ظيف جاري

248 9 3
                                    

كانت حياتي تسير على هذا المنوال لاشيء جديد فيها كنا قد تقبلنا وضع ابينا وتعايشنا معه.وكذلك جاري العجوز مراد وكلبه الذي كنت اذهب اليه كلما شعرت بضيق وكلما احتاجني كنت اقف الى جانبه.كنت اشتكي اليه وضع ابي وكان يبصرني على كل مايصيبني .ويقول دوما لي اني سأكبر وانسى ويقول لي دوما ان لااثق بأحد وان اعتمد على نفسي في كل شيء  يقول انه حتى الظلال التي لربما هي مرافقتنا في كل مكان في مسيرنا هي ايضا تتخلى عنا في الظلام وان الحياة متاهه لايعرف منها الانسان مخرجا. احيانا يخذلنا الذين احببناهم وقدرناهم ويتركوننافي منتصف طريق لاعوده منه و احيانا اخرى ينصفنا اولئك الذين لم نضعهم في قائمه اولوياتنا سالته كيف ذلك؟ قال خذ كلبي  مثالا اطعمته طوال سنين غناي فظلات طعامي وطعام اولادي ولم اكن ادعه يدخل الى بيتي بل كانت حديقه المنزل مكان نومه حتى في اشد الليالي بردا وان دخل الى المنزل عنفته وطردته اما اولادي الذين شقيت وتعبت لاجلهم وافنيت سنين عمري فدائا لهم الذين اطعمتهم من خيري ونعمتي وسهرت الليالي لراحتهم الذين وفرت لهم في منزلي الدفىء والحب وفي النهايه كما ترى عيناك من الذي بقى معي كلبي ام اولادي؟  انها لسخريه ان يحمل هذا الكلب هذا القدر من الوفاء القدر الذي تمنيت ان يكون في اولادي ولوذره منه .ولكن نشاء والاقدار تشاء اشياءا اخرى هؤلاء نحن البشر مجرد مساكين نخلق ضعفاء ونموت ضعفاء بعد شدة وقوه .ماهي الا لحظات وصمت وانا ارى في عينيه وفي نبره صوته ذلك الحزن الذي كلما بحثت في داخلي وجدت نفسه كنت احفظ كلامه واسمع بخشوع له فانا ارى ان في كلامه بلاغه يفهمها اولئك الذين تجرعوا كأس الخذلان رشفه رشفه الى ان انتهى الكأس وانتهى معه ذلك الامل الذي يسكن جوف كل انسان فينا فيتحول الى كتله من صمت مريب صمت مهول اذا نطق احدث دويا في مشاعر سامعه الصمت الذي ان نطق صاحبه ترافق مع النطق ذلك الدمع المرير والاهات والحسرات التي تخنق صاحبها فيكون السكوت له ارحم . كنت اعود الى منزلي وانا كالجبل احمل هم هذا الرجل المريض كنت اتمنى لواني كنت ابنه لواني كنت قادرا على مساعدته اكثر فاكثر . كان حزنه يتثاقل يوما بعد يوم كنت انصحه بالخروج من المنزل كي تتغير احواله ويطيب صدره بلقاء الناس  حين كان يخرج كان يتوكأ على عصاه وكان كلبه يرافقه في كل مكان يذهب اليه كان يرشده لطريق العوده اذا تاه .وفي يوم من الايام جائت فتاه تسال عنه فتاه بعمر 18 كانت جميله الى الحد الذي يتيه الناظر في تفاصيل وجهها البريء كانت عيناها زرقاوتين كبيرتين حين نظرت اليهما اول مره شعرت وكاني انظر الى السماء في صفوها كانت عيناها اشبه بكأس نبيذ لايعود شاربه الى صحوه الى بعد الثماله المطلقه وكان لها شعراشبه بخيوط الذهب وكأن الذي يمتلك خصله منه اذا باعها لصائغ كانت لتساوي مايساوي الذهب ولوهله شعرت ان شعرها كاشعه الشمس كخيوط الشمس بجمالها .دللتها الى بيته وكلي فضول لاعرف من هي ومن تكون ومااسمها . لاول مره شعرت ان هناك نبض في صدري يخفق بطريقه غريبه  لم اعتد على سماع مثلها من قبل فحين كلمتني ارتعشت وتوترت لدرجه اني كدت لااعرف النطق وكلما نطقت كنت اتعب رغم قله كلماتي انه شعور لم اعرفه من قبل ولكنه كان جميلا

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 28, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رسالة انتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن