كان جو الغرفة رطبا و معقما
وكانت الساعة قد تعدت منتصف الليل
ذهبت الممرضة في تمام الساعة الثانية صباحا الي غرفة العناية المركزة ك لص يحسب خطواتة خوفا من ان يراه احد حتي تري ذلك المريض
لم يمر علي خروجه من غرفة العمليات الا ثلاث ساعات فقط وحالتة اقرب الي الموت منه الي النجاة وجسده موصولا بالاجهزة
وقفت امام سريره و كانت تنظر اليه بشيئ من الشفقة والاستفهام
ترثي لحاله البائس
وفي نفس الوقت تتسأل
لماذا لشاب في مثل سنة ان يقوم بهذه الجراحة الخطيرة التي قد تؤدي بحياته ؟
ماذا يريد من تغيير شكله ؟
إن الجراحة لم تكن الا عملية تجميل
ولكن تجميلا من نوع مختلف
بدلا من ان يغير فيه المريض شكل انفه او عينية او يشد جلده فقد غير وجهه بالكامل
هذا كل ما عرفته ممرضة الاستقبال سيرين من صديقتها التي شاركت في الجراحة من بعيد
فمثل تلك العمليات في الغالب لا تجري هنا في المشفي العام بل في عيادة خاصة للاطباء
دقائق معدودة قضتها سيرين
تنظر الي وجه الشاب الملقي امامها لا حياة فيه ولا موت
حيا بالاجهزة فقط
الغريب في الامر
ان الطبيب العام ومدير المشفي
منع منعا باتا دخول هذه الغرفة
الا للطبيب المختص فقط دكتور يعقوب
هو الطبيب الوحيد المسموح له بالدخول والخروج
يقال انه الوحيد الذي يعرق كيف يتعامل مع هؤلا المرضي حينما يفيقوا
ولكن سيرين لم تقتنع ابدا بما يقال
مضي علي وجودها في المشفي ما يقرب من ثلاثة اعوام
لم تسمع فيهم قط بأن احدا يستطيع ان يدخل غرفة العناية المركزة الا دكتور يعقوب
كل ما تسمعه ان لجنة من لجان الطب العليا تأتي بدون مواعيد تعاين حالة المريض الذي سوف تجري له الجراحة ثم تأمر بأجرا عمليه التجميل
مر ثلاثة سنوات والحال لم يتغير
واشد ما كان يثير سيرين هو الغرض من تلك العمليات المتتالية التي لا تتوقف
اذا كانت عمليات تجميل عادية فلماذا تتم بهذه السرية وفي الخفاء وفي مشفي عام
ومن هؤلا الذين يجرون تلك العمليات
علي مدار ثلاثة سنوات اجريت ما يقرب من سبعون عملية جراحية
لا تعرف سيرين ما يتم تغييره في الاوجه او الابدان في تلك العمليات
ولكن ما وجدته اليوم كان كفيلا بأن تعرف شيئا مما حدث
فقبل شهرين لمحت فايل علي مكتب دكتور يعقوب فيه صورة للمريض وشيئا ضئيلا من البيانات حوله
كالاسم والسن والجنسية فقط
ولكنها فوجئت اليوم حينما دخلت ووجدت ان الوجه تغير والاسم و الجنسية مازالا هما دون تغيير
لم تستفق من تفكيرها الا علي صوت صرير الباب يفتح ببطء
فجرت واختبئت خلف ستار الشرفه حتي لا يراها احدا
نظرت الي ساعتها فوجدتها قد اقتربت من الثالثة صباحا
دخل الغرفة دكتور يعقوب ومعه رجلين وامراة شابة تقارب الثلاثينيات من عمرها
وقفوا امام الجسد الملقي علي السرير
واخذ دكتور يعقوب يتحدث اليهم عن الحالة وتطورات الجراحة واخر ما ما امكنه تغييره في وجه المريض
- كم مضي علي الجراحة ؟
- ثلاثة ساعات
- والتي سبقت تلك ؟؟
- شهر ويومين
- بعد ان يستفيق بخمسة ايام تجري له الجراحة الموضحة في هذا التقرير
تغيير الوجه كما هو موضح هنا
- ولكن دكتور هارون هذه الجراحة قد تودي بحياته خاصة انه لم يتعافي من الجراحة الاخيرة
- يعقوب أخي
لم يتعافي اعرف ذلك !
سيتألم اعرف ذلك ايضا
ولكن قل لي هل سيموت ؟
- لا .... لن يموت
ولكني اخاف ان يفقد معرفته بنا يوما ما
- لا تخف يعقوب
واجر الجراحة نحن في الانتظار
الي الجزء الثاني
أنت تقرأ
إيسوس( البداية الحقيقية لكل شيء )
Mystery / Thrillerإيسوس هو المنتظر إيسوس هو الذي يعرف كل شيء وهو الوحيد القادرعلي ارجاع الارض علي ما كانت عليه انه هارب في مكانا ما ومعه اخطر شيء علي وجه الارض كيف ستكون النهاية عندما يعود إيسوس ؟؟