الفصل الثاني: سحر الكتب..
تركت جورج مثخنا بجراحه مستلقيا على سريره مستسلما للتعب الذي ألَمَّ به. بعد ليلة عصيبة جدا.روحه التي أصابتها سهام الخيانة و الفراق و تركتها مكسورة الجناح على ضفة العشق المرير.
أغلقت الباب خلفي و اتكأت عليه و أخذت أفكر بما رأيته و سمعته من صديقي..
فتحت عيناي و تنهدت من أعماق صدري و باشرت بنزول أدراج البناء الفخم لششق الطلاب السكنية.
الرخام اللامع و الدرابزين الحديدي المذّهب على أطرافه و الخشب الأحمر الذي يكسو أعلاه هو الذي يشغل ناظري..
”توقف”..”كلامك هذا يذبحني”.. سمعت صوتا حاداً مرتجفاً قبض قلبي لسماعه..
تابعت نزولي على الدرج، لأرى فتاتاً تقف أما عتبة الباب جاثيةً على ركبتيها حانية لرأسها محاولة اخفاء دموعها الماطرة..
عند الباب لمحتُ شاباً طول القامة جسمه و بنيته العريضة قد غطت الباب تقريباً..
توقفت عند آخر الدرجات لأستمع الى حديثهما -رغم أني أمقت هذه العادة المقززة- لكني لم أستطع منع فضولي بعد كلما رأيته ليلة الأمس..
تابعت الفتاة حديثها : ’كايل’ إني أرجوك و أتوسل إليك .. إني أحبك لكنك لا تأبه بهذا و فوق كل هذا تواعد أعز صديقة لي .. لماذا تفعل هذا بي!!؟
رد صوت خشن تملأ نبرته اللامبالاة و السخرية: إذا كنتي تريدين الجواب لما لا تذهبي و تسألي صديقتك العزيزة !؟
بعد انتهاء هذه الكلمات سمعت طرق إغلاق الباب اخترق مسمعي.. ولربما فتت قلب تلك الفتاة البائسة.
نزلت مسرعاً متجاهلا الفتاة المحطمة التي مررت بقربها..
وصلت الى المكتبة و تنفست عميقاً و أنا أنظر إلى كل تلك الكتب التي لطالما انتشلتني من وقع هذه الحياة المقيتة.
قلبت ناظري سريعاً بين الرفوف .. و تذكرت الكتاب الذي كنت أود قرائته.
توجهت الى قسم الروايات العالمية، بحثت لمدة قصيرة لأجد تلك الرواية ..”ما بين الجحيم و الجنة” هكذا كان اسم عنوانها الذي شدني.
فتحت أول صفحاته كي أرى مقدمة الكتاب ..و إذا بقميصي يُشَد من أسفله ..
عينين خضراوين واسعتين و بشرة بيضاء صافية كغيوم الربيع القطنية و شعرٌ بني اللون كتاجٍ من البُنِّ البرازيلي الفاخر..
وجهها المألوف لي و لسائر الطلاب هنا.. انها الفتاة الصاخبة المليئة بالجنون كما تعرف في جامعتنا.نظرت في عيني -و تجاهلت بصعوبة سحراً كاد يسرق ناظري- قالت بصوت ناعم مرح: إني أقرأ بهذا الكتاب و لم إنههِ بعد..
توقفت عن الكلام قبل أن تتابع: هل لك أن تعطيني إياه و أعيده لك بعد أن أنهيه. ختمت كلامها قائلةً:رجاءاً.
أشرتُ لها بالموافقة..
و بدت مسرورة لذلك ..ردّت بابتسامة ساحرة قائلةً: شكرا لك.
أشحتُ ناظري عنها و هززت رأسي ممتنعا عن الرد الذي لم يكن على لساني حتى..........نهايه الفصل
أنت تقرأ
حُب، سعادة، حياة
Romanceبين أيديكم قصتي.. بين حبٍّ، سعادة و حياة.. سهم حبٍّ أصاب غير مكانه .. سعادة تملأ الدنيا و تلونها... تختصر بينهما معنى الحياة..