تجمعت ربات المنازل في صباح يوم الإثنين، كل واحدة منهن تحمل حقيبة مشتريات إما ممتلئة أو خالية في إنتظار ذهابهن إلى المركز التجاري لشراء حاجيات اليوم .
لكن كان على هذه المهمة الإنتظار فحديثهن الأن أكثر أهمية من الروتين اليومي.
تحدثن بصوت خافت كأنهن لا يردن أن يسمع أحد حديثهن رغم كون الشارع خالياً إلا منهن فالساعة قد تجاوزت التاسعة وكل ذي عملٍ قد ذهب إلى عمله.
وأثناء حديثهن لم تنقطع نظراتهن عن ذلك المنزل الكبير والذي يقع في منتصف الحي ويشغل مساحة كبيرة منه، وقد كان أصحاب هذا المنزل هم محور حديثهن.
عُلقت لافتة خشبية طوليه عليها إسم العائلة التي تشغل المنزل .. ماتسودايرا .. إحترافية النحت على الخشب وجماله يبين أنها قد أنجزت عند أفضل النحاتين في كيوتو، وتبين مقدار الثراء الذي عليه أهل هذا المنزل.
رغم كون هذا الحي يعتبر من الأحياء الفارهة فمعظم سكانه من أصحاب الدخل فوق المتوسط إلا أن هذا المنزل كان فوق تحملهم فهو ذو مساحة كبيرة، بـ خمس غرف نوم وثلاث حمامات وحوض سباحة داخلي صغير ومطبخ على الطراز الأمريكي ومدخنة للشواء تقع قرب الحديقة التي زُينت بأنواع متفرقة من الزهور المتألقة ونافورة على الطراز التقليدي أعطت المنزل الحديث طابعاً تقليدياً بديعاً.
كان هذا المنزل هو الأغلى في الحي، صممه مهندس معماري مشهور قبل بضعة سنوات.
إشترته أسرتان من قبل لكنهم لم يستطيعوا دفع أقساطه في الوقت المناسب فسُحبت الملكية منهم، وهكذا بقي المنزل خالياً لوقتٍ إلى أن جاءت عائلة ماتسودايرا محور حديث ربات المنازل هذا الصباح.
إنتقلت العائلة مساء يوم الخميس فجأة، دونما أي ضجة وخلال وقت الغروب.
أثار ذلك فضول سكان الحي طيلة الأيام التالية عن هوية هذه العائلة والتي لم يظهر أحد أفرادها إلا مساء السبت حينما ظهرت إمراة شابة في أواسط العشرينيات أمام منزل كل واحد منهم لتعرف عن نفسها لهم ..
كانت ملامحها جميلة للغاية، بشعر فاق طوله كتفيها بقليل وقد صُبغ بالبني الفاتح. طويلة بالنسبة لبنات جيلها وذات ذوق راقي في الملابس أذهل السيدات في منتصف العمر.
بكل إحترام وبإبتسامة سحرت الأزواج في المكان عرّفت عن نفسها بأنها ( يوكيكو ماتسودايرا ) القاطنة في المنزل رقم 94، وقد إنتقلت هي وزوجها ( يوغامي ماتسودايرا ) للعيش هنا منذ الأن وصاعداً.
كان السؤال الذي تبادر لذهن الجميع بعد هذا التعريف المقتضب: ماهي وظيفتكما ؟
فبالتأكيد الجميع يريد أن يعرف كيف تدبرا أمر شراء هكذا منزل !
أنت تقرأ
هكذا هزموا اليأس
Romance- مكتملة - -لا أعلمُ ماذا كنتَ ستفعل إن لم أظهر في حياتك ماتسودايرا.. -لو أعطاني أحد خمسة ين بعد كل مرة تقولينها لأصبحتُ في غنى بيل غيتس! °°°° هي: مجتهدة، تعمل بهمه، تحب أن تكون المتحكمة في حياتها وناجحة فيها. هو: يكره المجتمع، لا يحب الخروج من غ...
