الجزء الرابع | مَقْهَى

399 70 21
                                    


"انسي الأمر، كل هذا بسبب ضغوطات الدراسة، لا أكثر" قلت لنفسي مطمئنة

"تبدين مرعبة" صوت ساخر ينبعث من ورائي. استدرت لأرى أخي المزعج، "ماذا تريد؟" قلت بحنق

"ماذا حدث لكِ؟، ألا تنظرين إلى المرآة؟" قال بابتسامة جانبية

"ماذا؟" قلت باستغراب

وقفتُ من على الكرسي لأتجه نحوَ المرآة قائلة "ليس هناك شيءٌ خاطئٌ في-" توقفتُ من الذعر لأقول "يا إلهي!".

"نعم نعم، يا إلهي!" قال سيث بعد أن أطلق ضحكته

"اصمت!" قلت بانزعاج، "ربما بسبب أنني ركضتُ إلى هنا" أردفت

"لمَ لم تتصلي لكي اصطحبك؟" قال

"كأنك ستأتي من الأصل" قلت

"نعم، صحيح" قال بابتسامة

أمسكتُ بالمُشط لأحرر شعري من ديثان مرعب. كل تلك الخصلات المتشابكة، يصيبني بالصداع.

"لماذا كنتِ تركضين؟" سأل

همهمت لأقول "لقد كنتُ، أركض".

"أعلم، لماذا؟" قال

صحيح، لماذا كنتُ أركض؟، لم يكن المنزل بعيدًا عن المدرسة.

"حسنًا، لا يهم، هيا بنا" قال

"مهلًا" أنزلت المشط لأكمل "إلى أين؟".

"خارجًا" قال، "هل تريدين المجيء؟، أم تفضلين التعرف أكثر على جدران المنزل؟" أردف

"أنا آتية" قلت

"بزي المدرسة؟" قال

"ماذا؟" قلت. نسيت بأنني لم أغير ثيابي بعد، هذا كله بسبب الحمى، ما الذي أقوله، لستُ مصابة.

"سوف أبدل ثيابي" قلت

"أسرعي، وإلا سوف أذهب من دونك" قال

"حسنًا حسنًا" قلت

لمَ أشعر بأن هناك شيء غريب؟، كيف لأمي أن تسمح لنا بالخروج؟.
هبطتُ من على السلالم لأقول "المنزل هادئ بشكل غريب".

"نعم، لأن أمي ليست موجودة" قال

"ليست موجودة؟، أين ذهبت؟" قلت باستغراب

"لديها اجتماع طارئ" قال

"كيف أخذت الإذن منها؟" سألت بفضول

"لم أطلب الإذن، هيا بنا" قال ممسكًا بمعصمي، لنخرج من المنزل.

"لم تطلب منها الإذن؟، هل جننت؟!" قلت بذعر

"نعم، لقد جننت لسنين طويلة، إلى متى سوف تكونين أسيرة هذا المنزل؟!" قال بنبرة غاضبة

"سيث-"

"لا أريد سماع المزيد" قال

أطلقت تنهيدة ثم قلت "أين السيارة؟".

"المفتاح بحوزتها" قال، "سوف نذهب سيرًا، فالطقس جميل" أردف

"حسنًا" قلت
نظرتُ في عينيه الوارهة، لأرى معاناة الوحدة والغُربة. مثلي تمامًا.

"أين سوف نذهب؟" سألت

"لا أعلم، ربما، الحديقة" قال

"نعم، فنحن لا نعرف غير الحديقة" قلت بإحباط
"صحيح، هناك مقهى بالقرب من المدرسة، لمَ لا نذهب إليه؟" أردفت

"مقهى؟" قال باستغراب

"هو مكان عام يتم تقديم القهوة فيه" قلت

"هذا رائع، حسنًا، هيا بنا" قال

رفعتُ رأسي لأنظر إلى السماء، أغلقتُ عيني وقلت "ماذا سوف يحدث عندما نعود إلى المنزل؟، سوف تكون غاضبة بالتأكيد".

"نعم" قال. "لا تقلقي" أضاف بهدوء















..يتبع..

Dictionary girl | متوقفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن