فتح ليو عيناه وتثائب براحة , لم يحظ بمثل هذا النوم الهادئ منذ فترة طويلة , ذلك الأمان الذي يمده به قرب صديقه .. صديقه ؟!
ما ان فكر بهذا حتى انتفض بهلع , لم يكن هاكيون بجواره , ركض خارج الغرفة باحثاً عنه متمنياً الا يجد ما يخشاه , لكنه تسمر مكانه عندما وقعت عيناه على صديقه نائماً على الاريكة وكالعادة زجاجة الكحول بجانبه , اقترب منه بهدوء وعدل الغطاء على كتفه فهمهم الآخر بإنزعاج
ليو : لم تنام هنا ؟!
تدثر هاكيون بالغطاء وهمهم بنعاس : اردت بعض الكحول
نظر اليه معاتباً : يجب ان تتوقف عن شرب الكحول بهذه الشراهه
هاكيون : تتصرف كأمي , اذهب ودعني انم
تنهد ليو بقلة حيلة ثم فكر انه بإمكانه الاعتماد على ارهاق ونعاس هاكيون ليخرج قليلاً , يشعر انه يختنق بالمنزل
ليو : سأذهب لشراء بعض الحاجيات , هل ستنام حتى اعود ؟
لم يرد وكان قد نام بالفعل فشعر ليو ببعض الاطمئنان ليلتقط مفاتيحه ومعطفه ويخرج
ما ان سمع الباب يغلق فتح عيناه وعاد للجلوس , تماماً كما كان منذ بضع ساعات , فقط يجلس مكانه ويفكر , مالذي يفعله ؟! , بم يفكر ؟ ما هي خطوته التالية ؟ .. ماهي النهاية التي صرخ انه سيستمر حتى يصل لها ؟ .. ادرك بالأمس انه لم يفكر على الاطلاق بكيف سينتهي الامر , للمرة الاولى شعر انه متورط بما فعله , ترك زجاجة التي لم يذقها , كان فقط بحاجة لأعطاء ليو بعض الوهم ليبتعد قليلاً حتى يفكر , نهض واتجه الى غرفتها وفتح الباب , كانت نائمة .. جلس على المقعد امامها ينظر اليها بصمت , لايدري ماذا يفعل بها .. بدأ يفكر جدياً في كلام ليو , ربما عليه فعلاً ان يتركها قبل ان تخرج الامور عن السيطرة .. لكن الان وقد رأت وجهه وعرفت اسمه فماذا يفعل ؟! .. حتى وان ظنت انه يساعدها فلا يدري كيف ستتصرف ان رحلت , عليه ان يطمئن اولاً , نهض ونكزها بوجنتها برفق
هاكيون : اونهي .. هل انت بخير ؟
انتفضت ودارت برأسها محاولة ان تراه
هاكيون : لا بأس , سأفك العصبة
تهلل وجهها وهي تشعر بأصابعه تفك العصبة عن عيناها حتى ازالها ففتحت عيناها ورمشت قليلاً حتى صارت الرؤية واضحة
اونهي : هاكيون .. لقد انتظرتك طويلاً ولم تأت
عاد ليجلس امامها بإبتسامته اللطيفة : انا اسف , ظل ليو بالمنزل طوال اليوم بالامس , حتى في الليل لم تسنح لي الفرصة لآتي
اونهي : هو ليس هنا الآن ؟
هز رأسه نافياً فأتسعت ابتسامتها بأمل
اونهي : الا يمكنك .. ان تفك قيدي ؟
تراجع بخوف : لا .. لا استطيع , لا ادري ماقد يفعله ان عرف
اونهي : لن يعرف .. فقط لم اعد اشعر بأطرافي حقاً .. حرر يداي فقط
هاكيون : مستحيل .. سيتسبب هذا بالعديد من المشاكل
كانت تعلم بالفعل انه لن يفعل , لكن لا يهم , ليس هذا ما ارادته بأي حال , ماتريده حقاً وماظلت طوال اليوم تفكر به هو معرفة من هما حقاً , معرفة سبب مايفعله بها ومعرفة سبب انصياع هاكيون له , عليها ان تفهمهما ان ارادت ان تتحرر
اونهي : هل تخشى ان يؤذيك انت ايضاً ؟
هاكيون : اخبرتك .. هو لن يفعل هذا
اونهي : كيف تثق به هكذا ؟ الا ترى مافعله بي ؟ لم سيفعل بي هذا ان لم يكن شخصاً سيئاً هاكيون .. انا حتى لا اعرفه
نظر لها بصمت .. هل اتهمته للتو بأنه شخص سيء متوحش .. لكنه ليس كذلك , انه ليس خطأه ابداً .. لم يكن هكذا ولم يرد ابداً ان يصل لهذا
هاكيون : ليس خطأه
اونهي : اذاً خطأي انا ؟ هل ارتكبت ذنباً ما بحقه ؟
هز رأسه نافياً
اونهي : اذاً خطأ من هذا , انظر الى جسدي , الا ترى ما يفعله بي , هل هناك مبرر لهذا
همس بصوت مختنق : انت لا تعرفين شيئاً
نظرت له بحرص وسألت : هل .. آذاه احد من قبل ؟ هل هناك من تسبب بهذا له ؟
لم يرفع عيناه اليها .. مرت الثوان بصمت وهي تنتظر رده بصبر , تعلم انه سيرد , تراه بإرتجافه شفتيه الواضحة
هاكيون : لم يكن شخصاً سيئاً ابداً .. لكنه لم يعامل الا على انه عبء يجب التخلص منه ..
اغمض عيناه مستعيداً ذكريات سنوات مضت وبدأ يقصها عليها .. لايدري لم لكن الذكريات برأسه كفيلم غير قادر على ايقافه وتسري عل لسانه فلا يقدر على كتمها
" كان فتى عادياً من عائلة بسيطة , توفى والده عندما كان في السابعة فلم تنتظر امه كثيراً وتزوجت , لم يفهم ابداً لم تزوجت من ذلك الشخص , بالنسبة له لم يكن حتى شخصاً , كان وحشاً عديم الرحمة .. يتلذذ بتعذيبه وضرب والدته حتى ينهك هو من ضربهما , كثيراً ماتسبب بتهشيم عظامه الصغيرة وتركه يتألم دون علاج ,ووالدته تلقي بجسدها عليه لتحميه من ركلات زوجها العنيفة .. حتى اصابها الفقر والاهمال بمرض مميت, رفض زوجها دفع تكاليف علاجها او حتى اخذها للطبيب, فماتت في اسابيع, شهد كل لحظة من المها عاجزاً وهو مايزال طفلاً في الرابعة عشر, ثم استيقظ يوماً بجانبها ليجدها جثة هامدة, آخر ما رآه من امه هو وجهها الباهت المتغضن, ولم يفارقه هذا الوجه ابداً, زادت قسوة الزوج عليه وزاد جنونه ضرباً وتعذيباً في الفتى الصغير, لم يعد يعرف طعم الاكل بسبب طعم الدماء اللاذع الذي لا يفارق فمه, لم يعد يعرف النوم بسبب الم اضلعه فكان يقضي ليله يبكي وحيداً كاتماً انفاسه بيديه حتى لا يسمعه ذلك الوحش فيمزقه , وكانت تلك الليالي هي اكثرها حظاً وندره , تلك الليالي حين يسهر ذلك العربيد بالخارج حتى الصباح , اما الليالي الاخرى فكان يقضيها بضربه وجلده واحراق جسده حتى الصباح, اصر على منعه من اكمال تعليمه لكن اتباعاً لرغبة امه التي عانت الامرين، لأجلها لم يستسلم واقنعه بأنه سيحصل على وظيفة جزئية ليصرف على تعليمه بنفسه, ليفاجأ بأمواله القليلة تسرق منه بعنف فلا يبقى له سوى مايكفيه بالكاد ليعيش, لكنه استطاع دخول الثانوية رغم ذلك .. استطاع البقاء .. لم يكن ابداً شخصاً سيئاً .. لم يؤذ احداً قط , لم يفهم ابداً سبب حدوث ذلك له وتوقف عن التساؤل فلا فائدة منه .. حتى التقى في الثانوية بفتى آخر , ميزه نظرة الانكسار بعيناه والكدمات التي يحاول اخفائها .. يعرف تلك الكدمات جيداً , كان الفتى اضعف منه واكثر رقة رغم مرورهما بنفس المعاناة .. وادرك منذ اللحظة الاولى التى رآه بها يحاول حبس دموعه بينما زملائه بالمدرسة يمطرونه بالسباب والركلات انه مسؤول عنه , لم يفهم ابداً لم وقف وساند ذلك الفتى الرقيق , لم شعر بأن عليه ان يكون مخبأه وملاذه رغم ان حاله ليس افضل منه بأي شيء .. لم يكن لأي منهما ذنب بشيء .. لم يختر اياً منهما هذه الحياة "
رفع عيناه اليها لتفاجأ بالدموع تسبح عليهما : لم عليهما ان يعانيا هكذا ؟ لم عليهما ان يتألما دون ذنب .. ذنب من هو في تحول .. ذلك الطفل , الى وحش كهذا ؟
لم تعرف بم ترد , امام عيناه هاتان شعرت وكأنها تحدث ضحية مثلها ,
حتى وان كانت هي المقيدة , فهناك قيود اشد قسوة تقيد روحه ,
حاولت ان تستجمع شتات عقلها لترد لكنها لم يعطها الفرصة , نهض وخرج من الغرفة دون كلمة اخرى , لم يهتم حتى بتغمية عيناها , فقط خرج , اتجه الى المطبخ ليخرج كل زجاجات الخمر من الثلاجة ويفتحهم واحدة تلو الاخرى ليشربهم بعنف كأنه يحاول اغراق روحه بهم , يحاول ايقاف تلك الافكار والذكريات , يشعر بالغضب , بالكراهيه , يشعر وكأنه يريد تمزيق الجميع , يريد أيذاء الجميع , يريد ان يرى دمائهم تغطي يداه وجسده , يريد ان يسمع صرخاتهم المعذبة .. لكنه لا يستطيع تقييد البشر جميعاً وايذائهم .. ليس لديه سواها .. لذلك عليها ان تتحمل كراهيته كلها وحدها , لا ذنب لها ؟! .. وماكان ذنبه هو ؟!
القى العلبة بعنف لتحدث دوياً عالياً وينسكب مافيها على الارض
فُتح الباب, كان ليو قد عاد بعد أن تمشي قليلاً واشتري شيئاً ما كان يضعه بكيسٍ صغير , دخل ليضعها علي الطاولة ويوجه نظره لهاكيون الذي كان يقف بالمطبخ , رمقه متسائلاً
ليو : مابك ؟ لا تبدو بخير
" لا شيء "
أجاب هاكيون باقتضاب وسحب علبة آخري من الثلاجة وتوجه للجلوس علي الأريكة
خطي ليو داخل المطبخ قليلاً شعر بسائل أسفل قدميه
ليو : ماهذا ؟!
هاكيون : أنزلقت من يدي علبة الخمر
أجاب بلا مبالاة وهو لم يكلف نفسه حتي عناء تنظيفها ,جففها ليو وقام بإعداد الفطور ليدخل لها وهاكيون يراقبه وهو يعده بصمت تماماً وعندما هم ليو بإدخاله نهض ليعترض طريقه
" إلي أين أنت ذاهب "
كانت نبرته تحمل بعض الغضب الممتزج بالحدة
نظر له ليو بقلق وهو يخبره بنبرته الهادئة : سأطعمها
ضرب هاكيون صينية الطعام بيد ليو فجأة لتنقلب أرضاً : كفي ليو لم أحضرها لهنا لتصبح ضيفة نطعمها ونضمد جراحها
تفاجئ ليو لردة فعله العنيفة, انقبض قلبه فهاكيون يصبح مخيفاً حقاً عند الغضب ويضرب عقله جزء من الجنون , لم يكن خائفاً علي نفسه ولكن فقط علي صديقه
"هاكيون اهدأ رجاءاً إن لم نطعمها ستموت ,ما الذي حدث ليغضبك هكذا"
" لن تموت ليو لن تفعل قبل أن اسمح لها بذلك "
تلك النظرة التي يخشاها ليو ظهرت بعيناه مجدداً نظرة شيطانية تنبأه بأن القادم سئ ,سئ للغاية
حمل علبه الخمر من علي الطاولة بينما عيناه تراقبان الغرفة ليتحرك تجاهها , وقف ليو أمامه مانعاً إياه
"انتظر هاكيون لا تفعل رجاءاً لا تذهب إليها دعها وشأنها هاكيون ما ذنبها بكل هذا
"
" وما كان ذنبي أنا وانت ليو ,أخبرني بما أخطئنا ليتم معاقبتنا بهذا الشكل , لم نحظي بيوم واحد طبيعي كبقية الأطفال , دعك مني ولكن فيما أخطأت أنت ؟! , ما كان ذنبك في أن تكون هزيل الجسد ضعيف البنية ؟!, هذا هو العالم ليو يعاقبك علي جريمة لم تفعلها إما أن يقتلك أو يجعل منك وحشاً كاسراً, واعتقد انني عوقبت بما كان أكثر من أستطع تحمله فأصبحت ما انا عليه الآن لذا لا تمنعني رجاءاً .. لا أدري ما قد يحدث إن حاولت منعي "
DU LIEST GERADE
| Blood lust |
Fanfiction'فقد صوابه وانجرف وراء رغباته، فتحولت إلي شهوة دماء' °°°°°°°°°°°°°°°° "...لو علمت أنكِ أحببتِ عطري حتي تأتي بحثا عنه لكنت أغرقتكِ بالمزيد منه..." 'Author:Sue Korya & Nora Ahmed ' 'Published in:21"8"2017' 'Ended in:11"9"...