دخلت إحدى الغرف و وضعت حقيبتي متذمرة "تبا ! يا له من يوم تعيس ! كيف لي أن أنسى حمل الخريطة ؟ !"
أدعى ندى و أعمل كدليلة سياحية في التايلاند منذ سنتان و لم يسبق لي أن تهت في غاباتها يوما إلى اليوم الذي كان السياح أعضاء فرقة كورية مشهورة ، و الأسوء أنه لم يسبق لي أن تركت خريطتي و نسيت أخذها ، إنها كالسلاح بالنسبة لي .. لم يكن من المفترض نسيانها .
من حسن حظنا أننا وجدنا منزلا أو ما يشبه القصر وسط تلك الغابات و قررنا المبيت به إلى الغد ..
أغلقت الباب بإحكام بما أني لا زلت لا أثق بهؤلاء الشبان ، فقد تعرفت عليهم صباحا فقط ، تمددت على السرير أسترجع أحداث اليوم ، لا تزال ملامح أحدهم عالقة في ذهني ، يدعى جين ، أكبرهم ، أخرق بعض الشيء لكنه لطيف بشكل غريب ، إضافة إلى كونه وسيما ..
كنت غارقة بالنوم حتى شعرت بنسمات باردة تتحسس ذراعي ، ظننتها حشرات ليلية فاكتفيت بالمسح على ذراعي علها تختفي و عدت للاستغراق في النوم ، لكن النسيم البارد عاد لأشعر به هذه المرة يتسلل إلى أذني لأسمع صوتا رجوليا بما يشبه الهمس ..
"اشتقت إليك"
انتفضت من مكاني و وقفت أنير الغرفة لكن لم يكن هناك أحد غيري ، مشيت في أنحائها أبحث بين الأغرض القديمة و خلف الستائر الطويلة لا جدوى . جلست على طرف السرير أفكر أنه ربما بسبب تعبي من السير غرقت في النوم و هيئ لي سماع صوت ما ، أغلقت الأنوار و عدت إلى النوم .
أيقظني من النوم صراخ قوي قادم من خارج الغرفة ، نظرت إلى النافذة ، كان الشروق قد حل بالفعل ..
ركضت خارجة أستطلع ما يحدث ، وجدت الشباب متجمعين أمام باب غرفة جين ، بعضهم يصرخ و بعضهم يحاول فتحه بقوة ، لكن ما أثار رعبي هو صرخات جين القادمة من الداخل و كأنه يتعرض للطعن و هو يطلق بين صرخاته توسلات ، أحسست بقلبي يتوقف عن النبض "يا إلهي ما الذي يحدث له ؟؟" هذا كل ما استطاعت شفتاي النطق به ..
تراجع الطويل صاحب الغمازات المدعو آر إم للوراء ثم قام بضرب الباب بقوة بكتفه ليسقط محطما أرضا ، اندفعنا داخل الغرفة لنقف مصدومين من هول ما رأيناه..
كان جين معلقا في الهواء عاليا من خصره بينما كامل جسده مرتخي ، لكن عروق جبهته و رقبته البارزة كانت تنكر كونه مرتخيا ، احمر وجهه و هو يطلق صيحات ألم ، بينما يحوم تيار هوائي شديد البرودة حوله ..
فجأة ظهر ما يشبه السحابة قاتمة اللون من العدم و طافت حول جسد جين لتتسرب عبر فمه جعلتنا غير مصدقين لما نراه ..
أطلق جين على إثر ذلك صرخة أخيرة اقشعر لها بدني و تمزق على إثرها قلبي ، قبل أن يتوقف التيار الهوائي و تهاوى جسم جين ليسقط و يرتد بقوة على السرير ..