Part one

2K 78 37
                                    

" اشعر بالبرد "

هذا ما فكرت به وهي تحاول استعادة وعيها , تشعر بالبرد يقرص اطرافها , .. ماذا يحدث ؟!

صداع عنيف يطرق جدران رأسها ويجعلها عاجزة عن التفكير لثوان قبل ان تقرر ان عليها فتح عينيها وتبدد ذلك الظلام , لكنهما لا يفتحا حتى وان حاولت , هناك ما يضغط جفنيها بقوة ليجعلهما عاجزين عن الحركة , ادركت انها معصوبة العينين .. لم يكن جفناها وحسب هم العاجزين عن الحركة بل اطرافها كذلك , تشعر بالكرسي القاسِ الذي تجلس عليه يؤلم ظهرها وبالحبل الخشن يقيد يداها خلف ظهرها واقدامها العارية مقيدة بقوة تمنع وصول الدم اليهما حتى كادت تفقد الاحساس بهما لولا البرد الذي يقضم اصابعها , انه حلم .. لابد انها تحلم , لابد انه مجرد كابوس مخيف , لكن لم لا ينتهي , لم البرد حقيقي ؟ لم الالم برأسها حقيقي ؟ تشعر بضغط الحبال على معصميها كلما حاولت تحريكهما , كل شيء يبدو حقيقي لدرجة مخيفة , حاولت فتح عيناها , حاولت الحركة , اي كابوس ثقيل هذا ؟! .. ادركت الحقيقة عند اول جرح سببه احتكاك معصمها بالحبل القاسي , ليس حلماً , هذا الالم بالتأكيد حقيقي , انها مقيدة بالفعل , اصابها الهلع وجسدها ينتفض بعنف محاولاً التحرر من قيوده , جفناها يحاربان ليتغلبا على العصابة , عدم قدرتها على الرؤية تجعلها اكثر رعباً , زادت حركتها اضطراباً فلم تهتم بالجروح التي يسببها الحبل على معصميها وساقيها وبدأت بالصراخ للنجدة , تصرخ لتعرف اين هي وماذا يحدث ومن فعل بها هذا , تصرخ ليعيد اليها بصرها قبل ان يحررها حتى , حتى دموعها الخائفة استطاعت التسلل عبر جفونها لتبلل عصابة عيناها وهي تصرخ ليجيبها احد , بلا فائدة , مرت الدقائق وجسدها مازال ينتفض بعنف محاولاً التحرر وصراخها يعلو مختلطاً بشهقاتها المرتجفة حتى جرحت حنجرتها فذبل صراخها ليصير مبحوحاً لكنها لم تتوقف عن محاربة قيودها .. حتى شعرت بحركة حولها فتجمد جسدها كتمثال بلا روح

اونهي : من هناك ؟!

سمعت وقع خطوات تدق الارض برتابة كأن صاحبها يقصد ان تسمعها

اونهي : انا اسمعك , من انت ؟ ماذا تريد مني ؟ فك قيدي بالله عليك

حبست انفاسها وارهفت السمع فإذا بها تدرك انه يدور حولها بهدوء , ليس مرة واحدة بل عدة مرات , فقط خطواته تدل على انه يدور حول مقعدها وكأنه يحاول اثارة الرعب بقلبها وقد نجح فإذا بها تبكي متوسلة : انا لم افعل شيئاً , اتوسل اليك دعني اذهب , ستموت امي قلقاً وخوفاً ان لم اعد

توقف .. خطواته توقفت خلفها وشعرت بحرارة جسده وانفاسه قرب اذنها فحبست انفاسها بذعر

تسللت همساته كالفحيح الى اذنها لتجمد الدماء في عروقها

" هذا مؤسف "

ارتعش جسدها لذلك الفحيح وشعرت بأنفاسه الحارة تضرب جلد آذنها وجزء من عنقها آثار هذا الرعب بدواخلها أكثر حاولت استجماع شتات نفسها المبعثرة وتهدئة نبضاتها التي تضرب بجنون

 | Blood lust |Where stories live. Discover now