الحلقة الأولى
"لقاء حتمي"أحياناً الإنسان يكون أمامه كل شيء بين يديه، ومع ذلك لم يراها ولم يشعر به، تغير مجري حياته للأحسن أو الأسوء، دائمًا الأختيار بين أيدينا ومعظمه يكون سوء أختيار نندم عليه .
لكن يجب أن يصطدم في شيء أقوى لكي نشعر بقيمته؛ لكن عندما تتحول المشاعر مجرد أتفاق لأغراض معينة .. هنا يجب أن نتوقف سوف تعكس الحياة رأسًا على عقب لدوامة متعبة حقًا ......الساعة الثانية ظهرًا، موعد رجوع محمود إلى المنزل لتناول وجبة الغداء كالمعتاد بدلًا من تناولها بالشركة بمفرده، مع زوجته تهاني .. توقفت السيارة أمام فيلا الإبياري لينزل منها رجل وقور في الخمسين من عمره، دقائق ووجد طفلته بإبتسامتها الحانية بأستقباله .. إقترب منه الخادم ليحمل عنه حقيبته السواد متجهاً لمكتبه .. ركضت نحوه بخفة وأرتمت بصدره، ضمها إليه بكل حب وحنان لتقول بصوت هامس :
ـ وحشتني
أبتعد عنها ليقبل جبينها وهو يقول بحب :
ـ أنتِ إللي وحشتيني أكتر.. عايز أفهم أنتِ مبتكبريش أبداً ضحكت تهاني وهي تقول بمرح :
ـ لالا خليني كده دايمًا صغيرة وحلوة في عينيك
إبتسم محمود لبرائتها، مهما طالت الأيام والسنين يشعر في كل مرة كأنهما ثنائي حديثي الزواج، كل يوم والحب يكبر في قلبهما .. ستظل زوجته وابنته وحبيبته إلى أخر نفس يخرج منه .. فقال وهو يداعب وجنتيها :
ـ أنتِ مش بس حلوة شكلًا، كفاية روحك وقلبك الطيب يا تهاني .. ربنا ميحرمناش منك أبدًا
عانقته تهاني بشدة .. تنهدت بعمق وارتسمت بسمة عريضة على ثغرها وقالت :
ـ ولا منك يارب
أبتعدت عنه مستردة بمرح :
ـ يلا أدخل ريح في مكتبك شوية عقبال ما الأكل يكون جاهزإبتسمت وأرسلت له قبلة في الهواء وهي تبتعد عنه متجهة إلى المطبخ .. إبتسم محمود بشدة وأتجه هو الأخر إلى غرفة مكتبه .. جلس على المقعد وهو يدور به يمينًا ويسارًا ولا تزال البسمة مرتسمة على وجهه، يفكر في ذكرياتهما معًا .
دقائق ودخل الخادم يخبره بالقدوم على الفور، خرج من مكتبه وبدأوا في تناول الطعام .. يقدم السفرجي الطعام المتبقي؛ يتناول محمود طعامه في صمت .. بعد عدة دقائق نظر إلى ساعة يديه و من ثم تجهم وجه على الفور ...
إلتفت إلي تهاني قائلًا :
- طارق نزل الكلية ولا لسة نايم متأخر زي عوايده ؟
تهاني تركت ما بيديها بضيق، نظرت إليه قائلة :
- اها الحمد الله، خف عليه شوية يا محمود مش كده
عقد أصابع يديه بضيق، رفع رأسه وإلتفت إليها قائلًا :
- يعني أنتِ مش شايفة تصرفات ابنك إللي تشل
أقبلت عليه بلهفة ومسكت يديه قائلة :
- بعد الشر عليك متقولش كده، مش شغال معاك في الشركة كويس أهو
محمود ربت على يديها ثم تنهد في ضيق قائلًا :
- مش كفاية يا تهاني أنتِ إللي مدلعاه على الأخر .. أما نشوف هيعمل أيه في الصفقة الجاية
إندهشت تهاني قليلًا ثم نظرت إليه بتسائل :
- صفقة أيه ؟! .. قصدك بتاعة هاشم الجوهري ؟
هز رأسه قائلًا :
- اها هو
مازالت محتفظة بتلك النظرة، قالت بتسائل :
- بس أزاي !! ده في غيبوبة بقاله سنة
نظر اليها مذكر إياها بما حدث :
- أنتِ متعرفيش أن بنته هي إللي ماسكة الشركة في غيابه
إندهشت تهاني، يبدو إنها تناست الأمر بالفعل :
- بجد ! الله يكون في عونها
تناول هاتفه من جيب بنطاله و ضغط علي بعض الأرقام، قال دون الإلتفات إليها :
- هتصل بيه أشوفه فين