وقف في مكانه المعتاد تحت بتلات الساكورا المتساقطة ليترك روحه تغتسل في ملمس الساكورا المخملي .
جاهلًا حقيقة من تقف هناك تراقب لتحفر كل تفصيل في أعماق ذاكرتها بل في أعماق روحها.
أغلقت عينيها تزامنًا مع فعله المثل ليستنشقا الهواء النقي ليصبح الهواء الطلق الواصل الوحيد بين روحيهما.
ما أن فتح عيناه حتي بدأت أنامله بمداعبة أوتار قيثارته الحبيبة المستلقية في أحضانه.
وما أن بدأ لحنها بالسيلان والتسرب لأذنيها حتي فتحت عيناها لتبدأ يديها بالتحرك بانسيابية جميلة لطالما تسائلت لما لألحانه تلك القدرة علي تحريرها من قيودها وجعلها طليقة في أرض الخيال الجميل .
وبينما يديها مازلت تخط بالألوان المختلفة خطوطًا مُبهمة لتلوث بها نقاء القماش الأبيض .
عاد بها الزمن للمرة الأولى التي التقت فيها بمحرر روحها .
كانت في بداية الربيع ومع بداية تفتُح أزهار الساكورا للحياة قررت أن تخرج من معزلها عن الناس عسى أن تجد في الهواء الطلق محررًا لروحها الحبيسة ..
جلست هناك لساعات وساعات وسارت حول المكان ولكن لا شيء!!!
مازلت تشعر بالقيود تضيق قبضتها حول روحها المسكينة ...
وحين كانت علي وشك إدارة ظهرها من أجل الرحيل وتحمل بين أضلعها أملها المُحطم ...
هنا حين تسرب لروحها عزف هاديء....
يبدو وكأنه يصدر من نهاية نفق بعيد !!!
وقبل أن تدرك ذلك حتي كانت قدماها مُطلَقة العنان ،تسرع نحو محرر قيود روحها ...
ومع كل خطوة أقرب كانت تستطيع الشعور بقيد جديد يُكسر ...
لقد أقتربت؛ لقد أقتربت كثيرا ...
يمكنها الشعور بروحها تعود للحياة مرة أخري، تعود حرة ،طليقة .ومع وقوع عيناها عليه حتي شعرت بأخر قيد يُنفي من الوجود وبروحها تهيم في عالم الخيال مجددا .
مع شعور غريب بنور مشع يغسل جوانبها ،هرعت نحو لوحاتها الميتة لتعيد بث الحياة بها ....
ومن ذلك اليوم وهي تجلس هناك تستمع لعزف القيثارة لتترك روحها تهيم لتقوم ألوانها ببث الحياة علي الصفحات البيضاء القاحلة .
ولكن مع تزايد أوراق الساكورا علي جوانب الطريق ،تزايد شعورها بالفضول نحوه !!!
YOU ARE READING
عازف القيثارة
Romance-حين تصبح خصلات شعري هي أوتارك ... حين تصبح دموعك وابتساماتك هي ألواني ... عيونك ملجأي فلا ترحل . =إلي لقاء قريب يا لغزي العزيز .