المشهد التاسع

28 7 0
                                    

جلس الأصدقاء متربصين وراء الباب، شريف يضع اذنه علي الباب، ثم اشار الى عمر بأن يفتح الباب ببطء، نظر من خلال الفتحة الصغيرة، ثم بدأ بالعد:

- جاهز؟ 1..2...3...يلّا بسرعة!

انطلق عمر مسرعا الى الخارج، و ذهب ليأتي بجثة صديقه الذي مات حديثا، امسكه من قدميه و أخذ يجره و هو يركض، سمع صوتا يقترب فأسرع من خطواته، حتى وصل لباب الغرفة.

هرع اصدقائه ليستلموا الجثة منه، ادخلوها لداخل الغرفة و وضعوها على الأرض برفق.

لكنهم فزعوا حينما سمعوا صوتا يقترب من الباب، فذهب عمر للخارج مجددا، حاول شريف منعه قائلا:

-هتعمل ايه يا بن المجنونة؟

-هعطله، لحد لما انتوا تجهزوا كل حاجة

صرخت فيه سارة:

-هتموت يا غبي!

نظر اليهم بإبتسامة خفيفة، ثم تابع طريقه للخارج دون أن يهتم بتحذيراتهم.

فور ان خرج للخارج، رأى ظلا يتحرك من بعيد، الإضاءة خافتة فلا يستطيع تمييز شكله، بدأت الأنوار بالإرتعاش، و فور ان عادت الأنوار اختفى الظل من مكانه، ازدرج الفتى ريقه و حاول تثبيت نفسه، قال بهدوء و هو يبتسم رغم رعبه:

-انا مبقاش فارق بالنسبالي، جن بقى مش جن مش فارق، مش هتقدر تحسسني بالضعف...

ارتعشت الأنوار من جديد، و عندما عادت ظهر الظل فجأة و لكنه كان اقرب بكثير من الشاب.

-...يا رب!

نزل عمر ببطء على ركبتيه، التقط بضعة قطع خشبية مكسورة من الأرضية، و قطع من الحائط المتكسر، و قام من جديد، مشى ببطء نحو ظل المارد، ثم رمى أحد الأحجار عليه، لكنها للأسف لم تصبه.

لم يتحرك الظل من مكانه، فحاول الشاب من جديد، رمى الحجر بقوة فأصاب المارد، لكن الحجر مر من خلال جسده كأنما كان هواءا!

ظل المارد منكسا رأسه، ثم أخذت الأضواء ترتعش مرة آخرى، ثم انطفأت الأنوار.

أخذ عمر يحاول ان يتنفس و لكن بصعوبة من شدة خوفه، و لكن عندما عادت الأنوار، كان المارد على بعد بضعة أمتار منه، رفع المارد رقبته و نظر للشاب فظهر وجهه ذو العيون الغائرة للداخل، و حولها امتلأ وجهه بالعروق الظاهرة، و هناك ندوب من جانبي فمه حتى خديه، و فمه يسرب دماءا سوداء اللون.

القى عمر باقي الأحجار على الأرض، و أخذ يركض بسرعة.

اخذ يجري، ينهج بقوة، لا يستطيع اخذ نفسه.
يجري، لكننا الآن ندري مما يخاف.

سمع الصوت يقترب منه أكثر فأكثر، أخذ يجري بسرعة اكبر، الظلام حوله من كل اتجاه، الضوء ضعيف جدا، يرى فقط ما يضيئه ضوء هاتفه.

فجأة تعثر و سقط على الأرض بقوة.
لكنه لم يتوقف عن الركض، او الزحف بسبب أذى قدمه من السقطة. تاركا هاتفه المحمول ملقى علي الارض.

أرتكز الى ركن قريب من الباب و جلس مختبئا ضاما ركبتيه الى صدره، محاولا التقاط انفاسه.

ثم بدأت الاضواء بالارتعاش.

اسند رأسه بين ساقيه، أمل في ان لا يرى ما سيحدث، انطفأ النور.

سمع صوت خطوات بطيئة لكن ثقيلة.

تقترب منه شيئا فشيئا.

انفاسه متلاحقة، قلبه يدق بقوة.

عادت الانوار، و ما ان رفع رأسه ليرى من هناك، اذ برجل ملثم يرتدي عبائة سوداء يقف امام وجهه مباشرة، في يده سكين ملطخ بالدماء.

و كان يطفو في الهواء.

و قبل ان يصرخ، قام الرجل بوضع اصبعه امام فمه: ششششششششش

ثم انطفأت الانوار من جديد.

و رن صدى صوت صراخ الفتى في أرجاء المنزل.

             *********************

أنتم لستم وحدكمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن