"العُشّاقُ في هذا العالم يستمِدُّونَ القوّة من حُبِّهم"
"هذا ما يجعلُهم يصمدونَ رَغمَ كلِّ الأمورِ الصعبة و العوائقِ الخانقة"
"هذهِ القوّة تبقيهم واقفينَ مدُّةً أطول.."
"تُعطيهمُ النفَسَ للاستمرار"
"لرُبما أنتَ تسألُ نفْسَكَ الآن و تقول:ما هذا كلُّه هل أنا في حرب!!؟..و ان كانت كذلك.. حربٌ ضدَّ من!!؟"
"نعم، هي حرب.. حربٌ على المنطق.. حربٌ على العقل و الذات.. حربٌ على الظروف.. "
"حربٌ على الدُنيا بأسرها إن منعتْكَ من الوصولِ إلى من تُحب أو ما تُحب"
"إنْ سألْتَ نفسكَ هل يجبُ أنْ أكونَ سعيداً مع العشق!!؟"
"فالجوابُ صعبٌ و بسيطٌ في الوقتِ ذاتِه"
"لا، العِشْقُ هو خليطٌ من الحزنِ و السعادة، الألم و النشوة، الدمعِ و الفرح"
"هذا ما يعطي العِشقَ طعماً فريداً من نوعِه لا تستطيع حتى تفسير ما ُ إن كان حلواً أم مُـرّاً"
...................
"أكانوا هاوين للحياة.. أو عاشقينَ للأفراد.. أو متيّمين بالأحلام."
"فهُمْ مقامرونَ قد يخسرونَ كلَّ شيء في لحظة"
"يركضونَ وراءَ قلوبهم آملينَ بالنجاةِ بحبّهم"
"و كأنّهُ ظُلمٌ و ذنْبٌ عظيمين"
"لكن السؤالُ المهمُّ الذي قدْ يتبادرُ إلى ذهنك"
"هل الأمرُ يستحقُ كلَّ هذ!!؟ا"
"لنْ أجيبَ على تساؤلكَ هذا"
"اتركِ الأيامَ هيَ من تجاوبُك"
............
الأيام!؟
هلْ سأعرفُ حقّاً الإجابة!؟
و لكنْ متى!؟
تسائلْتُ في نفسي.. و أنا غيرُ مدركٍ أيّ أجابة..
فركْتُ عينيَّ النعستينٍ و أخذْتُ بالتثاؤبِ بسببِ عدمَ تمَكُني من النوم جيّداً..
وضعْتُ يدايَ على الطاولةِ مستمرّاً بانتظاري المقيتِ و المُضجرِ مبحلقاً ببابِ المكتبةِ
لعلّ ملاكيَ المخلِّص يدخلُ من بابِ هذهِ الجنةِ مطقلاً أهازيجَ الفرحةِ داخلَ قلبيَ الساكنَ
من دونِ نبضٍ مسموع..و إذا برائحةِ القهوةِ المنبعثةِ من حقلِ البنِّ الذي نبتَ فوق خصلاتِ شعرها تعمُّ أرجاءَ المكان..
الرفوفُ المرحبة.. و الكتبُ العاشقة.. و البلاطاتُ المنتظرةُ بصمتٍ مطبقٍ أن تدوسَ عليها ..
و الأحمقُ الجالسُ في وسطِ كلِّ هذا سارحاً..
جسّدَتْ لوحةً من مسرحيةً شعبيةٍ بطلتها ملاكٌ طاهرٌ و أوراقٌ لم تعدْ تمتلك أيَ أهمية تُذكر..
أما الأحمق.. فلا يدري ما إنْ كانت هذهِ مسرحيةٌ أم حقيقة..دخلتْ سوزي من البابِ بخطواتها الملكيةِ الواثقة..
لم استطع أن أشيح نظري عنها..
كانت برّاقة كالشّمسِ في وضحِ النهار..
و ساحرةً كالفجر..
و آخذةً لللبِّ و الأبصارِ كالشّفق..
كان عقيقُ شعرها الطويل متناسقاً مع مروجِ عينيها الخضراوتين..
و كانتْ رقبتها القصيرةُ مزيّنةَ بطوقٍ رفيعٍ من الفضةِ يتوسطها لؤلؤة بيضاء كندفِ الثلجِ النقية..
أما عن معطفها الأسودِ الطويل، فكان من الجلدِ اللامعِ تكسرُ سوادهُ كريستالاتٍ فضيةٍ صغيرة كالنجومِ التي تزيّن سماءَ ليليَ الأسود..وقفتْ في منتصفِ المكتبةِ و عيونها تتجوَّلُ في أنحاء المكتبة، ما كنتُ لأريدُ أنْ ينتهي هذا المشهد.
لوّحتُ لها دالّاً عن مكاني ..
بَدتْ على ملامح وجهها الدهشة، و لكن ما لبثتْ أنِ ابتمسِمَتْ ابتسامةً لطيفةً على محيّاها الطفولي..بدأتْ تقتربُ مني بخطواتٍ ثابتة..
سوزي: مرحباً! أكنتَ تنتظرني!؟
تذركّرتُ لحظةَ سؤالها أنّني لمْ أخبرْها بأنّي سأنتظرها هنا أو ما شابه ..
كنتُ مخطِّطاً على أنْ يبدو اللقاءَ أكثرَ عفويةً مِن هذا..
بدأتْ الأفكار تنهالُ علي في جزءٍ منَ الثانية..
(يبدو أنّي تقمصْتُ فعلاً دورَ الأحمقَ بهذهِ المسرحية)خرجتَِ الكلماتُ متدافعةً من فمي: لقدْ أنهيتُ قراءةَ كتابٍ قبلَ قليل..
و أردْتُ دعوتَكِ للحديثِ إن كنتِ متفرّغة..
لكن إنْ كنتِ تريدينَ قراءةَ شيءٍ ما فلن أعطِلَكِ أبداً..رفعتْ باستغرابٍ حاجبيها العريضينِ المتناسقينْ كَقوسٍ من الشوكالاته الفاخرة و وضعتْ
كفَّها الأبيض الناعمَ على وجهها، فرأيتُ ابتسامةً ملائكيةً خلفَ الأصابعَ القصيرة حيثُ انتفخَتْ
معها تفّاحاتِ خدّيها..
و قالتْ: لا داعي لأن ترتَبكَ هكذا.. أنا لم آتي إلى هنا للقراءة..قاطعتها قائلاً: إذاً لمَ أتيتِ إلى المكتبةِ إن لم تودّي القراءة..
سوزي: لقد أتيتُ لأني واثقٌ من أنّكَ سَتكونُ هنا..أنا!!؟ قلْتُ مُستغْرباً..
سوزي: لقدْ غادرْتُ البارحة دونَ أنْ أَعطيكَ رقمَ هاتِفي و بريدي الإلكتروني لنستطيعَ التواصلَ
خارج المكتبة..اشتدَّ استغرابي بعدَ هذه الكلمات...
تمتمتُ بيني و بينَ نفسي: يبدو أنّي تقمصْتُ الدورَ أكثر من اللازمَ في هذهِ المسرحية..
سوزي: مسرحية!!؟قلتُ بارتباكٍ شديد هل قلتُ مسرحية!!؟
سوزي ضاحكةً: يبدو أنَّ هذهِ الكتبَ أثرتْ عايكَ بطريقةٍ أو بأخرى.أجبتُ ضحكتها: يبدو ذلك..
فأشارَ مُشرفُ المكتبة لنا لنخفض الصوت..
فصمتنا لبرهة من الزمن و أنفجرنا بعدها ضاحكينَ غيرَ مبالينَ بالوجوهِ المندهشةِ حولنا.(قرأتُ كُتُباً كثيرةً لدرجةِ أنّي لا أذكرُ عددها)
(لكنْ.. لمْ يؤثِر فيَّ أيُّ كتابٍ مثلكِ)
أنت تقرأ
حُب، سعادة، حياة
Romanceبين أيديكم قصتي.. بين حبٍّ، سعادة و حياة.. سهم حبٍّ أصاب غير مكانه .. سعادة تملأ الدنيا و تلونها... تختصر بينهما معنى الحياة..