| Blood lust |

Part Six & Final

وكان خطؤه الوحيد انه اراد
شراء بعض الكتب .. فقط بعض الكتب المدرسية , مزق والده كل كتبه مراراً وتكراراً فكان يذاكر في كتب هاكيون , لكن اوقات الامتحانات لم يكن من السهل على هاكيون اعارته اياها , لذلك لم يجد حلاً سوى ان يسرق بعض المال من والده , فقط اموال قليلة ليتمكن من شراء الكتب والدراسة للإمتحانات .. لكن ابيه اكتشف الامر بعد ان اشتراهم بالفعل , نال عذاباً تلك الليلة يوازي ماتعرض له في اعوامه السبعة عشر كلها , حتى كتبه الجديدة احرقت امام عيناه .. وهدد بإنه ان لم يعد امواله فسيقتله .. اخبر هاكيون بما حدث بجسد مرتجف مغطى بالكدمات والجروح وكل آثار التعذيب , أخبره وهو يبكي ويشعر بأحد اضلاعه و عظام يده قد انكسرتا بالفعل , فما كان من هاكيون الا ان اخبره بأنه سيذهب الى عمله اولاً وان يمر عليه بعد دوام المدرسة .. لم يفهم مالذي ينوي فعله لكنه لم يعارض او يسأل ونفذ ماطلب منه ليفاجأه هاكيون برزمة من المال يدسها بين يديه وحين سأله من اين اتى به , اخبره انه من عمله .. لم يجادل كثيراً حينها , كل ماهمه هو انه لن يقتل , ربما يحصل على بعض الصفعات لكنه بالتأكيد لن يقتل اليوم .. عاد لمنزله ركضاً حاملاً المال .. ليقف قبل ان يقدمه لأبيه , خاطر سريع جال برأسه ليقطع سعادته , هذا المال اكثر بكثير من راتب هاكيون .. كما انه حصل على راتبه بالفعل منذ بضعه ايام .. نظر الى شكل الاواق بيده ليجده مكرمشة بعشوائية .. كأنها سرقت .. ادرك ليو ان هاكيون سرق المال من اجله وبين صراخ والده بأن يعطيه المال وتفكيره بما سيحدث لصاحبه ركض خارج المنزل متجهاً الى المتجر حيث يعمل هاكيون , لكنه لم يكن هناك .. سأل عنه فبدت الامور طبيعية , لا احد يتهمه بالسرقة او الهرب , بل انه لم يأت لعمله في ذلك اليوم من الاصل .. اذاً هذه النقود .. سرقها من زوج امه .. بهذا التفكير توقف قلب ليو رعباً , لابد ان هاكيون مات بالفعل الان , ركض يسابق الثواني حتى وصل الى منزله ليندفع الى الداخل حاملاً النقود بين كفيه ليقدمها فداءً لروح صاحبه .. لكنه تأخر , تأخر كثيراً .. كل ما رآه هو الدماء بكل مكان , هاكيون يجثم فوق جسد زوج امه الذي تفجرت الدماء منه .. ويطعنه , لابد انه شهد الطعنة المائة له , كان هاكيون بحد ذاته يبدو مرعباً .. وجهه وجسده مغطى بالدماء , يطعن ويمزق الجسد المسجى تحته حاملاً غضب وكراهية الكون كله في قبضته .. صار الرجل جثة هامدة بالفعل لكنه لم يتوقف , طالما مازالت الدماء تتفجر كلما طعن طعنة جديدة فلن يتوقف .. حتى سقط ليو ارضاً على ركبتيه , عندها انتبه هاكيون , بدا كمن كان منوماً واستعاد وعيه لينظر الى ماقترفته يداه .. نهض عن الجثة وجسده يرتجف وينتفض
هاكيون : هو .. هو من حاول قتلي .. هو من اراد قتلي .. كان علي ان ادافع عن نفسي .. كان علي ان اقتله اولاً
التفت الى صديقه لينظر اليه بوجه مخضب بالدماء فبدا كوحش من احد الافلام
هاكيون : تيكوون .. سيقتلونني انا ايضاً صحيح .. سأعدم بسبب ما فعلت .. لن يصدقوا انه حاول قتلي اولاً , لن يصدق احد .. لن يفهم احد
نظر له ليو بعينين زائغتين ليهمس : لنهرب
هاكيون : الى اين ؟
ليو : لا يهم .. لنهرب وحسب .. قبل ان يأتي احد
لم يعطه الفرصة لينظر خلفه ونهض ليمسك بيده فتتلطخ يده هو ايضاً بالدماء ويركضان مبتعدين عن هذا المكان , مبتعدان عن الجميع .. مبتعدان عن هذه الحياة , ليحاولا بدأ حياة جديدة في مكان آخر لا يعرفهما فيه احد .. ونجحا , بعد سنوات من عذاب مرير استطاعا بالفعل ذلك .. لكن الوحش داخل هاكيون كان قد استيقظ بالفعل ولم يتوقف عن اشتهاء المزيد من الدماء
والآن يسير ليو وحده في الشوارع المظلمة ليلاً ليتسائل .. هل استيقظ حينها بسببه حقاً .. ام انه كان حياً بداخله حتى قبل ان يلتقيا
__________________
لم يشعر هاكيون بهذا القدر من الغضب منذ سنوات , الخمر عاجز عن تهدئة جنونه , يشعر بيداه ترتجفان بعنف .. جسده بأكمله يشتعل , كلماته التي قالها لليو , نظرة التحدي بعين الآخر له , ورغبته بجسد تلك الفتاة الذي منع عنه .. غضب مشتعل يعمي عيناه ويصم آذانه .. لم يشعر به منذ ان قتل ذلك الوغد بيداه , منذ غسل آثار الذل عن جسده بدماءه , الآن ذلك الوحش الذي حاول تقييده بداخله استيقظ مرة اخرى واكثر شراهة للدماء .. سيقتل تلك القذرة الليلة .. لكن عليه ان يحصل على متعته منها كاملة .. بالنهاية .. هي من نادته
دخل إلي الغرفة بخطوات ثابتة رغم رائحة الخمر التي تفوح من جسده اكثر من اي مرة مضت , نظر لها , كانت تنكمش علي نفسها بإحدي زوايا الغرفة وتسند رأسها فوق ركبتاها وترتجف .. ضماداتها صارت مغطاة تماماً بالدماء التي عادت تتفجر من جروحها , رفعت عيناها لتلتقي بعيناه في الضوء الخافت فتهلل وجهها , لم يتأذى .. سمع نداءها وبالتأكيد سيساعدها علي الهرب من ذلك المتوحش , نهضت واندفعت لتتعلق بصدره باكية
اونهي : هاكيون , عليك ان تساعدني .. عليك ان تفهم انه ليس كما تظن , ساعدني ولنهرب منه معاً قبل ان يقتل كلانا , انه ليس صديقك هاكيون انه سادي مجنون
تركها تصرخ وترتجف على صدره دون ان يرمش له جفن
هاكيون: سادي .. مجنون!
ر