قرناء

367 11 7
                                    


كان كل شيء غريبا منذ البداية ، كل شيء متعلق به كان غريبا ، بل الأغرب هو ما حدث معي منذ أن كنت في سن السادسة من عمري ، كنت مجرد فتاة تعيش طفولتها بشكل عادي جدا ، بل تحب اللعب بالدمى والجري مع الأطفال في حديقة منزلي ، ااه نعم لم أعرفكم بنفسي ، اسمي هانا عائلتي عائلة غنية ، نعيش بمنزل كبير وجميل وسط حي جميل أنيق ، انا ابنة أمي وأبي الوحيدة ، كل شيء جميل ، كل شيء مثالي ، نعم حياتي كان لا ينقصها شيء ، حتى جاء اليوم الذي رأيت فيه فتى بملامح عادية وشعر شديد السواد وبشرة بيضاء ، انه طفل مثلي ، بل حتى بمثل عمري ، هنا أخبرني والداي أن هذا الفتى الذي اسمه ألين هو أخي ، بل توأمي ، لقد فقدوه منذ ولادته لانه ضاع منهم بسبب خطأ من قبل ادارة المشفى الذي قد تمت ولادتي وولادته فيه ، اقنعاني والداي انه أخي ، بل توأمي مع أنني لا أجد أي تشابه بيننا أبدا ، تابعت معه طفولتي ، بل هو قد اكمل طفولته معي ، كنا نلعب معا ، نتشاجر معا ، نضحك و نبكي معا ، كل شيء كان متزن وطبيعي ، أمضينا المرحلة الإبتدائية معا ، وقد دخلنا الى المرحلة المتوسطة معا ، تماما كأي اخوة توأم معا ، لم أشك أبدا يوما في شيء حتى غيرت رأيي جراء محادثة بيني وبين أخي ألين ، حيث كنا في سن الخامسة عشر ، حيث كنت في غرفة أخي ألين أقوم بعمل واجب مدرسي معه حيث كنت مرغمة على الدراسة لان والدي أصر علينا للدراسة معا وقد بدأها اخي ألين بقوله : أنا لست توأمك ولا حتى أخيك ، أنا فقط شخص تم تبنيه من قبل والدك وأمك .
قلت بلامبالاة: ما الذي تقوله يا ألين ؟؟؟ إنه ليس وقت المزاح .
قال وهو يرتعش بشكل غريب : انا لست أخوك الحقيقي ، أقصد أنه ليس لديك أخ في الحقيقة . قلت بغضب : ما الذي قمت بتعاطيه من أصدقائك بالمدرسة ؟؟! أنا أعرفهم ، انهم سيئون جدا ، بل سيأخذون بك لتنحرف معهم صحيح ؟؟ وسأخبر والداي بهذا .
قال وهو يبتسم بحزن : ألم تفهمي يا هانا ؟ قلت بغضب وأنا أقوم من مكاني و أمسك بوجهه : هيا أخبرني ما الذي تعاطيته من أصدقائك ؟؟ اي نوع من المخدرات هذا ؟؟!
قال بغضب وهو يبعد يداي عنه بعنف : سواء صدقتي أو لا فهي الحقيقة .
قلت وأنا أجلس مكاني بهدوء وعلى وجهي ارتسمت ملامح الصدمة : ماذا !!!
قال : مع أن هذه هي الحقيقة الى أن والديك ينكران هذا ، بل حتى وإن طرحت الموضوع عليهم أو إن قمتي أنتي بأي استفسار سيكون جوابهم واحد ، الانكار طبعا .
قلت وأنا أدمع بغضب وصدمة : حتى ...حتى وإن لم تكن أخي بأنت أخي ألين الذي لا أعرف أخ لي غيره .
قام من مكانه أمامي وقام بإغلاق الكتب التي كنا نكتب الواجب المدرسي فيها ، ثم بدأ بترتيبها ، وقام بإغلاق آخر كتاب كان مفتوحا ، والذي كان أمامي تماما ، حيث كنت أعمل عليه ، حيث حدث كل هذا وسط نظرات الدهشة التي ارتسمت على وجهي وصمته الذي صدع بجميع أطراف الغرفة .
حيث كنت أدمع دون أن أتحدث ، ثم أخذت كتبي التي أدرس عليها وخرجت من الغرفة بحزن صامت . مرت الأيام علينا ونحن نشعر بمشاعر غريبة كعائلة ، بل كان كل اجتماع للغذاء غريب ، بارد وحزين ، أبي وأمي كانا ومازالا يتجاهلان مشاعري أنا وألين ، بل إنهم تجاهلوا هذا الموضوع ببرود ، وكان جوابهم الانكار في كل مره أسأل واستفسر فيها عن الأمر ، كل محادثة مع أبي عن الموضوع سواء كنت أنا أو أخي ألين ، كانت تنتهي دائما بالشجار ، بل بالضرب الى حد ما ، حواراتي مع أمي كانت انكار ومشاعر باردة تنتهي حواراتنا بالأحضان الباردة فقط ، هل هذا ما يحدث مع أخي ألين ، نعم ، نعم ، حتى قررت أن أنكر كلامه مثلما فعل والداي ، بل أسوأ من ذلك أنني كنت أنعته بالكاذب وناكر الجميل ، نعم لقد اقنعت نفسي بأن والداي على حق وأن ألين يتوهم ويتخيل .
كان يوما دراسيا عاديا جدا ، بل كان سيء ، لقد كان اختباري سيء ايضا ، عدت وأنا متعبة من مدرستي لأرى المنزل في حالة من الفوضى ، بل شبه مقلوب ، أرى أبي وهو يحاول أن يتصل بالشرطة ، وأمي التي كانت تبكي على الأرض بحرقة ، عرفت عندها أن ألين قد ترك المنزل .
مريت على هذا الأمر ببرود ، والغريب أنني لم أحزن ، ولم أشعر بأي شيء ، كان شيئا متوقع ، انهيت المرحلة المتوسطة بسلاسة ، انتقلت الى المرحلة الثانوية ، ولكنها كانت عذاب ، كلها عذاب ، أحببت البقاء في المدرسة ليلا بدلا من النوم على سريري ليلا ، كل جحيمي بدء من تلك اللحظة التي تذكرت فيها أخي ألين ، تساءلت أين هو الآن ؟؟! ما الذي يفعله ؟؟! هل هو بخير ؟؟!
تذكرت جميع ذكرياتنا معا ، منذ سن السادسة حتى الخامسة عشر ، أخي عندما تركنا كان صغيرا ، ولكن ما هو السبب ؟؟!لماذا فعل هذا ؟؟!
كانت مجرد تسع سنوات قد قضيناها معا ، ولكنها كانت سريعة وغريبة ، أخي كان فتى عاديا ، بل ظننت أنه عادي ، لكنه كان عكس ذلك ، كان دائما يجلس وحيدا في كل فسحة في المدرسة ، كنت أغضب من فعله هذا ، كان ومازال على هذا الحال حتى ارغمته على التعرف على أصدقائي في سن الثالثة عشر ، بل كنت اكرهه ، بدى يتأقلم في بداية الأمر ولكنه انتكس مره أخرى وعاد ليكون وحيدا ، بعد ذلك رأيته مره أخرى وهو برفقة أشخاص ظننت انهم عاديين ولكنهم كانوا سيئين ، ولكنني اكتشفت بعدها انهم يرغمونه على صحبتهم ، انهم يأخذون ماله ومصروفه ، هنا عرفت أن أخي حقا أصبح معقد بل يمكن أن يكون مريضا نفسانيا ، بل أقل شيء متوقع أن يهرب من المنزل ، ولكنني كرهته ، أخي مؤكد أنه قد مات ،لان روحه تزورني كل ليلة ، لهذا السبب قد كرهت النوم في غرفتي وعلى سريري ، كان يظهر لي كل ليلة ويخيفني بجميع الأشكال ، كان في بادئ الأمى يظهر لي وهو يمشي على الجدار ويصدر أصوات مخيفة ، بل كان واضحا أنه يمقتني ، كل ليلة مغامره مختلفة إما زحف على الجدار أو على السقف أو تحت السرير ليخيفني ،طلبت من والداي تغيير موقع غرفتي لغرفة أخرى بالمنزل بحجة الملل والضجر من الروتين ، ولكن الأمر كان يتكرر في كل مره ، قضيت مرحلة الثانوية وأنا في عذاب ، حتى صرت في السنة الأولى من الجامعة ، كان ذلك شبح أخي مازال بزورني كل ليلة ، حتى تمالكت نفسي في ليلة من الليالي حين ظهر علي شبح أخي مره أخرى وقد قلت وأنا أقف أمامه بغضب واتظاهر بالشجاعة : ما ....ما الذي تريده مني ؟؟! انا لم أعد خائفة منك يا قبيح ، هل أنت ألين ؟؟! أخي ....لقد اشتقت له ، هل لك أن تسمح لي بأن أقابله مره واحدة فقط ، أنا ....أنا أرجوك .
هنا هذا المخلوق البشع تشكل لي على هيئة أخي حقا ، إنه ألين حقا بشكله تماما ، بل في آخر شكل رأيته فيه في سن الخامسة عشر ، وهو ينظر الي بحزن ، انها حقيقة ، بل انه حقيقي ، جسدا وهيئة ، قلت وأنا مصدومة ومندهشة : هل هذا يعني أنك سمحت لي بمقابلة أخي ؟؟
ضحك ألين على غير عادته وقال : هل أبدو لك شخص آخر ؟؟!!
قلت وأنا مازلت مندهشة ومختلطة المشاعر بدموع متساقطة : ألين لقد اشتقت اليك كثيرا .
احتضنته وقلت : أنت تبدو صغيرا وكأنك أخي الصغير ، بينما أن في التاسعة عشرة من عمري .
قال وهو يفك عناقي : أخبري والداي أنني اشتقت اليهم أيضا .
بدءت اتفحصه ، اتفحص جسده ، كل شيء طبيعي جدا ، بل أكثر من طبيعي ،
قلت وأنا حزينة : هل أنت ميت يا ألين ؟
قال وهو يضحك على غير عادته الغريبة والصامتة : المهم أنك أنت وأبي وأمي بخير .
قلت بتردد : منذ متى وأنت تهتم بوالداي ، انت ...أنت لقد كرهتهم بينما هو أحبوك .
بدء بالاختفاء من أمامي تدريجيا وهو يقول : الوداع يا هانا .
اختفى جيده الذي رأيته واضحا جدا أمامي وسط حيرتي ودهشتي .
بعد أن التقيته تلك الليلة لم يعد ذلك الوحش يزورني أبدا ، بل قد نسيته تقريبا ، ركزت على دراستي الجامعية وأنا أبذل جهدي بسعادة ، كان لي مجموعة من الأصدقاء وهم أنهار ولوان وليزيين ، خططنا معا لرحلة بسيطة مدتها ثلاثة أيام نقضيها في غابة كان أحد أصدقائي وهو ليزيين يعرفها جيدا لان مزرعة جدته كانت بالقرب منها ، بعد موافقة الجميع ، توجهنا جميعا هناك بسيارة بسيطة كان يقودها ليزيين والى جانبه لوان وأنا وأنهار كنا نجلس بالخلف ، حيث وصلنا الى مكاننا ليلا ، وقد مكثنا في مكان مرتفع حيث يطل على غابة واسعة لا تظهر نهايتها ، حيث نصبنا خيمتين منفصلتين بسيطتين ، وقد أشعلنا نارا في منتصف موقعنا ، بقينا جالسين حولها ونحن نحدق بألسنتها المتراقصة نتبادل الحديث حيث قالت أنهار وهي توجه كلامها لليزيين : يقال أن هذه المنطقة مسكونة ، خصوصا هذا المرتفع ، اذ يقال أن هناك إمرأة قد أحبت رجلا وقد قام الرجل بغدرها وقام بدفعها من هذا المرتفع لتموت للأبد .
قال ليزيين وهو متحمس : نعم ، بل انها أشهر قصة كانت تتناقل بين الأجيال في هذه القرية التي كنت أعيش فيها مع جدي وجدتي ، بل يقال أن روح تلك المرأة تظهر لكل شخص يجلس في هذا المرتفع وتقوم بدفعه من أعلى المرتفع ليسقط صريعا .
قال لوان باستهزاء : وهل تصدقون حقا هذه الخرافات ؟؟!
قال ليزيين : لا ، بل ظننت تماما مثلك ، حتى سمعت خبر موت أبي وجارنا وهما صريعين أسفل المرتفع .
قلت : ليزيين ، كم كان عمرك حينها ؟
قال : كنت في السابعة ، وقد تركتني أمي من قبل ليلحق بها أبي ذلك اليوم ولأبقى بدون والداي أعيش مع جدتي وجدي ، والطبع أنتم تعرفون سبب موت جدتي المؤلم .
قالت أنهار وهي تربت على كتف ليزيين : نعم كلنا نعرف لقد داهمها سرطان خبيث تسبب بموتها .
قلت وأنا أنظر الى القمر الذي كان غير واضح بسبب الغيوم التي غطته : ربما كان موت والدك وجاركم مجرد صدفة .
قال : نعم ظننت أنها صدفة رغم تحذيرات جدي الصارمة بألا أخطو أصلا بالقرب من هذا المكان قد حدث .
قال لوان بقلق : ما الذي تقصده ؟؟
قال ليزيين : ذهبت مره مع أحد أصدقائي من القرية حيث كنت في سن الرابعة عشر او الخامسة عشر ، حيث كان مجرد طيش وحب استطلاع ، ظننت ان كل شيء سيكون بخير ، بل هي خرافات ، ولكنني أدركت أنها حقيقة بعد أن رأيت جسد إمراة مخيفة وهي تسحب صديقي الذي كان خلفي وهو يصرخ بشدة ، هنا لم أكن سأفعل شيء سوى أن أهرب بجسدي وروحي .
قالت أنهار : على حسب ما سمعت فإن تلك المرأة تتذكر جميع الناس الذين يزورون هذا المكان وتنتظر قدومهم مره أخرى لكي لا يفلتوا منها مره أخرى ولكنها في المرة الثانية لا تقوم بدفعهم من الأعلى . قال لوان : إذن ماذا ؟؟
قالت أنهار : انها تأكلهم .
قلت وأنا خائفة : أنهار وليزيين توقفا .
قالت أنهار بسخرية : هل أنتي خائفة يا هانا ؟؟
قلت : لا ولكن ....
قال ليزيين : نعم لنتوقف يا أنهار لاننا جميعا نعرف ما الذي كان يداهم هانا قبل سنة من العذاب ، وكذلك وجه لوان لا يعطي إشارة لمتابعة هذا الحديث .
قلت للوان : لوان توقف الآن عن القيام بتعابير غريبة ، تنظر الى خلفنا وكأنك ترى شيئا أرعبك .
قال وهو خائف بشدة: نعم ....نعم ، لقد لمحت شيئا .
قلت بغضب : توقف يا لوان ، انه ليس وقت المزاح . قال وهو يحاول أن يهدأ من روعه : حسنا ...حسنا لا بد أنني كنت أتوهم .
قلت : لابد أنك خفت يا لوان ولكن ما رأيته قبلك كان مخيفا جدا ، شهور من العذاب ، شلح مخيف يلاحقني .
قال ليزيين : نعم وكما أخبرتنا أنه شبح أخيك .
قالا أنهار : هانا ، لابد أن هناك أمر غريبا بأخيك ألين إن كان شبحه يلاحقك .
قلت : ولكنه انصرف عني الآن .
قالت أنهار : أقصد ألا تتذكرين أي شيء غريب عنه ؟؟!
قلت وأنا أحاول أن أتذكر : اممممم ، نعم أظن أنني أتذكر شيئا .
قال ليزيين بحماس : وما هو ؟!
قلت : منذ أن كنا صغارا لم يسمح لنا والداي أن نكون في غرفة واحده رغم صغر سننا ، حتى كبرنا ، لم أشك في ذلك أبدا ، ظننت أنه يجب أن أنعم بغرفة وحدي لأنني مميزة لدى والداي ، حتى كنت في سن التاسعة في أحد الليالي خرجت من غرفتي وتوجهت نحو غرفة أخي لأنني حلمت في تلك الليلة بكابوس مرعب لا أتذكره الآن ولكنني أتذكر شعور الخوف الذي تماكني تلك اللحظة ، كنت أنا وأخي متعلقين ببعض بشدة تلك الفترة لدرجة أنني عندكا خفت توجهت سريعا وهرعت نحو غرفته على عكس ما يحدث بالطبيعية وهو أن أتوجه نحو أمي لأنام الى جانبها ، حيث أردت أن أطرق بابه في البداية ولكنني لا حظت أن بابه مفتوح قليلا من طرفه ، حيث وبدون تردد حاولت الدخول ولكن المنظر الذي رأيته غرفته جعلني أقف مكان متصلبة عند بابه دون أن أدخل أبدا ، حيث كانت بعض الأشياء تتحرك بدون أن يحركها ، فقط مثل السحر ، حيث كان سعيدا بهذا وكأنه أصبح معتادا عليها جدا ، بل يحبها ، حيث كان يصفق وينظر بسعادة نحو شخص لم أستطع رؤيته ، شعرت بخوف شديد ، ظننت أنه يمكن أن يكون لص أو شيء من هذا القبيل ، وما جعلني أشك بأخي هو أنه عندما كان يصفق بسرعة رأيت شرارة نار بسيطة ولكنها كان واضحة جدا لي ، كانت تنبع من يديه ، شعرت خوف شديد أرعبني ، هل ....هل أخي ....شرير ؟؟! أم أنه سيء ؟!مجرد أفكار الأطفال البريئة ، حينها قال أخي وكأنه يحدق بالشخص الذي أمامه وقال له : انتظر انتظر سأذهب الى أختي هانا وأخبرها أن تلعب معنا هذه اللعبة الممتعة . حيث أراد أخي التوجه الى الباب لكي يخرج ، ولكن يد مخيفة أوقفته وبدء صوت رجل أجش يقول : توقف يا ألين ، انها مجرد لعبة بيني وبينك ، لا يمكنك أن تدخل أي أحد بها .
قال ألين بحزن وهو ينظر نحو الباب : ولكنها ممتعة جدا ، أختي هانا ستكون سعيدة لو كانت هنا .
قال له الرجل : أختك لن تحب هذا مثلما أحببته ، ومؤكد انها ستفشي عن سرنا الى والديك .
هنا رأى ألين ظلي الواقف عند الباب ، حيث جرى نحو الباب وفتحه بسرعة ليجدني وافقه أمامه متصلبة وخائفة ، ولكنني رأيت ذلك الرجل الذي كان يتحدث مع أخي ألين ، كان في صورة بشرية تبدو تماما طبق الأصل من صورة وهيئة أخي وهو في سن العشرين .
قال ليزيين : ماذا ؟؟! ولكن كيف لك أن تعرفي شكله وهو بالعشرين وأنتي قد رأيته آخر مره في عمر الخامسة عشر فقط .
قلت بتردد : لم أدرك ذلك حينها ، ولكنني كلما تذكرت ما رأيت أظن أنه هو .
قالت أنهار بشيء من الدهشة : هل يمكن أن ما رأيته قد يكون قرينه ؟؟!
قال لوان بقلق : قرينه ؟؟!
قلت وأنا أتنهد : بصراحة لا أعرف ، لم أعد متأكدة مما رأيته .
قال ليزيين : كيف لك قول هذا ؟؟! لقد قلتي أنك رأيته بوضوح .
قلت : نعم بعدها اختفى ذلك الرجل في غمضة عين وترك إخي في وسط دهشتي .
قالت أنهار : ما الذي حصل بعدها ؟؟!
قلت : بعدها حكيت ذلك لوالداي ولكنهما أقنعاني بأنه حلم فقط ، وقد فعلت هذا ، حاولت اقناع أخي ولكنه أصر على أنه لم يكن حلما ، مرت علينا الأياام والسنوات وقد نسيت ما حدث تماما حتى اليوم الذي كان أبي فيه مسافر لرحلة عمل وقد كانت أمي قد دعت صديقة حميمة لها لمنزلها ،حيث اتفقت معها بأن تكون سهرة ليلية حيث كنت أساعد أمي في إعداد بعض أنواع الضيافة مثل الكعكات الصغيرة وغيرها ، حيث استقبلناها بسعادة ، بقيت الضيقة تبدأ الحوار مع أمي التي كانت مشغولة معها ، حيث كنت أشعر قليلا بالملل لذا فضلت أن أتناول بعض الكعك مع أخي الذي كان في غرفته ، كنت في سن الرابعة عشر ، حيث طرقت أخذت بعض الكعك وبعض المشروبات اللذيذة وأنا متوجهة الى غرفته ، رفعت يدي لأطرق بابه ولكنني لم أفعل بعد أن سمعت صوته وهو يصرخ بغضب : لماذا تفعل هذا لأمي ؟!! أنت تآذيها .
حيث تذكرت تلك الفترة أن أمي كانت تشتكي من كوابيس مخيفة ، حيث تشعر بها فقط عندما يذهب والدي من المنزل ، حيث يراودها كوابيس ومضايقات غريبة ، تشعر بنغزات واختناقات شديدة ، حيث رد عليه الصوت : يحدث هذا لانهم لم يعرفوا بأنني أراقبك .
قال ألين بغضب : اذن ابتعد عني وعن أهلي .
قال الصوت : بل اليوم سيكون دور أختك الجميلة هانا ، انها أختي كذلك .
هنا شعرت بتردد وارتباك شديد جعل مني اسقط الكعكات التي كنت أحملها وأنا مكشوفة الأمر ، حيث خرج علي أخي بغضب وقال بدهشة : مم..م ...ما الذي تفعلينه يا هانا هنا ؟؟!
قلت وأنا مازلت أرى ذلك الرجل الذي رأيته من قبل ، يل عرفت في تلك اللحظة أنه ليس بشريا بل جان ، حيث رأيته وهو على هيئة مشابهة للهيئة التي رأيته بها قبلا ولكنه كان مخيفا شكل غريب ، قدماه كانت غريبتان ، حيث أختفى بعدها بسرعة في لحظات ، حيث كنت مصدومة ولم أتحؤك من مكاني ، حيث جاءت أمي وهو تصرخ : م..ما الذي حصل يا هانا ؟؟! كنت صامتة بهدوء فظيع ،
حيث قال أخي ألين : لا شيء يا أمي ولكنه خطئي ، لقد فتحت الباب بسرعة مما اصطدم بهانا التي كانت تحمل الكعكات .
قالت أمي بغضب : إياكم فعل شيء آخر محرج إمام ضيفتي .
حيث تركتنا وسط دهشتي التي لم استيقظ منها الا عندما جرحت قدمي ببعض زجاج الصحون والكؤوس ، حيث كنت حافية الاقدام وأرتدي جوارب فقط ، حيث اخترقت قطع الزجاج الجورب لتجرحني ، هنا ساعدني ألين في تنظيف قطع الزجاج ، حيث ومازلت مصدومة وأنا جالسة على سرير ألين وأنا أعطيه نظرات مترددة ومشكوكة ثم أحول نظري للأرض ، حيث كان ألين يضع بعض الأدوية والضماد على قدمي المجروحة ، حيث قلت له بغضت : توقف !! لم يرد علي وأكمل عمله بهدوء ، فقلت بغضب وأنا أقف على قدمي المجروحة بدون أن أحس بألمه : منذ متى وأنت تعتني بي ؟؟! توقف عن النفاق الآن .
قال وهو يقف بهدوء : انه يزورني دائما منذ كنت صغيرا يا هانا ، بل هو لا يستطيع مغادرتي لانه قريني .
قلت وأنا مصدومة : ....م....م...ماذا !!!
قال : أتمنى ألا تخافي منه بعد الآن .
قلت بغضب وأن أدفع بكتفي كتفه : لا أريد رؤيتك ، سأخبر أمي بكل شيء حتى ولو لم تصدقني . خرجت من غرفته تلك ، بعدها مرت سنة وأنا أحاول تجاهل أخي ، حتى أرغمني والدي على الدراسة مع أخي وقد أخبرني ما أخبرني من قبل ، ولكنني لم أكن مصدومة بعدها للانني عرفت أن شيئا ما غريبا بالموضوع ، فقلت له : كنا مقربين دائما حتى تلك اللحظة قبل سنة ، ولكننا الآن ندرس معا رغما عنا . قال ألين وهو يتنهد : سأغادر عما قريب لذا لا داعي بأن نكون مقربين .
قلت بحزن : .....
قال : هل تذكربن ما قلته لك العام الماضي ؟؟!
قلت : لا أريد أن أعرفه .
تبسم وقال : لا يجب أن تخافي منه لأنه الآن موجود بالغرفة معنا .
قلت وأنا خائفة ومصدومة : م..م..ماذا !!!!
قال : سأغادر عما قريب يا هانا لذا لا تخبري والداي . قلت : بلى سأخبرهم ليمنعوك من هذا .
قال : هانا أتمنى أن تكوني محط ثقتي .
قلت بغضب : أنت أناني جدا وفتى مسحور كيف تريدني أن أثق بك ؟؟! أصبحت أشك الآن مئة مره اذا ما كنت حقا أخي الحقيقي أم لا .
قال : لست كذلك لذا لا تتعبي نفسك .
قلت بأعين دامعة وغاضبة : لا يجب أن تكون ناكر الجميل هكذا .
قال : لست كذلك ولكنني مضظر .
انتهى نقاشنا بخروجي من غرفته وأنا مازلت أدمع بصمت ، بعدها بعدة أيام قد اختفى .
قالت أنهار : غريب ، لماذا قال أنه مضطر لذلك ؟؟!
قال ليزيين : نعم ، ألم تجدي غرابة في كلامه هذا يا هانا ؟؟!
قالت أنهار وهي تشير الى ليزيين بالسكوت : قصة محزنة جدا يا هانا ، ولكنني أتمنى أن تلتقي به عما قريب .
قلت وأنا أزفر : لا أظن هذا .
قال لوان : أخاك يبدو أنه طيب .
ضحكت انهار وقالت : لوان لماذا تقول هذا فجأة ، ان به شيء غريب جدا ، مجرد فتى ممسوس . ثم نظرت لي وقالت لي : لا أقصد الإساءة اليك واخيك..
قلت : لا أعرف كيف أصفه ، على كل حال لم يعد أخي بعد الآن .
بعدها دخلنا الى الخيام للنوم ، كانت ليلة هنيئة ومريحة لم أرى فيها أي كوابيس ، استيقظت صباحا لأرى ظلام غريب ، ظننت انها مجرد يوم لذا توجهت لأخرج خارج الخيمة بينما كانت أنهار غارقة بالنوم بجانبي ، تركتها وأنا أخرج بتردد لأرى أن السماء صافية وسط ظلمة الليل ، وجهت نظري سريعا نحو ساعة يدي لأرى أن الساعة الآن هي الثانية عشر ، يبدو أنني نمت كثيرا ولكن لا يمكن أنني نمت من ليلة الى ليلة أخرى اذن ذلك يعني نوم يوم كامل ، هذا لا يصدق !!! هنا سمعت صوت ليزيين خلفي وهو يقول بخوف : هل هذا أنتي يا هانا ؟؟!
قلت وأنا ألتفت اليه : نعم يا ليزيين ، ولكن ، ولكن ما الذي حدث ؟؟! لماذا الظلام يغطي الأرجاء في حين أنه من المفترض أن يكون الآن وقت النهار .
ثم أخرجت هاتفي لأفتح على تطبيق الوقت الذي كان يظهر فيه أن الوقت الآن صباح ، بل هو الظهر بعينه ، حيث شعرت بقلق يتصاعد قلبي شيء فشيء ، حيث قال ليزيين : جدي لم يخبرني أبدا عن شيء مثل هذا ، أقصد أن الليل دائم ولا توجد شمس أو حتى نهار .
قلت بقلق : يبدو أن شيء ما قد حدث .
قال ليزيين وهو ينتفض خوفا : ولكن .....أستيقظت أنا ولوان معا ، لقد أخبرني أنه ذاهب فقط لاستكشاف المكان حولنا ، لاننا ظننا أنها مجرد غيوم ، ولكنه لم يعد ...لقد مرت وقت طويل ، هو أخبرني أنه لن يذهب بعيدا .
سمعنا بعدها صوت أنهار وهي تخرج من الخيمة بجزع ، قالت وهي تصرخ : مم...ما الذي يجري ؟؟! لماذا الليل موجود حتى الآن ؟؟!
قلت وأنا أحاول أن أهدء من روعها مع أنني كنت خائفة أكثر منها : اهدئي يا أنهار ، يبدو أن لهذا سبب .
قالت بخوف : أي سبب يمكن أن يكون ليل كئيب مثل هذا !!!؟ حيث فتحت بعدها هاتفي لأبحث عن ظاهرة تحدث مثل هذه ، ولكن حسب ما قرأت عنه أنه توجد هذه الظاهرة في أماكن متجمدة فقط ، اذ لا توجد إلا في مناطق منعزلة في القطب الشمالي أو الجنوبي فقط ، حيث حاولت اللحث أكثر لأجد بعض المواقع الغريبة التي كتب فيها أن هذه الظاهرة تحدث في بعض المناطق كصدفة وخرافة ، ولكنها تحدث أيضا بسبب خارق عن الطبيعة ، مثل مدينة مسحورة ، منطقة أو غابة مسحورة ، أو بسبب مناطق ملعونة ، شعرت بعدها بخوف شديد ، بل رعب أصاب جميعنا لاننا كنا نقرأ معا هذا ، حيث قرأت أن المصدر من محب المغامرات ، حيث وجهت أناملي نحو التعليقات لأقرأ عنها لاجد أن اكثر التعليقات تقول بأنه كاذب وأنها خرافة ، حيث قالت لي أنهار وهي تتابع التعليقات معي : هانا ، انظري الى هذا التعليق الغريب .
حيث نظرت الى ما كان مكتوب لأجد أنه يقول أن صاحب هذا الموقع يزور مثل هذه الأماكن لذا هو حقا صادق وقد سمى نفسه محب المغامرات لانه يذهب لمثل هذه الأماكن للمغامرة وقد أخذ هذه المعلومة من صاحب مزرعة بسيط . قالت أنهار لليزيين : يبدو أن صاحب المزرعة هذا هو جدك .
قال ليزيين : لا ، أنا متأكد من أنه ليس جدي لان جدي هذه الفترة تدهورت صحته لذا هو الآن في منوم في المشفى ، أنا ....أنا لم أخبركم بهذا .
قلت : يبدو أن صاحب التعليق أيضا كاذب مثل صاحب الموقع .
قالت أنهار وهي توجه كلامها لليزيين : بالمناسبة أين هو لوان ؟؟!
قال ليزيين وهو متردد وقلق وهو ينظر الي : لم يعد حتى الآن .
قلت بقلق : لننتظره حتى يأتي .
قالت أنهار وهي مازالت تحدق بهاتفي بخوف ، اذ أنني كنت أتحدث مع ليزيين ولا أنظر اليه : هانا ....إن صاحب هذا الموقع قد مات منذ أن كتب ذلك الكلام .
نظرت الى تاريخ النشر لأرى أن تاريخ النشر كان منذ سنة تقريبا ، وقد عرفت أنهار ذلك لانها قرأت آخر تعليق عرض وهو عبارات تعزية حاره لأقارب صاحب الموقع ، كانت كل التعليقات حزينة وتحمل تعبيرات باكية تعزي بها أهل صاحب الموقع ، شعرت بخوف قد تملك قلبي تماما الآن ، حيث كان اسمه عامر ، قالت أنهار وهي تضع يدها على فمها وتنظر الي بخوف ، حيث قلت وأنا أحاول أن اهدأ : أنهار لا تبالغي ، يبدو أنها مجرد صدفة .
قالت أنهار : لا أبدا ، هذا المغامر يضع في مدونته احداثيات كل موقع يذهب اليه ، واحداثيات الموقع الذي مات فيه هو نفس احداثيات موقعنا .
حيث قلت بقلق : وما أدراك ؟؟! هنا عرضت لي أنهار الإحداثيات التي كانت متوافقة ومتطابقة تماما مع بعضها ، هنا تيقنت أننا موجودون على نفس الأرض الذي توفي فيها هذا المغامر الذي قيل أنه توفي جراء سقوطه من أعلى المرتفع الذي نحن موجودون عليه ، حيث قالت أنهار وهي تدمع بخوف : لا يمكن أن تكون هذه نهايتنا .
قال ليزيين بخوف : لقد ...لقد مرت ساعة ونصف على ذهاب لوان ، ولم يعد حتى الآن .
قلت بعصبية : لننتظره فقط .
قالت أنهار : هل تقصدين أن نبقى هنا ؟؟؟!
قلت : ليس للأبد ، ولكن يبدو أن لوان قد تاه وسيعود لذا لننتظره .
قال ليزيين بتردد : حسنا اذن لننتظره ساعة أخرى وبعدها لنتركه .
قلت : أنت لم تتصل به .
قال ليزيين : لا يوجد إرسال هنا و شبكة هنا .
قلت وأنا أزفر : رائع !!!! تبا ! قالت أنهار وعيناها تلمعان : هانا لا يمكنني الانتظار أكثر .
قلت : ما الذي تقصدينه .؟!
قالت : سأهرب .
قلت بغضب : ماذا !!!!
قالت : وما أدرانا إن أتى سفاح الى هنا لكي يقضي علينا واحد تلو الآهر بما أنه أمسك بلوان الآن .
قلت بغضب : هل ستتخلين عن أصدقائك في وقت كهذا ؟!
ضحكت وقالت : الوداع .
هنا أوقفتها وأنا أصارعها بعنف ، حيث وجهت أنهار ضربه لي وأسقطتني أرضا وهربت نحو السيارة لتأخذها وترحل .
قلت بغضب وأنا أدمع : تبا لك يا ساقطة !!!لتموتي في طريقك .
هنا هدء ليزيين من روعي وأخذني الى الخيمة ، حيث بعدما هدءت وقد مرت ثلاث ساعات منذ رحيل أنهار الساقطة ،
قلت وأنا أتحدث مع ليزيين بحزن : كيف لها أن تفعل هذا !!
قال ليزيين : لقد كنت متوقع هذا منها .
قلت بأعين دامعة : أتمنى إن تكون ميتة الآن جراء حادث بالسيارة .
قال ليزيين وهو يضحك بخفة : توقفي عن قول هذا ، لتدعي فقط بأن يرجع لوان .
قلت : هو لن يعود .
قال ليزيين : اااه ، لا أمل معك .
قلت : هل تعرف طريقا مختصرا تعرفه من جدك ؟
قال وهو يفكر : امممم ، بصراحه لا ولكنني أعرف منزل جدي وهو آمن الى حد ما ولم يكن هناك أي حوادث غريبة ومؤسفة بالقرب من منزله .
قلت وأنا مترددة : ولكن ....أنت ....
قال : لنبقى فيه ريثما نجد وسيلة لكي نعود بها .
قلت وأنا مترددة : ح...حسنا اذن .
بعدها سمعت صوت لوان وهو يصرخ من الخارج ويستنجد بخوف ، خرجت سريعا أنا وليزيين لنرى لوان وهو مغطى بالدماء ويستنجد بنا وهو يزحف على الأرض ، شعرت بخوف شديد ملأ جسدي ، بينما ليزيين هرع نحو لوان وهو يجري نحوه ليساعده ولكنه توقف عندما رأى جسد إمرأة مخيفة تسحب لوان من ساقه من الخلف ، هنا سحبت المرأة لوان شيئا فشيء حتى إختفى بين الأشجار العالية ، شعرت بعدها أنا وليزيين بخوف شديد حيث هرعت أنا وليزيين للهروب تاركين كل أغراضنا متاعنا خلفنا لنهرب نحو منزل جد ليزيين في الريف القريب ، وصلنا عند مزرعة كبيرة ، يتوسطها منزل متواضع ، دخلنا في خوف ونحن نوصد الباب جيدا ، ثم نقف ونحن نتنفس بثقل ونزفر بشدة ، قلت لليزيين : هل ...هل أنت بخير ؟
قال وهو يتنهد : نعم .
قلت وأنا أتنهد بقلق : لنبقى هنا فقط .
قال ليزيين : نعم سنكون بخير بالبقاء هنا .
وعلى حسب الوقت بتنا في منزل جد ليزيين لأستيقظ في اليوم التالي وأنا أرى ليلا ظلام مازال موجودا ، شعرت بالخوف والكآبة ، لا يوجد اتصال على أي حال ، ولكن شبكة الإنترنت كانت موجودة من قبل ولكنها الآن قد اختفت ، هذا غريب ، تجولت في المنزل وأنا أبحث عن ليزيين المختفي ، أحببت استكشاف المنزل ، توجهت نحو باب غرفة كانت في وسط المنزل ، دخلتها لأجد أنها غرفة نوم الجد ، كانت بسيطة جدا ورثة ، يوجد بها سرير رث وطاولة رثة ومكتب قديم ، توجهت نحو السرير وأنا اتفحص المكان ، بدءت كذلك حتى وصلت الى المكتب التي كانت في الغرفة ، جلست على كرسي المكتب الرث ، بدى الكرسي متهالك وقد لحق به البلى ، حيث كان سينكسر لو تابعت جلوسي عليه ، لذا قمت من عليه لأرى كتاب توجد به أوراق متناثرة ، فتحته لأرى أن صفحات الكتاب غير مرتبة أبدا ، أخذت الكتاب ووضعته على الجانب وأنا أغلقه ، ولكن ورقه قد سقطت منه على الأرض لذا أخذتها من الأرض وأنا أقرأ شيء غريب فيها ، يكتب فيه
(ليل دائم لا ينتهي) ، شعرت بخوف شديد جعلني أمسك بالكتاب وأقرؤه ، حيث كانت هذه يوميات جد ليزيين ، كانت أكثرها عادية جدا ، ولكن فس منتصف الكتاب بدء شيء غريب يتحدث عنه ، كان يكتب ( ليل دائم لا ينتهي ، ظلام كئيب يحدق بي ، اشتقت الى حفيدي ليزيين ، بدء هذا الظلام يتكرر منذ الثلاث السنوات الأخيرة ، كانت ومازالت أسوء أيام مرت علي ، إمرأة مخيفة أخذت ابني ليترك لي حفيدي الغالي ، لن أدع تلك المرأة تأخذ مني حفيدي أبدا ، ولكنها أصبحت تخيفني أكثر ، في الفترة الأخيرة أصبحت تطرق علي الباب كل يوم ، أنا خائف ، محصول مزارعي أصبح هشيم متهشم بسبب عدم وجود الشمس أبدا ، هل حقا سأبقى هنا ، اتمنى أن أذهب بعيد من هنا مع حفيدي ليزيين ) .
شعرت بخوف تملكني ، سمعت بعدها صوت طرقات في باب المنزل مما جعل الرعب يتملكني بشدة ، بل الهلع والجزع ، خرجت من غرفة جد ليزيين لأرى باب المنزل مفتوحا وليزيين ينادي علي من الخارج ، خرجت من المنزل وأنا أبحث عن ليزيين في وسط الظلام لأرى ظل امرأة بشعة هي تسحب ليزيين من ساقه وتأكله بشراهة مرة واحدة وتقول : لقد انتظرت هذا اليوم لسنوات يا ليزيين ، الآن سيحين دور صديقتك هانا .
هنا توجهت تلك المرأة البشعة لتأخذني معها ، هنا سقطت أنا على الأرض وأنا أصرخ بخوف حتى شعرت أن قواي قد خارت لاسقط فاقدة الوعي ، استيقظت بعدها وأنا جالسة على أرضية باردة في غرفة غريبة ، أشعر بألم في يداي ، ولكنني لا أعرف سببها ، لا أستطيع الرؤية بوضوح ، سمعت بعدها صوت رجلان وهما يتحدثان من خارج الغرفة حيث قال الأول : تلك الساقطة تم تلقينها درسا آخر اليوم . قال الثاني : لقد أكلت ما يكفيها ، ولكنها لم تكن لتستحق أكله ، وقد ضربها القائد لتفرغ معدتها كلها وتسقط أرضا وهي تئن ألما .
قال الأول : نعم ، مع ذلك هذا تصرف غريب من القائد ! ق
ال الثاني : نعم صحيح .
قال الأول : يبدو أنها كانت تسترجع ذكرياتها مع قائدنا في غفلة لتسقط متألمة .
قال الثاني : لتكن جيدا بعملك ولترى ما بها تلك الفتاة الغريبة ، أنا أسمع صوت حركتها من داخل الغرفة .
هنا عرفت أنني مربوطة بسلاسل متينة حديدية من يداي مثبتة أعلى رأسي ، كنت أشعر بألم شديد في يداي المرفوعتان ، حيث كان مازالت الرؤية عندي مشوشة وغير واضحة ، حيث رأيت ظل شخص ما وهو يدخل الغرفة علي ، حيث كنت أسمع صوت خطواته بكل وضوح وهو يقترب مني شيئا فشيء رغم رؤيتي المشوشة ، حيث استقر أمامي ، حيث رقعت رأسي وأنا أنظر بصورة مشوشة الى رجل طويل بظل أطول ، حيث دنى مني وقال وهو يهمس الي : أظن أنك لا ترينني جيدا ولكنك مؤكد أنك تسمعينني جيدا ، أعرفك بنفسي أنا سأكون مجرد شخص ستكرهينه ، على كل حال أنتي رهينتي وعملي متعلق بأشخاص مثلك .
حيث قام واستدار ليعطيني ظهره ولكنني صرخت وقلت : توقف !!
سمعت صوت ضحكته التي أرعبتني رغم جراءتي ، حيث قال : ولماذا سأتوقف ؟!
قلت : هل أنت السفاح الذي يعيش في هذه المنطقة ؟؟! هل أنت من أنقذني من تلك المرأة ؟؟! أم أنك أنت هو تلك المرأة اللعينة التي ......التي ..... حيث كنت أدمع بغضب صامت ، حيث اقترب الرجل مني وهو يمد يده نحوي بقذارة وقال : أنتي غبية ، يبدو أنك تتألمين من أجل أصدقائك ، ولكنك لا تدركين أن مصيرهم كان رحيم جدا ، بينما مصيرك سيكون مؤلم أكثر منهم بكثير جميلتي .
قلت بغضب وأنا أنظر الى ذلك الرجل : .......... حيث صمت وأنا أدحق به بصدمة وخوف شديدين ، كان هذا بسبب أن الرؤية عندي أصبحت واضحة جدا ، حيث رأيت ملامحه التي كان يخبؤها ، تبا له ، بدى جميلا بشكل مخيف جدا ، حيث ظننت في بادئ الأمر أنه مصاص دماء بسبب بياض بشرته الشديد وعيناه التي كانت تلمع بلون رصاصي جميل ، حيث كانت شفاهه حمراء بشكل ساحر ، كان مجرد رجل مرتب في هيئته ببدلة رسمية سوداء ولكنه بدى لي مخيفا جدا ، فقلت وأنا مازلت أحدق به بخوف : ....هل ...هل أنت مصاص دماء ؟؟!
ضحك بخفة وقال : لست كذلك ولكن ماذا لو أخبرتك أنني كذلك .
قلت بتردد : ما الذي تقصده ؟؟! أعطاني ظهره ومشى وهو يبتعد عني بخطوات شعرت أنها كانت أكثر صوت مخيف قد سمعته ، حيث استقر عند طاولة حديدية عالية وهو ينظر اليها بحدة ، حيث كان نظري لا يصل اليها ، ولكن مع هذا كنت خائفة بشدة ، اللعنة ، يبدو أنني موجودة في منزل سفاح يقوم بتقطيع الناس لأشلاء ، حيث قلت بصوت خائف بشدة وأعين دامعة : هل ستقتلني !!
ضحك وهو ينظر الي دون أن يتحدث ، حيث سمعت خطوات متتابعة قادمة من خارج الغرفة التي كنا فيها وهي تتجه نحو الغرفة ليظهر أمامي رجل آخر عند مدخل الغرفة وهو ينظر الي ببرود ، كانت ملامحه عادية أكثر من الرجل الآخر ، حيث كان يرتدي بدلة مشابهة له الى حد ما بلون أسود ، كان له بشرة بيضاء بشكل طبيعي معتدل ، كانا كلاهما مرتبان وأنيقان ، حيث مع ذلك عرفت للمرة الأولى أنه يوجد رجال جميلون ولكنهم مخيفون بشكل لا يصدق ، فقط الرعب شب ناره في قلبي ، حيث قال وهو يوجه كلامه نحو الرجل الآخر الذي أرعبني من قبل : هل ستفعل هذا لتخيف هذه المسكينة يا أوين؟؟!
قال وهو يمسك بسكين يرفعه من سطح الطاولة ويحدق به بهدوء : لا تتدخل في أعمالي يا إيدن . حيث خرج ذلك الرجل دون قول أي كلمة ببرود ، قلت وأنا مازلت أحدق بالرجل الذي أمامي : هل اسمك أوين؟؟
لم يرد علي ، بل ترك تلك السكين التي كانت بيده ليمسك بسكين نحيف وطويل ، بدى كإبرة الخياطة الكبيرة ، ولكن ما جعلني أشعر بخوف شديد أكثر هو عندما وضع تلك السكين النحيلة على نار قد أشعلها ، كان يحاول تسخينها ، حيث أخذ بها بعدما سخنت ليقترب مني بها ، حيث استقر أمامي ودنى مني وهو مازال يحملها ويقول لي : انظري اليها جيدا يا جميلتي ، سيكون كل شيء بخير ولن تشعري بأي ألم .
كنت انظر اليه بخوف وأنا أبكي بصمت ، وجهي كان معصورا بلون أحمر ، وخوف جعل باقي جسدي يحمل لون أبيض مثل بياض بشرة هذا الرجل هاليت ، الذي استطيع أن أسميه بياض الثلج ، حيث كان ومازال يحدق بتلك السكين ولم يضعها على جسدي ، حيث سمعت حيث ظهر بعدها ذلك الجل الذي اسمه أيدن من العدم ليستقر في أحد أركان الغرفة ويقول : أوين ، لا تتهور بهذا ، لتنتظر أمر القائد .
حيث رأيت ملامح أوين تتغير بشدة وهو غاضب ليقف وهو يرمي بالسكين الحارق أرضا ويقول بغضب : ومتى سيأمر بهذا ؟؟! ألم يكن يجب أن أفعلها الآن ؟
قال أيدن : نعم ولكن قد أمرنا القائد بعدم أذيتها . قلت وأنا أصرخ : من أنتم ؟؟! هل أنتم جن ؟؟! سفاحين؟! سحرة؟!
نظر الي أوين ببرود وهو يعطيني ظهره ، حيث أكمل أوين وأيدن حديثهم وهم يتجاهلونني ،
قال أوين : القائد لا يحترم رغبتي .
قال إيدن : انها ليست المرة الأولى يا أوين في هذا ، دائما كانت رغبتك قذرة تجاه فتيات مسكينات مثلها .
قال أوين بغضب : هذا لأنك مازلت بشرا . قال إيدن : أنت تعرف أن عملنا واحد في مثل أوقات كهذه ، لذا توقف الآن .
قال أوين: منذ متى وأنت تتعاطف مع فتيات مثلها ، كن دائما طعام ومذاق لذيذا لنا .
قلت وأنا أقاطع حديثهما بغضب صارخ وأعين دامعة : من أنتم يا لعناء ؟؟!
نظر الي أوين وإيدن نظرات باردة ، حيث قال إيدن لأوين : اصمتها ودعنا نتحدث بشكل طبيعي .
هنا رأيت يدى أوين وهي تتحرك وتقوم بحركات غريبة جعلتني أشعر بنعاس عجيب لأسقط نائمة بعمق ، استيقظت وأنا مازلت في تلك الغرفة المخيفة ذات الطلاء الأبيض من كل مكان فيها ، وكأنني في غرفة للمرضى النفسانيين ، بقيت مكان مستسلمة وأنا أدمع بحزن وأتذكر حياتي من بدايتها حتى هذه اللحظة ، فقلت بحزن وأنا أبكي : كم اشتقت الى أمي وأبي وكذلك لألين ، أين هو الآن ؟؟! كم أريد أن أودعه قبل أن أموت .
حيث ظهر بعدها جسد أوين من العدم وهو يقترب نحو خطوات جعلتني أبكي بشدة لأنني يبدو أنني سأموت الآن ، اقترب أوين مني ، حيث قلت بخوف وأعين دامعة : ألن تقتلني الآن ؟!
أمسك بي من عنقي وقال وهو غاضب : هذه الأيام لا تعجيني أوامر القائد ، ولكنني مرغم ومجبور عليها لذا أنتي من سيذوق العذاب في أقرب وقت .
بعدها ترك عنقي بعنف وخرج من الغرفة سريعا وهو يغلق الباب خلفه بعنف ، بقيت أشعر بجوع وعطش وتعب شديدين وأنا وحدي في الغرفة ، بعد ساعتين دخل علي إيدن وأنا في حالة يرثى لها ، اذ لم أكن أستطيع الرؤية جيدا ، بسبب جوعي وعطشي وتعبي ، حيث رأيت ظله الطويل الذي كان يحمل في يده بعض الأشياء التي لم أستطع رؤيتها بوضوح أو تمييزها ، شعرت بعدها بنغزات في في الجهة اليسرى من عنفي لأسقط فاقدة الوعي تماما ، استيقظت وأنا أرى ظل شخص أمامي ، تبا أنا أشعر بألم شديد في الجهة اليسرى من عنقي ، حيث إبتعد ظل ذلك الشخص عني واستقر أمام تلك الطاولة المرعبة ، عرفت أنه أوين ، قلت بخوف وغضب : تبا لك ، تبا لكم ، اللعنة عليكم ، فقط اقتلوني .
ضحك أوين بصوت منخفض ثم نظر الي وقال : هل تظنين أنني آذيتك ؟؟!
قلت بغضب : لا يهمني إن كنت أنت أو صديقك اللعين ، أنتم لعناء ستلقون جزاءكم .
قال أوين بغضب : بل يهم يا هانا .
قلت وعلى وجهي نظرات الإستغراب المترددة بخوف : مم..ما الذي تقصده ؟؟!! استدار أوين تجاه تلك الطاولة اللعينة وضرب بيده عليها بعنف ، ثم قال : يبدو أنه مجرد حظ حالفك يا هانا .
بعدها دخل علينا إيدن وهو يقول لأوين : هل تحب البقاء على هذا الحال أم أنك تعاند أوامر القائد ؟؟! فك رباط هانا بما أنها إنضمت لنا .
نظرت اليه بأعين خائفة وقلت بغضب : أنا لا أريد أن أكون منكم يا حقيرين ، فقط ان تقتلوني سيكون أكرم لي من القيام بأعمال قبيحة مثلكم .
قال إيدن وهو يقترب ويدنو مني : هل أنتي بخير ؟؟!
قلت وأنا غاضبة بشدة : إبتعد عني يا قذر قبل أن أبسق في وجهك .
ابتسم وقال : مرحبا بك بيننا .
بسقت في وجهه وأنا غاضبة جد ، مسح إيدن البساق عن وجهه و أشار الى أوين بأن يحرر قيدي حالا ، خرج بعدها إيدن من الغرفة وترك أوين وهو ينظر الي نظرات الرعب والحقد ، حيث قال وهو وهو يقف أمامي وأنا أنظر اليه بخوف : القائد يرى أنك قد تفيدينه .
قلت بغضب : أتمنى أن أموت على خدمة رغباتكم يا حمقى .
حيث دنى أوين مني وقال وهو يمد يده نحو الجهة اليسرى من عنقي ويقول : مؤكد أن هذا يؤلمك كثيرا .
ثم ضحك وقال : لقد كان إيدن لطيفا معك جدا على غير عادته ، حتى أنه وضع ضماد على الجرح .
قلت بحزن وأنا أبكي : تبا لكم ...تبا لكم .
قال أوين : هانا لا يجب أن تقولي هذا ، فقط يجب عليك شكرنا .
بسقت في وجهه بغضب وأنا أزفر بشدة ، مسح أوين البساق عن وجهه بنظرات غاضبة وقال : تبدين مميزة يا هانا .
قلت : وكيف عرفت اسمعي يا لعين ؟؟!
قال : لا يجب أن تسألي هذا السؤال الآن ، فقط قومي بشكر قائدنا الرحيم بك .
حيث وقف وابتعد عني شيء فشيء ، حتى وصل مره أخرى لتك الطاولة وهو يقف أمامها ببرود ، حيث بقيت مكاني أبكي بصمت ، حيث دخل علينا إيدن وهو يقول : أوين لقد طلبت منك تحرير قيدها . حيث كنت أسمع محادثتهم بصمت باكي ، هنا مد أوين يده نحوي من مكانه لأرى يداي المحررة من قيد ذلك الرباط الحديدي الكريه أمامي ، وقفت مكاني وأنا أنظر اليهم بخوف شديد ، حيث قلت وأنا خائفة : من أنت ، من أنتم ؟؟! مؤكد انكم لستم بشريين ، انتم جن صحيح ؟؟!
اقترب مني إيدن بهدوء وقال : هل عنقك بخير ؟؟ ضحكت من شدة غضبي وقلت بخوف : ممن أنتم ؟؟ كان إيدن ينظر الي بصمت بارد ، ثم قال : بما أنك محررة الآن ، اتبعيني .
مشيت خلفه حتى وصلت لتلك الطاولة المليئة بأدوات التعذيت المخيفة ، أمسكت بسكين متوسط الحجم كان موجودا عليها ووضعته في رقبتي وقلت وأنا أصرخ بغضب : بدى لي أن قائدكم يريدني بأي ثمن ، لذا أخبروني الآن من أنتم ؟؟! وإلا قتلت نفسي أمامكم يا لعناء .
بدت ملامح البرود على وجه أوين وكذلك إيدن ، حتى قال أوين : توفقي يا هانا ولا تتهوري .
قلت بغضب : تتحدثون معي وكأنكم كنتم تعرفونني جيدا ، ما إن أهرب منكم سيتم اتهامكم بإمتهان السحر يا قذرين لتقتلوا واحدا تلو الآخر أنتم وقائدكم .
قال أوين وهو يقترب مني ويهمس لي ويقول : وماذا لو كنت لست كذلك أصلا .
نظرت اليه بخوف وهو يبتعد عني بهدوء وأنا أصرخ في داخل قلبي بشدة ولكنني أدعي القوة والشجاعة ، فقلت بتردد : من أنت ؟؟!
ضحك وهو ينظر الى إيدن الذي كان يحدق بي ، قلت وأنا أصرخ فيهم : من أنتم ؟؟! حيث بدءت أصبح عنيفة بشدة حتى سقطت أرضا وأنا أنزل رأسي ببطئ الى الأرض وأزفر شدة ، هنا دخل علينا شخص ثالث ، ما إن دخل حتى رأيت كل من أوين وإيدن يركعان لهذا الشخص سريعا ، شعرت بأنني لا أريد أصلا رؤية هذا الشخص اللعين ، ولكنني رفعت رأسي شيئا فشيء لأرى رجل شاب بملامح مألوفة جدا ، ملابسه كانت أنيقة مثل تابعيه ، مرتبة وجميلة ، وجهه الذي بدى لي مألوفا جدا جعلني أشعر بخوف شديد ، ملامحه كانت مخيفة وباردة ، نظراته مرعبة بحدها ، شعره الأسود ونظراته الحادة.
فقال وهو ينظر الي : توقفا عن القيام بهذه الأمور . قال أوين وهو يقف ويرفع رأسه تجاه القائد : أمرك هذا جعلني أستغرب منك يا سيدي ، إنها ليست عادتك على كل حال .
قال القائد : لا دخل لك يا أوين في أوامري لأنك ستقوم بها سواء رضيت أم أبيت .
قال أيدن : لقد قمت بما أمرت يا سيدي .
قال القائد : جيد يا إيدن .
فقلت وأنا أقف مكاني وانا أتظاهر بالشجاعة : هل أنت القائد الذي كانوا يتحدثون عنه ؟؟! ما الذي تريده مني ، أنت قذر ، لذا فإن أتباعك قذرون مثلك . قال القائد : هانا توقفي الآن .
قلت بغضب : لا تمزح معي ، كيف لك أن تتحدث معي هكذا وكأنك تعرفني ؟؟
قال : لقد ازدتي جمالا .
شعرت بعدها بدوار بسيط ولكنه أسقطني أرضا ، كنت أرى بشكل مشوش ولا أسمع الصوت بشكل واضح ، كل شيء كان مشوش ولكنني كنت أحس بالأشياء حولي ، شعرت بشيء مثل السحر ، شعرت بأن شخصا قام بحملي على يديه ، أنا لا أرى ملامحه بوضوح ولكنه كان يحملني ويمشي بي ويخرجني من تلك الغرفة اللعينة لأشعر بأن الجو قد تغير قليلا لأشعر وكأنني على سطح ناعم ومريح ، نعم بعدها فقدت الوعي كليا .
استيقظت لأرى نفسي على سرير كبير مريح واسع ، في غرفة أنيقة وجميلة ومريحة ، تبا أين أنا ؟؟! كنت متعبة ولم أستطع أن أقوم من مكاني لأهرب حتى ، ولكنني مع ذلك لا أستطيع الهرب على كل حال ، أنا أرى أمامي كل شيء بوضوح ، دخل علي إيدن الذي رآني وأنا مستيقظة ليخرج من الغرفة وهو مسرع وكأنه ينادي على أحد ما ، رأيت بعدها نفس ذلك الشاب الذي نعتوه بالقائد يدخل علي ، ويأتي ليقترب من السرير الذي كنت فيه ويجلس فيه ونظر الي ويقول وهو مازال يحدق بي بنظرات غريبة : هانا ، هل عرفتني ؟؟ كم إشتقت إليك !! نظرت اليه وأنا أفكر بجهد ، تبا ، بدءت الصدمة تظهر على وجهي شيء فشيء ببطئ ، فقلت وأنا مصدومة : هل ......هل ...أنت أخي ألين ؟؟!
قال بابتسامة وهو يمسك بكتفاي : نعم يا هانا ، كم اشتقت اليك ! ابعدت يداه عني بشيء من الخوف وقلت بدموع مترقرقة : تبا لك ، كيف لك أن تفعل هذا بي ؟؟! هل أنت مجنون ؟؟!
قال : لقد تغير عالمي جذريا منذ أن تركت المنزل .
قلت بغضب : أنت ناكر للجميل الذي قدمه لك والداي .
قال : هانا دعينا لا تنحدث بهذه الطريقة في أول لقاء لنا .
قلت وأنا أنظر اليه وأتأمل : نعم ...نعم لقد تغيرت كثيرا يا ألين ، مع ذلك أنت في نفس سني ، مازلت صغيرا على أن تكون قائد لشباب مجرمين .
قال وهو ينظر الي بحزن : ليسوا كذلك .
قلت : نعم بالطبع لانني وكما رأيت انكم تعرفون بعض الخدع السحرية أيضا .
قال ألين : هانا الموضوع ليس كذلك .
قلت : إذن كيف صار ؟!! أنت ترتدي ثياب مثلهم ولكنك بدوت مخيفا بالنسبة لي .
قال وهو يتنهد : ما إن خرجت من منزلنا هربا منه ، هو قد أتى إلي وخطفني .
قلت بارتياب : ماذا ؟؟!
من تقصد ؟ أنا لا أفهمك .
قال : أنتي يجب أن ترتاحي الآن ، سأتركك وحدك . هنا ألين أراد أن يقوم من مكانه ولكنني أمسكت بيده وقلت : أخبرني الآن ما الذي تتحدث عنه ، لا تكن هكذا ، أنا مازلت لا أعرف أخ لي غيرك . قال وهو ينتهد : لا أظن أنك مستعدو سماعها يا هانا .
قلت بغضب : بلى ، أنا كذلك .
نظر ألين إلي وتحديدا كان يركز على الجهة اليسرى من رقبتي وقال : هانا أن آسف لقد فعلت هذا لحمايتك .
قلت بتردد وريب : ما الذي تعنيه ؟؟!
قال : إذا شعرت بأي ألم نادي على إيدن ، سيكون تحت خدمتك .
هنا تركني ألين وخرج من الغرفة ، بقيت متصلبة مكاني وأنا أفكر في ما قاله لي بشك وخوف وارتياب غريب ، تبا ما الذي كان يقوله ألين ؟!! ما الذي فعله ليحاول حمايتي به ؟!هنا دخل علي إيدن وتوجه نحوي وهو يقول : هانا ، اذا شعرتي بأي ألم بجرحك أخبريني بذلك .
قلت بريب : لماذا يفعل هذا أخي ألين ؟؟ أخبرني . قال إيدن : أنا لا أعرف أيضا .
قلت : إذن أنت تعمل عنده ؟
قال : لا ليس بالتحديد ، إنه مجرد رد جميل .
قلت : ما الذي تقصده ؟؟
قال : كما أخبرتك فقط .
قلت بغضب : ما الذي تتحدث عنه ؟؟
بعدها شعرت بألم شديد في عنقي ، ساعدني إيدن على علاجه ، ولكن الغريب أنني شعرت بتحسن بسرعة شديدة ، فقط منذ أن وضع يده علي حتى شعرت بتحسن ، بعدها نزل إيدن الضمادة عن جرحي وقال بابتسامة : مرحبا بك بيننا .
قلت باستغراب : ماذا ! ما الذي تقوله ؟؟!
قال : هل يمكنني أن أساعدك على الوقوف والوصول لتلك المرآة لتري هذا ؟؟
قلت : ماذا ؟؟! تساعدني على الوقوف ؟؟لا أنا بخير أنا أستطيع هذا وحدي .
حيث بعدها حاولت الوقوف جاهدة ولكنني لم أستطع ذلك أبدا.
قلت بخوف : ما الذي جرى بي ؟؟ أنا أنا لا أستطيع الوقوف حتى ؟؟هل هذا بسبب التعذيب الذي تعرضت له في أثناء فقدي لوعيي ؟؟!
ضحك إيدن وقال : لا تقلقي يا هانا ، هذا أمر طبيعي لكل شخص ينضم الينا .
قلت : أنت تقول أنني الآن منكم ؟؟
قال : نعم .
قلت بلهفة وقلق : ساعدني على المشي حتى تلك المرآة هناك .
ساعدني إيدن على هذا حتى وصلت للمرآة التي رأيت من خلالها نفسي ، تبا أنا لست تلك الفتاة العادية ، لقد إزدت جمالا بشكل غير طبيعي ، جسدي أصبح أكثر رشاقة وطولي إزداد قليلا ، بشرتي الصافية مثل الثلج الجميل ، كل شيء تغير تماما ، قلت وأنا أنظر الى إيدن : هل هذا ما حدث معك أنت أيضا ؟؟
قال وهو ينظر إلي بابتسامة : نعم .
قلت وأنا أشهق بسعادة وأنا أنظر الى جسدي وأتفحصه أكثر من مره : أشكالكم عذه هي ما جعلني اخاف منكم ، جمالكم الذي ظننت أنه غير طبيعي أبدا ، ثم انتبهت إلى الوسم الذي في الجهة اليسرى من عنقي ، اقتربت من المرآة أكثر لأراه من قرب ، كان عبارة عن وسم لحروف متقطعة مدموجة معا بشكل جميل ، فقلت وأنا أتعمق التحديق بها : إنها جميلة ، هل يمكنك يا أيدن أن تريني الوسم الخاص بك ؟؟
قال : بالطبع .
بعدها شعرت أنني أستطيع الوقوف والمشي خطوات قليلة ، هنا رأيت إيدن يخلع معطفه ، ثم رأيت وهو يحاول خلع قميصه ، فقلت وأنا أغمض عيناي : تبا لك يا إيدن لم أكن أقصد هذا .
فتحت عيناي بتردد لأرى نفس هذا الوسم ولكنه موجود على الجزء العلوي من ظهر إيدن .
فقلت وأنا أراقبه : مازال جميلا عليك .
استدار إيدن نحوي وهو يرتدي قميصه الذي خلعه ويقول : بدى وكأنه أعجبك .
قلت بميزاح : نعم ، ولكنه أجمل علي .
ضحك وقال : هذا جيد تبدين مرتاحة الآن وتمزحين .
قلت وأنا أحاول تجاهل كلامه وأدعي الصلابة مره أخرى : على كل حال هل لديك ثياب نسائية ؟؟ أرى أن هذه الثياب متسخة .
قال : نعم .
ثم توجه نحو الدلاب الكبير الموجود في الجانب الأيمن من السرير وفتحه لأرى فيه الكثير من الثياب النسائية الجميلة ، كانت الثياب تناسب نساء أكبر من سني ، فقلت وأنا أقترب منها وأمسك بها : هذه ثياب لا تناسبني ، أرى أنني أريد شيء مناسب أكثر لسني . قال إيدن : صدقيني إنها تناسب عمرك ، فأنت الآن فتاة في أواخر العشرينات من عمرك .
نظرت اليه بقلق وقلت : ما الذي تقصده؟؟؟
قال : أنت كذلك .
قلت بصدمة : أنت تقول أنني فتاة في أواخر العشرينات ؟؟!
قال : كلنا كذلك .
قلت بصدمة : ماذا !! حتى أخي ؟؟!
قال : نعم ، وهذا يفسر سبب عدم معرفتك لأخيك في بادئ الأمر .
قلت بغضب : إنه ليس أخي .
قال : نعم كلنا نعرف هذا ، إنه ليس أخوك الحقيقي ولا حتى أنتي أخته الحقيقية . قلت : جيد أنك تعرف ، ولكن ....ولكن مع ذلك ....أنا أعتبره أخي .
قال : سأتركك الآن يا هانا لكي تبدلي ثيابك .
قلت :............. خرج إيدن من الغرفة وهو تاركني وحدي ، هنا بعدما إرتديت ثياني وبينما كنت أرتب شعري أمام مرآة التسريحة دخل علي أوين وهو يمسك بي يلقي بي نحو الجدار بسرعة وهو قلق ويقول : لا تتحركي وابقي دائما بالقرب من الجدران . هنا بعدما قال هذا إنطفأت كل الأنوار في المنزل وكأنه أشبه بإنقطاع للكهرباء ، هنا بقي أوين بجانبي ونحن ملتصقين بالجدار ، سمعت بعدها أصوت ضرب وتكسير من خارج الغرفة ، بعدها سمعت ثوت أوين وهو يهمس لي ويقول : لا تتحركي ولا تصدري أي صوت وإلا سيقتلونك . بعدما قالها فتح الباب شخص مخيف في وسط الظلمة وهو يدخل الغرفة ويتفقدها دون إصدار أي صوت ، كان موقف مشابه لموقف لص دخل المنزل ولكنه مخيف أكثر ، كان مثل الشبح المخيف الذي اقتحم المنزل ، كنت خائفة وأتنفس بسرعة مصدرة صوت ، لاحظ ذلك الوحش أنفاسي التي كنت أتنفسها بسرعة ، هنا أمسك بي أوين وهو يغلق فمي ويشير لي بأن أهدئ ، بعد مدة ليست بالقصيرة خرج ذلك المخلوق الغريب من الغرفة ، وبعدها بمدة قال لي أوين : ابقي هنا ولا تتحركي ، سأذهب لأتفقد المكان وأعود . قلت بقلق : ولكن هل أخي بخير ؟؟! قال : هو لم يعد كذلك . تركني وخرج من الغرفة بدون أن يسمع ردي ، حيث كنت خائفة وقلقة وفضولية ، لذا خرجت من الغرفة لأرى أمامي درج مأدي الى أسفل ولكنه كان مظلم ، عرفت أنني في الطابق الأعلى من المنزل ، لأنني رأيت بالأسفل أولئك المخلوقات المخيفة ، التي دخلت للغرفة التي كنت فيها من قبل ، شعرت بخوف شديد عندما رأيت أشياء غريبة جدا بالنسبة لي ، رأيت شيئا أكبر منهم بحجمه بضربهم واحد تلو الآخر ، تبا ما هذا ؟؟! ولكن ما أرعبني أكثر وسط كل هذا الظلام صوت الخطوات المتتابعة التي كنت أسمعها خلفي ، حيث شعرت بأيدي تمسكني وتأخذ بي الى داخل الغرفة ، شعرت بخوف شديد ولكنني إرتحب بعد أن سمعت صوت هذا الشخص الذي قال لي : لا تصرخي أو تجزعي لأنني أنا إيدن . حيث دخلت الغرفة معه بعدما أغلق الباب ، حيث كانت نظراته غاضبة قليلا ، حيث كان ومازال واقفا أمامي ، هنا عادت أنوار المنزل كلها لتضيء مره أخرى ، شعرت براحة شديدة ولكن الراحة إختفت عندما رأيت وجه إيدن وهو مصاب ببعض الندوب الخفيفة ، فقلت بقلق وأنا أمد يدي نحو وجهه المصاب : ما الذي جرى لك يا إيدن ؟؟! هل أنت بخير ؟؟! أبعد يده عني ليقول وعلى وجهه ملامح الغضب : توقفي عن القيام بأفاعيل متهورة بسبب فضولك الذي قد يؤدي لموتك . قلت وأنا أنزل نظري للأرض : أنا آسفة ، ولكنني أريد أن أعرف إذا ما كان أخي بخير ؟؟ قال وهو يخرج من الغرفة : هو بخير ، لا تخرجي من الغرفة حتى أعلمك بالإذن . حيث خرج من الغرفة وهو يتركني وحدي ، ولكنني مازلت أشعر بالفضول لذا خرجت ولكنني كنت أحاول ألا يراني أحد ، اختبأت بجانب الجدار الذي يؤدي الى الدرج أو السلم الذي يؤدي للأسفل وأنا أسمع محادثة غريبة حيث بدأها إيدن مع أوين الذي قال : أوين ألن تتطبق أمر القائد ، لقد أخبرك ألا تتعرض لهم أبدا . قال أوين : لقد قتلتهم جميعا على كل حال . بعدها سمعت صوت ألين وهو يصرخ : أوين لقد أخبرتك ألا توتجههم أبدا . قال أوين بغضب : توقف عن التصرف كجبان وواجهم يا ألين . قال ألين : سأواجههم قريبا ولكنه ليس اليوم . قال أوين : بل ستبقى جبانا هكذا للأبد ، أنت تعرف أنني الوحيد المتبقي من بين جميع أعضاء جماعة ألفين الذي تعهدوا بحمايتك ، ولكنك الآن تقول هذا بعد كل التضحيات التي قام بها أفراد تلك المجموعة ، لقد كنت معرض للموت أنا أيضا ولكن الحظ حالفني لأنقذك في تلك الليلة التعسة . استرقت بعدها النظر لأرى ألين وهو يتنهد وهو يضرب الطاولة التي أمامة بعنف لتسقط الأشياء التي موجودة بها لتنكسر جميعا ، حيث رأيت ألين وهو يدخل الى غرفة خلفيه لم أرى إلا بابها ، بعدها سمعت حديث إيدن مع أوين الذي بدء بقول أوين : إيدن أنا أسمع صوت هانا من هنا ، لقد خرجت من الغرفة . قال إيدن وهو يتنهد : ظننت أن مهمتي سهلة ولكنها تزداد صعوبة بسبب فضول هذه الفتاة . هنا ظننت أنني أستطيع أن أهرب الى الغرفة دون أن يراني أحد ولكنني رأيت إيدن مستقر أمامي وهو يتنهد ويقترب مني ويحاصرني ويديه ويقول : ما الذي سمعته يا هانا أخبريني كل شيء سمعته . قلت : كل شيء . تنهد إيدن وهو ينظر الي بحدة وقال : لا أستطيع سوى أن أمسح هذه المحادثة من ذاكرتك .
قلت بقلق : ما الذي حدث لأخي ؟! لماذا أوين هو من أنقذه ؟؟! أنا لا أفهم !! ضرب إيدن الجدار بغضب وقال : الشيء الذي تسألين عنه أكبر منك بكثير . هنا ابتعد عني إيدن وهو يعطيني ظهر ، فقلت : أنا بمثل عمر أخي وعمري لم يعد صغيرا يا إيدن ، لتقول لي ما به أخي ، لطالما عاملته كأخي الذي أريد العناية به لذا لا تبخل علي بقول هذا . هنا سمعت صوت خطوات صاعدة بالسلم لأرى أوين وهو يتوجه نحوي ويقول : هانا ، كم أنتي جريئة ، تسألين عن أشياء لن تستوعبيها أصلا . قلت : لماذا أنقذت أخي ؟!هل كنت مكلف لتنقذه ؟؟ تغيرت ملامحه لملامح غاضبة وقال : نعم . قلت : إذن أنا ممتنة لك جدا جدا جدا ، بسبب انقاذك له أنا الآن أراه سالما هنا . ضحك أوين وهو يقترب مني ليهمس لي : لقد كانت مجرد صدفة وحظ يا هانا . قلت : ولكنه حدث .
قال أوين وهو يبتعد عني ويضحك : شخصيتك مميزة ، أنت عنيدة وجريئة أيضا على عكس أخيك . قلت بغضب : لا تتحدث عن أخي بسوء . قال وهو يتجاهلني : بدى لي هذا ما يجعلك جذابة ومثيرة . نظرت اليه بغضب وتركته لأتوجه للأسفل لأذهب عند أخي ، ولكن إيدن منعمي وهو يمسك بيدي : هانا ، ألين غاضب الآن هل لك أن تتركيه . قلت : ولكنني يجب أن أتحدث اليه بالذات . قال إيدن : توقفي يا هانا يأخبرك أنا بكل شيء . هنا توقفت وأنا أندر اليه بإستغراب ثم قلت : حسنا إذن ، كن عند كلامك أنت قلت بأنك ستقول كل شيء لي .
قال وهو يتنهد : نعم نعم أعدك . عدت الى الغرفة التي كنت بها لأجلس مع أيدن الذي بدء محادثته بقوله : لا أعرف قصة أخيك هانا ولكنني ممتن له فقط . قلت : ........ قال : لا أعرف ولكنني كنت أعيش في قرية صغيرة ، كان هناك رجال يأتون في كل مره ويأخذون مجموعة من الصبيان كل مره الى مكان مجهول دون رجعة ، كنت أنا منهم ، وقد أخذوني رغم صغر سني وبكاء ونواح أمي ، بقيت عندهم ، ولكنه تم تعذيبي بشدة وكذلك كل الصبيان ، كانوا يقوموب بقتلهم أيضا ، إذن أنني عشت سنوات من العذاب ، استطعت الهرب من هذا المكان المشؤوم بعدما تم قتل جميع الفتيان الذين كانوا معي ، كنت مجرد شخص حالفه الحظ فقط لا أكثر ، ولكنهم استطاعوا اللحاق بي ، كان فقط سيتم قتلي في ثوان ولكنني رأيت أجسادهم تنفجر وتتناثر الى أشلاء أمامي ، شعرت بخوف شديد وذعر ، ولكنني بعدخا رأيت وجه ألين وهو يمد لي يد العون ويساعدني على الخروج من الحجيم الذي كنت فيه . قلت وأنا أنظر اليه : وهل وضع هذا الوسم عليك لتكون شخصا منهم ؟!! قال إيدن : شيء من هذا القبيل ، ولكن الفضل كله لأوين لأنه وكما سمعتي قد أنقذ القائد ولكنني لا أعرف التفاصيل . قلت : أريد أن أعرف أكثر عن التفاصيل . قال : تستطيعين سؤال ألين بنفسك . قلت بحزن : لقد رأيت منه ما لم أرى منه قبلا أبدا . قال إيدن : ما الذي تقصدينه ؟؟
قلت : عندما ضرب تلك الطاولة بعنف لتسقط كل الأشياء التي عليها مكسورة ، تألمت لذلك ، بل هو لم يكن أبدا هكذا ، كان طيبا ولطيف معي دائما حتى ذلك اليوم . قال إيدن : أي يوم ؟؟
حكيت لإيدن ما حصل لنا عندما كنا في سن الرابعة عشر لتكون متفرقين حتى سنة كاملة حتى ترك المنزل ، أظن أنها كانت نقطة تحوله السيئة .
قال إيدن : هانا هي كانت نقطة تحول ولكنها ليست سيئة ، فقط كان مجرد مصير يجب أن يعرفه . قلت وأنا أحدق به بإرتياب : أنت تعرف كل شيء ولكنك لا تريد إخباري صحيح ؟!
قال : لست كذلك ، ومع ذلك أريد منك سماع الحقيقة من صاحب الموقف . قلت : أنت تتجنبني . قال وهو بتنهد : لست كذلك .
قلت : مع ذلك أنا أشكرك . قال إيدن : إنه أكر من القائد ، إذ انه سمح لك بمغادرة غرفتك في أي وقت ، وكما أنك في منزلك . قلت بفرح : حقا !! قال : ولكن عليك الحذر حينما تطفأ الأنوار . قلت : هل تقصد أولئك القبيحون ؟!
ضحك وقال : أولئك اسمهم القرناء . قلت : القرناء !!؟ قال : نعم ولكن إياك إخبار الرئيس بأنني أخبرتك بهذا . قلت بتردد : لماذا ؟؟!
قال : وهل ستسألين ؟؟؟! قلت بخجل : آسفه آسفه ، بالطبع أنا أشكرك . قال وهو ينظر الي بتردد : مع ذلك لسنا كلنا مثل بعض . قلت : ما الذي تقصده ؟؟! قال : أوين هو قرين .
قلت بصدمة : تقصد أنه ليس بشرا . قال : نعم .
قلت بصدمة ودهشة : مازلت في نفس الحلم .
قال إيدن : لستي كذلك يا هانا ولكنه الحقيقة .
قلت وأنا أنظر اليه بتردد : وماذا تكون أنت ؟؟!
قال : لا تقلقي أنا بشري . قلت بخوف : أنت ليت كذلك ، لماذا إذن كنت تظهر لي فجأة من العدم ، بل لا يمكن لأخي أن يكون مقاكم صحيح ! قال : نحن نمارس السحر يا هانا . قلت وأنا أبتعد عنه : تبا لكم . بعدها إعتدت على الوضع أكثر فأكثر بل شعرت أنه المنزل أصبح منزلي ، كنت أمشي فيه أستكشف كل مكان فيه ، كان إيدن وأوين لطيفين معي جدا ، يعاملانني وكأنني ضيفة عندهم ، كانا يطبخان لي الطعام حتى ، شيء جميل جدا ، بل كنت مثل أميرة في قصرها ،
كان المنزل له طابق سفلي حيث يوجد به صالة جميلة مجهزة بل وسائل الراحة ، الديكور والتصميم جميل وأنيق جدا ، توجد هذه الصالة في الجانب الأيسر من المنزل اذ يقابلها مطبخ صغير في الجهة اليمنى منه ، كل شيء به مرتب وجميل ، بقيت بين أحضان هذا المكان ، حيث قيل لي أن أخي ذهب الى مكان ما ، حيث قلت بغضب : كيف له أن يفعل هذا بدون أن يخبرني ؟!
قال أوين وهو يضحك : يبدو أنك تتذكرين أخيك القديم فقط . قلت بغضب وأنا أتحدث الى إيدن : ومتى سيعود ؟؟! قال بابتسامة : من حظك أنه سيعود غدا . قلت بتذمر : ولكنه مازال وقتا طويلا ، تبا لقد إشتقت اليه .
قال أوين : إنها أول مره لإمرأة أن تقول هذا عن قائدنا . قلت بتردد : إنه ....مازال ...أقصد !
ضحك أوين وقال : لتضعي حدودك يا هانا هو لم يعد أخيك القديم . قلت بغضب : بلى هو كذلك . هنا تركت المجلس الذي كنا فيه وتوجهت نحو غرفتي بغضب ، بقيت فيها وحدي ، هنا شعرت بأن أنوار المنزل غير مستقرة حيث كانت تضيء ثم تنطفئ ، وعلى هذا النمط حتى شعرت بخوف شديد جعلني أخرج من الغرفة وأنزل للأسفل لأجد أوين وإيدن يقفون فوق رأس إمرأة بدى لها شعر رصاصي جميل ، قلت وأنا مصدومة : ما الذي يحدث ؟؟! قال إيدن وهو يصرخ علي : عودي يا هانا للغرفة . قلت بعناد : لن أفعل ، من هذه الفتاة ، هل هي فتاة إختطفتموها مثلما فعلتم معي لتعذبوها ؟؟! لن أسمح لكم بهذا . هنا ترك إيدن الفتاة وتوجه نحوي وأنا أرى أوين وهو يمسك بالفتاة ويمنعها من الحركة ، فقلت بخوف : إيدن أرجوك لا تفعل هذا . هنا شعرت بغرابة وإرتياب عندما رأيت تعابير تلك الفتاة الغريبة ، ملامحها جميلة بشكل غير طبيعي ، مثلي تماما عندما رأيت نفسي لأول مره ، كانت تعابيرها مخيفة حيث كانت تضحك بلا مبالاة وتقول : إن عاملتني بهذه الطريقة سأعلمهم ليأتوا ليقطعوكم أشلاء ، ولكنني جئت فقط لرؤية ألين . قلت لها متجاهلة إيدن الذي كان يمنعني من التقدم : لماذا تريدين رؤيته؟! تبدين مجرد فتاة قذرة فقط بمجرد النظر الى ثيابك هذه .
ضحدت بقوة وقالت : من أنت يا جميلة ؟؟!
قلت : لا شأن لك ، لماذا جئتي الى هنا ؟؟!
أوقفني إيدن من مواصلة الحديث وهو يشير لي بالرجوع الى حيث كنت ، ولكنني رفضت ذلك ، وبعد محاولات بقيت فقط جالسة هلى سلم الدرج وأنا أراقبهم بتجسس ، حيث قال أوين وهو يعنف تلك الفتاة : إرحلي أدراجك يا هاليت ، كلنا نعرف خدعك السخيفة التي كنتي تخدعين ألين بها .
قالت وهي تنظر الى إيدن : إمنحاني فرصة أخرى أرجوكما ، لقد كرهت بقائي مع القرناء ، إنهم تعاملونني بقسوة ويعذبونني ، أرجوكم .
قال لها إيدن وهو يتنهد بحدة : ستكون آخر فرصة لك يا هاليت ، الأخيرة هل تفهمين ؟؟!
قال أوين وهو غاضب : إيدن هل جننت ؟! لم تعطيها فرصة أصلا ؟؟! قال إيدن : مجرد فرصة إن خرجت عنها ستموت بلا رحمة .
قال أوين وهو يمسك بها بقوة : ستموتين على يدي اذا فعلتيها . قالت وهي تتوسلهم : بالطبع فقط ...فقط أعطياني فرصة . هنا ترك إيدن وأوين قيد هاليت وتركاها ، وقفت مكانها حيث كانت مرأة طويلة شابة جميلة ، منذ وقوفها حتى تحول رداؤها المهترئ الى لباس جميل مرتب أنيق ، فقالت : اسمحا لي بالبقاء الليلة حتى قدوم ألين . قال لها أوين بغضب : القائد ألين وليس خاصتك . قالت : بالطبع . قال لها إيدن : فقط الليلة ، ولكن هذا لا يعني أنك منا .
ضحكت وقالت : بالطبع يا إيدن . هنا ترك إيدن و أوين هاليت تبقى في المنزل حتى قدوم ألين ، حيث كانت في المجلس تجلس على الكنبة تشبك بين ساقيها بأناقة وترفع يديها على الكنبة وكأنها في منزلها ، تحتسي الشاي المثلج وكأنها بمنزلها ، شعرت بالغضب قليلا ، ولكنني تمالكت نفسي وتوجهت نحوها لأجلس الى جانبها وأقول : هاليت هل تفعلين هذا في كل مرة تذهبين فيه الى هنا ؟؟! ضحكت وقالت وهي تشير لغرفة خلف المطبخ الصغير : تقريبا ، إنه فقط من أجل إغاظة الرجلان اللذان بداخل تلك الغرفة . قلت لها وأنا أحدثها بصراحة : لماذا تفعلين هذا ؟؟! هل كنتي حبيبة أخي ....أقصد ألين من قبل ؟؟!
ضحكت بشدة وقالت : شيء من هذا القبيل ، ولكن لماذا قلتي كلمة أخي قبلا ؟؟! قلت بتردد : لي أخ بنفس إسمه . قالت : اذا لم تكوني أخته فلماذا تسألين هذه الأسئلة الإستفسارية عنه ؟؟
قلت بتردد : أقصد .....لقد كنت حبيبته من قبل .
قالت هاليت وهي تضحك : ماذا !! لم أعرف أن له حبيبه من قبل . قلت : نعم لأنني كنت كذلك قبل أن تقابليه أنتي . هنا سمعت صوت أوين وهو يقول : أي حديث تتحدثن عنه يا فتيات ؟؟! إنه غريب ومريب . قالت هاليت بوقاحة : لا شأن لك يا أوين . كانت نظرة الغضب تتفجر من عيناي أوين ولكنني أوقفته وأشرت اليه بأنني سأتعامل أنا معها ، كان حديثنا على هذا النحو حتى الليل ، كله عبارة عن مشاحنات وشجارات خفيفة ، كنت في غرفتي أبدل ثيابي ، خرجت من غرفتي لأرى هاليت من السلم بالأسفل وهي تخرج لخارج المنزل إذ توجد به حديقة صغيرة هناك ، تبعتها لهناك ، إذا رأيتها تقف بعيدا قليلا وهي تنظر الي وتقول : أنا قرينة يا جميلة ، لم أكن لأريك شيئا يخيفك لذا بقيت على نفس هيئتي .
قلت : مع ذلك أنا أحسدك يا هاليت ، أنتي جميلة جدا . قالت وهي تضحك : الجمال ليس كل شيء يا ..... قلت لها : هانا . قالت : نعم يا هانا . ثم رأيتها تحاول خلع قميصها حيث قلت وأنا أصرخ : هاليت هل جننتي ؟؟! فتحت عليناي لأرى ظهرها وكتفاها المليئة بالجروح العميقة ، فقلت : تبا ، هل هذا ما كنتي تتحدثين عنه ؟؟؟ قالت وهي ترتدي قميصها مره أخرى : لقد كنت مخادعة ولكنني الآن أصبحت مثل المتسولة . قلت : لماذا إذن تفعلين هذا !؟
قالت وهي تضحك : أنتي لا تعرفين شيئا .
قلت بغضب وأنا أتجاهل كلامها : على كل حال يا هاليت لم جعلتني أرى جروحك هذه ؟ هل تريدين أن أعالجها لك ؟! أم حتى تكسبين شفقتي ؟
قالت : نعم أريد كسب شفقتك . قلت لها وأنا مصدومة من كلامها : أليس لديك كرامة ؟؟!
قالت : بالنسبة لي لا يوجد . قلت لها : وكيف عرفتي ألين ؟! قالت : أنا في صف أعدائه ، ولكنني أصبحت الآن في صفه لانني تعبت منهم .
قلت : أنا لا افهمك . قالت : أنت لا تعرفين شيئا . قلت لها بغضب : إنها المرة الثانية وأنتي تقولين هذا . قالت وهي تمد لي يدها لتصافحني بها : سررت بمعرفتك يا هانا .
قلت لها وأنا أمد يدي لأصافحها به على مضض : وأنا أيضا يا هاليت . في اليوم التالي ، حيث كنا جميعا بانتظار عودة ألين الذي جعلني غاضبة جدا في ذلك اليوم ، حيث عاد وهو يلقي التجية على إيدن وأوين ولكنه تجاهل هاليت ليعانقني ويخبرني أنه إشتاق الي ، كنت سعيدة بما أنني أيضا قد اشتقت اليه ، بعد حديث طويل مع هاليت سمح لها ألين بالبقاء لمدة قصيرة فقط لحمايتها ، حيث دخل غرفته لألحقه على عجالة ، حيث دخلت الغرفة وقلت له بغضب : ألين ، كم أنت جبان ، لماذا تصدمني بكل هذه الأشياء وتجعلني فتاة غبية فقط ، أخبرني الآن كل شيء حدث لك بالتفصيل الملل . قال وهو يخلع معطفه : هانا ، نعم أنا آسف ، أظن أنني تأخرت . قلت : ولكن أين كنت من قبل ؟؟! هل تمثل دور العروس المتخفية ؟؟! قال بابتسامة حزينة : إنه سوء فهم ، لقد ذهبت لزيارة شخص قد يستطيع حمايتنا منهم . قلت بتردد وأنا أدعي الجهل بالموضوع : من هم ؟! قال وهو يأخذ بيدي ويجلسني على السرير الكبير الواسع في منتصف الغرفة : إنهم يسمون القرناء . قلت وأنا أدعي الدهشة والمفاجأة : قرناء . قال ألين : أنت تدعين هذا صحيح ؟ أنا أعرفك جيدا عندما تحاولين الكذب . قلت بخجل : لقد سمعت به فقط من حديث . قال : في بادئ الأمر تحديدا منذ أن تركت المنزل ، فعلت هذا لانني كنت أحاول الهرب من قريني الذي كان يريد قتلي .
قلت : هل هو ذلك الرجل الذي كان يشبهك الذي كنت أراه في غرفتك . قال : لا ، ذلك الذي كنتي ترينه في غرفتي كان مجرد أحد يساعدني لكي أهرب سريعا ، كان يحاول حمايتي في بادئ الأمر ولكنه عجز عن حمايتي ليخبرني ويقنعني بالهرب بأسرع وقت ممكن .
قلت : ماذا !!! ألم يكن قرينك كما كنت تخبرني ؟؟! قال : لقد كذبت عليك ، أنا آسف . قلت وأنا أتنهد : أكمل . قال : بعدما هربت ، رأيت أنني ملاحق في يوم كان ماطرا جدا ، حيث دخلت في غابة مخيفة مظلمة بشدة ، شعرت أنها نهايتي ، ولكنها كانت البداية ، رأيت شيئا أخافني وهو يحملني عاليا ولكنه أسقطني بعدها لأرى أن مخلوقا آخر مخيفا قد كان يقاتله بشدة ، بل رأيت وكأنني وسط معركة دامية بين أعداء كثيرون ، كنت أرى ظلال كبيره تشتبك مع بعضها ، بينما أنا متعب لا أرى شيء غير أنني كنت أسمع أصوات ضربات وأصوات قوية جدا ، سمعت محادثة هناك ، كان صوت إمرأة تتحدث مع أحد ما كان يقف أعلى رأسي الذي كان مرتطما بالأرض ، حيث كانت تقول : إحمي هذا الطفل وخذه وأسرع وإهرب به . كان الشخص الذي يقف أعلى رأسي يرفض هذا وبعد إلحاح وافق على ذلك ، بعدها شعرت أنني أطير بين السحاب ، ظننت أنني مت وروحي تعوم بين السحاب لم أستطع التحمل لذا بعدها فقدت الوعي ، إستيقظت لأرى أوين أمامي بنفس هيئته التي ترينه بها الآن تماما ، كنت مثلك تماما على السرير لأشعر بألم شديد في ظهري لأرى أن الوسم قد طبع على ظهري . قلت بإرتباك : ماذا هل كنت مثلي أيضا ؟؟! قال : كلنا ، بعدما فمهت كل شيء منه وصدقته ، التقيت بإيدن الذي ساعدني أوين على انقاذه لينضم الينا . قلت : لماذا كان أوين يأخذ هيئتك ؟؟!! قال : حتى لا تشعري بالشك بشيء آخر سوى أنه قريني . قلت الدموع تغمر عيناي : أخي ألين لماذا ....لماذا لم تقل لي هذا من قبل ، أيها الوغد ، لماذا فعلت هذا ؟؟ تبا لك ، أمي ...أبي ...إنهما قلقين عليك بشدة ، لن يصدقان الآن بأنك بخير وحي ترزق ، كم سيكونان سعيدان يا وغد ! قال ببرود غريب : إنهما ليسا كذلك يا هانا ، أنا من أنقذك منهما . قلت بغضب : لماذا تقول هذا ؟؟ كم أنت ناكر للجميل ؟؟! إنهما والداك اللذان قاما بتربيتك منذ كنت صغير . صرخ ألين علي بغضب غريب وقال : إنهما ليسا كذلك يا هانا !!!
قلت وأنا دمع بغضب : لماذا تصرخ علي الآن ؟!
قال ألين : إخرجي يا هانا من غرفتي .
قلت بغضب : إذا خرجت أنا لن أعود .
خرجت من غرفته وأنا أدمع بشدة ، حيث توجهت نحو غرفتي متجاهلة نظرات هاليت المستغربة لي ، كان ألين يحاول استرجاع ذكرياته عندما قام بزيارة لساحرة معروفة في منطقة معزولة قد دله أهلها على مكان إقامتها ، إذ أنها تعرف علاج المشكلة التي يعاني منها ، حيث طرق باب المنزل
وهو متردد ، ولكنه تمالك نفسه لتفتح له إمرأة شابة في الثلاثينات الباب وتقول له بابتسامة : تفضل يا ضيفي . دخل ألين المنزل إذ دلته تلك المرأة على غرفة مشيرة اليها ، حيث ظن ألين أنه توجد تلك الساحرة داخل الغرفة ولكنه تفاجأ بأن تلك المرأة هي نفسها الساحرة التي سيطلب منها المساعدة ، حيث دخل الغرفة التي كانت غريبة جدا ، مليئة بالصور الغريبة والأقمشة الغريبة ، جلس على كرسي يستقبل أمامه طاولة كبيرة راصاية اللون ، حيث استقرت تلك المرأة وقد ارتدت ثيات غريبة مليئة بالنقوش والخرز المتدلي وهي تجلس أمام ألين في الجهة المقابلة له وقالت : مرحبا بك يا زبوني ، يبدو أنك جئت من مطان بعيد . قال : نعم ، ولكنه أمر يستحق كل هذه المسافة . قال : حسنا إذن أخبرني بإسمك يا زبوني . قال ألين : يجب أن تخبريني أنت أيضا باسمك . ضحك الساحرة وقالت : زبوني الساحرة لا يمكن أن تكشف عن اسمها .
قال ألين : ما سأطلبه منك كبير جدا ، وخطر جدا ، لذا فان الثقة بيننا مهمة جدا . قالت وهي تنظر اليه بحدة : وهل الثقة تؤخذ من أول لقاء !؟
قال ألين : أخبريني الآن عن نفسي . قالت الساحرة هي تضحك : أنا لست عرافة يا زبوني .
قال ألين : يجب ان تنفذيه إذا كان طلب زبونك ، لا تقلقي بشأن المال ، كل شيء مجهز . كانت نظرات الساحرة مرتبكة ومترددة نحو ألين ، ثم قالت له بتردد : حسنا . أغمضت عيناها لتقول له وهي تمسك بيديه : أنت .....يبدو أن ...الشر كان حولك منذ كنت صغير ....لم يكن لك أحد يعتني بك غير أختك ، ولكنها لم تعد أختك بعد الآن . فتحت الساحرة عيناها وهي ترتعش بتردد وتنظر الى ألين وتقول : هل أنت ......؟؟!
دمعت بعدها وهي تنظر اليه ، ثم وقفت مكانها وهي تقول : سيكون لنا لقاء ثاني يا زبوني .
ثم مدت له يدها وقالت : أنا اسمي ايفان .
صافح ألين يدها وقال : أنا ألين ، يجب أن يكون لنا لقاء آخر طبعا . خرج ألين من منزلها وهو مستغرب من نظراتها المترددة والمرتابة نحوه ، حيث كانت ترفض افلات وفك يده عندما صافحها ، كانت نظراتها غريبة قليلا .
أما انا كنت في غرفتي وأنا أبكي بحزن ، حيث بعدها فتحت عيناي لأرى أن كل أنوار المنزل مطفأة ، تبا هل هم قد أتو مره أخرى ، رأيت في وسط الظلام جسدا يقترب مني ويمسك بي وسط خوفي الشديد حيث كان يمنعني من الصراخ ، حيث أخذني وهو يطرحني على أحد جدران ويقول بصوته الذي عرفت أنه إيدن : إبقي هنا ولا تتحركي يا هانا ، إنه هجوم آخر . همست وأنا أشعر براحة : هل هذا أنت يا إيدن ؟؟! قال : نعم
قلت بغضب : لماذا لم تضعوا إحتياطات أنوار ومولدات حتى تستطيعوا الصمود أمامهم .
فقال وهو يهمس لي : إنه ليس وقت المجادلة .
حيث شعرت بوجود شخص ثالث في الغرفة ، كانت إمرأة مخيفة تقتحم الغرفة ، حيث رأيتها تقترب منا أنا وإيدن وتتلمسنا وتقول : لا تقلقا أنا هاليت ، أفعل هذا لأخادع بعض الحمقى .
خرجت من الغرفة وسط أنفاسي المرتعبة حيث قلت بقلق لإيدن : وماذا عن ألين ؟؟!
قال إيدن : دائما ما تقلقين بشأنه ، إنه محمي منذ صغره يا هانا ، أوين يعيش لكي يحميه .
قلت وأنا أشعر براحه : حسنا إذن هذا جيد ، دائما كنت خائفة من أن يظن أن الناس بأن أخي مجنون ، أو أنه ميت ، ولكنه عكس ذلك تماما ، كم أما سعيدة من أجله . قال وهو يضحك : بدى لي وكأنك تحبين أخيك كثيرا !!! بعدها رأيت كل الأنور تضيء مره أخرى ، هنا قال لي إيدن : ابقي هنا ، سأذهب لتفقد الوضع . قلت وأنا أبتسم : بالطبع . هنا تركني إيدن وحدي ، حيث بعد مدة ليست بالقصيرة رأيت ألين وهو يظهر لي من العدم مما جعلني أشعر بالفزع والخوف ، فقلت : ااااه ألين لقد أفزعتني بشدة . ضحك وقال : أعتذر لك . قلت : ألم تفكر يا ألين في وضع مولدات للطافة بالمنزل للتصدي لهم؟؟! قال : نعم ، كنت أريد إخبارك بأن إنطفاء الأنور مجرد إشارة فقط ، نحن لا نضع مولدات طاقة لكي نعرف بقدومهم يا هانا ، وكأنها إشارة لنا ، اذا لم نضعها لن نعرف بقدومهم إلا إذا وضعنا الشموع . قلت : ما الذي تقصده بالشموع ؟! قال : إذا رفضت الشمعة أن تشتعل فهذه إشارة على وجودهم بيننا . قلت وأنا أناوله شمعة كانت موجودة في التسريحة ببراءة : خذ هذه وأشعلها لي . هنا رأيت نظرات ألين الغريبة وهو يحدق بي ، حيث وضع الشمعة على التسريحة مره أخرى وقال وهو يمسح بيده على شعري بقذارة : دعينا من هذه الشمعة الآن ولنلعب معا . نظرت اليه بخوف وقلت : ألين ، ما الذي تتحدث عنه الآن ؟؟! هنا شككت في الأمر وأخذت بعود ثقاب لأحاول إشعال الشمعة ولكنها كانت لا تشتعل أبدا مهما حاولت ، نظرت الى ألين بخوف وأنا مترددة وقلت : من أنت ؟؟! ضحك ألين وقال : هل فهمتي هذا الآن ؟؟! اقترب مني ليحاول إيذائي ولكنني رأيت إيدن وهو يدخل الغرفة بسرعة ويوجه ضربة نحو الشخص الغريب الذي كان يدعي أنه ألين . هنا وبعد قتال دام لدقائق قرر ذلك الشخص الغريب الإستسلام وعلى وجهه ندوب خفيفة ، بينما كان إيدن قد أدمي فمه ووجه مغطى بندوب ، فقال الشخص الذي يشبه ألين وهو يضحك وينظر الى إيدن بحدة : تبا لك ، مجرد زيارة لانني إشتقت اليكم . قال إيدن وهو يمسح الدم عن فمه : عد من حيث جئت .
قال الرجل الغريب : يوما سأقتلع رؤوسكم كلها عن أجسادكم . قال إيدن : لتنتظر حتى تجد نفسك محبوسا حيث أصل مكانك . قال الرجل الغريب : بدى لي وكأن هذه الفتاة حبيبتك ههههه ، ولكنها للأسف ليست كذلك ، كونها حبيبة القائد مريح بالنسبة لي ، إذا كانت كذلك لما كنت تركت القائد ليلة واحدة . قال إيدن بغضب : لن يحدث هذا وحتى إن حدث لن أسمح لك بلمسها ، لذا عد من حيث جئت . قال الرجل الغريب بغضب : سنرى كل شيء أمامنا يا إيدن . بعدها اختفى الرجل الغريب وسط دهشتي المرة حيث اختفى وكأنه شبح يطير ويختفي فجأة ، شعرت بصدمة وفزع فقلت بخوف : إيدن من ....من هذا الشخص الغريب ؟؟! رأيت نظرة الغضب على وجه إيدن وهو يتنهد ويجلس على طرف السرير : إنه قرين القائد . قلت باستغراب : ماذا ؟؟! أنا لا أفهم ! ولكنه بدى وكأنه يعرفك !!! قال إيدن : لأنني منهم . قلت بتضجر: لماذا الجميع كلامهم طلاسم متقطعة ؟؟! تبا أنا لا أفهم شيئا منكم يا رفاق !!
مضت عده أيام ولم يحصل شيء ، بل كانت ايام عادية وجميلة ، حيث كنت أتمتع بخدمة جميلة وطعام لذيذ كنت أتناوله ، كانت هاليت تزورنا كل عدة أيام ، لانها تخفي علاقتها معنا أمام وجه القراناء ، حيث كنت على طاولة طعام جميلة أتناول الطعام مع إيدن وأوين وألين ، لست معتادة على العيش مع رجال ولكنني كنت مرتاحة بشكل غريب ، أعاملهم وكأنهم أصدقائي ، لم يحدث أي شيء آخر ، حيث قلت ونحن تناول الطعام : أشعر أنني ضيف ثقيل عليكم يا رفاق ، أليس كذلك يا ألين ؟؟! قال أوين : أنت كذلك يا هانا ولكنك لم تعودي ضيفة هنا ، أنت فقط في فترة استضافة . قلت باستغراب : ما ااذي تقصده ؟! قال إيدن : هو يقصد أنك ما أن تنهي فترة استضافتك ستقومين بأعمال عادية مثلنا .
قلت وأنا أنظر الى ألين : ألين ما الذي يجري هنا .
قال ألين : هانا ، وسمك سيعطيك القوة على ذلك ، بل هو ....سيعطيك أكثر من ذلك .
قلت : دعني أعثر على تشبيه ....امممم...تقصد أنه مثل التعويذة السحرية التي تبعث لك قوة لم تعرفها من قبل . قال ألين : شيء من هذا القبيل . ضحك أوين وقال : وصفك له يعبر عن براءتك وخيالك الواسع . قلت : وكيف لي أن أعرف ما هي قوتي التي اكتسبتها منه ؟؟!أقصد مثلكم تماما . قال أوين : ألين سيعلمك هذا ولكنني أجد أن إيدن سيساعدك أيضا .
قلت وأنا أنظر الى ايدن وألين بتردد : ما الذي تقصده ؟؟! ضحك وقال : تبدين محتارة .
قال ألين : حسنا إذن سأفعل هذا . ضحك أوين وقال : لما يتحول الموضوع جيديا بسرعة . قلت بجدية لأوين : لأنني جادة . قال أوين : حسنا اذن لنرى قدراتك يا فتاة . بعد انهاء وجبة الغداء ، دخلت غرفتي وأنا أفكر كيف سأكتشف قوتي في نفسي ؟؟! دخل علي ألين وهو يقول : سأساعدك على تطوير قوتك . قلت بحماس : نعم كم أريد هذا . قال وهو يبتسم : ستساعدك هذه القوى على التنقل الى أماكن مختلفة ولكنها ليست بعيدة جدا فقط إذا كنتي محررة القرين . قلت : ماذا؟! محررة القرين ؟!
قال : نعم . قلت وأنا أضحك : وما أدراني اذا كنت محررة من قريني ؟؟! اقترب ألين نحوي عنده خطوات ووضع يده على كتفي اليسرى وقال : إذا آلمك عنقك فان قرينك موجود وإذا لم يحدث هذا فهو محرر . قلت : وهل يجب أن تفعل هذا الآن ؟؟! اقترب مني وهمس لي : ابقي صامته ريثما ننتهي . بدء بعدها بقراءة طلسم كنت أسمعه ولكن لا افهمه ، شعرت بألم في جسدي ولكنه لم يكن عنقي أبدا ، أنا متأكدة من ذلك ، شعرت بأن ألم جسدي يزداد حتى صرخت وأنا أسقط بين يدي ألين ، فقلت له وأنا متعبة : لم أشعر به أبدا يا ألين . استيقظت ليلا وأنا مستلقية على سرير غرفتي ، وجدت ألين وهو جالس الى جانبي ويقول : هل أنت بخير ؟؟! أنا آسف جدا ، لقد أخطأت فيما فعلته .
قلت بابتسامه : لا تقلق أنا بخير ، أشكرك على هذا ، بل كم أردت البقاء معك لأنني اشتقت اليك حقا ، وجتى عندما وجدتك كنت مختفيا أيضا ولا أراك إلا في أوقات قليلة . قال وهو يتنهد : أنا آسف يا هانا ، ولكن الموضوع كان يستحق هذا . شعرت بعدها بألم في جسدي ولكنه كان خفيفا ، ولكنني تظاهرت بأنني بخير ، فقلت : لم أكن أتخيل يوما أنني سأكون في موقف كهذا ، أقصد مع أوين الذي يكون قرين وليس بشري ، وإيدن مع أنه بشري ولكنه مثلك ومثلي نمتلك قوى خارقة بسبب ذلك الوسم . قال ألين وهو مستغرب من كلامي : إيدن بشري ؟؟! قلت : نعم .
قال وهو ينهد : لا يوجد بشريان هنا سوانا أنا وأنت ، إيدن وأوين قرناء . قلت بصدمة : ماذا ؟ بعد عدة دقائق إنطفأت جميع أنوار المنزل ، تبا ، لماذا قد يأتون الآن ؟؟! تبا ...تبا . هنا قال لي ألين : لا تتحركي وابقي ساكنة مكانك . قلت : ولكن ...... ما أصمتني هو دخول رجل بملامح عادية ، إذ لم يكن شيئا مخيفا جدا ، ولكنه بدى وكأنه يرانا ، بدى وكأنه يأخذ خطوات ليقترب منا ، حيث بدى وكأنه أعمى يتلمس الجدران ليصل الينا ، ولكنني رأيت ألين وهو يرفع يده بتظهر دائرة شفافه جولنا تلمع مثل النجوم وسط ظلام الليل ، منظرها سحرني وأنساني الموقف المخيف الذي كنا فيه ، حيث كان ألين يعطيني ظهرخ ومازال رافعا يده ، ثم استدر نحوي وهو يجلس على السرير ويقول بابتسامة : هانا ....لقد كنا مخدوعين ...إنه الوقت لكي نعرف الحقيقة ونعاقب الأشخاص المسؤولين عن هذا . قلت باستغراب : ما الذي تقصده بمخدوعين ؟؟؟! ولكن حينها سمعت صوت دوي قوي جدا ، وكأن انفجار حدث وسط المنزل ، حيث عادت الأنوار لتضيء مرة أخرى ويختفي ذلك الرجل الغريب ، هنا دخل علينا إيدن وهو مفزوع وكذلك ظهر أوين من العدم وهو يقول : هل أنت بخير سيدي ؟! قال ألين : نعم . قال أوين : لقد قاموا بهجوم شنيع هذه المره ، لقد حطموا نصف المنزل . بعدها ساعدني ألين على الوقوف لأخرج من الغرفة بسرعة لأرى أن نصف المنزل مدمر تماما وكأن عاصفة ضربته ، فقال ألين وهو يشير الى إيدن بأن يعتني بي : ابقها معك بالغرفة يا إيدن . قلت بقلق وأنا أمسك يد ألين : كن سالما يا أخي . قال ألين : لا تقلقي علي . خرج ألين برفقة أوين للخارج ، شعرت أنا وإيدن بعدها بأصوات غريبة في الغرفة هنا جلعني إيدن أقف خلفه وقال : يبدو أنهم أرسلوا أتباعهم الى هنا .
خرج لنا من بين الظلام جسد إمرأة مخيفة ولكن لها نفس صوت هاليت ، هنا إيدن عرفها ، فقالت وهي مسرعة : إيدن يجب أن تهرب مع هانا ، الآن وحالا . قلت بتردد : مم..ماذا !! ما الذي يجري ؟؟! رأيت جدار يتحطم وجسدا يطير بي ويعلو بي شيئا فشيء لينزلني للأرض خلف المنزل ، هنا ظننت أن كلام ألين صحيح ، أنا كنت مع قرين ، قال لي إيدن وهو على هيئته البشرية : إبقي هنا ستكون هاليت هنا لحمايتك ، سأذهب لتفقد أمر القائد . تركني وأنا أشعر بخوف توالى عندما رأيت هاليت تقف الى جانبي وتقول : لا تقلقي انهم يعرفون واجبهم . هنا توجه إيدن نحو المعركة التي كانت تحدث في الجهة الأمامية من المنزل ، رأى إيدن أن المعركة قد انتهت باختفاء ألين وأوين بين حطام المنزل ، عاد إيدن الينا أنا وهاليت وهو يقول : تبا .....لقد أخذوهم . قلت بخوف : ما الذي تقصده يا إيدن ؟؟! قال : ......... قالت هاليت : لتأخذ هانا معك الى مكان آمن ، أما أنا إذا تأخرت سيلاحظ القرناء هذا . تركتنا هاليت لأرى إيدن وهو يقول لي : الى أين تريدين الذهاب الآن ؟؟! قلت : الى منزلي . قال : تقصدين منزل والديك ؟؟! قلت : نعم . قال : لا يمكنك . قلت بحزن : ولكن لماذا ؟؟! قال لي : انهم ليسوا والداك ولا حتى ألين . قلت بارتياب وغضب : ما الذي تقول يا إيدن ؟؟! أعرف انهم ليسوا والداي ألين ولكن والداي انا . قال لي وهو يمسك بأكتافي : هانا ألن تصدقيني ولو مرة واحده ؟؟! قلت بتردد : أريد أن هذا بنفسي ؟؟! قال وهو ينظر الي ويفلت يداه عن كتفاي : حسنا ، إذا كان والداك موجودون الآن في منزل ساحرة اسمها ايفان ويريدان قتلها فيجب عليك تصديقي . قلت بتردد : ماذا ؟؟!
رأيت نفسي بعدها عند منزل غريب وصغير وبدى وكأنه مهجور ، توجهت نحو الباب لكي أطرقه ولكن إيدن اوقفني وقال : يجب أن نتجسس اولا . توجهت نحو نافذة صغير وبدءت أراقب بتوتر شديد ، وما جلعمي أرتعش هو رؤيتي لوالداي موجودون أمام إمرأة ثلاثينية بعمرها ولكنها مازالت شابة جميلة ، كانوا وكأنهم يهددونها ، حيث كانت تهابير وجهها تعبر عن هذا بشدة ، هنا رأيت أبي يصرخ عليها ويقول : لقد قمنا بعملنا ، تربيته كانت صعبة علينا ، لتموتي الآن من أجل حياة ابنك . سمعت أمي وهي تقول : نحن مجرد أشخاص نعمل من اجل المال لتربية أيتام فقط ، كم كرهتهم ، فقط موتي الآن وبعدها ستموت والده هانا أيضا . قالت المرأة التي اسمها ايفان : مع أنكم بشريين ولكنكم وحوش تعيش على المال فقط ، مع ذلك اشكركم على تربيتكم ابني ، وهانا أيضا ، لانها مازالت ابنة صديقتي ، هل تظنون انكم ستعيشون طويلا .
رأيت بعدها دماء وأشلاء تلطخ المكان ، هنا أنزل إيدن رأسي للأسفل وقال : لا يجب أن تري هذا .
قلت بخوف وفزع : ......أبي ...أمي .........أاااا.
بعد مدة ليست قصيرة من الصراع الذي لم يتدخل به إيدن أبدا ، سمعت صوت امرأة تهمس من النافذة التي كانت خلفي وهي تنظر الى إيدن : أرى شخصا خائن يحاول تصحيح الموقف الآن .
قال إيدن : سيدة إيفان هانا معي ونحن نحتاج مساعدتك . قالت وهي متوترة : ماذا ؟! هانا ، تقصد هانا التي .... لا لا ...لا تدخلها الآن وأبدا ، ادخل أنت فقط وساعدني في تنظيف هذه الأشلاء . تركني إيدن وتوجه ليساعد ايفان ، كنت في حالة صدمة ولا أعي أي شيء أسمعه فقط كنت أسمع صوت المطر الذي كان ينزل ، لا يمكن لهذا أن يحدث ؟؟! هل ..هل كان كلام ألين عنهم صحيح ؟؟!! بدى لي الأمر كذلك ، تبا تبا ، أنا أشعر بخوف شديد وفزع ، أشعر أنني الآن لا أرى شيئا ، فقط أسمع صوت المطر لأسقط أرضا فاقدة الوعي ، استيقظت وأنا أرى إيدن وهو يمسح وجهي بقطعة قماش ، رأيت الى جانبه نفس تلك المرأة التي فتكت بوالداي ، شعرت يتوتر وعجز وصرخت وجنون وقلت : تبا لك لقد قتلتي والداي يا ساقطة ، تبا لك . ظللت على نفس الحال لعدة أيام وأنا أحاول تجاوز صدمتي ، استيقظت صباحا في يوم ماطر لأرى نفسي في نفس الغرفة البسيطة التي كنت فيها من قبل ولكنني لم أجد إيدن ، قمت من السرير وتوجهت نحو الغرفة التي كانت تقطن فيها ايفان ، توجهت اليها وطرقت بابها ، سمحت لي بالدخول ، توجهت نحوها لأرى أن نفس الوسم الذي على عنقي موجود على عنقها وجلست أمامها وقلت بأعين جادة : لماذا فعلتي هذا ؟! ومن أنت يا .....تبا لك على كل حال .
قالت وهي تتجاهل اساءتي لها : سأخبرك كل شيء . قلت بغضب : كل شيء . قالت :
كل شيء كان طبيعي ، مدينة سعيدة تعيش بسلام ، تسلل اليها رجل كان يدعي أنه طبيب يشفي الأطفال من أسقامهم ، تبين يعد ذلك أنه مجرد ساحر كاذب يدعي أنه طبيب ، عندما علم عمدة المدينة بهذا أمر بألقاء القبض عليه وتعذيبه وقتله ، وبالطبع أمر طبيعي أن يحقد هذه الساحر ليترك لأهل هذه المدينة سحرا يضر بهم ، كان هذا السحر هو أن يولد أطفالهم طبيعين ولكن قرناؤهم تكون محررة منذ ولادتهم ، هذا ما يعذب أطفالهم طوال فترة طفولتهم وكذلك شبابهم ، مثلما حدث مع ألين ، ولكنه كان يشعر بالخوف حتى جاء قرين آخر ليحميه وقد قام والداه برساله ، والدة ألين جنت وفعلت كل شيء لانقاذه هي ووالده ، حتى أنها لم تمانع العمل كساحرة قذرة من أجل انقاذ ابنها ، لم تستطع ذلك حتى الآن ، ولكنها تعاونت مع أناس من أفراد المدينة لانقاذ ابنائهم وذلك بوضع مجموعة من القرناء لحمايتهم ، هي وجدت الحل ولكنها طمعت به كثيرا واحتفظت به لابنها فقط ، ليست أنانية ولكن علاجه كان يكفي لشخص واحد فقط . قلت : ومن أنتي ؟؟!
قالت : ألم تتعرفي علي من صياغ القصة ؟؟!
قلت بتردد : .....انت من يجب ان تخبريني ؟؟!
قالت : أنا امرأة حاولت انقاذ هؤلاء الأطفال .
قلت : تقصدين أنك أمي ؟؟! قالت : لا ..أنا أم ألين ....كنت صديقة أمك المقربة . قلت بلهفة : وماذا عن أمي ؟؟! أين هي ؟! أبي ؟؟!هل هم إحياء ؟؟! قالت : والدك لا ، أمك نعم .
قلت : ماذا ؟؟! قالت : ألين أيضا مثلك ، والده قد مات . قلت بغضب : ألم يعرف ألين بأنك أمه ؟؟! قالت وهي مترددة : لا ...ولكنه ...زارني . قلت بغضب : زارك ولم تخبريه بأنك أمه ؟؟؟! قالت بحزن : بدى لي وكأنه يعرف كل شيء ماعدا أنني أمه .
قلت بغضب : تبا لك . قالت وهي تذرف الدموع : أنا آسفه جدا يا هانا . قلت وأنا أبكي : ابنك عاش معي كأننا اخوة ، لقد ....لقد هرب وأنا قد ظننت أنه قد مات ولكنه حي يرزق ، الآن انه مخطوف مره أخرى ايتها الأم السيئة .
قالت بتردد وقلق : ما الذي تقصدينه ؟؟!
قلت بغضب : أتمنى أن تكملي حياتك وتنسي ابنك لانه لم يعد كذلك ، أنا سأساعد أخي بنفسي .
تركتها وخرجت من الغرفة بحزن ولأخرج من منزلها وأجلس تحت المطر لأرى أن إيدن جالس الى جانبي ، فقلت : إيدن لماذا انت هنا ؟؟!
قال : أظن أنني أهاقب الآن يا هانا على ما فعلته ؟
قلت : ما الذي تقصده ؟؟! قال : لقد كنت قرين يعمل مع القرناء في أعمالهم الشيطانية ، اجتمعوا كلهم على قتلي بدون سبب ، ولكن حينها ساعدني ألين وأوين وانقذاني . قلت : ومن أنت ؟؟! هل كذبت علي قبلا عندما أخبرتمي أنك من قرية صغيرة يتم اختطاف اطفالها ؟؟! قال : نعم .
قلت : جيد ، رائع ، أنا أعيش في كذبة .
قال : هانا ، يجب ان تصدقي ايفان ، انها تتظاهر بالبرود نوعا ولكنها حقا أم حنون . قلت بغضب : ان كانت كذلك لما تركت إبنها يعيش العذاب هكذا . قال : لقد ضحت بالكثير هي وامك لانقاذكما . قلت : هل تعرف أمي ؟؟!
قال : كنت أعرفها سابقا فقط ، أما الآن فلا أعرف أين مكانها . قلت بحزن وأنا أدمع : على كل حال سأقابلها قريبا . قال : لقد تعاونت أمك وأم ألين لوضع شيء يحميكم منهم وهو هذا الوسم لحمايتكم . قلت : ........
قال : أنا قرين محرر يا هانا ، أعتذر اليك لانني لم أخبرك بهذا . قلت : لست غاضبة من هذا ، أنا أيضا قريني محرر وأعيش بدونه . قال وهو ينظر الي باستغراب : هل ما تقولينه صحيح ؟؟!
قلت وأنا أبكي : أنا فقط لا أصدق أنتي كنت أعيش وسط كذبة . احتضنني إيدن وهو يواسيني ، دخلت بعدها المنزل ، ليلا توجهت مره أخرى الى غرفة ايفان وجلست أمامها وأنا أكشف عن الوسم الذي كان موجودا على عنقي وقلت لها : ما هو شأن هذا الوسم الذي في عنقي ؟!!
قالت : وكيف استطعتي الحصول عليه ؟؟!
قلت : لا شأن لك ، اخبريني الآن كل شيء ولن أقوم بمقاطعتك . دخل علينا إيدن وهو يقول : يبدو أنني أنا من قاطعكم . قالت ايفان : تفضل يا إيدن وادخل . قالت : وكما قلت لك سابقا تعاونت أنا وأمك مع أناس من أفراد المدينة لانقاذ ابنائهم وذلك بوضع مجموعة من القرناء لحمايتهم ، ولكن على شرط وضع هذا الوسم على الرجال في ظهورهم والنساء على أعناقهن كما لو أنك موسومة به طيل حياتك حتى مماتك ، لقد وافقت أنا وأمك على هذا ، فقط لحمايتهم كنا نعيش بسلام حيث كنتي أنت بنفس عمر ألين ولكن يوما قد شن القرناء هجمومهم علينا مع ذلك الساحر القذر ليخطفك أنت فقط ويأخذك من أمك ، كان في كل سنة يأخذ طفلا من أطفالنا ، حتى جاء يوم وقد كان بعد ست سنوات ليأخذ ذلك الساحر ابني ، شعرت بأنني ضعيفة امامه ليس بيدي حيلة أبدا في انقاذه شعرت بالعجر الشديد ، كما إن أمك تلك الليلة ودعتني لتقول أنها ستعيش بمكان آخر وأنها لا تحتمل البقاء هنا أكثر ،وأنها ستترك السحر القذر ، شعرت بنفس شعورها ولكنني لم ايأس أبدا ، لقد ظنت امك ان القرناء قاموا بخيانتنا ولكنني بعد سنوات عرفت انهم مازالوا على نفس عهدنا وأنهم حتى الآن يحاولون حمايتكم . قلت : ومن هم هؤلاء ؟؟!
قالت : كانوا أربع قرناء ، ثلاث رجال وإمرأة واحدة ، كانت اسماؤهم ، أوين وهاليت إيدن و إليتر وقد اسميتهم مجموعة ألفين .
قلت وأنا انظر الى إيدن : ماذا ؟! كنت انت منهم ؟!
قال : نعم . قالت ايفان وهي تنظر الى إيدن وتقول : إكمل عني بما أنك تعرف ذلك أكثر مني .
قال إيدن : هانا ، ذلك القرين الذي كان يزور ألين كل ليلة كان اوين ، كان يحاول اقناعه بالهرب بأسرع وقت ، لانكم في منزل كان يحكمه القرناء ، الرجل والمرأة الذين ظننتي انهم والداك حقا كانوا مجرد سحره يعملون لدى القرناء لأخذ المال فقط ، وفي معركة طاحنة عندما كنتي في الخامسة عشر عندما ترك ألين المنزل هناك تلاقى القرناء معنا مجموعة ألفين ، جرى بيننا اشتباكات عنيفة ، خرج منها أوين وهو يهرب بألين ، خرجت أنا فقط من تلك المعركة ولحقت بأوين ، ظننت أن هاليت وإليتر قد ماتوا ولكن هاليت كانت حية وقد جعلوها تنضم الى القرناء إجبارا وغصبا ، عرفت أنا وأوين انها حية وأنها من ضمنهم ، ولكننا لم نتدخل حتى تدخلت هي في ألين لتوهمه أنها فتاة صغيرة جميلة تحبه ، لا انكر أنه انخدع بها ولكنها كانت تفعل هذا لانها تعمل مع القرناء لتحقيق اهدافهم ، ولا أنكر انها كانت خائنة ، وبالطبع فعلت هذا مع ألين أكثر ممن مره حتى عرف ألين الحقيقة بنفسه ،. قلت : هذا يفسر ما فعلتموه عندما رأيتموها لأول مره . قال إيدن : نعم .
قالت ايفان : لم أكن أتخيل أن هاليت ستفعل هذا بابني . حكيت لإيفان وإيدن عن ذلك الوحش الذي كان يظهر لي كل ليلة بعدما ترك ألين المنزل ، فقلت : ومن قد يكون هو ؟؟! قال إيدن : لقد كان أنا . قلت بتردد : وكيف لي أن أعرف أنه أنت ؟؟! لقد كنت تأخذ هيئة أخي طبق الأصل .
قال : كنت أحاول اخبارك بأن تهربي سريعا من منزلك ولكنك كنتي عنيدة كما أنتي الآن .
قلت وأنا أنظر للأرض وأفكر : هل أنا أحلم ؟؟!
قالت ايفان وهي تتوجه نحوي وتحتضنني : عزيزتي هانا ، كنت أنا ..أنا وأمك نفعل هذا فقط من أجلكما أنتي وألين . قلت وأنا أدمع : إذن يجب علينا انقاذ ألين . قالت ايفان : يجب أن انقذ ابني .
( بعد مرور ثلاث شهور) :
بقيت أحدق من في المارة من شرفة المنزل الصغير الذي كنت فيه ، سمعت من خلفي صوت ايفان وهي تقول بتضجر : كم من المدة سنبقى فيها هنا ؟! تبا لقد تعبت من كوني عرافة لهؤلاء النسوة اللاتي يزورونني كل يوم .
جلست ايفان على الكنبة التي كانت موجودة في منتصف الصالة وزفرت وقالت : أنا لست عرافة ااه.
ضحكت توجهت نحوها تاركة الشرفة خلفي وجلست الى جانبها وقلت : هذه ضريبة كونك شابة جميلة . قالت وهي تتنهد : انه بسبب وسمي . قلت : جيد ، تبدين شابة جميلة ولكنني أجمل . ضحكت وقالت : إنه وسم يعطيك الشباب مهما كبرتي . قلت لها : نعم أصبحت أعرف هذا الآن ، انا خبيرة الآن .
قالت لي وهي تمازحني : تقولين هذا وكأنك كنتي تعرفين كل شيء قبلا . قلت لها : أنت تبدين وكأنك صديقتي حتى ولست أما ، أنت في تظهرين لي وكأنك في بداية الثلاثينات وأنا في أواخر العشرينات ، فقط وكأننا أخوات إو صديقات .
ضحكت وقالت : يكفي أن تكوني أخت ابني ، لا أحتاج أن تكوني اختي فوق هذا .
دخل علينا إيدن وهو يقول : تبدون وكأنكن أخوات . حاولت كتم ضحكاتي ولكنها خانتني فقلت : وهل نحن كذلك !! قالت ايفان : إيدن الى متى سنبقى هنا ؟؟! قال : أشكرك وأقدر صبرك ولكننا سنحتاج وقت أكثر .
قلت : إيدن ولكن لماذا كل هذا الوقت ؟؟!
قال : هذا مخبؤنا ، ولا يوجد لدينا مكان آخر للبقاء فيه كما تعرفون . قالت ايفان بألم : نعم كلامك صحيح ، لقد حطموا منزلي على كل حال .
قلت لها مواسية لها : لقد كان مهترئ جدا على كل حال . قال إيدن : ايفان فقط نحن سنبقى هنا ريثما أستطيع التواصل مع هاليت .
قالت ايفان : ولكن لماذا تمنعني من ان اتواصل معها أنا ؟! قال : لانني لم أعد أثق بها ، إن عرفت أنك حية وتعرفين ما فعلته من خيانات قد تيوح بك عند القرناء . قالت ايفان : نعم أظن أنك على حق . قلت وأنا امازحهم : تبدون جميلين وأنتم جاديين ومركزون .
قال ايفان لي : يجب أن تجدي عملا لك هنا .
قلت : ماذا ؟؟! عمل ؟؟! قال : يجب أن تكسبي ثمن طعامك بنفسك . قالت ايفان : هل هذا يعني أنني سأبقى عرافة ، تبا . قال ايفان : فقط لنفعل هذا هذه المدة فقط حتى وان كانت طويلة . قالت ايفان : أشكرك يا إيدن على اخلاصك . قال : فقط لننقذ ألين حتى لا يضيع تعبنا هباء . قلت : حسنا إذن لنفعلها .
قالت ايفان : أنت تبدين متحمسة جدا .
قلت : سأحاول . قال إيدن : لتجدي عملا لك بسرعة ، لأنني قد وجدت عملي أنا أيضا .
قلت وأنا أجهز نفسي بسرعة : يجب علي الخروج للبحث عن عمل . قالت ايفان : بالتوفيق .
خرجت من المنزل لأنزل عبر السلالم الى الشارع لأرى مكانا صغيرا كان بالأسفل مباشرة من منزلنا ، كان هو المكان الذي يقوم فيه ايفان بمقابلة زبنائها لتقوم بالتكهن ، تماما مثل عرافة ، انها تعاني كثيرا بهذا ، كان على المكان لوحة باسم : مدام ليني .
كانت تضع اسم ليني كاسم مستعار لها فقط للتخفي والاحتياط ، حيث كانت مشهورة بين النساء في هذا الحي بهذا الاسم ، بقيت أمشي في الشارع المليئ بالأماكن والمتاجر حتى وصلت الى مكان يكتب على لوحته : قهوة مدام بيلا . دخلته لأرى أنه كان عبارة عن مقهى متواضع وجميل ، يحمل وسطه مسرحا جميل كانت هناك امرأة تغني عليه وترقص ، دخلته بتردد لأقابل امرأة في الأربعينات من عمرها وهي تمسك بي بشدة وتقول : يبدو أنك ابنة مدام ليني ، لقد رأيتك عندها مره من قبل .
قلت لها بتردد : اااه نعم ، نعم ولكن ......
أخذت تلك المرأة بيدي وأجلستني على أحد الطاولات وجلست الى جانبي وقالت لي : هل لديك نفس موهبة أمك ؟؟! قلت لها بتوتر : لا ...أقصد لا . قالت وهي متحمسة : لقد سألت المدام ليني عن مستقبل ابني ، أقصد هل سيتزوج قريبا ، وماهي ملامح زوجته المستقبلية أو ما هي العلامات عليها ، فقط هي اخبرتني بأنها فتاة تشبهك تماما . قلت بتوتر : لا ..أقصد أنا لست هي يا يا .... قالت : أنا مدام بيلا ، فقط ناديني بيلا . قلت بتردد : ح..حسنا ولكنني لست الفتاة المنشودة . قالت لي وهي تتجاهلني : ابني هو مالك هذا المكان فقط انتظري هنا يا جميلتي . رأيتها تدخل الى غرفة خلفية للمسرح الذي كانت فيه امرأة تغني وترقص ، خرجت منه ومعها رجل شاب وسيم الى حد ما وقالت لي : هذا ...هذا هو ابني ، أليس وسيما ؟؟ قلت بثقل : ااااه ....حسنا ...انا ....
تركتني مع هذا الرجل الذي جلس الى جانبي وهو يقول لي : أعلم أن أمي تثقل عليك ولكنها لا تقصد هذا أبدا ، فقط هي تريد مني أن أتزوج بالفتاة التي أحبتها فقط . قلت بثقل : إذن اتركني وحدي . تركته وذهبت سريعا الى الحمام وأنا أتنفس بثقل وأقول : تبا لها هي وابنها .
خرجت منه وأنا أراقب بحرص ، أتمنى ألا أقابلها لا هي ولا ابنها ، سرت سريعا وأنا أحاول الخروج من هذا المقهى المشؤوم ولكنني وجدت ابنها في وجهي زهو يقول لي : الى أين يا .....
قلت وأنا أحاول التملق بمضض : ااه نعم اسمي ...هانا . قال وهو يبتسم : هانا اسم جميل . أخذني معه الى غرفة وأجلسني على كنبة فخمة وقال وهو يجلس الى جانبي : هل جئتي الى هنا من أجل العمل . قلت : لا فقط من أجل إلقاء نظره . قال لي : بل لدي عمل من أجلك . قلت وأنا أضحك بغضب : لا لا ، لا شكرا في كل مكان ماعدا هذا المكان . قال لي : بصراحة لقد قمت بفصل المغنية التي كانت تغني قبلا من أجلك . قلت بغضب : ما الذي تقصده يا قذر ، لن أغني من أجل زبائنك يا هذا .
قال وهو يحاول التملق بقذارة : اسمي ويلين ، لقد تقابلنا قبلا . قلت وأنا اتقزز منه : كم هذا مبتذل !! لن ...لن أعمل عندك يا قذر .
تركته وأمسكت مقبض الباب وفتحته وخرجت من الغرفة سريعا لأخرج من هذا المكان ، شعرت براحة عندما خرجت منه عدت الى المنزل وأنا أشعر باختناق شديد ، دخلت المنزل لأرى ايفان وهي تحتسي القهوة وتنظر الي وتقول : مابك ؟؟!
قلت وأنا أجلس الى جانبها بغضب : شهرتك وصلت الى نهاية الحي ، قريبا ستنتشر في كل المدينة . قالت وهي تضحك : من هي هذه المرة ؟؟! قلت : مدام بيلا . قالت وهي تزفر : تبا لها انها أكثر زبونة تعسة . قلت : تعسة وكرهه جدا . قالت : لقد سألتني أكثر من عشر مرات عن مستقبل زواج ابنها ، لقد سئمت منها .
قلت وأنا اتنهد : لقد قالت لي أنها معجبة بي وهي تظن انني ابنتك ، وتريد لي أن أقيم علاقة مع ابنها القذر . قالت ايفان : لقد واجهت فقط مشاكل عويصة ولم تجدي اي عمل ؟؟ قلت وأنا أتضجر : لا وتبا لها . ثم فكرت أكثر وقلت : بلى وجدت عمل ولكنه ....ليس شريفا أبدا .
قالت : ماهو ؟؟! قلت بثقل : مغنية راقصة في المقهى الذي يملكه ابن المدام التعسة بيلا .
قالت ايفان وهي تشهق : ماذا ؟؟! قلت بحزن : لقد تدمرت حياتي . قالت : لا يا هانا ، فقط بصفتي صديقة أمك سأمنعك ولكن الوضع يقول لي نعم . قلت : ما الذي تقصدينه ؟؟!
قالت : يجب أن تعملي هناك ، ولا تفوتي الفرصة ، وضعنا سيء ولا أدخر مالا لك أو لي حتى .
قلت وأنا اوفق على مضض : حسنا اذن يا ايفان .
في اليوم التالي توجهت الى ذلك المقهى وأنا مغمومة ، رأيت عن باب المقهى عمال يعملون ، تساءت عن سبب عملهم ولكنني لم أهتم كثيرا ، وعندما دخلت استقبلتني امرأة أخرى غير تلك التعسه مدام بيلا ، ووجهتني نحو غرفة مدير المقهى سريعا ، دخلت الغرفة معها لأجلس على كرسي كان مستقرا أمام مكتب فاخر أنيق يجلس عليه ، استأذنت تلك المرأة وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها ، قلت وأنا أواجه ابن المدام بيلا : سأقبل بعملك الذي عرضته علي .
قال وهو يضحك : لقد فاتت فرصتك يا آنسة ، لدينا الآن متقدمة كفؤ أكثر منك .
قلت وأنا أحاول تمالك نفسي : أتمنى أن تقبل طلبي . قال : حسنا إذن ، سأقبلك عندنا بشرط واحد . قلت بقلق : وما هو ؟؟!
قال : نحن نعمل على عمل بعض الإصلاحات على هذا المكان ليكون أكثر توسعا كمقهى ، ولكننا عما قريب سنحوله لشيء كالكازينو . قلت بتردد : احم ....أقصد لا مانع لدي أنت تعرف هذا .
قال وهو يبتسم بقذارة : جيد ، ستكون لديك شريكة في الرقص والغناء ، سوف تجدينها في الغرفة الخلفية للمسرح ، هناك مكان عملك وعملها أيضا . قلت بقلق : حح.....حسنا .
خرجت من غرفته وتوجهت نحو تلك الغرفة الخلفية ، دخلتها لأجد فيها فتاة تشبه هاليت تماما ، تبا ، ان لها نفس الشعر الرصاصي ونفس لون البشرة والملامح ، ولكنها كانت مشغولة بوضع بعض مساحيق التجميل اذ كانت ترتدي فستان لامع جميل بلون رمادي ، فقلت بتردد : من .......من أنت ؟ نظرت الي وهو مصعوقة وقالت : هانا !!! توجهت نحوي وقالت : هانا هل ....هل هذا أنت ؟؟! قلت لها بغضب : إيدن كان يحاول التواصل معك منذ ثلاث شهور وحتى الآن ، لماذا تفعلين هذا ؟؟! تعملين قريبة منا وتتجاهلينا ؟؟ قالت : أنا على اتصال معه .
قلت : ماذا ؟؟! إيدن لم يخبرني بهذا سابقا ؟!
قالت : نعم لانه قد حدث قبل يوم واحد فقط .
قلت : أنت ستكونين شريكتي في الأداء على المسرح . قالت : نعم ولكنك بهذه الثياب لستي مستعدة . أخذت بيدي في وسط اندهاشي ووضعت لي بعض مساحيق التجميل ، واختارت لي فستان جذاب بلون وردي ، ارتديته سريعا لتوجه الى المسرح سريعا ، فقلت بخوف : هاليت لا أعرف ما الذي سأغنيه أو حتى أرقصه .
قالت وهي تضحك : ما إن تسمعي ما سأضعه لك سترقصين حتى دون أن تفكري ، فقط شيء مثل السحر . واجهنا الجمهور المتحمس وقد بدأت هاليت بالغناء شيئا فشيء لأجد نفسي أغني معها بشكل جيد وممتاز ، وكأنني أعرف الأغنية ، بدءت أرقص أنا وهي متمايلات بشكل غريب ، كنت أرى أعين الرجال وهو مسحورين ، فقط كان كل شيء عبارة عن سحر تستخدمه هاليت ، وسط دهشتي رأيت بين كل الزبناء الجالسين على الطاولات رجل شاب يجلس على طاولة وحده وهو لا يهتم الى أدائنا ، فقط كان يحتسي شيء ما لم أعرفه ، وسط غنائي ورقصي الذي شعرت أنه يغضبني ، رأيت هاليت وهي تنظر الى ذلك الرجل بنظرات غريبة ، كانت قلقة ومترددة ، فقلت لها بهمس : ما بال هذه النظرات ؟! قالت : العشق يا هانا .
انهينا تلك الرقصة المجنونة ، لأرى أن كل الجمهور متفاعل معنا لأرى كثيرا من الرجال يلتمون حول هاليت وهم يحاولون كسب قلبها ، كانوا يكتبون أرقامهم على فستانها حتى ، رأيت نظرة غريبة في وجه هاليت التي تركت كل هؤلاء الرجال لتذهب الى ذلك الرجل الشاب وتقف أمامه وهي تنظر اليه بغرابة ، لم أهتم كثيرا الى هذا ، أعرف أن هاليت تحب اقامة علاقات كثيرة مع الرجال الحمقى الذي يصدقون بها كونها جميلة وساحرة ولكنهم لا يعرفون حقيقتها بأنها مجرد قرينة ، هنا نزلت من المسرح لأرى أنني وحيدة ولم يكن لي حتى جمهور ، صدقا كان هذا مريحا جدا بالنسبة لي ، لا أريد ازعاجا أو غزلا مبتذل ، رأيت أمامي ويلين مالك المكان ، فقلت باستغراب : ما الذي جاء بك الى هنا ؟؟! قال وهو يرمقني بنظرات قذرة : كنت أريد رؤية أدائك الذي أبهرني فعلا ، أنت جذابة بالنسبة لي كثيرا . قلت وأنا ابتسم على مضض : أشكرك يا سيدي . تركته عندها وأنا أشعر بتقزز شديد وتوجهت نحو الغرفة الخلفية للمسرح لأرى ورقة موضوعة على ثيابي التي كنت ارتديها قبلا والى جانبه مستحضر غريب كانت الورقة مكتوب عليها : من هاليت الى هانا الجميلة ، أنت ساحرة وجميلة ، ولكنني أغار منك ، ضعي هذه الصبغة عليك ، ستكونين جميلة بها .
أخذت هذه الصبغة لأرى أنها صبغة بلون أشقر ، تبا أنا لا أحب هذا اللون ، أخذته وتوجهت نحو باب الخروج من الغرفة لأرى هاليت وهي تنظر الي وتقول : ألن تضعي هذه عليك ؟!! قلت : تقصدين الصبغة ؟؟! لا فقط أنا لا أحب لونها .
أخذت هاليت بي لتقوم بصبغ شعري بها لأرى نفسي في المرآة فتاة بشعر أشقر تماما ، فقلت بثقل : هل هذه أنا ؟؟! ضحكت هاليت وهي تمسك بخصلات شعرها الرصاصي وتقول : يجب أن تحبي شعرك أولا ليحبك الجميع .
قلت بانكار : لا أهتم في حبهم لي . قالت هاليت لي : فقط ....مجرد تغيير يا هانا ، لتكوني شقراء هذا المقهى ...أقصد الكازينو . قلت وأنا عابسة : الوداع يا هاليت أشكرك على هذا .
خرجت من الغرفة وتوجهت نحو صالة الزبناء لأرى منها المسرح وأترى نفسي وأنا كنت أرقص عليه ، فقلت بحزن : أنا آسفة يا إيدن ، لم يكن عملي عملا شريفا . رأيت في نفس الوقت ذلك الرجل الشاب الذي كان يجلس وحيدا على الطاولة ، حيث كانت هاليت وكما تبين لي أنها تحبه ، او على علاقة معه ، ثم رأيت بعدها نادل بوجه مألوف جدا ، حيث كان يخدم الزبناء بحرارة ، لم أهتم كثيرا به وخرجت من المقهى لأعود الى المنزل ، لأرى أن ايفان نائمة ، وأنا إيدن لم يرجع من عمله حتى الآن ، كان الوقت عشاء ، بقيت انتظره حتى رجع لأستقبله فور دخوله وأنا أرتدي قبعة لأخفي بها صبغة شعري ، عندما دخل كانت تعابيره غريبة وقلقة ومرتابة ، دخل وهو يتجاهل استقبالي له ويتوجه ليجلس على الكنبة على وجهه تعابير القلق والتوتر ، جلست الى جانبه وأنا لا أتحدث ، حتى استفاق وهو ينظر الي ويقول : لماذا ترتدين هذه القبعة ؟؟! تبدين غريبة بها .
قلت بابتسامة كاذبة : مجرد تغير . قال وهو ينظر الي وعيناه تتحدث بدلا عنه ، فقلت له باستغراب : ما الخطب يا إيدن ؟؟! قال وهو متوتر : إذا لم أخطئ فإنني رأيت ألين في مكان .
قلت : ماذا ألين ؟؟! تقصد أخي ألين؟؟!
قال وهو قلق : هناك أمر ما مخفي عنا .
قلت وأنا أتلوى من تأنيب ضميري : أنا أيضا لدس ما أخبرك به . قال وهو ينظر الي وكأنه يعرف ما سأقوله : ما الأمر ؟؟! قلت : أصبحت اعمل في مقهى كمغنية وراقصة فيه . قال وهو ينظر الي بجدية : ما اسم المقهى الذي تعملين فيه ؟؟!
قلت : ما شأنك فقط إنه عملي . قال وهو غاضب : أخبريني الآن ! قلت وأنا أحاول التهرب من قول اسمه : فقط هو مقهى يوجد في .... .. هنا أخذ إيدن وهو يمسك بقبعتي وينزعها عن شعري ليرى أنه قد أصبح بلون أشقر .
قال وهو يزفر : أنتي ....تعملين في مقهى (قهوة مدام بيلا ) في نهاية الشارع صحيح ؟؟!
قلت وأنا انزل رأسي للأرض : نعم .
قال وهو يتنهد : أنا أيضا أعمل هناك .
نظرت اليه بأعين مرتبكة ومتفاجئة وقلت : ماذا !
قال وهو يتنهد : لقد رأيتك وأنت تغنين وترقصين أنت وهاليت ، فقط كل شيء كما لو أنه مخطط له . قلت له : ما الذي تقصده ؟؟!
قال : لنتأكد منه غدا يا هانا . قلت : ما كنت تريد قول هو أنك رأيت ألين ...رأيت ألين في المقهى ، أنت تعمل هناك نادل صحيح ، لقد رأيتك .
قال وهو ينظر الي بصدمة وهو يبتسم : يعني أنك عرفتي وقد عرفتك . قلت : ألين كان يجلس على طاولة وحده ، فقط كانت هاليت قبل أن أعرف هويته تخبرني أنه حبيبها ، تبا لها .
قال إيدن : لا تثقي بها كثيرا انها ماكرة .
قلت بتردد : ولكنها عاملتني بلطف .
قال وهو يبتسم بغضب : انه اسلوبها في الودد إليك ثم خيانتك بأسرع وقت ، ماهو اسم رئيسك ؟؟ قلت : ويلين . قال وهو يضرب الطاولة بغضب : احذري منه ، إنه قرين . قلت وأنا مصدومة : ماذا ؟!! تركني في صدمتي وحيرتي ليدخل غرفته ، بقيت أحاول فهم الأمور حولي ، ولكنني كنت أفكر كثيرا ، حتى اليوم التالي لم أخبر ايفان أنني أعرف شيئا عن ابنها لانني عرفت مشاعرها القلقة حوله ، فقط لم أردها أن تقلق عليه كثيرا أو بتاتا ، تركت المنزل أنا إيدن في اليوم التالي ذاهبين للعمل بشكل منفصل ، حتى لا يشك بنا أحد ، دخلت المكان لأرى نفس المرأة تلك وهي تستقبلني ، فقلت : أنا لست جديدة الآن يا آنسة على هذا المكان ، أشكرك على كرمك . قال وعلى وجهها نظرات غريبة : أعتذر .
توجهت نحو الغرفة الخلفية للمسرح اذا كانت صالة جلوس الزبناء فارغة تماما ، دخلت لأرى هاليت وهي تبكي وحدها ، دخلت عليها وأنا أقول : ما الأمر يا هاليت ؟؟! رفعت نظرها لي ووقفت وتوجهت نحو باب الغرفة لتمر بي وتضرب كتفي بعنف وتخرج من الغرفة ، ظننت أنها مجرد صدفة خاطئة فقط ، ليلا هو موعد عملي الرسمي ، لذا تزينت هذه المرة وخرجت على المسرح لأغني مرة أخرى ولكنني كنت وحيدة هذه المرة ، فقط كنت قلقة غير واثقة ولكنني أظن ان المسرح مسحور ، نعم ، منذ وقوفي فيه بدأت أغني وأنا أرقص باحتراف ، هذه ليست عادتي أبدا ، شعرت بأن جسدي يرقص بدون ان أوجهه ، شعرت بانشاء شديد ، انهيت أدائي لأرى أن جميع الحاضرين موجودون ومسحورين بشدة لأدائي ، رأيت أن ذلك الرجل الشاب الذي شبه لي إيدن أنه ألين ينظر الي ، عرفت حينها انه هو ، ملامحه لم تتغير أبدا ، رأيت بعدها نادل وهو يقوم بخدمة الزبناء ، اذ أنه كان يعمل هنا قبلي لذا فهو قد حصل على علاوة وترقية ، لذا هو أصبح رئيس النادلين في المقهى ، بعدها نزلت من المسرح لأدخل الى الغرفة الخلفية للمسرح ، كنت فيها وحيدة ولم أرى هاليت فيها ، شعرت براحه قليلا لأنها كانت دائما ما تشعريني بقلق وارتباك ، وجهت نظري نحو مرآة التسريحة الكبيرة لأرى أنني ساحرة حقا ، أظن أن جمالي يزداد يوما فيوم ، انه ليس شيئا رائعا ، بل كان مخيفا بالنسبة لي ، دخل على إيدن سريعا وهو يشير لي بأن أقترب منه ، توجهت نحوه ليأخذني الى أحد اركان الغرفة وسط دهشتي ويقول لي : لا تتفاجئي ، فعلت هذا حتى لا يسمع حوارنا أحد . قلت بقلق : ما الأمر ؟؟!
قال وهو يتنهد : لقد رأيت أوين يعمل في مطبخ المقهى . قلت بصدمة : ماذا ؟؟
قال وهو يتنهد : هناك شيء غريب بهذا المكان .
فقلت بجدية : نعم ، أنا أيضا اظن هذا ، المسرح هنا أنا متأكدة انه مسحور . قال إيدن : كيف هذا ؟؟! قلت : أنا لست جيدة بالغناء أو الرقص ولم أجهز شيئا لارقصه أو أغنيه أصلا ، ولكنني عندما أصعد عليه أصبح فنانة ، ارقص باحتراف وأغني بصوت عذب . هنا دخلت هاليت علينا وهي تتجاهلنا وتتجه نحو مرآة الغرفة ، فقلت بخوف : لترحل الآن . قال : انها لا ترانا ولا تسمعنا ، لانني أضع حاجز بيننا وبينهم قلت : ماذا !!!هم ؟؟! رأيت شخصا آخر يدخل على هاليت كانت تلك المرأة التي دائما ما تستقبلني عند دخولي المقهى كانت تتحدث معها وتقول : مع هذا لقد تغلبت عليك تلك الفتاة . قالت بغضب : تقصدين هانا . قالت المرأة : نعم . قالت هاليت : مع ذلك انها لم تكن لتكسب قلب ألين يا آلي . قال المرأة : لقد ازدادت جمالا أكثر منك ، بل أظنها ستحصل على قلب ألين ، لتحرصي على مهمتك قبل أن تفقدي ما تعبتي من اجله ، الرئيس عندها سينتزع حياتك . خرجت بعدها تلك المرأة وتركت هاليت في حالة جنونية من الغضب ، بعدها خرجت هاليت لتتركنا وسط صدمتنا ، فقلت لإيدن : لترحل الآن قبل أن يكتشفوك . خرج إيدن من الغرفة ، حيث بعد مدة بسبطة خرجت من الغرفة لأجد تلك المرأة التي اسمها آلي وهي تقول لي بايتسامة غريبة : الرئيس ويلين يريدك . اخذتني معها الى غرفته لأدخل وحدي ، ولكنني لم أجد أحدا بها ، تركتني بالغرفة وحدي لأرى ويلين وهو يظهر لي من العدم وينظر الي نظرات حادة ، اقترب مني وهو يمسك بعنقي ويضرب بي أحد جدران الغرفة ويقول : مرحبا بك يا هانا ، كنت فقط أريد أن أخبرك بأنك لم تعودي قادرة بعد الآن لانقاذ ألين .
قلت وأنا أتنفس بثقل : بل سأفعل يا قذر .
قال وهو يمسك عنقي باحكام : هذه المره فقط سأفلتك مني ، ولكنك لن تفلتي مره أخرى .
ترك ويلين عنقي بينما كنت أسعل بقوة ، حيث كان يقول بابتسامة قذرة : سأتركك لأرى ما يمكنك فعله ، ليس عطفا ولكنك تعطينني حماس بشكل غريب يجعلني أريد رؤية ما ستفعلينه .
قلت وأنا أمسك عنقي وعلى وجهي نظرات الغضب : نعم ....لنرى يا ويلين .
أمسك مقبض باب الغرفة ولكنني قبل خروجي قلت : أعرف أنك قرين أخي ألين ، لن أسمح لك بلمسه . سمعت ضحكات ويلين المرعبة تتلاوى حولي ولكنها انتهت بخروجي من الغرفة وأنا أتنفس بثقل لأرى آلي وهي تضرب بي الجدار الذي بجانب باب غرفة الرئيس وتقول وهي تمسك بعنقي مرة أخرى : لقد كان مذاق أصدقائك لذيذ جدا ولكنك ستكونين ألذ ، فقط لتموتي يا هانا ، كم سهل علينا قتلك ، بل قتلكم جميعا . قلت وأنا أحاول التنفس بصعوبة : تبا ....لك . هنا تركت آلي عنقي لأسعل من جديد وأتوجه نحو الغرفة الخلفية للمسرح لأجد هاليت وهي جالسة على كنبة بيضاء وتنظر الي بحقد ، لم ألتفت اليها وقمت بجمع أغراضي وأنا احاول إخفاء علامات الضرب والخنق على عنقي ولكنني سمعتها وهي تقول : لم يكن هذا الشيء شيئا بالنسبة لي ، لأنه كان أقل شيء يفعلونه لي . قلت : لا أفهم ما تقولينه ، أنا عائدة للمنزل . أخذت أغراضي وتوجهت نحو باب الغرفة ، ولكنها أسقطت أغراضي لتتناثر أمتعتي على الأرض ، فقلت وأنا أحاول تمالك نفسي : ما الذي فعلته يا هاليت ؟!
ضحكت وقالت وهي تدهس أغراضي بساقها : لن تكوني أجمل مني يا حلوة ! لن تحصلي على اي شيء أنا أريده . قلت : يبدو أنك مجنونة .
دنوت وحاولت جمع اغراضي ولكن هاليت دفعتني وهي تقول : هل تظنين أن سحركم سيفوز علي ؟!
قلت وأنا غاضبة : لا أفهم ما تقولينه يا هاليت ولكنك مجنونة . تركت أغراضي وحاولت الخروج من الغرفة ولكن هاليت قالت لي : ما إن اتحرر من هؤلاء اللعناء ستكونين أنا أول شخص أقتله . تجاهلتها وتوجهت سريعا للخروج من المقهى ، أثناء طريق عودتي مررت على مكان يبيع بعض الأوشحة لأدخله لأجد بائع في الخمسينات من عمره ، فقلت : أعطني وشاح من أجل عنقي . قال وهو ينظر بقلق الى عنقي : ولكن يا آنسة ما الذي جرى لعنقك ؟؟! لما هو متورم ولونه أزرق مخضر وكأنك تعرضي لكدمة .
قلت ببرود : نعم ، لذا اعطي اي وشاح .
قال : أي نوع ولون من الأوشحة ؟؟!
صرخت عليه وأنا أدمع : أخبرتك أي نوع ، أي نوع أي وشاح !!! لم اتنبه الى نظراته التي كانت تركز على الوسم الذي في عنقي لأخرج من المكان ومعي وشاح بلون وردي جميل ألف به عنقي وأذهب للمنزل ، دخلت المنزل لأرى ايفان وهي تعد بعض الكعك ، فقلت : لماذا تعدين هذا إنه ليس من عادتك ؟!! ضحكت وسط برودي الذي جعلني أترك ايفان وأدخل للغرفة التي سكنتها أنا وايفان ، دخلت الغرفة وأنا خائفة وغاضبة وقلقة ، فقط لا أعرف ما سأقوله لإيدن ، هنا بقيت أفكر لأشعر بنعاس شديد ، نمت حينها ، استيقظت لأرى أن ايفان نائمة في السرير المقابل لسريري ، أخذت لأهم بالخروج من الغرفة ولكن ايفان استوقفتني وهي تقول : عزيزتي هانا ، هل استيقظتي ؟؟! لقد بدوت متعبة جدا قبلا . قلت وأنا ابتسم : لا تقلقي علي واستريحي . قال بجدية : من أين لك بهذا الوشاح ؟؟ قلت : من مكان قريب هنا يبيع الأوشحة . قالت وعلى وجهها نظرات غريبة : من أعطاك هو ؟؟! أقصد هل كان رجل أم امرأة ؟؟! قلت باستغراب : ولم قد يهمك هذا ؟
قالت بجدية غريبة : انه مهم بالنسبة لي .
قلت : رجل ..البائع كان رجل . خرجت بعدها من الغرفة وسط نظرات ايفان القلقة والمرتبكة .
خرجت لأجد إيدن وهو يجلس في سور تلك الشرفة التي كانت باليسار ، رأيت وهو على هيئته الحقيقة ، كان عبارة عن وحش ضخم ، توجهت نحو بدون خوف وقلت : هل هذا يا إيدن ؟؟!
قال بصوت أجش : نعم . التفت الي ليعود الى هيئته البشرية وينظر الي باستغراب وعلى وجهه بعض الندوب ، فقلت وأنا مرتبكة وأمسك بوشاحي هذه المرة باحكام : ما الذي حصل لك ؟؟!
قال وهو يضحك : مجرد خناق بسيط مع أوين .
قلت : مع ذلك لم أراه أنا . قال وهو ينظر الى نجوم الليل : هل قام الرئيس بخنقك ؟؟!
قلت بصدمة مرتبكة : كيف عرفت ؟؟!.....أقصد ...
نظر إلي وهو يحدق بي ، كانت الدموع تذرف من عيناي وأنا مختنقة ، خلعت الوشاح عن عنقي وقلت وبحزن : أعتذر اليك يا إيدن ، لست كفؤ لكي أساعدك ، فأنا ضعيفة جدا .
تبسم بحزن واحتضنني وسط استغرابي منه وقال : أردت حمايتك ولكنني لم أستطع ، إنهم يفوقونني قوة . قلت وأنا متوترة : بل أنا من يجب عليها أن تعتذر اليك . قال وهو يفلت حضني : أنت تعرفين أنك زوجة ألين المستقبلية .
قلت : ماذا ؟؟! تبسم بحزن وقال : إنه امر لا تعرفينه ولكن ألين يعرفه منذ كان بسن الخامسة عشر . قلت وأنا أضحك : انه أخي يا إيدن ؟؟! لا يمكن هذا ؟؟! قال إيدن : انه ليس كذلك وجميعنا نعرف هذا . قلت بتردد : ما الذي تريد قوله يا إيدن ؟؟! قال وهو يحتضنني : هل يمكنني أن أصفها بخيانة !! ثم قال : أنا أحبك يا هانا . قلت وأنا أبتعد عنه : ما الذي تقوله ؟
قال : أنت كذلك ، أقصد أنه قد تمت خطبتك اليه منذ زمن بعيد ، ليس طبقا للعادات والتقاليد وإنما بسبب الحاجة . قلت بصدمة : ما الذي تقوله يا إيدن ؟؟! أنا لا أفهم . سمعت بعدها خطوات قادمة من خلفي ، حيث كانت ايفان ، فقالت وهي تتقدم نحوي تبتسم بحزن وتمسك بكتفي : أنا آسفة جدا يا هانا . قلت بغضب : ما الذي تقولينه ؟؟! أريد شرح مفصلا . قالت ايفان : كل شيء بدءت عندما كان الساحر يأخذ منا اطفالنا بمساعدة القرناء ، هناك لم يعد لنا أطفال في القرية أبدا ، فقط كانوا عبارة عن ست أو خمس أطفال فقط ، بما انتي صديقة والدتك المقربة قررت أن تكوني انت زوجة ابني المستقبلية برضى من والداك اللذان كان سعيدين وراضين ، نعم هذا مضحك لقد كنتم رضع ، كيف يحدث هذا ولكننا كنا بحاجة لهذا ؟؟! أقصد .......قريتنا كانت معزولة ولا يوجد بها أناس غيرنا ، كنا نسكن تلك الغابة المظلمة الملعونة دون أن نعرف أنها مسحورة اصلا بسبب ذلك الساحر حتى يومك هذا . قلت وأنا مصدمة : ايفان ابنك عاش كأخ لي ، لن اتخيل ....أن ...أكون ..زوجة له .
قالت ايفان : أفهم مشاعرك ولن أرغمك على عذا أبدا ، كان مجرد قرار للحاجة والآن قد انتفت الحاجة ، أقصد لست مرغمة أبدا عليه .
قلت بدموع : نعم ...أقصد هذا مريح .
قالت ايفان وهي تحاول النظر الى عنقي : ما الذي يوجد بعنقك ؟ هنا رجع الوشاح وهو يلتف حول عنقي دون أن تلاحظ ايفان ، فقالت لي وعلى وجهها نظرات غريبة : أراكم غدا يا رفاق ، مع أن وجهي يظهر لكم صغر سني الى أنني أصبحت أناهز الخمسين من عمري ، لذا سأذهب للنوم ،أنتم أيضا لا تتأخروا في النوم . قلت ومازالت الصدمة تعتلي وجهي : نعم ...حسنا ...إذن .
قالت ايفان وهي ذاهبة للغرفة : تحتاجين يا هانا بعض الوقت فقط لكي تجتازين هذه الصدمة .
بعدما دخلت الغرفة ، قلت لإيدن : ما الذي حدث ؟!
هل كنت هذا أنت ؟؟! قال وهو مستغرب : لا .
قلت وأنا مندهشة : إذن ماهو ؟؟! قال وهو يضحك : يبدو أن قواك الآن تريد خدمتك .
قلت : هل تمزح الآن ؟ قال وهي يبتسم : لقد تأخرت جدا . قلت : ما الذي كنت تقوله قبلا من تراهات . قال : ما الذي تقصدينه ؟؟!
قلت وأنا منزعجة : سأذهب للنوم ، يجب أن ترتاح أنت أيضا . قال : النوم للبشر .
قلت وأنا أضحك : أراك غدا يا إيدن .
توجهت للغرفة للنوم ، صباحا بقيت بالمنزل ، حتى حلول الليل إذ أنه كان موعد عملي الرسمي ، توجهت الى المقهى الذي كرهته بشدة ، وجدت المقهى فارغ تماما ، لم يكن يوجد به أي زبون او حتى عامل فيه ، شعرت بخوف وقلق شديدين ، توجهت للأمام وأنا انادي على هاليت ، آلي اللعينة ، حتى أنني قد إيدن ؟؟! أين انتم ؟؟!
انطفأت جميع الأنوار في المكان لاسمع صوت غناء جميل قادم من المسرح الذي ميزته قليلا وسط الظلمة ، قلت بخوف : هل هذا أنتي يا هاليت ؟؟!
سمعت بعدها صوت ضحكاتها التي كانت تعلو بشدة وحده لدرجة انني حاولت إغلاق أذناي من شدته ، بعدها رأيت ظلالا كثيرا تغطي المكان ، كانت تحاول أن تغطي نور القمر والأنوار الخارجية الذي تسلل الى المكان ، سمعت صوت يهمس لي بصوت مرعب : لتجدي ألين الآن ؟؟!
قلت وأنا أصرخ بغضب : سأجده يا ويلين .
رأيت نفسي وسط تلك الغابة المظلمة مرة أخرى ، نعم في ذلك المرتفع الذي زرته قبلا مع أصدقائي ، ظهرت لي وسط الظلام نفس تلك المراة المخيفة ولتقول لي وهي تقترب مني : نعم يا هانا ، إنها أنا ، لقد أكلت أصدقائك أظن أنه حان دورك .
رأيتها وهي تنحول لهيئة آلي البشرية : اقتربت مني وهي تلمس شعري وتقول : شعرك هذا ، كان مجرد سحر أصبابتك به هاليت . قلت : ما الذي تقصدينه ؟! سمعت صوت إمرأة أخرى لأرى امرأة مخيفة أخرى تظهر بجانب آلي ، لقد كانت هاليت ، فقالت : إنك بسحر الآن ، وقد استطعت عمله بسبب صبغة شعرك ، لم تكن صبغة فقط كانت سحر وضعته لك لتسحري به كل من يراك ، بل لا حظتي جمالك به ولكنه يضعفك يا هانا . قلت وأنا أحاول أن أغيظها : نعم ولكنه زادني جمالا يا حمقاء ، لن تستطيعي أخذ ألين مني . ضحكت هاليت بشكل مخيف وهي تتراقص وسط الظلام بجنون ، توقفت بعدها هاليت عن الرقص لأرى آلي وهي تقترب مني وتقول مره أخرى : هانا ، سأعيد لك أصدقاءك الذين اكلتهم ولكنك يجب ان تضحي بروحك من أجلهم . قلت : بل أنت من ستموت . قالت هاليت على قرب بسيط وهي تدمع : ألن يفهم أحد مشاعري ، أنا احبه ، اعشقه بجنون ، بل مجنونة به . قلت : انا أفهم مشاعرك ، بل تظنين أنك ستفعلين أي شيء لكي تربحي بقلبه حتى لو أرغمتيه على هذا ، ولكنني مع ذلك لن اترحم عليك عند موتك . صرخت هاليت بغضب لأرى آلي وهي تعود لصورة وحش مخيف ينقض علي لأرى وحشا آخر يظهر ويقوم بتقطيعها لأشلاء ، شعرت بخوف شديد إذ انه ليس سحرا وإنما هي حقيقة حتى لو كانت سحر ، نعم لقد قتل آلي ولكن هاليت قد اختفت ، التفت ذلك الوحش وهو ينظر الي ويقترب مني ليعود بهيئة إيدن وهو يبتسم لي ، فقلت بتردد : هل هذا أنت يا إيدن حقا ؟؟! قال وهو يبتسم لي : هل تريدين الذهاب بنزهة ؟؟!
قلت : ماذا ؟! الآن ؟! هل قتلت آلي ؟!
قال : نعم . قلت بحزن : أنت لم تقتل هاليت ؟
قال : ولم تقولين هذا الآن ؟؟! هي هربت وان كانت هنا لكنت قتلتها بدون تردد ، فقط في قد تعاهدت مع القرناء بقتلك هل أنتي مجنونة حتى تشعري بشيء من الحزن عليها أو على حياتها !؟
قلت بشيء من الحزن : لقد قالت انها تحب ألين .
قال إيدن : هي لا تفعل هذا ، لقد حاولت قتل ألين أكثر من مره لولا أن انقذناه . قلت : لتأخذني إذن . شعرت بأنني أطير في لحظات بين السحب لأرى القمر وهو ينير كل مكان فقلت : لا أعرف متى ولماذا أنا الآن هنا ؟؟أشعر أنني مازلت اغرق بنفس الحلم . ضحك إيدن وقال : لست تحلمين ، فقط انها مجرد حقيقة قاسية .
قلت وأنا أحتضن ظهر إيدن الواسع الضخم : لماذا مازلت مصرا على إنقاذ ألين ؟؟! لا أظن انه مجرد إخلاص له . قال وهو يضحك : نعم ، لم يعد مجرد اخلاص ، أظنه بالأحرى شعور بالذنب .
قلت : لماذا ؟؟! قال : لأنني كنت ضمن القرناء ولكنني انضممت الى مجموعة ألفين لأن والدتك كانت تريدني فيها بشدة بل كانت تثق بي .
قلت : ماذا أمي ؟؟! قال : لم اكن اعرف السبب ولكن ....يوما ما هددتني مجموعة القرناء بقتل ألين ....فورا ..وأنا قد حاولت هذا ، بينما كان اوين مخلصا له جدا ، فقط حاولت قتله ، ولكن أوين كشف أمري ، بالطبع تلقيت الضرب المبرح منه ، ولكنني أيضا بالمقابل أصبحت خائنا ، رجعت الى مجموعة القرناء ليجعلوني خائن لهم أيضا لأنني لم أقتل ألين ، ولكن النهاية قد أصر ألين على انقاذي منهم وقد ساعده أوين ...بل أظن أنه ساعده على مضض . قلت : أنت تبدو مليئا بالقصص والأسرار التي تخفيها . قال : مع أنتي كنت خائنا الى أنه انقذني ، هذا شيء شعرت بأنه عهد على عاتقي . قلت : ..... قال : هاليت لم تكن لتعيد أصدقاءك من الموت أبدا . قلت : نعم أنا أعرف هذا جيدا . قال : نحن محبوسون في أرض وسماء هذه الغابة ، سنخرج منها إذا وجدنا ألين ، أقصد واستطعنا حبس قرينه .
قلت : لنقتل قرينه فقط . قال : لا يمكن ، قتل قرينه يعني قتله هو ، إذ أن الإنسان يموت بموت قرينه . قلت وأنا أفكر : هل هذا يعني أن قريني مازال حيا ؟ قال : نعم .
قلت : أتمنى أن ألقاه . قال وهو يضحك : هل أنتي مجنونة لن يفكر في أي شيء ان رآك سوى قتلك . قلت : نعم صحيح تبا . ضحك وقال : سأهديك اليه فقط . قلت : من ؟؟! ما الذي تقصده ؟؟! قال : فقط كما قلت .
قلت : هل تقصد بشأن حبك لي ؟؟!
قال : نعم ، أنا أطمع بك كثيرا ، ولكنني سأجعلك عروس ألين . قلت وأنا اضحك : لست انت من تقرر من سيكون زوجي ، بل أنا من سأفعل .
قال وهو يضحك : فقط هو رد للجميل .
قلت : أنت تبدو وفيا جدا . رأيت بعدها شعاع غريب يتجه نحونا ليضرب إيدن حتى أسقط من على ظهره ارضا ، لافقد وعيي بعدها تماما .
* * *
تأخر الوقت ليلا ولم يعد إيدن وهانا للمنزل شعرت ايفان بالقلق الشديد ، خرجت من منزلها لتتوجه نحو المقهى الذي كانت هانا تعمل فيه ، دخلته لترى أنه مقهى مهجور ، بل قديم ، خالي من كل شيء ، مجرد أرض فارغة ، خرجت من المقهى لترى ورقة كبيرة تغطي لوحة المقهى مكتوب عليها : أرض للبيع . شعرت ايفان برعب شديد ، قررت العودة للمنزل ولكنها قد لمحت متجر الأوشحة الذي أخبرتها هانا عنه ، دخلته لتنصدم برؤية وجه البائع وهي تنظر الي بتردد وتقول : ليام ؟؟! هل هذا أنت ؟؟؟!
قال وهو ينظر اليها بصدمة : ايفان ؟؟!
قالت وهي تدمع وتتجه نحوه : أين هي كينا ؟؟!
قال بألم : لقد توفت قبلي . توجهت ايفان نحو ليام وهي تحتضنه بحرارة وتقول : لم أكن أعرف أنك حي !! ابتعدت عنه وقالت وهي تدمع بشدة : ظننت أنها حية ..كم اشتقت اليها ...
قال ليام وهو يمسح دموعه التي تساقطت منه بلا سبب : العمر يقضي كل شيء يا ايفان .
قالت ايفان وهي تبكي : نعم ...كله بقدر .
نظرت ايفان وهي تمسح دموعها نحو الأوشحة الموجودة بالمحل وقالت : لقد أعطيت تلك الفتاة وشاح أمها صحيح ؟؟! قال ليام وهو يمسح دموعه : عرفتها من الوسم الذي كان بعنقها ....لقد ......لقد أصبحت تشبه أمها كثيرا .
ثم قال : ما بال شبابك هذا ؟؟!
قال ايفان وهي تظهر الوسم الذي على عنقها : انه بسبب الوسم الذي على عنقي . ثم قالت ايفان : منذ متى وهذا المقهى الخلفي من متجرك مهجور ؟ قال ليام : منذ أكثر من خمسين عاما وحتى الآن . قالت ايفان وهي خائفة وقلقة : ماذا ؟؟؟!! تبا ، لقد ..سحروهم حقا .
قال ليام ( والد هانا ) : ما الذي تقصدينه ؟؟!
قالت ايفان : ........ قال ليام متألما : كنت أرى هانا ورجلا آخر يوميا يذهبون الى هذا المقهى المهجور ، في البداية ظننت أنها على علاقة مع ذلك الرجل ، ولكن ...مازلت لا أفهم .
قالت ايفان : أتفهم شوقك وحرقتك عليها ، ولكن هانا ....ابنتك ....وابني ألين ...كلاهما الآن محتجزون في غابة القرناء .
قال ليام وعلى وجهه علامات القلق الشديد : لم يكن علينا فقط ....أن نلجأ للسحر من البداية يا ايفان . قالت ايفان : مازلت نادمة ، ولكنني لن أتوقف حتى انقذ ابني ألين ، هل ستفعل هذا من أجل ابنتك هانا ؟؟! قال وهو جاد : يجب علي ذلك ، سأنقذها مهما كان الثمن ، لن افقدها كما فقدت أمها . قال ايفان : ذلك الكتاب الذي نستطيع بمساعدته احتجازهم في ذلك البئر في وسط تلك الغابة يوجد عنوان مكانه بين أغراض كينا ، هي ....قد اخبرتني هذا قبلا ولكننا لم نستخدمه ، أقصد لم نعرف كيفية استخدامه .
قال ليام : نعم لقد وجدت ورقة مكتوب عليها عنوان مكان ما بين اغراض كينا التي سلمها لي أهل القرية بعد موتها . قالت ايفان : ليام ، مع أن هذا متأخر الى أنني سعيدة من أجل عودتك من الموت مره أخرى . قال وهو يضحك بدموع مترقرقة : لننقذ الأولاد أولا . قالت ايفان بابتسامة : نعم صحيح . أخذ ليام ايفان الى منزله ، بالتحديد غرفة خصصها لأغراض كينا ، بالتحديد فتح صندوق بلون بني قديم لترى ايفان أن بداخله أوراق كثيرة ، وبعد بحث وجدت ورقة صغيرة يكتب عليها : ( الكتاب يوجد في أصل غابة القرناء ) . قالت ايفان : يبدو أن القرناء اختطفوا الكتاب منها . قال ليام وهو يتألم : لقد اخبرني أهل القرية سابقا أنهم قتلوها بوحشية ليأخذوا الكتاب منها بقوة . قالت ايفان وهي غاضبة : عما قريب سينقلب السحر على الساحر .
* * *
استيقظت وأنا أرى نفسي ملقاة على الأرض والجروح تغطي جسدي ، رأيت أخي ألين وهو ملقى الى جانبي أيضا على الأرض والجروح تغطي جسده ، بدى وكأنه يتألم أكثر مني ، كنت أرى أمامنا شجرة كبيرة وعالية جدا ، تتوسطها فتحة كبيرة استقر بها رجل طاعن في السن وهو يراقبنا بصمت ، كنت كلما تحركت شعرت أنني مقيدة ومتألمة بشدة ، كان ألين يأن من ألمه ، كنت أنا أيضا مثله ، ألم جسدي يزداد كلما تحركت ، سمعت صوت أجش قوي قام من أعلى رأسي ، كان يقول : ها نحن نقدم لك آخر طفلين من أطفال أهل تلك القرية اللعينة ، هل سنكون عند اتفاقنا ؟؟
سمعت صوت ضحكات ذلك الرجل المسن وهو يقول : لم أكن أعرف أن اخلاصكم سيمتد حتى هذا النحو ، ولكن بالطبع الشكر لكم لاكمالكم تنفيذ انتقامي . سمعت الصوت الأجش وهو يقول : لنكون عن كلماتنا ولتكن وفيا بما عاهدنا بعضنا .
ضحك الرجل المسن وقال : سأعطيك ما تريد فقط إن رأيتك تقطع هذان الطفلان الى أشلاء .
ضحك الصوت الخشن الأجش وقال : ذلك أمر مشكك ، أمرك سهل بشكل غريب !!!
شعرت بألم شديد ولكنني سمعت صوتا دوي قوي جدا لأسمع أصواتا غريبة ، رأيت تعابير الرجل المسن في قلق ، كان غاضبا وقلق ومتوتر ، وبعد وقت طويل من الشعور بالأغماء ، رأيت نفسي مكان يشبه الكهف ، كنت فاقدة للوعي قبلا والى جانبي ألين الذي كان فاقد لوعيه ، رأيت وجه إيدن وهو يقول لي : لترتاحي حتى تشفى جروحك . قلت وأنا قلقة على ألين : هل أخي بخير ؟؟! رأيت زجه آخر كان وجه أوين الذي ابتسم الي وقال : سيكون بخير .
قلت وأنا أدمع : لا أستطيع فعل شيء الآن سوى شكركم يا رفاق على عيانتكم بي أنا وألين .
شعرت بعدها بنعاس لأعود نائمة مره أخرى ، استيقظت لأرى أنني مازالت مستلقية والى جانبي ألين ، رأيت ضوء القمر الذي كان يتسرب من خارج الكهف ليدخله ، تبسمت وأنا أدمع وقلت وأنا أحدث ألين مع أنه فاقد لوعيه : سنكون بخير عما قريب لننتقم من هؤلاء القرناء . سمعت صوت ألين المرتعش وهو يقول لي : بل من ذلك الساحر القذر . قلت وأنا التفت اليه بسعادة : هل ...هل انت بخير ؟! قال بصوته المرتعش : وهل أبدو بخير ؟؟ قلت : إذن انهم ليسوا أولئك القرناء أصل هذه المحنة ، انه بسبب انتقام ذلك الساحر .
قال ألين وهو يتألم ويدمع : لقد ....رأيت ...آخر ...أطفال قريتما وهو يموتون أمامي مع انهم لم يكونوا أطفالا ، لقد كانوا أكبر منا قليلا ، ولكنه مؤلم جدا ، تبا ...لقد قطعوهم لأشلتء أمامي وسط صرخاتي المتألمة ولكنني مازالت على قيد الحياة . قلت : انه ليس ذنبك . قال وهو غاضب : أنت لم يكن لديك أصدقاء منهم أما أنا فقد عشت معهم حتى سن السادسة لأظل على تواصل معهم ، مع أنتي كنت صغير الى انني أذكرهم ، فقط لقد ماتوا أمامي وهو يرونني ويعرفونني باسمي ، كانوا ينادون علي بخوف . قلت : انه ليس ذنبك يا ألين ، يجب أن نبقى على قيد الحياة حتى ....حتى ننتقم لهم من ذلك الساحر . قال ألين : أنت لا تعرفين شيئا . قلت وأنا ادمع : بل أضحيت أعرف كل شيء ، لقد قابلت والدتك ايفان ، عشت معها ثلاث شهور قبل هذا ، كم ....كم هي تشتاق اليك !! قال وهو يتدمع : هل ستكونين معي ؟
قلت : نعم أعرف بشأن أن آباؤنا زوجونا لبعض ......ولكن لا تقلق أنت مازلت ألين الذي أعتبره أخي . ضحك ليتحرك قليلا ثم ليشعر بالألم ويقول : تبا ......أمرنا مضحك .
قلت وأنا أضحك مع أنني كنت أتالم : نعم ولكننا سنبقى لكي نقر أعين آبائنا ، مازال لدي أمل بمقابلة أمي . قال ألين : ......سنفعلها .
بعد ساعات دخل علينا إيدن وهو يعد شيئا وكأنه طعام من اجلنا ، سمعت صوت امرأة بينهم وكأنه صوت هاليت لتبدء المحادثة بين إيدن وهاليت ليقول إيدن : ما هو سبب ؤجوعك يا هاليت ؟؟!
قالت هاليت : الساحر يريد قتل قرين ألين ، بما أنه لم يستطع قتل هذان الطفلان ، على كل حال لا اريد لألين أن يكوت بموت قرينه ويلين .
قال إيدن : هل تظنين اننا سنثق بك ؟؟! أنت مجرد خائنة . قالت هاليت باستفزاز : وأنت ايضا كنت كذلك يا إيدن ، لذا توقف الآن وصدقني .
قال أوين : نحن لا نأمنك . قالت هاليت وهي توجه نظرها نحو ألين : حسنا إذن ، أعلم أنني مجرد خائنة قذرة تطلب مساعدتكم ولكنني صادقة الآن . قال إيدن : ولماذا كنتي تعاملين هانا بعنف ؟؟! ضحكت هاليت وقالت : انها الغيرة يا إيدن ، أنا أتألم من أجلك إذ أنك لم تشعر يوما بالحب لتشعر بالغيرة عليه .
قال أوين : أنه ليس نقاش الحب الآن ، أخبرينا كيف سنثق بك ؟! قالت : الساحر اسمه هيم ، لقد كلف ويلين قتل ألين ، وكلفني قتل هذه الصبية . قالت هذا وهي تشير الي ، فقال أوين : ويلين لم يستطع قتل ألين لذا فان الصاحر هيم سيقتل ويلين ليموت ألين . قالت وهي تنظر الي : أنا لم استطع ايضا قتل هانا ، لذا الرئيس يريد قتلي أولا ثم ليبحث عن قرينها ليقتله لتموت هي ايضا . قال أوين : هل تعرفين قرين هانا ؟؟
ضحكت هاليت وقالت بنظرات غريبة : يجب أن تنقذوني منه لكي أخبركم . هنا وافق أوين وإيدن على حمايتها من الساحر على أن تنسى أمر قتلي وتسعى لحمايتي أنا وألين ، وقد وافقت على هذا .
* * *
استطاعت ايفان ايجاد الروقة التي تحمل عنوان الكتاب بمساعدة ليام ، فقال ليام باستغراب : وكيف سنجد غابة القرناء ؟؟!
قالت ايفان وهي جادة : إنها مكانهم الأصلي شيء مثل بلادهم . قال ليام : مؤكد أنها بعيدة والوصول لها صعب . تبسمت ايفان وقالت له : هل ستذهب معي الى هناك لو استخدمت سحري ؟
* * *
استيقظت وأنا لا ارى او حتى اسمع صوت أحد ، فقد رأيت ألين وهو متعب الى جانبي ، كنت أستطيع الرؤية بسبب نور القمر المتسرب ولكنني لم اكن استطيع رؤية شيء داخل الكهف المتعمق أكثر ، بسبب ظلمته حيث كان كبيرا وطويلا جدا ، بقيت صامته أفكر ، حتى سمعت صوت هاليت من داخل الكهف العميق وهي تقترب نحونا وتقول : هل يحدث هذا لأنني لست وفية ؟!
رأيتها بهيئتها البشرية ذات الشعر الرصاصي الطويل تجلس قريبا قليلا منا وتقول : أنا لا يمكنني خسارته ، مع ذلك يمكن أن أخسره في أي وقت . قلت : لذا نحن نحتاجك يا هاليت . قالت وهي تضحك بألم : وهل أحببتي من قبل ؟؟! قلت وأنا مترددة : ....حياتي لم تسمح لي ان أحب .
قالت وهي تضحك : ولكنني أعرف أن إيدن يحبك ...... قلت وأنا أنظر للأرض بثقل : .....
قالت : في بداية الأمر انتي لا تفهمين نفسك ولكنها تقودك لمن تنتمي اليه .
قلت : مع ذلك لا يمكن لعالمين مختلفين الاختلاط ببعضهما . قالت وهي تتنهد : نعم صحيح ، ولكن يمكن للجميع أن يحب ، الحب ليس ممنوعا أبدا مهما اختلفنا . قلت : اذا كنتي تحبينه لماذا خدعته أكثر من مره ؟؟! قالت : كان علي فعل هذا حتى أنجو بأنانية . قلت : نعم انتي تعرفين نفسك ، أنت أنانية . قالت هاليت وهي تقف : الوداع . اختفت هاليت وسط دهشتي لأىر ان ألين قد استيقظ وهو يقول : تبا ما بال هذه الجروح التي لا تشفى بسرعة .
قلت وأنا أجلس مكان وأبتسم : هل انت بخير ؟
جلس الى جانبي وهو يقول : اااه نعم بخير .
قلت : هل تظن أن هذه غلطة الآباء ؟
قال : ولكنني أستطيع تفهم مشاعرهم وخوفهم علينا . قلت : أنت تعرف أن هاليت تحبك ؟
قال : دعينا منها ، أين ذهب الجميع ؟؟!
قلت بعضب : ما الذي فعلته لك ؟؟! ولماذا تجعلني أشعر بأنها صادقة حقا بما تقول ؟؟!
قال : انها دائما هكذا ، لقد انخدعت كما خدعتي الآن . قلت : لقد اختفت فجأة ، يبدو انها عرفت أنك استيقظت . قال : هل كانت هنا قبلا ؟؟! قلت وأنا انظر اليه : نعم .
قال : لا تهتمي بها ، هي تعرف ما تريد فعله أكثر من اي شخص . قلت وأنا أدمع : لقد اشتقت اليك يا ألين . قال وهي يبتسم : مازلتي عاطفية ولم تتغيري . احتضنتي ألين وسط دموعي المتناثرة وقلت : لقد كنت تراني في ذلك المقهى صحيح ؟؟! قال : نعم .
قلت : رؤيتك وحدها كانت مؤلمة . قال : ما إن يعود شعرك للونه الطبيعي سينتهي السحر .
قلت وأنا مصدمة: ماذا ؟!! قال وهو يبتعد عني ويفك حضني : لذا هم يستعجلون الآن في محاولة ايجادنا ، كل منا دخل في هذا السحر .
قلت : ماذا ؟؟! قال : لقد ثبطت صبغة شعرك قوة وسمك ، حتى أنا ، لقد ارغموني على اتداء هذه القلادة لكي تثبط قوة الوسم .
قلت : وماذا عن إيدن ؟؟! قال : لقد أرغموه على هذا أيضا ولكنه مؤكد أنه أخفى عنك سبب هذا السحر . قلت : لقد رجع يوما ما وعلى وجهه جروح ورضوض . قال : نعم هذا يفسره .
قلت : وماذا عن أوين ؟،! قال : لا أعرف .
فجأة رأيت ظلا غريب قادم من خارج الكهف لأرى أوين ومعه رجل وامرأة لم أستطع تمييز ملامحهما ، رأيت المرأة تمد يدها لتشعل نارا يضيء المكان ، لقد كانت ايفان ، ومعها رجل مألوف ولكنه مازال غريب علي ، هنا رأيت الدموع تنزل من عيني ايفان وهي تشعل خشبة كبيرة بالنار وتسلمها للجل الغريب وتهرع نحو ألين وتحتضنه وهي تبكي بحرقة وتقول : أخيرا وجدتك يا ألين ، ابني لقد اشتقت اليك بشدة .
كنت ومازلت أنظر الى ألين وأمه بدهشة ولم ألحظ نظرات ذلك الرجل لي الغريبة وهو ينظر الي بدموع حزينة ، حيث اقترب مني ودنى مني وقال وهو يذرف الدموع : ابنتي هانا . قلت بقلق : من انت ؟ قال وهو يرمي يبكي بحرقة ويحتضنني : كم أشتقت اليك يا صغيرتي ، آسف لأنني تركت أمك وحدها تذهب .
قلت وعلى وجهي ملامح وتهابير متعجبة تشبه تعابير ألين المندهشة : من أنت ؟؟!هل أنت ابي ؟
قال وهو يفك حضني : أنا آسف يا هانا .
قلت وأنا ادمع : ماذا عن أمي ؟؟!
قال : لقد رحلت . قلت وأنا أبكي واحتضنه : اشتقت اليك يا أبي . قال وهو يشد حضنه : لقد افقدك يا صغيرتي مره اخرى وسأحميك لن اسمح لهم بلمسك . انتهى لقاؤنا المؤثر لتقول ايفان : لدي الحل . قلت : ايفان لديك هو ولم تخبريني به ؟؟! قال ألين : لقد زرتك يا أمي لأسألك عنه ولكنك لم تخبريني به !!
قالت : لأنني لم أجد من يعرف مكان الحل وهو والد هانا . قلت : ولكن كيف جئتي الى هنا يا ايفان ؟؟! قالت : مجرد مساعدة من أوين .
قال ألين وهو يبتسم : أمي لقظ ساعدني أوين كثيرا . قالت ايفان : نعم أصبجت أعرف كل شيء ، كل شيء عنك ، لا تقلق .
دخل علينا إيدن وهو مسرع وقال : لقد عرفوا مكاننا انهم قادمون . هنا أخذني إيدن أنا وألين مع حيث أخذ أوين ايفان وأبي لنهرب جميعا ، ولكن اثناء طيراننا على ظهر إيدن قال إيدن : انهم يتبعوننا . قلت بقلق : ماذا ؟؟
رأيت أوين الذي كان يطير بأبي وايفان يسقط أرضا بعنف لأجد أن شعاع قادم نحونا ليسقطنا أرضا . أنا اشعؤ بألم شديد في جسدي ، فتحت عيناي لأرى ألين وهو ملقى على الأرض على بعد بسيط مني ، كنت خائفة على ايفان وابي ولكنني لم أقوى على الحركة للطمأنة عليهم ، رأيت إيدن وأوين وهما يتألمان على الأرض ، صوت هاليت المرتعش لأراها مغطاة بالجروح والندوب العميقة وهي تمشي بيننا بهدوء حتى تصل الى ألين الذي كنت استطيع رؤيته بوضوح ، جلست الى جانبة وهي تقطر دما وقالت وهي تبكي : أنا آسفة جدا يا ألين لأنني خدعتك أكثر من مره ، اليوم سأموت ميتة صالحة من اجلك ، لا يمكن لويلين الموت ، لانك ستموت بموته ، لذا سأضحي بروحي من أجل حياتك . سمعت صوت زحف قادم من خلفي لأسمع صوت ذلك الياحر المسن هيم زهو يقول : هذه نهايتكم يا قذرين ، لقد اخرجتموني من منزلي وعذبتموني فقط لأنني تطوعت لكي أعالج اطفالكم ، اليوم سآخذ أرواح اطفتلكم واحد تلو الآخر يا ساقطين . مر هيم بجانبي لأمسك بقدمه وأنا أتالم وأقول : أنت من ستموت يا ساقط . ضرب بقدمه يدي يأفلت قدمه وهو يقول : أنت مطلوبة عندي خصوصا أنت و ألين .
هنا صرخت هاليت وهي تقول : لن أسمح لك بلمس ألين ، لنكن عند اتفاقنا ، سأموت بدلا منه هو وويلين . شعرت بخوف شديد عندما رأيت ويلين وهو مغطى بالدماء بشكله البشع يظهر أمامنا وهو معلق على نفس تلك الشجرة الضخمة العالية . قال هيم : حسنا إذن دعيني أعلق جسدك بدلا من ويلين . قالت هاليت : بالطبع .
أخذ هيم وعلقها مكان ويلين على تلك الشجرة ليربط ويلين على جزع تلك الشجرة وهو يقول : إذن هاليت هي بديلة ألين ، من سيكون بديل هانا المسكينة ؟؟! سمعت صوت إيدن وهو يقول : سيكون أنا . أمسك الساحر بجسد إيدن ليعلقه على الشجرة ولكن أبي قال : لا ..لا يمكنك إنه قرين هانا ، هانا ستموت بموته ، لتأخذني أنا فقط أنا ...أنا بديلها . صرخت وقلت : لا ...أبدا لا يمكنك هذا يا أبي . أخذ هيم وعلق جسد أبب على تلك الشجرة الضخمة وهو يضحك ويقول : من يريد الموت أيضا ؟؟! قلت بغضب : أعد أبي لي يا ساقط . ضحك هيم وقال وهو يحرر رباط ويلين : هو لن يموت بما أن هاليت ستموت بدلا عنه ، هنا بدى وكأن هيم بدء يقول طلاسمه المميتة عليهم ، حيث صرخت هاليت وهي تقول : حبي لك كان تضحيتي هذه يا ألين !!
أما أنا صرخت وقلت بدموع : أرجوك لا تقتل أبي ...للتو قد قابلته ..لم أكن جيدة معه ، أعطني فرصة . قال هيم : لقد فات الأوان .
بعد ثوان رأيت جثمان أبي وهاليت المعلقتان على تلك الشجرة ، شعرت بألم شديد في قلبي ليجعلني أفقد وعيي مره أخرى ، استيقظت لأرى نفسي في ذلك الكهف مره أخرى والى جانبي ايفان وهي تقول بابتسامة حزينة : هل أنت بخير ؟؟
قلت وأنا أشعر بأن جسدي المصاب قد شفي : نعم ، ولكن .....أبي ..... بقيت أبكي وأنا أحتضن ايفان بحرقة لمدة ليست بالقصيرة ، ثم قلت لها : أبي .....مؤكد أنه الآن مع أمي صحيح ؟
قالت ايفان : فقط لنتمنى هذا ، مع ان امك كانت ساحره ، السحرة كلهم بالجحيم . قلت : ....
قالت : مع ذلك عندما فقدتي وعيك قام أوين وإيدن بقتل الساحر بصورة بشعة ، القرناء لم أستطع حبسهم في ذلك البئر ولكنني استطعت أن أعيد لكم قرناءكم اليكم ، اذ أنك لم تعودي محررة قرين . قلت وأنا أفكر : ومن هو قريني ؟!
قال ايفان : إيدن . قلت وأنا مصدمة : إيدن .
قالت : ويلين مربوط الآن بألين ، لن يتحرر بعد الآن . قلت : تبا له ، قرينه كان عدوانيا جدا .
قالت ايفان : سحر الساحر قد انقلب عليه لتعود الشمس لتشرق على أرض هذه الغابة .
قلت بابتسامة : اااه هذا هو ألين .
قالت ايفان : سأترككم وحدكم الآن .
قلت باستغراب : ولماذا ؟؟! ضحكت وتركتني لأرى ألين وهو يقترب مني ويحتضنني ويقول : هانا ....أنا آسف بشأن والدك . قلت وأنا ابكي : لقد ....ضحى بنفسه من ....من أجلي ....
قال ألين وهو يبتعد عني : لقد تحسنا جميعا وشفيت جروحنا ، فيما عدا أنت قد تأخرتي بالشفاء لذا كنت قلقا عليك . قلت بابتسامة حزينة : هاليت ايضا فعلت هذا .
قال وهو يتنهد : أنا أدين لها بروحي .
قلت : لا ...ولكنها كانت تريد أن تموت بشكل صالح فقط لمرة واحدة . قال وهو يساعدني على الوقوف : لنخرج قليلا . خرجت من الكهف لأرى شمسا جميلة تنشر خيوطها بين اراضي الغابة ، أخذني ألين معه لنمشي في أرجاء الغابة لنصل الى تلك الشجرة التي مات فيها أبي وكذلك هاليت ، فقلت : ولكن أين جثمان ابي ؟؟! وهاليت ؟
قال : قامت أمي بأخذ جثمان والدك ودفنه بالقرب من الكهف وكذلك هاليت . فقلت بلهفة : أين ؟؟! أين قامت بدفنهم . أخذني ألين نحو قبر أبي ، حيث بقيت عنده وأنا أقول بمشاعر مختلطة ودموع متناثرة : لقد فعلت هذا لأنك أبي ، أبي الحقيقي ، أنا أحبك ، ممتنة لك بروحي يا أبي . حيث وقف ألين عند قبر هاليت وهو يقول : يبدو انك سعيدة جدا يا هاليت ، شكرا لأنك فعلتي هذا من أجلي ، أنا ممتن لك بروحي ، لترقدي بسلام . أخذني بعدها ألين نعود نحو الكهف ليأخذنا أوين مع ايفان لنعود الى الديار ،
وبالطبع كنت اقصد بالديار في تلك القرية الصغيرة التي أصبحت الآن هي نفس ذلك الشارع الذي سكنت فيه أنا وايفان وإيدن في أحد منازله ، حيث كانت ايفان مشهورة هناك ، ولكنها رفضت اكمال عملها كعرافة وساحرة لتعتزل هذه المهنة تماما وتتركها ، لنبقى في نفس ذلك المنزل ، وبعد شهرين من هذه الحادثة ،حيث كنت أجلس مع ايفان على تلك الكنبة التي تتوسط الصالة وأقول لها : ما الذي حصل لقريني إيدن ؟!
قالت ايفان : إنه مربوط بك الآن . قلت : ولكنني اريد مقايلته . قالت ايفان وهي تتنهد : سأحرره منك الآن للمرة الأولى والأخيرة ، مع انني اعتزلت مهنتي هذه ولكنني سأحاول لآخر مرة .
قلت لها : أنا اشكرك وأقدر لك هذا .
حيث ححرته مني لأرى إيدن أمامي وهو على هيئتة الحقيقية ، فقلت وأنا ادمع وأهرع نحوه وأحتضنه وأغمض عيناي : اشتقت اليك يا إيدن .
فتحت عيناي لأراه على هيئته البشرية ويبتسم ويقول : بما أنني قرينك فأنا أعرف كل شيء عنك وأراقبك وأنتي تزدادين جمالا .
قلت له : أنسى حبك لي واحميني فقط ولا ترهق نفسك بحبك لي . قال وهو مازال يحتضنني : أنا اعيش معك على كل حال . قلت : لتزورني كل فترة . قال وهو ينظر الى ايفان ويشير اليها : الموضوع بيدها . قالت ايفان وهي تبتسم : حسنا حسنا سأفعل سأحررك كل فترة لتريا بعضكما . قلت بابتسامة : سأراك عما قريب . تبسم لي لتربطه ايفان مره أخرى بي ، ثم لأجلس بجانب ايفان مره أخرى لأقول لها وأنا أفكر بحزن : أنا مازلت لا أصدق بأن أبي قد فعل هذا لينقذني ....فقط أشعر بألم يقطع قلبي ، لقد عشت يتيمة أنا وألين ، ونحن نظن أن والدانا هم ذلك الرجل وتلك المرأة اللذان رأيتهما عنك .
قالت وهي تزفر : لن أعتذر لك عما فعلته بهم ، لقد فعلوا أشياء سيئة كثير لغيركم . قلت : لقد شعرت كثيرا ببرود مشاعرهم تجاهنا ، فقط وكأنهم لا يحبوننا . قالت ايفان : لننسى كل هذا ، لان لدي ما أريد اخبارك به . قلت : وما هو ؟!
قالت ايفان : أظن أنني اخترتك قبلا عروس لإبني فقط لمجرد حاجة ماسة ، ولكنني الآن أريد هذا حقا لمشاعر في قلبي لك . قلت : هل لأنك تشفقين علي لان والداي قد توفي كلاهما ؟؟! قالت : ليست شفقة ، لقد أحببتك حقا .
قلت بشيء من التردد : لا أستطيع أن أتزوج من شخص اعتبرته طيل حياتي كأخ لي .
قالت وهي تتنهد : فكري بالأمر مليا مادمت ستعيشين معنا لبضعة أشهر قادمة .
قلت بتردد : سأفكر في هذا . بعد أسبوعين ، ليلا كنت أحتسي بعض الشاي مع ألين على شرفة المنزل ، كان نقاشنا يدور حول : ....
قلت لألين : أنت تعرف أن إيدن قريني ؟!
قال : نعم ....بل شككت في ذلك من قبل ولم أخبرك به عنوة . قلت : وماذا عن أوين ؟!
قال : لقد ودعته . قلت : ماذا ؟!؟
ضحك ألين وقال : بالطبع ستكون بيننا زيارات .
قلت : لقد ساعدك بكل شيء . قال ألين : هانا لا تكوني عاطفية جدا ، أنا لا آمن خيانته ، بما أنه ليس بشري . قلت : كلامك صحيح ، لننسى كل هذا . قال : مع ذلك هذا غريب . قلت : وماهو الغريب ؟؟! قال : لا أعرف بحياتي فتاة بشكل جيد غيرك . قلت : وماذا عن هاليت ؟؟!
قال : إذا كنت اعرفها جيدا لما كانت قد خدعتني .
قلت : هذا لأنني عشت كأختك لك .
قال : مع ذلك لست أختي . قلت وأنا أنظر اليه بتردد : ما الذي تقصده ؟؟؟! قال وهو يبتسم : اعرف عما قالته أمي لك بذلك اليوم قبل اسبوعين تقريبا . قلت بخجل : أنا لا أذكره جيدا .
قال وهو يقف ممانه ثم يقترب مني ويدنو مني ويقول لي وهي يبتسم لي : أنا أحبك يا هانا .
قلت بتردد وارتباك : ولكن ....ولكننا مازلنا صغارا على الزواج الذي عرضته علي أمك . قال وهو يبتسم لي بشكل قد أحببته بشدة : إنها ليست أمي ...إنه أنا من يريدك . ثم رأيت وهو يظهر لي صندوق صغير ليفتحه ويظهر بداخله خاتم بفص جميل ، فقلت وأنا أنظر اليه بدموع : كيف كانت أمي ؟ أنت تعرفها بما انك عشت ست سنوات معهم . قال : امرأة كانت داىما طبية معي وتحتضنني كما لو كنت طفلها ، كانت تشبك كثيرا وجذابة الى حد ما .....أقصد كنت احبها لانها كانت تلعب معي ألعاب مميزة وجذابة .
قلت بدموع : وماذا عن أبي ؟؟؟! قال : كان طيب القلب وحنونا جدا ....أقصد انه هو وأمك كنت أناديهم بعمي وعمتي ، لانهظ كانا مقربين من والداي . قلت وأنا احتضن ألين : سأقبل بالزواج بك . قال وهو سعيد بشكل جنوني : أتمنى ان أكون رجلا جيدا لك ، حنون مثل والدك جذاب مثل أمك . قلت وأنا ابتعد عنه لابتسامة خجلة : تبا لك ..... قال : رغم خجلك تقومين بالسب !!!! أخذ الخاتم وأخذ باصبعي ليلبسه لي وهو يقول : تزوجيني يا هانا .
قلت بسعادة : بالطبع يا ألين ، من كان يصدق أن يكون زوجي قد عاش أخا لي !!
(((((((((((((((((((((النهاية )))))))))))))))))))))

قرناء _||consort||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن