ما قبل البداية .. وبعد النهاية !

131 14 13
                                    

الساعة العاشرة مساءا ، فلم يأتي بعد ؛ والعشاء ما زال على المنضدة هذه المرة الثانية التي أقوم بتسخينه ، ووالده من تعب طوال النهار في مكتبه خلد إلى النوم ، و هو يوصني بأن أقوم و أكف عن الانتظار  فهو لم يعد طفل صغير ، سيعود إلى البيت حالا ...
أعرف أنه حتى هو لم ينم إنه ينتظره أيضا ..
رأيته قبل هذه المرة فهو لديه قلب كذلك ،       " ولكن كبرياء الرجل يبقى فوق كل شيء ، لكن الكبرياء ليس بمقدوره أن يتغلب على ذلك الأيسر " .

--- -- -

في تلك الجلسة أيقنت لما أمي كانت لا تنم قبل التأكد أنه دخل البيت ، كنت أترقبها جيدا  بعينين ذابلتين من لعب النهار ، و أنا أقول لها : ' سيأتي كفى اذهبي إلى إلى النوم  ،كل يوم ستجلسي هكذا برب السماء !؟ '
و هي غير مبالية بما أقول فقط تفكير كثير يشغلها ، على تلك الكنبة تغفو عينها تارة ، و ما قلبها بغافي .
ثم ما أن يصل حتى تنفرج أساريرها ، وبعينها مزيج مشاعر من عتب وفرح و ارتياح و تعب ، إلى هذا الحد أنت عظيم ي الله لتجمع بتلك العيون التي التجاعيد تحرس حولها هذا الكم من التفاصيل التي تختصر كلمة ( أمي ) ! .

أف إنها الحادية و الربع إلى متى سأنتظرك يا ولدي نعم ما أن تصل سأوبخك بفعلتك ، كبرك لا يعني أنك ستكبر في عيني حتى لا أصبح أراك و لا أتبع خطواتك ، بل ستظل ذلك الطفل الذي أطلق أول صرخة له وهو بجانبي و يتلمسني من حوله ، من بعد تعب تسع أشهر ويومين ، ستظل ذلك الطفل.. .. .
ليقطع جلستي صوته على المدخل ,ما أن دخل الصالة حتى تجهزت لذلك العتب الطويل ، و بداءت بالنهوض متمايلة يمنة و يسرى ، في حين رأيته و ذلك التوبيخ لم أقدر اتفوه به و كيف لي بذلك ، كيف لي أن أصرخ بوجه يحمل تلك العينين الصغيرتين ، فتمثلت بعدم المبالاة .
ألهذا لم تكن أمي تصرخ بأخي !

27 مارس 2017
الإثنين
سارة نعمان | sara nu'mman

🎉 لقد انتهيت من قراءة ستبقى بعيني نطفة - قصة قصيرة 🎉
ستبقى بعيني نطفة - قصة قصيرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن