كانت تجلس على ذلك المقعد القديم المتردي ، تلف جسدها النحيل بمعطفها، اتقاء البرد والصقيع... في قلبها ألم وفي انفاسها اختناق، وفي ذهنها سؤال: هل عشت حياتي فعلاً؟! سبعون عاماً وعشرون كتاباً، وهذه الشهادات الورقية المزخرفة بأطار يخفي عيوبها ،ونقصها ..لانها ببساطة من ورق !!. امتلكتْ بيتاً وسيارة، تعيش على راتبها التقاعدي، وتجلس كل يوم على تلك الشرفة المطلة على ملعب الاطفال حديث الانشاء ،وفي يدها كوب قهوة .اعدته لها خادمتها الجديدة.
امسكت اعلى شهادة تملك بكل يأس لعلها تواسي ،وحدتها .
هبت نسمة هواء باردة ،جعلت يديها النحيلتين ترتجفان ، لم تلبث حتى ادركت ان نصف القهوة سكبت على شهادة الدكتورا خاصتها
هرعت الخادمة لاعانتها ،ولكنها رفضت..
مع اسمرارها بالنظر للشهادة ،وانتظار الخادمة لتفسير سبب الرفض.!
ثم تناولت ما تبقى من القهوة ،وانتبهت لانها مرة اكثر من اللازم
اعتذرت الخادمة من سوء الخدمة..
فقالت..لا بأس لانها على الاقل تفهم مرارة حياتي
#خربشاتي