4- يوم التسوق

30.9K 1.5K 63
                                    

كنت مستلقية على الارض و انا احس بالوحدة والبرد والألم في آن واحد , و بدأت الحياة تبدو لي متعبة بينما غبت عن الوعي للحظات ثم افقت .
خطرت لي فكرة مرعبة : ترى ان متُ متى سيكتشف بيتر جثتي ؟
عندها كما لو انه كان يستمع الى افكاري ، فُتِح الباب و ما ان رآني بيتر حتى اصابه الذعر .
جلس الى جواري وبتوتر اخذ يسألني ما خطبي ، و ماذا يجب عليه ان يفعل .
بدى عليه انه كان خائفاً و لا يعلم كيف يتصرف ،لم اتمكن من نطق الكثير سوى  " المسكنات "
تذكر حينها انه كان يجب ان يناولني اياها ما ان يصل و اسرع الى غرفته عائداً مع الاقراص في يده و معه كوب من الماء ، ثم ساعدني في تناولها ، و ما ان فعلت حتى اخذني الى الاريكة في غرفة المعيشة، كي استريح.

لم يبدأ مفعول المسكنات الا بعد دقائق طويلة, و بيتر الرجل الذي اعتقدته فظاً و لا يأبه بأمري ، لم يغادرني للحظة. تذكرت قلقه و خوفه و فكرت (لماذا كان بيتر مذعوراً ؟ لماذاكان تفاعله مبالغاً فيه ؟ ربما لانه عاش من قبل موقفاً مؤلماً لشخص عزيز له اصيب بالمرض .. او ربما توفي..)

لم يقل بيتر الكثير طوال ذلك الوقت، و كنت بدوري مرهقة لاقود اي حوار معه. ما ان كنت قادرة على الوقوف توجهت الى غرفتي و عدت للنوم في الساعة الثالثة صباحاً و كذلك فعل بيتر بعد ان اخبرته انني اصبحت بخير .

في الصباح التالي لم اسمع سوى الضوضاء يتبعها ظهور سريع ثم اختفاء بيتر و هو ذاهب للعمل بعد ان سألني بنبرة تدّعي اللا مبالاة ان كنت بخير و اجبته بنعم.

لن اتكلم بالتفصيل عن ذلك اليوم ، سأكتفي بوصفه اليوم الاكثر مللاً في حياتي. لم اكن معتادة على البقاء في المنزل طوال النهار خاصة بعد ان بدأت بالترحال فقد اصبح الجلوس في البيت ليوم واحد شيء خانق لا يطاق. خفت من ان اخرج فأضيع عن طريق العودة ، لذلك على مضض تقبلت الملل .
مرت الساعات كأنها عقود من الزمن. و ما ان فتح بيتر الباب في الساعة السادسة مساء تقريباً حتى قفزت في وجهه.

" لماذا تركتني هنا بمفردي؟ انا شخص لا يتحمل البقاء في البيت . كدت ان اموت مللاً و انت هناك في كل .." قذفت بكلماتي في وجهه و كأنها رصاصات تستهدفه. كان يتجاهلني و يمضي في طريقه كما لو انني كنت غير موجودة .

صمتت عندما اغلق باب الحمام في وجهي  بلا مبالاة. و انا استشطت غضباً و كنت عازمة على افتعال المشاكل ما ان يخطو خارجاً من الحمام.
ما ان خرج منه مرتدياً فقط منشفته شعرت بالإحراج الشديد و لم اتمكن من النظر اليه او حتى من فتح فمي، فقط دنوت بنظري الى الارض بصمت و انا انظر الى مكان اخر اصطنع الانشغال بشيء ما على طاولة القهوة ، حتى سمعته يغلق باب غرفته وراءه .
بعد ان غير ملابسه انضم الي في غرفة المعيشة . كان يبدو وسيماً بملابسه الرياضية و وجهه الحزين، كعارض ازياء .
و فكرت ان كثيراً من النساء و لا بد يلاحقنه طوال الوقت , اذا كان من النوع السطحي فذلك شيء لن يجعله يفكر بالانتحار ابداً . كان هنالك في الامر شيء اكثر تعقيداً يدفعه نحو انهاء حياته و اردت معرفة ما هو .

مــن  انـت ؟ ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن