سلامة وداع

452 48 77
                                    

لـندن..
الواحد من ديسمبر..

إحتدت ليالي الشتاء برودةً قد جعلته يصمم على الوقوف فِي شارعها ليطل بعيناه على شرفة منزلها الزجاجية و التي تزينت بقطرات ندى الشتوية، رغم نومها في هذا الوقت من الليل البارد إلا أنه سعيد بمراقبة ظلام غرفتها الذي أشعلت بينه مصباح صغير أنار دفتر مذكراتها الذي بُعث داخله الدفئ من دموعها الساخنة التي ملأته..

كان هو من يعلم بوجود تلك الدموع الغزيرة أعلى وسادتها البيضاء فقط ما كان لا يعلمه هو كيف لها أن تعيش هكذا..

نظر إلى السماء التي بدأت في استقبال الشمس لتتشابك عيناه العسلية بالخيوط الزرقاء التي ظهر بها بعضاً من الضوء الأصفر الطفيف مكونة تشكيلة رائعة مع عسليتاه اللامعة..

كالعادة هي لم تنام بل نهضت من فراشها في خمول تُرجع خصلات شعرها المموج ذو اللون الكستنائي للوراء لتظهر عيناها الخضراء الذي كستها خطوط حمراء أثر دموعها الليلية..

نهضت لتلف شالها الأسود حول جسدها تتخطى السلالم المؤدية للأسفل لتتجه ناحية المطبخ متجاهلة عائلتها التي لم تعطيها أهمية فهم نوعاً ما قد إعتادوا على تصرفاتها الطائشة..

أخذت ميليسا تقضم فطيرة محلاة بالسكر وحدها دون الجلوس معهم فهي قد وقعت في عشق الوحدة هروباً من نفاق قد زار العالم فجأة فانتشر بين جميع المنازل..

كان خروجها من المنزل قليل يكاد يُعد على الأصابع ربما من حسن حظه أنه كان يراها في تلك الأوقات النادرة لتثبت ملامحها المُتعبة نوعاً ما في مخيلته التي استطاعت رسمها في أقل من ساعتين على لوحة ناصعة البياض قد اختارها خصيصاً لها من بين أوراقه الصفراء المهترئة..

جلس زين خلف عربة الفطائر المحلاة الخاصة به يدفئ جسده بمعطف جلدي قد اشترته له والدته في عيد ميلاده السابق تاركة شراء دوائها جانباً فرؤية ابنها بشكل جميل علاج لكل أمراضها..

- صباح الخير زين.

فاق من شروده على صوت والدة ميليسا التي جاءت مبتسمة كالعادة، نهض هو يبتسم أيضاً لها من بين لحيته الخفيفة التي زينت فكه ليحيها قائلاً:

- صباح الخير سيدة سكارليت، لقد حضرتُ الفطائر التي تحبيها..

مد لها الفطائر متنوعة المذاق يشعر بالسعادة كون أن تلك الفطائر تأكلها ميليسا..

عادت سكارليت و معها الفطائر التي طالما أحبتها ميليسا كثيراً دون أن تعرف من هو صانعها ربما تلك الفطائر الخفيفة هي حجة لعدم إنتحارها حتى الآن..

سلامة وداع Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن