الساعة العاشرة مساءا ، فلم يأتي بعد ؛ والعشاء ما زال على المنضدة هذه المرة الثانية التي أقوم بتسخينه ، ووالده من تعب طوال النهار في مكتبه خلد إلى النوم ، و هو يوصني بأن أقوم و أكف عن الانتظار فهو لم يعد طفل صغير ، سيعود إلى البيت حالا ...
أعرف أنه حتى هو لم ينم إنه ينتظره أيضا ..
رأيته قبل هذه المرة فهو لديه قلب كذلك ، " ولكن كبرياء الرجل يبقى فوق كل شيء ، لكن الكبرياء ليس بمقدوره أن يتغلب على ذلك الأيسر " .--- -- -
في تلك الجلسة أيقنت لما أمي كانت لا تنم قبل التأكد أنه دخل البيت ، كنت أترقبها جيدا بعينين ذابلتين من لعب النهار ، و أنا أقول لها : ' سيأتي كفى اذهبي إلى إلى النوم ،كل يوم ستجلسي هكذا برب السماء !؟ '
و هي غير مبالية بما أقول فقط تفكير كثير يشغلها ، على تلك الكنبة تغفو عينها تارة ، و ما قلبها بغافي .
ثم ما أن يصل حتى تنفرج أساريرها ، وبعينها مزيج مشاعر من عتب وفرح و ارتياح و تعب ، إلى هذا الحد أنت عظيم ي الله لتجمع بتلك العيون التي التجاعيد تحرس حولها هذا الكم من التفاصيل التي تختصر كلمة ( أمي ) ! .أف إنها الحادية و الربع إلى متى سأنتظرك يا ولدي نعم ما أن تصل سأوبخك بفعلتك ، كبرك لا يعني أنك ستكبر في عيني حتى لا أصبح أراك و لا أتبع خطواتك ، بل ستظل ذلك الطفل الذي أطلق أول صرخة له وهو بجانبي و يتلمسني من حوله ، من بعد تعب تسع أشهر ويومين ، ستظل ذلك الطفل.. .. .
ليقطع جلستي صوته على المدخل ,ما أن دخل الصالة حتى تجهزت لذلك العتب الطويل ، و بداءت بالنهوض متمايلة يمنة و يسرى ، في حين رأيته و ذلك التوبيخ لم أقدر اتفوه به و كيف لي بذلك ، كيف لي أن أصرخ بوجه يحمل تلك العينين الصغيرتين ، فتمثلت بعدم المبالاة .
ألهذا لم تكن أمي تصرخ بأخي !27 مارس 2017
الإثنين
سارة نعمان | sara nu'mman
أنت تقرأ
ستبقى بعيني نطفة - قصة قصيرة
Non-Fictionلحياة تمنحنا الحياة ، لحياة تمنحنا الجنة ♡ لأمي و لنفسي و لولدي لك انت يا طفلي ♡ ستبقى نطفة