Chapter: 2

2.5K 79 5
                                    

" اشكر الجميع لأنصاتهم , الان اود ان تتعارفوا فيما بينكم لأن التصوير سيبدأ غداً , شكراً مجدداً " قال المخرج ذو الاربعين عاماً لمجموعة من الشبان كانت تقف امامه و تنصت بانتباه لما كان يقوله

تنوعت ملامحهم بين الارادة و الحماس و بعضهم الملل

نظر المخرج الى نوا و ابتسم ثم ادار ظهره و مشى

بلع الأخير ريقه ثم ابتسم بينه و بين نفسه بسعادة , وضع يديه في جيبتيه وسط احاديث الناس مع بعضهم من حوله , لم يزعجه شعور أنه لا يعرف احد

لأنه غرق فوراً بالتفكير و النظر الى الأرض بشرود , حتى رفع رأسه فجأة يبحث عن احدهم مقلباً عيناه بسرعة على الموجودين

" همم , رحل ربما " تمتم لنفسه بإحباط ثم شق طريقه باتجاه المخرج

ملامحه كانت هادئة لكن يشوبها التشتت , فقد كان ينفخ كثيراً و يهمس بكلمات اغاني لا تطابق اللحن الخاص بها

" شكراً لك "  سمع احدهم يقول

ادار وجهه فوراً باتجاه مصدر الصوت ليرى شاب ذو شعر اسود عاتم لا ينقصه سوى نجوم ليصبح سماءاً , و عينان واسعتان رماديتان

كلمة بسيطة نعم لكن النبرة استطاعت ايقاف نوا عن المشي و ركونه في مكانه فجأة

فم صغير تحت انف متناسق مع عينين رماديتين وسط خدين شاحبي اللون

بلع نوا ريقه عدة مرات لرؤية هذا الشاب , فقد كان يصافح احدهم

ما استوقفه فعلياً هو نبرة صوت ذاك الشاب , فقد احتوت على الثبات و التزعزع بنفس الوقت اسفل طبقة مخملية حادة

مزيج لم يرى مثله من قبل

بقي يحدق به لدقيقة حتى تدارك حقيقة ان هذا الشاب يتجه نحوه لكنه لا ينظر اليه

عدل ملامح وجهه فوراً و ادار جسده كاملا باتجاهه

" ااا ، مرحبا " قال بسرعة و تردد كمراهق يحاول التقرب من الفتاة التي يحبها بصمت !

هذا ما بدا عليه الامر ، لكن ملامحه لم تكن تدل على ذلك ابدا  فقد كان جادا و راغبا بالتعرف
الامر الذي اوقع الشاب في حيرة من امر نوا  الا ان برودة نظرته كانت تضاهي برودة المتجمد الشمالي !
هذا ما جعل نوا يبلع ريقه
" اهلا ، انت نوا صحيح ؟ " قال الشاب فورا
لكن خيال نوا اخترق الفضاء لحظة فتح الشاب لفمه فقد كان صوته بالنسبة لنوا ، شيء كوني قادم من تحت الارض و فوق السماء لجمعه نبرة شريرة مغطاة بلحن ملائكي
نعم هذا ما فكر به تماما لكنه بالرغم من هذا استطاع تمالك نفسه و إجابته : " نعم انا هو ، وانت اليان بالطبع ، تشرفت بمعرفتك " ثم مد يده للمصافحة
صافحه اليان بدون اي تعبير على عكس نوا الذي كان مشرقا
نظر اليان الى ساعته و زفر ثم قال ناظرا الى سيارة نوع أودي سوداء من وراء ظهر نوا " اذا ، اراك غدا نوا " و رحل مسرعا باتجاه السيارة بينما يخرج هاتفه المحمول من جيبه و يجيب على مكالمة
بلع نوا ريقه مرات كثيرة و هو واقف في مكانه يراقب اليان يقود بيد و يمسك هاتفه باليد الاخرى
" اللعنة يبدو اجمل بكثير عن قرب ! ، لو اعلم انني سأتوتر هكذا عندما اراه لما بحثت عنه قبل قليل ! "
همس لنفسه بلا وعي بينما ينظر الى سيارته تبتعد
اخرجه صوت رنين هاتفه من شروده
تنبه فورا ، اخرج الهاتف من جيبه و ابتسم فور رؤيته اسم المتصل
" ابنة خالتي المزعجة غابرييل " اجاب بمرح و هم بالمشي
" الحالم المشتت نوا " اجابت بنفس المرح
فراح يضحك بينما يبحث بعينيه على باص نقل ليوقفه
" نعم نعم جملتك الشهيرة ، اين انت؟ " سألها ثم رأى باصا و اوقفه ثم هم بالصعود
" لهذا انا اتصل بك ايها الابله ، انا امام شقتك!! ، فكرت باقتحامها لكنني اعلم انك دائما مفلس لذا تراجعت عن الفكرة " قالت ليضحك هو
" احيانا احب كوني مفلسا " قال رافعا حاجبيه
" المهم الان ، اين انت ؟ لا تزال في العمل ؟ " سألته
" كلا انا الان في الباص ، لن اتأخر " اجابها ناظرا نحو الطريق
" حسنا اذا ، اوه يا الهي لديك جار مثير هنا ،  انا ذاهبة لاوقع به ريثما تأتي ، وداعا " قالت بسرعة و حماس و اغلقت الخط تاركتة نوا يضحك بينه و بينه نفسه هازا رأسه يمينا و يسارا لجنونها

Love behind the scenesWhere stories live. Discover now