وحُبست السماء في الغرفة

79 5 0
                                    


إنها الرابعة مساء والوضع كالعادة، لا تغيرات في الغرفة لا شيء جديد، الأبعاد كما هي، السكان كما هم، والمخلوقات المجهولة أيضا على نفس الحال. إني أراقبها منذ مدة، لقد أسرت خاطري تلك الغرفة، لست أفهم كيف تبدو بهذا الحجم وبهذا الوسع وبهذا الضيق، إني أرى فتاة يوميا تذرع الغرفة جيئة وذهابا طولا وعرضا من دون أن تصل إلى حد الحائط وأنا متأكد تماما أن الفتاة في مثل حجمي وأن الغرفة لا تزيد عن مساحة قدرها 3 × 3 متر مربع على أكثر تقدير.

لكن الغرفة تحوي قطعة من السماء في سقفها تسود ليلا وتشرق صباحا بشكل مثير للدهشة، هل يعقل أن الفتاة عبقرية من زمن ما غريب, كيف استطاعت أن تحبس السماء! ثم وأيضا لا أنسى فعل الصعود الدائم، إن الفتاة دائما في محاولة للصعود، كل يوم تستيقظ صباحا تضع ذلك السلم وتبدأ من جديد إنها تحاول الصعود إلى السماء، وكل يوم لا تصل.

لقد حاولت مرارا أن أرى بوضوح ماذا يوجد في الغرفة، كأن أبحث عن باب أو نافذة، لا أحد يدخل ولا أحد يخرج ولكن هناك أناس إن صح القول بأنهم أناس يتواجدون وكأنهم ويغيبون وكأنهم يخرجون، إنهم لا يدخلون ولا يخرجون، إنهم يتواجدون ويغيبون، تنظر إليهم الفتاة إن كانت تنظر فأنا لا أرى ملامح وجهها على كل حال، ولكن رأسها يتوجه إليهم، إنها لا تحاول السير باتجاههم بداخل تلك الغرفة الفسيحة بغرابة بل تلازم السير باتجاه معاكس تكاد تلتصق بالحائط ولكن وكما ذكرت إنها لا تصل إلى حد الحائط مهما حاولت، على كل حال إنها تلتزم السير بعكس زاوية وجودهم بالغرفة وكأنها تتجنبهم وتبتعد عنهم، وفي كل مرة يحاول أحد هؤلاء "الغرباء" أن يسير باتجاهها ينتهي النهار وتغرب الشمس وكأنها تخبرهم إبدؤا عذابكم غدا من جديد.

دعني أحكي لك يا صديقي اليوم كذلك استرقت النظر من فوق بيتي ورأيت العرض المعتاد والذي لا أملّ منه، الغرفة التي أسرتني عن بعد، إسمعني أنا أعيش هنا منذ ثلاث سنوات، وأعتقد أني أعيش بعيدا جدا عن الغرفة، ولكنك يا صديقي تظن أنني أبالغ.

صادون يقول: هاي أنت سينون! لقد أخبرتك كل شيء رأيته الألوان والتفاصيل وكل شيء عن الغرفة. منذ نصف ساعة وأنا أتحدث عن جمال الغرفة لماذا لا تعلق بشيء.

سينون: يا رجل لماذا أنت مهووس هكذا؟ بالتأكيد لقد رأيت شيئا يشبه السماء- في الحقيقة كاد قلبي أن يتوقف – لا أعلم كيف تحتمل الضغط الناتج عن المراقبة الدائمة، فأنا وبمجرد أن شعرت بالخطر على قلبي لم أستطع رؤيتها من جديد. أظن أن الغرفة تبدو جلية لمن لا يخاف على قلبه من الإنفجار، يا رجل إن النظر إليها يفتت القلب، ظننت أن روحي سوف تخرج. هل هي شيء من بعد آخر! لا أدري ولا أود أن أمر بتجربة تفتيت القلب من جديد. إستمر أنت في مراقبتها وكف عن إخباري رجاء لا أريد أن تعلمني أي شيء عنها.

وحُبست السماء في الغرفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن