وحدج الواقفين بنظرات حادة وهو ينطق بصوته الآجــش مشيراً بحد سيفه نحو خريطة مــا :

-هذه هي حدود مملكة شيروان ، وأنا أريدها لي !

هـــز أحد قادته رأسه متسائلاً بجدية :

-بماذا تأمرنا مولاي ؟

بينما أضــاف أخــر بصوت قوي :

-نحن قادة جيشك ، وفي إنتظار تعليماتك !

هتف عُقـــاب قائلاً بصوت صـــارم وهو يشير بسيفه :

-دمروا الأخضر واليابس ، لا تتركوا منزلاً إلا وهُدم على رؤوس أصحابه .. أريد أن يعرف الجميع بجحيم الأمير عُــقاب

سأله أحدهم بفضـــول بـ :

-وماذا عن النساء والأطفال ؟

أجابه بصـــوت قاتم وهو يرمقه بنظرات ساخطة :

-خذوهم أســرى وجواري وعبيد ، وبيعوهم في الأســواق ، فمقتل الأمير غازي لن يمر مرور الكرام !

ثم حدق أمامه في الفراغ ، وتابع قائلاً بصرامة :

-فمن يعبث مع عائلة السلطان أسيد يستحق الموت !

هـــز رأسه موافقاً وهو يجيبه بجمود :

-كما تشاء سيدي

ثم وقف القـــادة بإنتباه له ، وأدوا له التحية العسكرية ، وإنصرفوا واحداً تلو الأخـــر ..

نظر السلطان أسيد إلى ابنه بإعجاب جلي .. ثم هتف قائلاً بتفاخر :

-عُقــــاب !

إستدار هو برأســـه نحوه ، وعبس بوجهه وهو يجيبه بإيجاز :

-مولاي السلطان

اقترب منه أسيد ، ووضع يده على كتفه ، وسأله بإهتمام :

-هل فكرت في خطة الحرب ؟

رد عليه دون تردد بـ :

-نعم ، وسأبدأ فيها فوراً

رمقه والده بنظرات حـــادة وهو يأمره قائلاً :

-لا تدعهم يفرون بعد الذي اقترفوه في حق أخيك

رفـــع عقاب سيفه للأعلى ، وأجاب بنبرة شرســـة :

شهد الأفاعي - الجزء الثالث من سلسلة سنابل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن