أزاحت الخادمة الستائر من على النافذة الكبيرة سامحة لخيوط الشمس الذهبية أن تخترق غرفة جوليات فتضيف إلى أثاثها البيضاء جمالاً و رونقا غطت جوليات رأسها بالبطانية وقالت بكسل
"إرحلي أريد أن أنام "
تقدمت الخادمة نحوها و أردفت:
"سيدتي السيد جون ينتظرك على مائدة الفطور "
تنهدت بضيق و أزاحت الغطاء من على وجهها بضيق و وقفت من مكانها إستعدادًا لنزول
بعد نصف ساعة من تحضيراتها الروتنية و إستحمامها الذي يستغرق 10دق نزلت أخيرا إلى غرفة الأكل كانت الأثاث فاخرة و مساحة المنزل الشاسعة تعطي طابعا لمستوى هذه العائلة الغنية
كان والدها جون ينتظرها على مائدة الإفطار الكبيرة و هو يتصفح أحد الجرائد
قالت جوليات و هي تتخذ مجلسها
"صباح الخير أبي"
وجه والدها أنظاره الباسمة نحوها و رد
"صباح النور عزيزتي مل نمت جيدا!"
"أجل"
طأطأت رأسها و لاذت بالصمت أردف والدها بعدما لاحظ هدوئها والتعب البادي على ملامحها "ما الأمر عزيزتي !!! هل هناك ما يزعج أميرتي الصغيرة!!"
نظرت إليه ثم إرتسمت إتسامة شفافة هادئة قائلة "لا لن يزعجني أحد مادمت معي " لكنها اليوم ذكرى وفاة والدتها لا تزال تتذكر جيدًا ملامحها البهجة و أعينها الباسمة لقد كان عمرها لا يزيد عن أربعة سنوات حين خسرت أغلى من لديها هي لا تتذكر شيئا غير ملامحها لطالما كانت ذكرتها الوحيدة
حاول السيد جون تعويضها عن ما خسرته لكنه عجز عن إمحاء صورتها هو كذالك لا يزال يتذكر حب حياته و زوجته الحبيبة لكنه يرفض إفصاح ما بداخله إنه يرفض إعتراف بالألم الذي يعانيه ما إن ينظر إلى ملامح إبنته يا إلاهي كم تشبها إنها نسخة مصغرة عنها
وضع جون شوكته فوق الصحن بهدوء ثم إبتلع ما بفمه و أردف:
"بالمناسبة غدا أو ربما هذا المساء سيأتي حارسك الشخصي الجديد سيمضي أياما معك إلى حين عودتي"
رفعت رأسها بسرعة ونظرت إليه بإستغراب قالت أخيرا "ماذا لكن إلى أين أنت ذاهب!!"
"سأسافر خارج البلاد هناك أعمال أود إنهائها "
"لكنني لست بحاجة إلى حارس شخصي سأتدبر أموري بنفسي فلا تقلق "
"لن أتركك لوحدك فعملي قد يؤثر على سلامتك على أية حال إنها بضعة أيام و ستنقضي "
تنهدت بإستياء و تابعت فطورها
هي ليست بحاجة إلى حارس شخصي فهي أقوى مما يظنه والدها أو على الأقل هذا ما تعتقده فحايتها هادئة وخالية من أية مشاكل إذن فما حاجة للحارس الشخصي هذا ما كان ينقصها رجل يتبعها طوال اليوم كظلها و كأنه لعنة أحلت بها
"أنسة جوليات"
أخرجت جوليات رأسها من على تحت الماء و مررت أطراف أصابعها على شعرها المبلل و الطويل لتجد الخادمة واقفة أمامها إقتربت نحوها و أخرجت جسدها من على المسبح و لفت نفسها بالمنشفة وقالت و هي تُنشِف شعرها
"ما الأمر؟"
"صديقك جايكوب ينتظرك في غرفة الجلوس"
"حسنا أنا ٱتية"
جايكوب هو شاب يكبر جوليات بسنة واحدة ويدرس معها في كلية الوسيقى لكن في الحقيقة ما يربطهم هي صداقة التي دامت سنوات لقد تعرف عليها في أيام المتوسطة ومنذ ذلك الحين لم يبتعدا
أخيرا أقبلت جوليات بعدما غيرت ملابسها و إرتدت تنورة قصيرة سوداء مع قميص أبيض مطرز بخيوط سوداء وقد إحتضنته بسرور قائلة :"كيف حالك !!"
جلس جايكوب قائلا:"بخير ماذا عنك فنحن لم نلتقي منذ مدة!"
تغيرت ملاح جوليات البهجة إلى كأبة و حيرة
فقال بقلق:" أخبريني ما الأمر!"
أردفت جوليات:"سيسافر والدي غدا "
ثم تابعت
"وعين لي حارس شخصي"
"لا تقلقي جوليات إنه يريد أن يبتعد قليلا من معاناته ما إن يتحسن حتى يعود إلى حاله"
"و الحارس ما حاجتي إليه ؟؟"
إبتسم جايكوب بلطف قائلا" وما المقلق في الأمر إنها مجرد أيام و ستنقضي أليس كذالك!!"
صمتت جوليات للحظة و كأنها تفكر في حل ما ثم قالت فجأة "ستمضي فقط إن ساعدتني في شيئ "
"وما هــو؟؟؟".....
أنت تقرأ
Bodyguard
Aksiyonهناك شخص ما يراقبها لا تعلم كيف عرفت ذلك !! شخص ما خلفها في هذا المطبخ المعتم إستدارت بسرعة لتوجه الغرفة حدقت بقوة لترى إن كانت تستطيع رؤية شيئ من خلال هذا الظلام .... حاولت ان لا تتنفس لقد كانت مرعوبة يجب عليها الخروج من هنا هناك خطر حقيقي يحدق ب...