- فراغ عينيه كأنه ينظر في روحك فيعرف خفاياك وما أبعد من ذلك ، كان يطغى على عينيه لون الدخان المُسودّ حيث لا سبيل له في الخلاص .
- كيف قابلته ؟
- في احدى المستشفيات ، حيث كان يبدو نحيلا لشاب في الثامنة والعشرين من عمره .
- هل تحدثتم ؟
- لا .. كان ينظر للفراغ فقط لحين وقت بدأ عمله .
- كان يعمل في المشفى ؟
- نعم كطبيب اسنان ، هو قال انه حلم طفولته .
- واو ، في ذلك العمر الصغير ؟
- نعم ، لكنه قضى جميع سنوات حياته في الدراسه لهذا الحلم .. لقد ضلت قدمه قليلا ، لكنه وصل .
- كيف كانت اول محادثة لكما ؟
- كان طبيبي لفتره ، لقد اعجبت به حقا وقتها .
- وهل اخبرته ؟
- نعم .
- وما كان جوابه ؟
- غريبا لقد اخبرني بأنه غير صالح للحب !
- وهل استسلمت ؟
- لا ظللت اتبعه حتى رضخ .
- هل بادلك المشاعر ؟
- ابدا لكني كنت الكتف الوحيد الذي يتكأ عليه ، كما قال .
- اين كان اول موعد لكما ؟
- كان في مقهى منعزل ، يوم سبت ممطر .
- هل كان سعيدا ؟
- لا ادري ، ربما كان !
- ماذا اخبرك بعد موعدكم ؟
- انه يريد بدأ علاقة جدية معي ، لكن بشرط !
- ما هو ؟
- ألا اخذله .
- هل فعلت ؟ اعني هل خذلته ؟
- لا ادري ، ربما .
- بما تصف ما كان بينكما ؟
- شي اعمق من الحب ربما ؟ كنت اقدسه وكان يحتمي بي من كل ما يؤلمه .
- هل تحدث قط عن ما يؤلمه ؟
- احيان عدة ، لقد اخبرني انه نادم على عيشه بتك الطريقة .
- اي طريقة ؟
- لا اعرف .
- اعذرني على التطفل ، كيف كانت علاقتكما في السرير ؟
- كان مذهل ، هادئ وساكن متمهل لكنه رائع !
- عل تعرف ما كان يحبه ؟
- نعم ، كان يحب اللون الاسود شقته كلها سوداء ! يحب المطر ومنتصف الليل ، يحب الاكل المالح واحيانا الحلو ، كان متقلبا قليلا .
- هل ندمت يوما على معرفتك به ؟
- ابدا ، انا شاكر لأي لحظة جمعتنا معا .
- تحدث عنه ، اعني اخبرني ماذا كان يعني لك ؟
- كان يومي بأكمله ، كنت احب تأمله حين يقضي يومه كاملا في الفراش ، كان لطيفا قليلا ما يبتسم لكنه لطيف ! كان يمتلك اطهر قلبٍ عرفته لكنه يخفي الامر ببروده وبعض قسوته .
- ما الذي اخبرك عنه في اخر لقاء لكما ؟
- اخبرني انه يحمل في قلبه لي مشاعر اعظم من الحب ، لقد شكرني ايضا قبلني ثم احتضنني قبل ذهابي للعمل .
- حين عدت ، ماذا حدث ؟
- وجدته غارقا في دمائه بجانبه صورة لنا .
- هل كان على قيد الحياه ؟
- لا ، كان جسده باردا ناديته كثيرا ولم يجب علي ، اخذت وقتا حتى وصل الاسعاف ، كنت احتضنه بشده لكنه لم يفق !
- هل كتب لك شيئا ؟
- نعم ، كلام كثير ، كان يكره نفسه يحب عمله لكنه يكره حياته ، كان سعيدا جدا بمعرفتي لانه اخيرا وجد شخصا يحتويه قليلا قبل ذهابه ، كتب بأنه يعرف بأنني سأتألم لكنه لا يحتمل البقاء اطول ، لقد اضاع نفسه مره وفقدها للأبد ، احب وجودي في حياته لكنه لم يحب حياته نفسها ._________
رأيكم يهمني 🌸