الأخ الأكبر

2.2K 124 153
                                    

كانت ناميموري بلدة مسالمة ، ربما غريبة بعض الشيء ، ولكنها مسالمة و كانت معدلات الجريمة في هذه البلدة الصغيرة تقريبا معدومة بالمقارنة مع بقية اليابان ، و كان معظم العنف الذي يواجهه المقيمون من صنع ايدهم عندما يتنافسون على أفضل المبيعات في السوق أو عندما يفشلون في التمسك بالقاعدة البسيطة " لا للأزدحام " .

و على الرغم من كونها سلمية ، لم يكن العيش فيها حتما ممل ، كان هناك دائما أشياء جديدة و مثيرة التى تحصل ، حتى لو كانت ليست لشخص يعرفونه مباشرة .

كانت الشرطة المحلية و عصابات الشوارع ، و عصابات المافيا ، و المستشفيات كافة في ظل ديكتاتورية صبي يبلغ من العمر 16 عاما ، و كانت التفجيرات شائعة و يمكن سماع طلقات نارية كل يوم تقريبا ، كانت المباني في كثير من الاحيان تبنى و تتجدد بين عشية و ضحاها من أجل مواكبة كافة الاضرار الجانبية من الانفجارات ، كان تجوال المشاهير في الخارج و حرسهم الشخصيين مشهدا مألوفا و رؤيه سياراتهم الفاخرة تقف في الشوارع في نفس الطريق ، و إذا كنت محظوظا ، قد تراهم يتجولون في يوم مشمس على مهل ، و اطفال يلعبون بالنار بشكل يومي ، و على ما يبدو كان طاه السوشي المجاور الطيب على علاقات مع العالم السفلي .

لا شيء من ذلك يهم حقا بالرغم من ذلك ، في حين ان شخص من مدينة اخرى قد يكون مرتبكا و ممزقا بسبب كل هذه الفوضى المطلقة التى تحصل في ناميموري المسالمة ، فإن أي شخص من ناميموري لن يخرج عن جدول يومه ، لأنهم يعرفون ان البؤس و الشقاء سيأتيان و ان افضل طريقه لتجنبهما هو الادعاء بأنهما غير موجودين ، إلا اذا كان هذا البؤس و الشقاء هو هيباري .

بطبيعة الحال ، عندما تجمع كل ابناء ناميموري في مبنى لغرض التعليم ، و غنى عن القول أن الذين يتجنبون هذه الفوضى كانوا يختلطون مع من تسببوا بها ، و على هذا النحو ، قد أنشأت حصانة لا يتم التشكيك بها بسهولة ، و كان الجميع يملك القدرة على عدم التصديق كألية الدفاع عن النفس ، و هي صادقة للغاية .

و حصل ذلك ، عندما مدير ناميموري تشو أعلن شخصيا الى الصف 2-A أنهم سوف يشاركون في رحلة ميدانية ممولة بالكامل الى ايطاليا ، لا احد سأل ، لا أحد سأل لماذا صفهم كان الوحيد الذي سوف يذهب أو لماذا احد الاجانب الاغنياء اراد منهم البقاء في قصره ، أو لماذا طفل يرتدي بدلة فاخره يوجه مسدسا عليهم ، لا أحد سأل كيف تمكنت المدرسة من الحصول على جواز سفر لكل طالب في الصف 2-A أو كيف تمكنوا من الحصول على توقيعاتهم على الأوراق .

بدلا من ذلك ، هم أخذوا جوازات سفرهم و حزموا امتعتهم ، و بدأوا بالثرثره بحماس ، كان هناك بعض اصوات الضجيج ، و تأوه يائس تم تجاهله من قبل الصف ، و امتلأ بقيه اليوم بالثرثرة من قبل الطلاب المتحمسين .

عندما و صل يوم المغادرة ، كان الصف بأكمله في مطار خاص يتوجهون الى طائرة خاصة ، انغمس الطلاب بأنفسهم في الترف لمرة واحدة في حياتهم ، و اعينهم تلمع ، في حين ان شخص معين عبس في الزاوية مع أصدقائة بعيدا عن الصف .

إيطاليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن