ثم ؟ .

233 11 0
                                    


( يحيى أنت أملنا الوحيد ! . أنت تستطيع فعلها ! . أخي لا تتركني ! . )

( المغامر الخامس يبدء معه السلام . )

( وراء كل شيء سيء ألف شيء جيد . )

( هناك حِكم في كل الأمور . )

( لا يوجد وقت ! . )

كل هذه الكلمات دارت في عقل يحيى الذي يحاول بكل جهده أن يستعيد وعيه .

رغم آلامه الفظيعة التي يشعر بها , استطاع بقوة إرادته التي لا تهزم أن يفتح عينيه أخيراً . حاول الوقوف بعظامه الشبه مكسرة لو لم تكن كذلك بالفعل , حتى صرخ ألماً , صحيح إنه سقط أكثر من مرة لكنه في النهاية استطاع الوقوف .

رفع رأسه قليلاً حتى بانت الشمس التي كادت أن تغرب . شعر يحيى كأنها تعانده فغروب الشمس اليوم أسرع من أيّ يوم .

قبل أن يذهب إلى مكان الحجر و ينهي المغامرة في الوقت القليل جداً الذي يمتلكه , التفت إلى القطعة الأخيرة من الأحجية و قد كانت خلفية الصورة و هي الغابة .

الأحجية قد تكونت أخيراً ريماس و يحيى بجانب بعضهم في الغابة بحالة مزرية جداً , مثل حاله الآن و حال ريماس عندما وجدها . استنتج إن هذه الصورة ستحدث بعد قليل لو استطاع الوصول بالوقت المناسب .

نسيّ آلام عظامه و هو يجري إلى هدفه و لا يرى أيّ شيء سواه .

وصل بشق الأنفس , رآى ريماس مستلقية في نفس مكانها و الجديد هو وجود بدر ريتال و راشد مستلقين و مقيدين معها , كلهم كانوا يرسلون نظرات رجاء ليحيى بأن يذهب بأقصى سرعته .

تقريباً لم يبقى إلا ثواني معدودات على غروب شمس اليوم التاسع و المغامرة الأخيرة ! .

بسرعة لم يعلم يحيى إنه يملكها قط خصوصاً مع آلامه , وصل إلى الحجر و قد لامسه بيديه العاريتين . ثم تنهد براحة لم يسبق لها مثيل .

التفت يحيى للأربعة المستلقين خلفه , توقع وجود نظرات راحة أو سعادة تعتليهم , لكن بدلاً منها وجد نظرات خوف ! .

أدار يحيى بصره مرغماً إلى مكان تَسَمُر نظرهم , و اعتلت ملامحه نفس الفزع ! . إضاءة مخيفة صادرة من مجهول ! . ألم ينتهي أطول يوم في حياته بعد ! .

الآن تجسدت الأحجية بالحقيقة , فيحيى بملامح الفزع و خلفه ريماس الخائفة تماماً مثل الصورة .

لحظة الوقت حقاً يمشي بشكل بطيء ! . فيجب أن تكون الشمس غَرُبت منذ زمن , لكنها لم تغرب ! .

حتى رمشات عيون الأربعة المقيدين بطيئة جداً . يبدو إنه ما زال لديه فصل من مغامرته الأخيرة ! .

ظهر صوت مخاطب ليحيى من العدم قائلاً : " أنت الوحيد الذي نجحت من هؤلاء الأربعة خلفك .

فكلهم حاولوا و لم يستطيعوا لذا علقوا في هذه الغابة , لم يكونوا يملكون قوة الإرادة و العزم اللازمة لهذه المغامرة .

أغلب الذي فعلوه هو لمساعدتك في النجاح حتى لو كان قاس في بعض الأحيان .

و لأنك نجحت لك مني هدية وداع . عليك باختيار شخص واحد فقط منهم حتى ينجو . "

يحيى متسائلاً : " من أنت ؟! . " الصوت : " أنا أساس لعنة الحجر و بنجاحك سأنتهي , لكن أريد أن اقدم لك هدية لا تنساها . "

يحيى مجادلاً : " أريد إنقاذهم كلهم . " الصوت بعبث : " تستطيع لكن بتضحية ! . " يحيى بقوة و ثقة و من غير تردد : " بكامل إستعدادي للتضحية , أيًّ ما كانت ! .".....

المغامرة الأخيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن