CH01

3.8K 116 104
                                    

حُبٌ نقي و طاهر..

عَشِقَ بصدق و أُستُهوِيَ من حنايا قلبه..

ذو نوايا يعلم عنها الدهر سلك درب الكثير..

لكن حُب السلطة و جشَع الوصُول إليها!
قد أعمى الكثير..

ليُنشبا سهمًا يخترق حصن الثقة و الوثوق..

فأحيانًا ، الرغبة في الجاه لن ينتج عنها سوى الآلام و الآهات.





______________________




يُفركُ رقبته بألم بينما يُحاول طرد ذلك الصداع من رأسه ، يسير في الرواق الملكي المخصص له و خلفه بعدّة خطوات مجموعة من الجنود مخوّلين بحراسته فقط ، و صوتُ طرق أحذيتهم الحَديدية على الأرض الرُخامية هو الشيء الوحيد المسمُوع في ذلك الرواق.

و مجددًا ، يومٌ مرهق آخر قد مرّ ، مليءٌ بشكاوي و مشاكل الشعب -مهمة الملك تُصبحُ صعبةً بتواجد كل ذلك الشعب الذي لا يكتفي من الشكوى.

يتنهّد بتعب شديد للمرّة المئة قبل الألف ، فبعيدًا عن مشاكل القصر ، الملكُ ذا المَقامة العُليا يملكُ ذلك الإحساس الذي يُنبؤه بحدوث أمرٍ سيء ، وهو خائفٌ بشدّة من ذلك الأمر.

أجل ذلك صحيح ، ملكٌ و خائفٌ بشدّة ، كلمتين متضادتين لا محل لهما في المُفرادات اللغوية ، لكن بالنسبة لملكنا ، الأمر سيُصبح خارج نطاق المنطق حين يتعلق الأمر به.

و هو ؛ تمنى أن لا تكون شكوكه صحيحة ، على الأقل ، ليس الآن .

عند وصوله إلى جناحه الخاص ، أمر الجنود بالمغادرة رغبةً في الإستخلاء مع نفسه .

و حينما بات المكان خالٍ عدا بعض الخادمات ، نزع الوشاح الطويل من رقبته بمساعدتهن ، ليضع التاج فوق محرابه ، و بعد أن تأمّل في تفاصيل الحجرة جيدًا ، قرر أخذ حمامًا سريعًا يُبعدُ ذلك التعب المُضني عنه .

و بعد عدّة دقائق ، خرج من الحمام برداء خفيف ، شعرٌ مبلل ، و وجه عكر ؛ فهو بالفعل قرر إبقاء خوفه لنفسه قبل أن يتأكّد من كل شيء.

إنحنت له الخادمات كإنتظار أي أمر عليهنّ ، وهو إكتفى بأمرهنّ بالإنصراف .

إقترب من المرآة الكبيرة الموضوعة أمام سريره ذو حجم ملكي ، حين باشر بتجفيف شعره بعنجهية.

توقف فجأة عما كان يفعله ليأخُذ تحديقه في إنعاكسه في المرآة وقتًا لا بأس به ، أبعدَ المنشفة عن رأسه ببطئ ، ليرفع يدهُ و يُزيحَ بها قليلًا من ردائه جانبًا ، مُبرزًا كتفه الأيسر ، و أظهر بذلك بشرةً بيضاء نقية ذات عيبٌ واحد ؛ ندبةٌ صغيرة لكن بدا عليها ذلك العمق و القِدَم.

i LOVED you! || V.Kookحيث تعيش القصص. اكتشف الآن