أحببتك بقدر بنغازي

أستلمو جثته و آخرا رسائله
كانت لها .. ولكنها لم ترغب بقرأتها
كان حزنها طاغي بحجم هذه الحرب
و قلبها بضعف هذا الوطن ... حزنها عليه و منه و من الأسباب
و من كل شي ساهم في قتل هذا الحب
 كانت تصرخ بأعالي صوتها مرددة  لا تبكو عليه لازال حياً
أقسم لكم أنه يعيش هنا ضربت بتجاه قلبها،
اسمعو اسمعو أنه ينبض بداخلي..

كل من رأها شفق على حالها، لم يستطع أحد تمالك دموعه 
و بعضهم ظنو بأنها فقدت عقلها ولكنهم لا يعلمون
" كم من روحاً في ذمة الله  ..  حياء ترزق في قلباً ما،
و كم من روحاً تحييها ذكرا شهداء "

عاهدت نفسها بأنها لن تقرأ هذه الرسالة ... كانت تقول
لقد رحل على أي حال، هذه الرسالة لن تفعل شيئاً سوا
أن تنزح هذا القلب .. أكثر،

ولاكن الفضول  ... أو الفضول الفطري للنساء
كان كفيل بأن تلقي عليها نظرة .... نظرة واحدة  
أريد فقط أن أري كم سطراً كتبه أريد أن أري آخرا
ما كتبت يداه هكذا قالت ولاكن من يصدقها
 ... أخذت تمزق الظرف ببطئ و دموعها تتساقط
  كرصاصات حرباً لم تنتهي،
أخذت بعض اللحظات و هيا تتساءل كيف كانت حالته عندما كتبها 
هل كان يتألم هل كان شاحب و مريض هل وهل و هل، لم تنتهي التخيلات
الي ان فتحتها و بعد تردد ..
  '''''''''''''''''

" حبيبتي ..

 كنت في حرباً ... شظايا رصاصها في كتفي
 و بعض منها في ظهري و في قدمي 
 ألمتني حد الموت... ولاكن أقسم لك
اني تمسكت بهذه الروح الي آخرا
نفس ... من اجلكِ
 أجل كنت أريد الحياة
كنت أرغبها بشدة ... تمسكت
بها الي آخرا ألم شعرت به
الي آخرا قطرة دماء نزفتها..

.. صمدت من أجل
بنغازي و من أجلك
عندما علمت بأخرا رسائلكِ،
أنكِ مللتي الأنتظار .. و عليا أن أختار
أما أنتِ أو الوطن .. أما الحب أو الحرب
كنت بشدة أرغب في نزع ال " راء"
كنت أريد قتلها و تمزيقها لأنها
سبب في هذا الفراق،
ولاكن هناك أشياء لم تكن في يدي قد
ك حبكِ و ك هذه الحرب
لم أستطع الاختيار .. سامحيني
ف الوطن كان يستحق
و حبكِ  استحق ...

ولاكن رغم هذا لم تقتلني شظايا الحرب
قتلنتي رصاصة حباً ... شظاياها برائحة فراق
قذائفها كصوت عتابك فاجعتها ك خبر موتي ..

حبيبتي ..*

 أ يا ليت الحب يشن ... حرباً على الحربا
يا قتلت الراء ... يا بقينا ظحيتها

أيشن السلام على أطراف المعارك يوماً
و يفوحُ نسيم الحروب مغادراً
معلناً هزيمته 

أم مكتوباً على ... حبنا العدمى
في وطناً  ...هدم فيه احلام

و دفنت فيه ارواح  ..
و كسرت فيه فرحات ..
 

 
عندما تري هذه الرسالة ف لتعلمي
أنني أحببتك بقدر بنغازي و بقدر كرهي لل " راء " .

''''''''''

#نفحة_بقلمي