ريتال : " يبدو إنه لديك ضعف نظر لكي لا تلاحظ وجودك في السجن , لو لم تظهر ريماس تهمة قتلها ستثبت عليك و سأتكد من ذلك بنفسي .
لكن لو أكملت المغامرة و نجحت بها ستربح أختك و حريتك . "
ثم ضربت جبينها قائلةً : " كيف نسيت ؟! . أنت حتى الآن وجدت حقيقتين من أصل ثلاثة . أسرع في إيجاد الثالثة قبل غروب الشمس , الذي سيتم بعد ساعتين . و بعد إنتهاء هذه المدة ستعود إلى الغابة و أنا من ستتكفل بهذا . "
يحيى : " أيّ حقيقة سأجدها بالسجن ! . " ريتال : " أبحث بنفسك و استعجل . "
عاد يحيى إلى زنزانته و هو غارق بالتفكير عن الحقيقة الثالثة , حتى قاطعه زميله : " لقد نسينا أن نتعارف . أنا بدر "
يحيى من غير أن ينظر له : " تشرفنا , أنا يحيى . " بدر : " يبدو إنه لا رغبة لديك في الحديث . " اجابه يحيى بإيماءة .
أكمل بدر : " أنا لدي , لذا استمع لي من غير أن تجيب , أريد أن اخبرك القليل عن حياتي . "
لم يشجعه يحيى على إكمال الحديث فهو ما زال على وضعه الغارق بالتفكير , لكن يبدو إن بدر لم يرد أن يشجعه أحد فقد استرسل بالحديث قائلاً : " دخلت السجن لأني مَدِينٌ بالمال للكثير , "
سقطت دمعه من عينا بدر و هو يكمل : " ابنتي الصغيرة كانت مريضة جداً , استدنت المال لعلاجها لكنها توّفت .
في البداية دخلت في مرحلة صدمة و انهيار خصوصاً عندما تركتني زوجتي , حَسَبتُ إنها نهاية العالم .
لكنني اكتشفت إنها البداية لكل شيء جميل . " في آخر جملة قالها بدر , عاد اتصال يحيى بالعالم الخارجي و أوّلَّى بدراً كل اصغائه .
لم ينتبه له بدر فقد انتقل يروي قصته و كأنه يعيشها : " صدقني يحيى وراء كل شيء سيء ألف شيء جيد , هذه الجملة بالذات كنت استهزء بمن يقولها حتى حدث لي الذي حدث .
قبل دخولي السجن بشهر , في اليوم الذي طاف مكيال الحزن بي , طُرِقَ باب منزلي بالطبع لم أحاول فتحه لكن الطرق زاد عن حده ففتحته مضطراً ,
كان شخص ذا ابتسامة هادئة , " وجه بدر نظره اتجاه يحيى و هو يقول : " لو رأيته يا يحيى لنزلت بك السكينة , ابتسامته معدية , في ذاك اليوم استغربت من نفسي عندما بادلته الابتسامة و سمحت له بالدخول , يحيى صدقاً لم أتحكم بنفسي .
عرفني بنفسه و قال إنه طبيب ابنتي , و قد شرح لي إنه من رحمة الله عليها إنها ماتت فمرضها مؤلم جداً أكثر مما تتصور .
اجبته بما ندمت عليه الآن فقد قلت ( لو لم تكن مريضة لَمَ كان من الأفضل لها إنها ماتت . ) هو قال لي ( إن الله عز و جل كان يريد أن يختبر صبرك ,
لقد زارتني زوجتك السابقة في عيادتي مع شخص آخر و قالت لي إنه زوجها الجديد و كانت تبدو سعيدة ,
فلو عاشت ابنتك لكانت مع والدين منفصلين بحياة بائسة . اعلم إن وراء كل شيء حكمة سواء كانت ظاهر أو باطنة . )
عندما خرج الطبيب من منزلي اتصلت بي والدتي تُنَبأني إنها وجدت الزوجة المناسبة لي ,
كان من المقرر أن يكون مثل هذا اليوم زواجنا لكنه تأجل بسبب ظروف دخولي السجن , هل تعلم إنه مع كل هذا لم تتركني زوجتي المستقبلية , حتى و هي تعلم إنه من الممكن أن تطول فترة بقائي هنا . "
خرجت الدموع من عيني بدر و هو يختم حديثه : " بالأمس علمت إنه تم دفع جميع ديوني من فاعل خير , و سأخرج قريباً.
أنا لا أعلم ما هي قصتك أو معاناتك التي تجعلك غارقاً في التفكير هكذا , لكنني أعلم إنه يجب أن لا تيأس . فبعد ظلمات الليل تشرق أنوار الصباح . "
حضنَ يحيى ( بدر ) و قال : " شكراً لك , أنت ساعدتني كثيراً في كلامك هذا . أنا الآن أعلم ما هي الحقيقة الثالثة . "
بدر باستغراب : " حقيقة ماذا ؟ . " يحيى : " قصة سيطول شرحها , سأحكيها لك في وقت لاحق . الآن يجب أن اصل إلى الغابة فلم يتبقى الكثير على غروب الشمس . "
دخل الشرطي في الزنزانة و هو يقول : " يحيى قد تم الإفراج عنك , لعدم توافر أدلة قوية ضدك . "
يحيى مُوَدِعاً بدر : " أراك قريباً صديقي . "
كان في استقبال يحيى خارج قضبان السجن , آخر من يتوقع ,
راشد بسخرية : " مبروك حريتك . "........
أنت تقرأ
المغامرة الأخيرة
Mystery / Thrillerمغامرة دخلها بدون أن يختار . و النتيجة حقائق ثمنها غالٍ , غالٍ جداً أكثر مما تتخيل! . لكن هل يخرج منها حياً ؟ . ( ما هو التالي ؟ . ) سؤال لم يكلل تكرار نفسه . تأليف : أفنان البيات . جميع الحقوق محفوظة , يمنع الاقتباس من الرواية .