لم أكن أدرك بأن الخبز " اليابس " له مذاق حلوً , كحلاوة قهقهات " أبي " حين أبادره بالسؤال
_متى سنأكل مثل البشر?
كلما أحتضن فمي قطعة خبز
أتساءل ماذا كان يقصده " أبي " في الجزء الاخير من قهقهاته ??
اتوقع الحلول ,فتتشبث بي الحيرة ثم أعيد ترتيب جلستنا الاخيرة على الاريكة
تفصل بيننا منضدة خشيبة كانت نصيب أمي من ميراث والدتها , بها كأس ماء
وطبق به خمسة قطعات من " السمك " لا يتجاوز الواحد منها كف يد أبن الرابعة
وخبزنا الذي كان يجلبه لنا..
ذات يوم أثارني الفضول لمعرفة حقيقة الخٌبز
أتبعت خطوات أبي ليتني لم أفعل
صوت توسله " لصناع الخبز " لم يبرح أذناي لبرهة ..!
لماذا أسرد كل هذا..!
ما يهم الأن التخلص من ذاك الصوت
أي لعنة هذه?
_ أيتها الجدران
ألسنا رفقاء في السابق لا احد لكم غيري
حقاً لا أجد ما يدعو للضحك,
اووه حتى معطفه هناك يقهقه
حذائه الوحيد , كأسه المثقوب...
ماهذا الفخ الذي أوقعت نفسي فيه?
كأن السنوات لم لا طاقة لها لإزلة أثر البؤس هنا
_أيتها الجدران أنظري إلي لستُ ذاك الشقي الذي يتكيء عليك ويبكي ليلاً ويخبرك بأسراره كبرت ومات السر
سأغرق في التيه لن أهتم بالخبز بعد اليوم
إن أتاكِ طيف أبي زائر أخبيره بذلك...نسرينة